قال العارف سعيد القمي :
ولنكتف في ذلك الاخبار التي وصلت الينا عن اهل بيت الحكمة والتأويل
ومعادن الوحي والتنزيل فإنها الكافية بها شهيدا والوافية بكشف الاسرار خبيرا.
فعن النبي انه قال : أصل الاسلام الصلاة وفرعه الزكاة وذروته الصيام وسنامه الجهاد.
وعنه صلى الله عليه واله وسلم : زكاة الابدان الصيام
وقال صلى الله عليه واله وسلم : والصوم يسود وجه الشيطان
وجاء نفر من اليهود الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فسأله أعلمهم .لأي
شيء فرض الله الصوم على أمتك بالنهار ثلاثين يوما؟
فقال صلى الله عليه واله وسلم: ان آدم لما أكل من الشجرة
بقي في طينته ثلاثين يوما ففرض الله على ذريته ثلاثين يوما الجوع والعطش
والذي يأكلونه بالليل تفضّل من الله وكذلك كان آدم ففرض الله على امتي
ثم تلا صلى الله عليه واله وسلم: كتب عليكم الصيام كما كتب علىالذين من قبلكم.
وفي ما كتب مولانا الرضا عليه السلام الى محمد بن سنان: علة الصوم
العرفان مس الجوع والعطش ليكون ذليلا مسكينا ويكون له على الشدائد الآخرة
مع ما فيه من الانكسار عن الشهوات .
وليعلم شدة مبلغ ذلك من اهل الفقر والمسكنة
وفي مصباح الشريعة ومفتاح الحقيقه قال الصادق عليه السلام :
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : الصوم جنة .
أي من آفات الدني وحجاب من عذاب الاخرة فاذا صمت فانو بصومك كف النفس عن الشهوات
وقطع الهمه عن خطرات الشيطان وانزل نفسك منزلة المرضى لا تشتهي طعاما
ولا شرابا متوقعا في كل لحظة شفاءك من مرض الذنوب وطهر باطنك من كل كدر وغفلة وظلمة
تقطعك عن معنى الاخلاص لوجه الله
قال رسول الله صلى الله عليه والهوسلم : قال الله عز وجل : الصوم لي وانا اجزي به
فالصوم يميت مواد النفس وشهوة الطبع وفيه صفاء القلب وطهارة الجوارح
وعمارة الظاهر والباطن والشكر على النعم والاحسان الى الفقراء
وزيادة التضرع والخشوع والبكاء وحبل الالتجاء الى الله وسبب انكسار الهمة
وتخفيف الحساب وتضعيف الحسنات وفيه الفوائد ما لايحصى وكفى بما ذكرنا
منه لمن عقل ووفق
منقول لكسب الاجر فلا تنسونا من دعائكم