بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ صدق الله العلي العظيم الاية 113 - سورة هود
الركون ومعناه في اللغة العربية الميل ويكون الميل في العادة بالتعاطف او تأيد الموقف . واحياتاً بالسكوت فمثلاً لو رأيت امامي موقف منكر ولم ادلي بملاحظتي علية قد اكون في بعض الاحيان اعبر عن موافقتي على هذا الموقف
فالساكت عن الحق شيطان اخرس.
تبين هذه الاية ان الذي يركن الى الظالمين يكون كمن قام بعمل الظلم وحسابه يوم القيامة النار حيث اذا تركه الله لا ينفعه احد
لتكتمل الصورة يجب اولاً معرفة الظلم.
لقد قسم الامام علي (ع) الظلم الى ثلاث انواع:
1 - الظلم الذي يغتفر : وهو الظلم الناتج عن تقصير الانسان تجاه ربه سهواً ويكون في العبادات عادةً , فإن الله يغفر للإنسان فيما لو تاب على التقصير الذي قام به , والتوبة تكتمل بالاستغفار - الندم - عدم العودة الى القيام بهذا العمل مرة ثانية .
2 - الظلم الذي لا يغتفر : وهو الظلم الناتج عن الشرك بالله كأن اشرك مع الله احد او اتخذ له اب او اولاد.
هذا الظلم لا يُغتفر عليه والنار هي المأوى دون حساب .
3 - الظلم الذي لا يُترك : وهو ظلم البشر لبعضهم البعض ( اخذ الحقوق - الغيبة - الحكم على الناس والتشهير بهم - الحقد - حتى النظرة الحاطئة - النميمة ...)
يُقال ان الله يوم االقيامة لا يترك حق مخلوق على مخلوق فيأخذ حق العنزة النقراء من العنزة الاخرى
ويأخذ حق الانسان من الانسان حتى لو كان هذا الحق ضربة كف بكف او نظرة او اي شيىء مهما صغر
ان الله لا يغفر للأنسان هذا الظلم إلا اذا طلب الانسان المسامحة من اخية الانسان المظلوم في الدنيا .
اخيراً :
تعلموا كيف ان تحبوا اخوانكم( فمن لا يحب اخاه وهو يراه لا يستطيع ان يحب الله وهو لا يراه - السيد المسيح (ع) )
يجب ان لا نظلم الناس ونحكم عليهم غيابياً او نصدر عليهم احكاماً دون ان نعرف نياتهم فلربما تصرفات الانسان تكون بالنسبة لنا غير جيدة انما نيتة صافية
وقد قال الامام علي (ع) احمل اخاك المؤمن على (70 ) سبعين محمل حسن قبل ان تحكم عليه بحكم سيئ
تذكروا دائماً انه يوم القيامة هناك وقفة بين يدي الله وسيمر كل من ظلمناه من امامن ليأخذ حقة .