بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
" فـاطـمة " هو الاسم الجامع للزهراء عليها السلام
((أمالي وخصال الشيخ الصدوق.. عبد العظيم الحسنى عن الحسن بن عبد الله بن يونس عن يونس بن ظبيان قال قال أبو عبد الله عليه السلام: لفاطمة عليها السلام تسعة أسماء عند الله عزّ وجلّ فاطمة والصدّيقة والمباركة والطاهرة والزكية والراضية والمرضية والمحدّثة والزهراء، ثم قال عليه السلام: أ تدري أي شيء تفسير فاطمة؟ قلت: أخبرني يا سيدي، قال: فُطمت من الشر. قال ثم قال: لولا أن أمير المؤمنين عليه السلام تزوجها لما كان لها كفؤ إلى يوم القيامة على وجه الأرض آدم فمن دونه)) (بحار الأنوار ج43 ص10 رواية1 باب2).
إنّ الحديث يركّز على أسمائها عند الله، وهذا المقام، أعني مقام عند، هو مقام عظيم لا يناله أحد إلاّ الأنبياء والأولياء.
وأيضاً هناك تأكيد في الحديث على كلمة فاطمة خاصّة ووجه تسميتها بها بأنّها فطمت عن الشرّ وهذا مفهوم عام يستوعب جميع ما ذكر في وجه تسميتها بهذا الاسم .
الوجه في تسميتها بهذا الإسم:
وذلك: أنّ الله سبحانه وتعالى لم يخلق إمرأة بهذه المواصفات العظيمة التي منها أنّها حوراء إنسيّة ، ففطر العدم هذا بخلق فاطمة وتجلّى معنى فاطر في شخصيّتها عليها السلام ومن هذا المنطلق سمّيت فاطمةُ فاطمة.
قال الإمام الخميني (قدس سرّه) :
(جميع الأبعاد المتصوّرة للمرأة وللإنسان قد تجلّت في الزهراء سلام الله عليها وكانت متواجدة فيها. لم تكن الزهراء امرأة عاديّة، هي امرأة روحانيّة، هي امرأة ملكوتيّة، هي إنسان بجميع معنى الكلمة، إنّها جميعُ نسخة الإنسانية، جميعُ حقيقة المرأة، جميع حقيقة الإنسان. إنّها ليست امرأة عاديّة، إنّها موجود ملكوتي قد ظهرت في العالم على صورة إنسان....
إنّها امرأة قد اشتملت على جميع خواص الأنبياء، هي امرأة لو كانت رجلاً لكانت نبيّاً، امرأة لو كانت رجلاً كانت في موقع رسول الله صلي الله عليه وآله ....
المعنويات، التجلّيات الملكوتيّة، التجلّيات الإلهيّة، التجليّات الجبروتيّة، والتجليّات الملكيّة والناسوتيّة كلّها قد اجتمعت في هذا الموجود.... إنّ الإنسان موجود متحرّك من مرتبة الطبيعة إلى مرتبة الغيب وإلى الفناء في الألوهيّة. وقد حصلت للصديقة الطاهرة هذه المعاني وهذه المسائل. فهي بالحركة المعنوية من مرحلة الطبيعة وبقدرة الله وباليد الغيبيّة وبتربية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استمرت في طيّ المراتب إلى أن وصلت إلى مرتبة لم ينلها أحد من الخلق.)
ثمّ إنّ هناك جانبين في خصوص هذا الإسم أعني فاطمة:
الأول : الجانب السلبي أو الجلالي .
الثاني: الجانب الإيجابي أو الجماليّ.
وكلا الجانبين قد بُينّا في الحديث الشريف ولكنْ بنحو كلّيٍّ فقوله عليه السلام:
(أتدرى أي شيء تفسير فاطمة؟ قلت: أخبرني يا سيدي قال فطمت من الشر)
يشير إلى جانب الجلال في شخصيّتها.
وقوله عليه السلام:
(لولا أن أمير المؤمنين عليه السلام تزوجها لما كان لها كفو إلى يوم القيامة على وجه الأرض آدم فمن دونه)
يبيّن جانب الجمال في وجودها عليها السلام .
خلاصة الوجوه للاسم فاطمة :
1 - لأنّ الله فطم من أحبّها عن النار.
2 - لأنّها فطمت عن الطمث.
3 - لأنّها فطمت بالعلم (أي من الجهل).
والمستفاد من الأحاديث أنّها عليها السلام فاطمة فطمت عن جميع العيوب والنقائص وهذا يعني طهارتها المطلقة وهي العصمة.
والمهمّ ما في الحديث :
(محمد بن القاسم بن عبيد عن أبى عبد الله عليه السلام أنه قال إنا أنزلناه في ليلة القدر الليلة فاطمة والقدر الله فمن عرف فاطمة حق معرفتها فقد أدرك ليلة القدر وإنما سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها) (بحار الأنوار ج43 ص65 رواية58 باب3).
المقارنة بين ليلة القدر وفاطمة الزهراء عليها السلام
1 - إنّ ليلة القدر مجهولة للناس من حيث القدر والمنزلة والعظمة كذلك بضعة المصطفى.
2 - أنّه كما أنّ ليلة القدر يفرق فيها كلّ أمر حكيم، كذلك بفاطمة يفرق بين الحقّ والباطل.
3 - كما أنّ ليلة القدر صارت ظرفاً زمانيّاً لنزول الآيات والسوَر كذلك فاطمة أرضيّة مكانية لنزول جبرئيل .
4 - ليلة القدر معراج الأنبياء والأوصياء، وكذلك ولايتها مرقاة لهم (ما تكاملت النبوّة لنبيٍّ حتّى أقرّ بفضلها ومحبَّتها).
5 - إنّ ليلة القدر منشأ للفيوضات والكمالات، كذلك التوسّل بها وسيلة للبركات ودفع البليّات.
6 - إنّ ليلة القدر خير من ألف شهر فهي عليها السلام خير نساء الأولين والآخرين، بل إنّ فاطمة خير أهل الأرض عنصراً وشرفاً وكرماً.
7 - إنّ ليلة القدر هي بداية سنة العرفاء بالله كما في الأحاديث الكثيرة وهي منطلق السير إلى الله فكذلك فاطمة هي منطلق الورود في الولاية والتعلّق بأهل البيت عليهم السلام.
وصلَّى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين