منتديات شباب أمل الثقافية
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد!
يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
منتديات شباب أمل الثقافية
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد!
يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
منتديات شباب أمل الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
homeالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلالتسجيلدخول

 

 كلمة للإمام السيد موسى الصدر في ذكرى شهادة الإمام الكاظم (ع)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
haidar
عضو فضي
عضو فضي
haidar


ذكر
العمر : 35
الرصيد : 19
متصل من : Lebanon
تاريخ التسجيل : 11/04/2008
عدد الرسائل : 231

كلمة للإمام السيد موسى الصدر في ذكرى شهادة الإمام الكاظم (ع) Empty
مُساهمةموضوع: كلمة للإمام السيد موسى الصدر في ذكرى شهادة الإمام الكاظم (ع)   كلمة للإمام السيد موسى الصدر في ذكرى شهادة الإمام الكاظم (ع) Empty2008-08-02, 03:39


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين..

في الأسبوع الماضي كنا نتحدث عن الدعاء المأثور بعد كل صلاة في شهر رجب، وبقي قسم من الدعاء وعدنا بتفسيره فيما بعد، وفي جانب ثانٍ في هذه الأيام، وفي السابع والعشرين من شهر رجب (حسب المشهور عندنا) مبعث النبي الكريم (ص) ثم معراجه، والإسراء، وهذه مناسبة عظيمة أيضاً تستحق التحدث، ولكننا خصصنا غداً حفلة كبرى لمناسبة ذكريات المبعث والإسراء والمعراج.. إنشاء الله نستمع في نادي الإمام الصادق ونتحدث ويتحدث المحدثون عن هذه المناسبة، أما اليوم فمناسبة أخرى عزيزة أيضاً: وفاة الإمام موسى بن جعفر (سلام الله عليه) في الخامس والعشرين من شهر رجب، ونحن كما تعهدون: هذه الذكريات من وفيات ومواليد نستعين بها ونتبرك بها ونكتسب من إحيائها تعاليم وأوامر ورصيد لحياتنا الصعبة في هذه الأيام، نستعرض حياة أئمتنا الذين قال في حقهم رسول الله (ص): إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا.. وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض..

فإذاً التمسك بالقرآن وبعترة رسول الله (الأئمة الميامين) ليس معناه حبهما واحترامهما وتقديسهما وتقبيل القرآن ووضعه على الرأس، أو حب الأئمة في القلب، أو وضع صورهم في البيوت.. التمسك أي العمل.. يعني الاقتداء، فالذي يمشي في الخط المستقيم هو الذي ينفّذ ويطبّق أوامر الكتاب ويستنير بنور الكتاب القرآن الكريم وأيضاً يفتّش في صور أئمته ويدرس حياتهم ويجد في مواقفهم مواقف نموذجية يقتدي بها..

في هذه الأيام (أيام الوفيات والذكريات) نحن نستعرض خلاصة من حياتهم حتى نستعين بها في هذا اليوم المظلم.. في حياتنا الخاصة والعامة.. أمام مشاكلنا.. ومن حسن الحظ، ومن إرادة الله، وتصديقاً وتطبيقاً لكلام رسول الله في أئمتنا، نجد أنواعاً من الحياة، ومواقف متعددة، نجد فيهم الخليفة، والمسجون، نجد فيهم الكبير، والشاب، نجد فيهم الأبيض، والأسمر (الإمام الجواد كان لونه أسمر)، ونجد فيهم ولي العهد مثل الإمام الرضا، ونجد فيهم العلماء يمارسون علم العلماء فقط مثل الصادق والباقر، نجد فيهم المضطهد مثل الإمام زين العابدين والإمام موسى بن جعفر، ونجد فيهم المسجون في ثكنات الجيش مثل الإمام الهادي والإمام العسكري الملقبين بالعسكريين لأنهما كانا يعيشان في مراقبة السلطان وفي ثكنات الجيش، نجد فيهم من كل لون، نجد من كانت أمه ست ، ومن كانت أمه جارية.. عبدة ، نجد الجميع والكثير من الألوان والمواقف، فإذا حاولنا أن نفتّش في حياة الأئمة حتى نجد درساً ليومنا نتمكن، لأنهم عاشوا أنواعاً من الحياة في الأجيال الإثني عشر، ولكن أحب أن أقول هنا بأننا مع الأسف في لبنان بالذات نهمل هذا الجانب، نجد أنفسنا نحب الأئمة ونضحي بأرواحنا لأجل تمجيد ذكراهم وإحياء شانهم، ولا نقبل أن يهينهم أحد أو يسمهم بسوء، ولكن هل نعرفهم؟، بعض أولادنا للأسف لا يعرفون أسماء الأئمة الإثني عشر، هذا غاية الظلم أيها الاخوان، أما نحن فربما لا نعرف متى ولدوا ومتى ماتوا وما هي صورتهم وكيف عاشوا، إذا نحن ما عرفناهم كيف نتمكن من التمسك بهم؟ مظبوط؟ لا تعرف إمامك كيف عاش كيف جاهد وكيف مات، بماذا تتمسك به؟ كيف تقتدي به؟ هذا ظلم.. يجب علينا أيها الاخوة أن نعرفهم ونعرف حياتهم ومماتهم وسيرتهم ونعلّم أولادنا،لا تقدرون على هذا؟ نأخذ الطفل الصغير كل ليلة كل يوم نعلّمه عن واحد من الأئمة، هذا واجبنا، لا يمكن أن تقول أنّ كل الواجبات على علماء الدين أو على الأئمة أو على الجمعية او على المؤمنين، كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، أنت في بيتك مسؤول لازم تعلم أولادك من الصغر، حتى يكون التعليم مستقراً في قلبه حاول أن تعلمه من الصغر: ما هو القرآن، ما هو ميزان تعاليم القرآن، من هم الأئمة، كيف عاشوا، نحن نعتز بالانتساب اليهم..

قرأت في حياة الإمام موسى بن جعفر أنّ رجلاً مسيحياً زار الإمام أيام كان في بغداد، وقال: لقد بُعثت من قبَل مطران الشام (كبير رجال الدين في سوريا في وقتها)، كانوا موجودون طبعاً مثل اليوم، ويظهر أنّ هذا الشخص كان يحب العلم كثيراً ويبحث كثيراً، قال له: ما دمت تحب العلم فعليك بأعلم أهل زمانك، قال له: من هو، قال: هو موسى بن جعفر أعلم أهل زمانه (له أحاديث متبادلة مع الإمام)..

هؤلاء الأئمة الذين ما ورد في تاريخهم وتاريخ معاصريهم موقف سلبي أبداً، لا نقائض شخصية، ولا تصرفات غير صحيحة، ولا مواقف جبانة، كلهم في خط واحد ونور واحد.. يقفون الموقف الواجب، وهم الذين حرسوا الدين، ومنعوا الحكام والخلفاء والسلاطين من تحريف الكلم وتغيير معالم الدين، هم الذين حرسوه، فأئمتنا يسوى نعرفهم أيها الإخوان، ومن السهل جداً أن تطلعوا على سيرة الأئمة، ولا يكلّف ذلك الكثير، ولا يحتاج الى الكثير معرفة أسماءهم وولاداتهم ووفاتهم ونبذة من كلماتهم وخلاصة من سيرة حياتهم، هذا واجب، وأكثر من واجب، ليش؟ كما قلت، ألا يقول رسول الله (ص): إني تارك فيكم الثقلين، مثلما يجب عليك معرفة القرآن حتى لا تضل فواجب عليك أن تعرف الأئمة حتى تقتدي وتهتدي، الإمام موسى بن جعفر من هؤلاء وله ميزة في حياته، تختلف هذه الميزة عن سائر الأئمة، هذه الميزة أنه عاش في أيام الاضطهاد الشديد (كما نقرأ في زيارته المخصوصة)، وهو كان يُنقل من سجن الى سجن، محبوس في ظلم السجون، الإمام موسى بن جعفر عاش أكثر أيامه في اضطهاد مستمر، أيّ اضطهاد؟ اضطهاد بمقاطعته وقطع الناس عنه، كانوا يفصلون بينه وبين الناس، وكانوا يراقبون أصحابه وجماعته، فيكيدون لأصحابه، معروف قضية علي ابن يقطين، وهو من أصحاب الإمام، ومن العلماء في زمانه، لكنه كان موظفاً في ديوان السلطان، في ديوان الخلفية هارون الرشيد برتبة عالية، كان مستشاراً، طبعاً التقسيمات الإدارية فيها ما كانت بالشكل الحاضر، فكان بمنـزلة الوزير، محرم سرّه وموزّع أمواله.. كان رجلاً كبيراً.. هذا الرجل يشكو عند الإمام موسى بن جعفر من أنه ابتلى بالخدمة عند الظالمين ويحب أن يترك لكنه يخاف على حياته، تسمعون كيف كانوا يشكون ولا يرضون بالتعاون مع الظالمين، كانوا يخافون على دينهم (رغم المال والمجد) لأنهم كانوا على علم بما ورد عن رسول الله (ص) وعن الأئمة (ع) بأنّ الذي يساعد الظالم ويعاونه هو شريك له ولو كان ذلك بمقدار تقديم قلم الى الظالم لكي يكتب..

يقول صفوان الجمّال (رض)، وهو أحد الأصحاب، كان عنده كميات كثيرة من الجِمال يكريها لحكّام السلطان، فيسأله الإمام: هل أنت تكري وتؤجر جِمالك للحاكم؟ قال: نعم، ولكن أقدّم خدمة ولا أريدهم، أشتغل وآخذ أجري.. قال الإمام: حينما الجِمال تحمل بضائع الخليفة أو الحكّام، ما تريد من الخليفة أو هذه الخدمات؟ ألا تحب في قلبك أن يبقى الحاكم حياً لكي يدفع لك أموالك، قال: بلى، قال: فإذاً ترضى ببقاء الظالم، وتحب بقاء الظالم..

هذه الدرجة ما كانوا يقبلونها: الممالأة مع الظالم، والمسايرة مع الظالم أياً كان وفي أي لبس كان وبأي درجة كان، هذا مشاركة للظالم..

علي بن يقطين يقول: شكوت للإمام، فقال لي: أنت تعمل مع الإمام لكن يمكنك أن تخدم جماعتك وأصحابك والمستضعفين وتدافع عن حقوقهم وتوصلهم الى أخذ حقوقهم، فهذه كفّارة عملك، فيجوز لك أن تبقى، بل لا يجوز لك ان تترك، عليك ان تبقى هناك وتعمل..

وفي إحدى المرات بعث الخليفة هدايا الى علي بن يقطين، ومن جملتها جبّة مذهّبة مزركشة نفيسة، علي بن يقطين استأنس بالهدايا وأراد أن يقدّمها الى الإمام لأنّ الإمام أعز خلق الله عليه، فبعث الى الإمام الهدايا كلها، فقبِل الإمام بعضها وأرجع البعض الآخر، وفي جملة هذا البعض بعث الجبّة المذهّبة واعتذر عن قبولها وقال: أنا لبستها وصلّيت فيها، ولكن أعيدها إليك، علي بن يقطين حينما وجد انّ هذه الجبّة مباركة أحبّها ووضعها في صندوق وكان يتبرك بها في بعض الليالي ويلبسها كي يتذكر الإمام..

مضى مدة وأحدهم يقدم تقريراً الى الخليفة يقول أنّ هذا الرجل من موالي موسى بن جعفر ولا يحترمك ولا يؤمن بأنك على حق، والدليل أنه يدفع الحقوق الشرعية والزكاة الى الإمام، والسند الحي على ذلك أنه بعث الجبة المعروفة والهدايا الى الإمام، فطلبه الخليفة وعاتبه وتكلّم معه، ثم قال له: أين الجبّة؟ فقال: ادخرتها ووضعتها في صندوق وأتبرك بها، وهذا مفتاح الخزنة، فحجزه عنده وبعث المفتاح، وجاؤوا بالجبة وانكشف الأمر..

الإمام كان يصون حياتهم وينصحهم في كثير من الأمور ويتخذ لهم الاحتياطات حتى لا يفشلوا، ولا يبتلوا بمثل هذه البلوى..

كانوا (الحكّام) يضطهدون الإمام، فجعلوه في سجن، ونقلوه من سجن الى سجن، وقطعوا صلته بالناس، وكانوا يضطهدونه ويمنعونه من التحدث، فيراقبونه، وأكثر من ذلك: كان يفقرونه ويحولون دون وصول الأموال إليه.. محاولة تفقير وتجويع..

في بعض الأخبار أنّ بنات الإمام ما كان لديهن لبس ليخرجن من البيت، وعندما يحين وقت الصلاة يتبادلن اللبس.. أي اضطهاد تريد أكثر من هذا؟ ظلمات بعضها فوق بعض، الاضطهاد بكل معنى الكلمة، ولكن هل سكت الإمام؟ هل ترك؟ أبداً.. أنظر الى الكتب الفقهية فتجد الروايات والأحاديث والأدعية والتعليمات الدينية مليئة عن الإمام موسى بن جعفر، ولكن لها طابع خاص.. فالأحاديث المروية عن بقية الأئمة مذكور إسم المروي عنه، يقول المحدّث: سمعت الصادق.. سمعت أبو عبد الله.. وهكذا.. إلا الإمام موسى بن جعفر، الأحاديث الواردة عنه: سمعت الرجل.. سمعت العالم.. سمعت الرجل الصالح.. كانوا يعبّرون عنه بتعبير رمزي، يعني: الإمام ما ترك الأمر للطغاة حتى يحولوا دون تقديم التعليمات وإعطاء التوجيهات للناس، ما سكت.. وكان يقدّم لهم بين فترة وأخرى وفي كل مناسبة (وحتى في السجون) التعليمات الدينية، وهذه معروفة..

سبب الاضطهاد في أيام موسى بن جعفر أن الأمر استقر للعباسيين، بينما في أيام الباقر والصادق كانوا مزعزعين ومضطربين.. ما تمكنوا من فرض حراسة أو عمل مشاكل للأئمة، أما في أيام موسى بن جعفر فقد استقروا وتوسع سلطانهم وتمكنوا من رقاب الناس، فكانوا يضطهدون الإمام، ولكن هذا الاضطهاد لا يحول..

الإمام كان في السجن.. كان مضطهداً.. كان فقيراً.. ومع ذلك لم يسكت.. ما كان يترك.. ما كان يمتنع عن التوجيه والعمل.. تريدون سيرة أكثر من هذا أيها الاخوة؟..

نحن نجد أن أئمتنا، وهم من عائلة وجماعة طهّرهم الله وأذهب عنهم الرجس، مع ذلك لا تجد إماماً ساكتاً أبداً، زين العابدين كانوا يضطهدونه، ويحولون دون توجيهاته وتعليماته، وكان يجلس في المسجد ويقرأ الدعاء، ويقول كل شيء بأسلوب الدعاء، نجد في أدعية الإمام زين العابدين كثيراً من العقائد والفقه والتعاليم الدينية والتوجيهية والتربوية، ونجد في كلام الإمام موسى بن جعفر أيضاً، ثم أنه كان داعياً للناس بغير لسانه (..) كانت سيرته في السجن (دوام عبادته ودوام صلاته وصيامه) تؤثر في الناس وتغيّر قلوبهم، وبعد فترة وجيزة تحوّل جلاد السجن الى خادم للإمام.. الى تلميذ عند الإمام.. الى متأثر بتعاليم الإمام.. لذا لا عذر لنا أيها الإخوان في ترك واجباتنا أبداً، تريد فقراً أكثر من فقر موسى بن جعفر؟ تريد اضطهاداً أكثر من اضطهاد موسى بن جعفر؟ مع ذلك فهو ساهم في تقويم الدين ورفع كلمة الله، وقال الحق في أي ظرف من الظروف.. أما نحن فبمجرد أن نشعر أن الناس أدبروا أو أعرضوا عن الدين نخاف ان نتكلم، ربما فلان أو فلان يزعل، ربما فلان يناقش أو يعذّب أو يتهّم، فليحتقرني فلان او يحتقرك لأننا على حق، فهذا شرف كبير لك بأن تبتغي مرضاة الله، أما سخط المخلوق، فمن هو المخلوق؟ هل هو منبع رزقك أو وسيلة خلودك؟ أبداً.. بمجرد ما شفنا الناس أعرضوا نخاف ونوقّف؟ ليس نوقّف؟ لأن التيار جارف؟ شو بيصير إذا قلت كلمة الحق وتصرفت تصرف الحق وقالوا أنك متأخر؟ يتهموك؟ فليكن.. هذا شرف للإنسان.. يكفي أنّ الله يكون معك.. كفى بالله وكيلا.. إنّ الله يدافع عن الذين آمنوا.. أي اضطهاد يحول دون سعيك وعملك؟ أي ظروف صعبة يمكن تحول دون نشاطك وعملك؟ أبداً.. الحركة الدائمة والسعي المستمر دائماً وأبداً، وإلا فالإنسان الذي يتراجع ويقف، الإنسان الذي يخاف من حكي الناس، الإنسان الذي يشعر بالصغر وعدم الثقة بالنفس أمام مواقف الناس، هذا لا يصلح أن يعيش بهالدنيا، هذا حشيش، هذا علف، تبن.. يميلون مع كل ريح.. أتباع كل ناعق.. الإنسان الذي يمشي وراء التهديد أو التطمين كله متل بعض، مرة جماعة يدفعوا مصاري أو يوزعوا جاه نحن نمشي وراهم، أمير المؤمنين (ع) يعبّر بـ"اتباع كل ناعق ويميلون مع كل ريح ولا يستضيئوا بنور العلم"، ومرة واحد يخاف فيمشي، نفس الشيء.. شو الفرق..

أما الإنسان الذي يؤمن ويثق بالله ويعتبر أنّ الله وليّه، الخليفة منع أحداً من توديع أبي ذر (رض)، سفّروه من المدينة الى أسوء المناطق، لم يودعه أحد إلا أمير المؤمنين، فقال (ع): "لا تستوحشوا طريق الهدى لقلة أهله".. قلال الناس؟ فليكن، شو بيصير؟ من هم الناس؟ إذا إجوا كلهم والله ما رضي، من يتمكن ان يمنع عنك موتك أو قتلك أو مرضك؟ ما حدا بيقدر ولو إجوا كل الناس؟ المهم ترضي ربك وتكون متصلاً به، لا تستوحشوا طريق الهدى لقلة أهله، هذه حقيقة.. لا تقولوا "الحمد لله الدنيا بخير.. المؤمنين كتار.. مساجدنا مليئة"..

قليل من يمشي في طريق الحق.. قليل من يحكي الحق.. قليل من لا يخاف إلا الحق.. لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة أهله.. علي (ع) حضر للوداع، يقول لأبي ذر (هذا البطل العملاق): يا أبا ذر لو أنّ السماوات والأرضين كانتا رتقاً لعبد من عباد الله فاعتمد عليه واستند اليه وتوكّل عليه يجعل الله من أمره مخرجاً.. ما في شي ظلام دائم أبداً، لو كان العالم يحاول اضطهادك وتفقيرك وتشريدك وضرب حقك، لو كان العالم كله متفق عليك

أنت ما لك حق تيأس من رحمة الله، لا ييأس من رحمة الله إلا كل مذنب غير مؤمن، أنت لا تعتقد أنّ الله هو الحق (كما يقول القرآن)، شو يعني الله حق؟ يعين خلق العالم على أساس الحق، يعني ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين، وما خلقناهما إلا بالحق، مش هيك؟ إذا كان العالم على أساس الحق فلا بد من أن ينتصر الحق، كله فترات.. كلها زوابع.. كلها رياح.. تنتهي والحق يتجلى.. بس بدك تكون صابر شوي، لأنه ما بدهم مدللين.. ما بدهم ضعاف، ما بدهم خوّيفة، ما بدهم ناس جبناء، بدهم مثل علي بن أبي طالب، بدهم من هالمثل لا يخاف ولا يرهب.. أعر الله جمجمتك ويقول: لو كانت السماوات رتقاً على عبد من عباد الله لجعل من أمره مخرجاً، هكذا يريد، أما إذا بدك تخاف وتفزع وتطمع وتمشي هيك وهيك.. خلص، يعني أتباع كل ناعق.. يميلون مع كل ريح.. لم يستضيئوا بنور الله، ولم يلجؤوا الى ركن وثيق، أي ركن وثيق يمكن أن ترجع إليه أكثر من عناية الله الذي كانت السموات والأرض مطويات بيمينه؟ هذا هو أمير المؤمنين ينصح أبا ذر ويزيد من عزمه وقوته..

ما دام هالحياة تنتهي.. مادام هذه الحياة مؤقتة.. إذا ما كان 20 فـ30.. إذا ما كان 50 فـ60، 90.. فيه أكثر؟ فيه أكثر من 100؟ ما دام الحياة مؤقتة ليش واحد لا يريد أن يسلكها في أفضل ما يمكن؟ في الحق.. يخلد مع الحق.. ويبقى مع الحق..

موسى بن جعفر لا يبالي.. هارون الرشيد أمام قبر النبي يسلّم عليه: السلام عليك يا ابن العم.. الإمام موسى بن جعفر يقول: السلام عليك يا جدّاه.. يتحداه (لهارون).. يعني إذا أنت معتز بأنه ابن عمك؟ وهو البريء منك.. فهذا جدي الذي يحبني لأني ماشي في خطه.. أنا مش سلطان.. مش ظالم.. (بل) أسعى في سبيل تقوية ديني واستقامة أمري.. زعل الرجل (هارون) وشكى الى رسول الله من ابنه موسى ابن جعفر، ونقله الى السجون.. من سجن الى سجن..

فإذاً أيها الإخوان، نحن في هذا اليوم الذي نشعر بإقبال من قلوبنا نحو الإمام، موسى بن جعفر في يوم ذكراه نقتبس من حياته، نستفيد من سيرته، نفكر شويّ بأمرنا، أديش لازم أن يكون الإنسان ضعيف يا إخوان، نعم: في مجلس إكراماً لي أو لك فلان يحكي كذا وكذا.. حرام.. ليش نحنا نقلل قيمتنا لهذا المقدار؟ ليش نغيّر كلامنا وحديثنا لهذا المقدار؟ ليش نريد نرضي الناس فنكذب ونكتسب سخط الخالق؟ ليش نخاف من زعل زيد او عمر من الناس؟ نترك واجبنا لماذا؟ الإنسان هو خليفة الله في الأرض، الإنسان لازم خطه يكون مثل علي بن أبي طالب، هذا هو طريق الإنسان الكامل، ليش بدو يكون مريض؟ ليش بدو يكون خايف او طامع؟ ما أسخف الحياة التي تقضى بهذا الشكل وإرضاءً لِرضا الناس؟ لِرضا من هو أعجز منّا.. من لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضرا ولا موتاً ولا حياة ولا نشورا..

الإمام زين العابدين (ع) في دعاء من أدعيته يقول: وعلمت أنّ طلب محتاج الى محتاج سفه في العقل وذلّة في الرأي، طلب المحتاج الى المحتاج شو يعني؟ يعني طلبك من رئيس الجمهورية.. يعني طلبك من الزعيم الفلاني.. يعني طلبك منّي وطلبي منك.. يعني طلبك مما عدا الله.. مهما كان نوعه وجنسه، فليكن في الذي يقدر ان يقضي لك حاجة، قلت لك سابقاً أنّ الدعاء لا يعني أن تترك الأسباب.. إمش وراء الأسباب وإسع.. لكن وقت اللي تحكي معي وتطلب مني قضاء حاجة قلبك يكون عند الله وتطلب منه أن يجري الخير على يدي، هذا هو..

تروح عند الحكيم وتعالج نفسك، لكن لا تثق بأنّ الطبيب هو الذي يشفيك، قلبك يكون متوجه ومبتهل ومتضرع الى الله، لأنه يلهم الطبيب، ويسهّل لك العلاج..

وهكذا في كل حياتنا نعيش معه.. نقول مثل الإمام أمير المؤمنين حينما سُئل هل رأيت ربك؟ فقال: والله ما رأيت شيئاً إلا رأيت الله قبله وبعده وفيه ومعه (طبعاً بالقلب)..

إذا عنده هذا المقدار، شو السبب للطمع والخوف؟ للدجل والنفاق؟ للغيبة والكذب؟ شو السبب؟ وقت الواحد يشعر أنه متصل بالله يحكي كلمة الحق ولو عند سلطان جائر، ليش أفضل العبادة قول الحق أمام سلطان جائر؟ لأن من يفعل ذلك يفضّل الحق ويتوسل الى الحق ولو خسر، ولو انتهى الى موقف خطير، وهذا دليل على قوة إيمانه وصلابة عقيدته..

موسى بن جعفر مصباح الهدى.. مثل كل الأئمة.. نحن في يومه نتذكر سيرته المليئة بالاضطهاد من كل جانب، ثم نرى أنه ما أخذته لومة لائم في سبيل خدمته للدين وسعيه للحق، ونحاول بشفاعة حبنا له وتوسلنا الى الله أن نكون في حقه..

وفقنا الله جميعاً، وسلام الله عليه وعلى أتباعه وأجداده وأبنائه..

والسلام عليكم..

المصدر:مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو نبيل
عضو برونزي
عضو برونزي
ابو نبيل


ذكر
العمر : 43
الرصيد : 9
متصل من : مشغرة
تاريخ التسجيل : 15/03/2008
عدد الرسائل : 129

كلمة للإمام السيد موسى الصدر في ذكرى شهادة الإمام الكاظم (ع) Empty
مُساهمةموضوع: رد: كلمة للإمام السيد موسى الصدر في ذكرى شهادة الإمام الكاظم (ع)   كلمة للإمام السيد موسى الصدر في ذكرى شهادة الإمام الكاظم (ع) Empty2008-08-02, 05:15

بارك الله فيك بس ليش الخط صغير

منطلب من المشرفين تعديل الخط
الله يرد السيد الموسى ويكون معنا عن قريب يا رب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كلمة للإمام السيد موسى الصدر في ذكرى شهادة الإمام الكاظم (ع)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شباب أمل الثقافية :: أفواج المقاومة اللبنانية أمل :: الامام السيد موسى الصدر-
انتقل الى: