إلهي جئت ..!! قصة جميلة و مؤثرة

إلهي جئت ..!! قصة جميلة و مؤثرة

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمدو آل محمد

و عجل فرجهم

سلام على آل يس

يحدث حجة الإسلام و المسلمين الشيخ حسين أنصاريان ، بقوله :

' الحاج أحمد الكاشاني الذي يتمتع بسابقة في إدارة قوافل الحجيج ، رجل جليل ، طويل القامة ملتحٍ، بهي الطلعة ذا محيا معنوي وضّاء .

سافر إلى مكة للحج قرابة ثلاثين مرة ، منها أربع أو خمس سفرات بالطائرة . جرت عادته منذ القدم على أن يسجل عدداً من الحجاج بما يساوي ركاب سيارة باص كبيرة يأخذهم لزيارة العتبات في العراق ، ثم يتجه بهم من هناك لأداء الحج '

ينقل الحاج أحمد الواقعة التالية :

'في إحدى السنوات التي حملت بها المسافرين إلى مدينة الكاظمية و إلى العراق ، لكي آخذهم إلى مكة بعد زيارة العتبات ، صادف أن كان بين المسافرين زوجان هادئان وقوران و مؤدبان ، اقترب مني أحد مودعيهم و أوصاني بهما قائلاً :

الحاج أحمد ! يتسم هذان الزوجان بالحياء الشديد و قلة الكلام ،لذا أطلب منك أن توليهما عناية أكبر .

قلت : سمعاً و طاعة ً ، إنني أهتم بالجميع ، بيد أنني سأولي عناية أكبر بهذين الزوجين .

لم تشهد رحلة ذلك العام أحداً ، كمثل حال هذين الزوجين في الصلاة و العبادة و البكاء و الدعاء . بعد أن انتهت القافلة من زيارة العتبات في مدن كربلاء و النجف و الكاظمية ، توجهنا صوب المدينة . كان مستقر الزوار يومذاك في منطقة بستان الملائكة و المرجان .

مكثنا في المدينة المنورة قرابة عشرين يوماً وربّما أكثر . ثم تحركنا بعدئذ نحو مسجد الشجرة و نحن في طريقنا إلى مكة .

كان المسجد يومئذ يحل وسط صحراء ، لا يكاد يتم ّ العثور على ماء إلا بمشقة .
كانت هذه هي المرة الوحيدة التي تحدث إلي الرجل عندما تحرّك نحوي خطوات، ثم قال بهدوء : سيكون من الأفضل لو أحصل على كمية من الماء لكي أؤدي الغسل ثم أحرم .

قلت : لا مانع من ذلك . ثم قمت بتهيئة دلو أو دلوين من الماء و ساعدته على أداء الغسل ، و بعد الانتهاء دلف إلى المسجد .

أحرم الحجّاج بأجمعهم بما في ذلك زوجة الرجل ، و مكثوا خارج المسجد بانتظار أن ينتهي من إحرامه . الدموع تفيض من عينيه و هو واقف وسط المسجد كالمبهوت دون أن ينبس ببنت شفة . هكذا رأيت الرجل .

لم أكن أرغب أن اقتحم عليه حالته و أعكر صفوه الذي هو فيه ، لكن لم يكن بيدي حيلة ، فالباص يوشك على الحركة .

خطوت نحوه و قلت بكلمات وادعة خفيضة :

أيها السيد! هل انتهيت من الإحرام ؟ أجاب : كلا . قلت : هل تعرف صيغة 'التلبية ' ؟

قال : ما هي التلبية ؟

رددت له صيغة التلبية : 'لبيك اللهم لبيك ...' ، فالتفت إلي َّ بهدوء جمّ و قال و الدموع لا تزال تنهمر من عينيه : الحاج أحمد ! ماذا يعني لفظ ' لبيك ' ؟

قلتُ : تعني هذه الصيغة : ' إلهي قد جئتُ '، و لا أعرف في معناها ما هو أكثر من ذلك .

أشتدّ بكاؤه ، و هو يسأل : هل هذا معناها حقيقة ؟ قلت : أجل ، و التلبية تنطق مرة واحدة فقط .

قال : ' إلهي قد جئت ' . ثمَّ هوى إلى الأرض ، و سقط ميتاً !

طلبت من الزائرين الترجل عن السيارات ، غسلوا الرجل ، ثمَّ كفنّاه و دفناه إلى جوار المسجد ' .

أجل ، تعيد هذه الواقعة كلمات أمير المؤمنين و سيد العارفين عليه آلاف التحية و الثناء ، في وصف أهل التقوى:

' لولا الأجل الذي كتب الله عليهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين ، شوقاً إلى الثوابِ و خوفاً من العقاب ' .

انشراح الصدر و نورية القلب . لقد سئل رسول الله

( صلى الله عليه و آله وسلم ) عن شرح الصدر مــا هو ؟

فقال :

' نور يقذفه الله في قلب المؤمن ، فيشرح له صدره و ينفسح ' .

قالوا : فهل لذلك إمارة يعرف بها ؟ فقال : نعم :

' الإنابة إلى دار الخلود ، و التجافي عن دار الغرور و الاستعداد للموت قبل نزوله '.

هذه الحالة النوريّة الوضاءة هي التي تهيئ الأنظار القلوب اختراق حجب النور ، و هي التي تلهب القلب بسطعات النور إثر لقاء جمال صاحب البيت ، هذا اللقاء الذي يعدّ أنفس بركات ديار الوحي و أجل عطاياه . و هذا هو السرّ وراء مـا نقرأه من أن أكثر دعاء النبي و من سبقه من الأنبياء في عرفة ، التي توفر أثمن فرصة للضراعة و الدعاء ، هو :

' اللهم اجعل في سمعي نوراً ، و في بصري نوراً ، و في قلبي نوراً ، اللهم اشرح لي صدري ، و يسِّر لي أمري ، و أعوذ بك من وسواس الصدور و تشتت الأمور ' .

المصدر / كتاب بركات الوحي

نسألكم الدعـــاء

' اللهم اجعل في سمعي نوراً ، و في بصري نوراً ، و في قلبي نوراً ، اللهم اشرح لي صدري ، و يسِّر لي أمري ، و أعوذ بك من وسواس الصدور و تشتت الأمور

بارك الله فيك ابو محمود

اللهم اجعل في سمعي نوراً ، و في بصري نوراً ، و في قلبي نوراً ، اللهم اشرح لي صدري ، و يسِّر لي أمري ، و أعوذ بك من وسواس الصدور و تشتت الأمور ' .

2ossa rou7aneyeh jiddan ,mashkour 5ayye abou mahmoud

اللهم اجعل في سمعي نوراً ، و في بصري نوراً ، و في قلبي نوراً ، اللهم اشرح لي صدري ، و يسِّر لي أمري ، و أعوذ بك من وسواس الصدور و تشتت الأمور