بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن كثيراً من الأمور والعادات ليست قبيحة في نفسها، بل قد تكون حسنة بعض الشيء، ولكن لظروف أو أسباب خاصة، اقترنت بأمور سيئة بحيث وقع تداعٍ بينها ..
ومن أفضل الحلول هو تحويل تلك العادة إلى عادة أفضل منها، واستبدال الأمر الحسن بأمر أحسن منه، حتى لا يبقى أثر لذلك القبيح الذي تلازم مع تلك العادة.
والرسول (ص) لم يغفل هذا الجانب، فغير الكثير من تلك العادات والتقاليد - التي لم تكن قبيحة في نفسها إلى عادات أحسن منها، وحتى في الأمور الصغيرة.. وإنما كان التغيير إلى الأحسن بقصد استساغة التغيير، وتذليل العقبات في وجهه.
ولنذكر بعض الشواهد:
إن تهنئة الزواج المتعارفة بين الجاهليين هي عبارة (بالرفاء والبنين) أي بالانسجام بين الزوجين وأن يرزقوا بأولاد، وهذه العبارة - في نفسها - لا بأس بها، إذ من المحبذ أن يكون هناك انسجام بين الزوجين وأن يرزقوا بأولاد، ولكن هذه العبارة كان يتداعى منها إلى الذهن ازدراء للبنات والضيق بهن، فازدراؤهن أمر قبيح ومذموم..
كما قال تعالى: (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم) ، فهنا جاء دور رسول الله (ص) لتغيير عبارة (بالرفاء والبنين) وإبدالها بعبارة (على الخير والبركة) وقد اختار (ص) موقعاً وحدثاً لا ينسى ويبقى في الأذهان وهو يوم زواج سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (ع).. ففي الحديث الشريف :
(لما زوج رسول الله فاطمة، قالوا بالرفاء والبنين، فقال لا بل على الخير والبركة)..
كما تم تغيير عبارة (باسمك اللهم) التي كان يستخدمها الجاهليون إلى (بسم الله الرحمن الرحيم)، مع أن (باسمك اللهم) اسم من أسماء الله تعالى، وكذلك جرى تغيير التحية من (أنعم صباحاً) و(أنعم مساءً) إلى (السلام عليكم)، وغيرها كثير؛ وذلك لما ذكرنا من أن الأفكار الجديدة يجب أن يهيأ لها الجو المناسب، لتتركز في نفوس الناس، ولتقطع صلتهم بعادات سيئة وذكريات باطلة.