تم مساء أمس الاول تسريب التقرير الأخير الذي أعده مركز الأبحاث التابع لشعبة الاستخبارات الحربية بالجيش الإسرائيلي ' أمان ' حول مستوى التجهيزات العسكريه التي توصل إليها حزب الله في الوقت الحالي. والتقرير الذي تم تسريب جانب من تفاصيله مساء أمس موقع باسم العميد يوسي بايدتس رئيس شعبة الأبحاث بالاستخبارات العسكرية،
والذي قال أن حزب الله أقام قواعد تحت الأرض في جنوب لبنان، تحتوي على عشرات الآلاف من الصورايخ. وزعم أن حزب الله نجح بالتعاون مع مهندسين عسكريين تابعين للحرس الثوري الإيراني، في الإنتهاء من إقامة ثلاثة مجموعات، أو مراكز يربطها أنفاق
تحت الأرض، وعدد كبير جدا من الدشم المحصنة، بشكل هندسي معقد، والتي من شأنها أن تكفل لها الحماية الذاتية من أي هجوم جوي، كما أن تلك المراكز تحتوي على عشرات الآلاف من الصواريخ التي حصل عليها حزب الله عن طريق إيران مرورا بسوريا. وقال التقرير أن جانب من الأنفاق، خاصة تلك التي تعتبر مخازن للصورايخ بعيدة المدى، بنيت بشكل فني على قدر كبير من الدقة، حيث تحتوي على فتحات واسعة، من الممكن أن يطلق الصاروخ من داخلها، أي أن مجموعات المقاتلين المتخصصين في النظم الصاروخية، لا يحتاجون إلى توجيه الصواريخ من فوق منصات مكشوفه للطيران، ولكنه يستطيعون إطلاقها من داخل الأنفاق. كما سيوفر هذا الأمر مسألة نقل الصواريخ من موقع إلى آخر مفتوح، فللمرة الأولى في العالم، يكون موقع تخزين الصواريخ هو نفس موقع الإطلاق. ومعنى الأمر بما أن التقرير خاص بالاستخبارات الحربية الإسرائيلية هو أن المقاتلات الإسرائيلية سوف تجد صعوبة بالغة في استهداف مواقع إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله. كما يتحدث التقرير عن أنواع الأنفاق التي تم تقسيمها إلى ثلاث مجموعات:
أولا: المجموعة الأولى من الأنفاق والدشم في البقعة شمال لبنان قرب الحدود السورية، وهناك تم تخزين الصواريخ بعيدة المدى التي حصل عليها حزب الله.
ثانيا: المجموعة الثانية خاصة بالأنفاق في قلب لبنان شمالي الطريق السريع بيروت – دمشق، وهناك تم التخزين صواريخ متوسطة المدى. ويقول التقرير أن كلا المجموعتين تعملا بغطاء من المضادات الأرضية و المقاتلات التابعة لسلاح الجو السوري.
ثالثا: المجموعة الثالثة من سلسلة الأنفاق والدشم توجد في مركز الجنوب اللبناني، حيث تم تخزين الصواريخ قصيرة المدى، وباقي النظم الصاروخيه، بما في ذلك المدافع المضادة للطائرات، والصواريخ المضادة للدبابات والمدرعات، ويتلخص دورها في صد الهجوم الأول الذي قد يقوم به الجيش الإسرائيلي طبقا للخطط الحربية، حتى لو لم تحدث حرب.
ومن جانب آخر علقت صحيفة يديعوت آحرونوت العبرية على التقرير وقالت أنه يعني أن حزب الله أقام بنية تحتية من القواعد تحت الأرض على مرأى ومسمع قوات اليونيفيل. وقالت أن التقرير الذي قدمه رئيس شعبة الأبحاث بالاستخبارات الحربية تقريرا محبطا، ومظلما، وهو التقرير الذي يواكب إحياء ذكرى حرب لبنان الثانية خلال أسابيع، وتم تقديمه أمس أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست. كما شمل التقرير تصميمات هندسية ورسم تخطيطي لشبكة الأنفاق والدشم التى بناها حزب الله بما في ذلك مخازن الصواريخ. ووجه التقرير انتقادا لاذعا لقوات اليونيفيل، معتبرا أنها تخفي ما يدور في جنوب لبنان، وتتعاون مع حزب الله.
على صعيد آخر يعتبر التقرير في صالح وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك على حساب رئيس الحكومة إيهود اولمرت، لأن الأخير كان قد قلل من تصريحات باراك حول بناء شبكة انفاق معقدة في الجنوب اللبناني بواسطة حزب الله، ولكن تقرير الاستخبارات الحربية يرجح صحة رأي وزير الدفاع. ومن جانب آخر تم شرح التصميمات التي أرفقت بالتقرير، والتي تقول أن الأنفاق مرتبطة ببعضها البعض بثلاث طرق:
1- لكل نفق رئيسي هناك عدد من الأنفاق الفرعية، التي تسمح بانتقال المقاتلين والمعدات تحت الأرض من نفق رئيسي إلى نفق آخر رئيسي دون أن يتم رصدها سواء من قبل المقاتلات أو المروحيات العسكرية أو من قبل أجهزة الرصد التابعة لأجهزة الاستخبارات المختلفة سواء الاستخبارات الحربية الإسرائيلية AMAN أو الاستخبارات العسكرية الأمريكية DIA.
2- في المناطق التي تخلو من الأنفاق الفرعية، هناك شبكات من القنوات العميقة والتي تعمل على الدفاع عن الأفراد المتواجدين بداخلها من القصف الجوي، كما تعتبر خطا دفاعيا ضد تقدم الآليات، خاصة الدبابات والمدرعات.
3- ترتبط جميع الشبكات في جميع أنحاء لبنان، بشبكات من الطرق العسكرية السريعة، والتي تم تشييدها مؤخرا، والتي يمنع استخدامها من قبل أي وسيلة مواصلات، سوى الآليات العسكرية التابعة لحزب الله، أو تلك التي تحصل على تصريح مسبق من قبل حزب الله.
كما تم ربط تلك الأنفاق بشبكة اتصالات هاتفية عسكرية تحت الأرض، تلك الشبكة لا يمكن التنصت عليها أو التسلل إليها، ويتولى الإشراف عليها مهندسين تابعين للحرس الثوري، أي أن جميع المكالمات التي تتم لن تستطيع أجهزة الاستخبارات أن تلتقطها.