بسم الله الرحمن الرحيم،الحمد لله ربَّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين، وصحبه المنتجبين، وعلى جميع أنبياء الله المرسلين.
لا نزال مع المفهوم الأصيل للإيمان الذي يؤكّد أن الإيمان ليس كلمة ولا مجرد شكل، ولكنه المضمون الذي يحوّل الذات المؤمنة إلى تجسيد حي للإيمان، بحيث إنك تتمثل الإيمان عندما ترصدها وتعيش معها.. فالشكل لا المضمون هو الأساس، وقد سبق أن تحدثنا عن ذلك في الأحاديث الواردة عن النبي(ص) وعن الأئمة من أهل البيت(ع).
تعظيم الله:
وفي السير نحو هذا المضمون الأصيل للإيمان في شخصية المؤمن مع القرآن الكريم، نرى أن هناك عدة آيات تحصر المؤمن في نموذج خاص، حيث نفهم منه أن الذين لا ينطبق عليهم هذا النموذج خارجون عن مصطلح الإيمان في أصالته ونقائه.
يقول الله سبحانه وتعالى: {إنما المؤمنون} وكلّنا يعرف أن كلمة "إنما" تفيد الحصر، أي أن المؤمنين هم هؤلاء لا غيرهم{الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم}[الأنفال/2]. أي هم الذين تجسّدت عظمة الله في عقولهم وفي قلوبهم وفي مشاعرهم، حتى أنهم أصبحوا يعيشون حضور الله كما لو كان ماثلاً ـ بكل أسرار عظمته ـ أمامهم. ومن الطبيعي فإن هذا النوع من الإحساس بحضور الله في مواقع عظمته في النفس لا بدّ أن ينتهي إلى هذه النتيجة، بحيث إن الإنسان يشعر بوجل القلب، ويعيش عقله هذه الهيبة وهذا التعظيم لله سبحانه وتعالى، بحيث يخاف أن تنحرف مسؤوليته أمام الله عن الخطّ.
وهذا هو الذي درج عليه القرآن في تربية عظمة الله سبحانه وتعالى في نفس الإنسان المؤمن، فنحن نلاحظ الآيات التي تتحدث عن أسرار عظمة الله في الكون، فتدعو الإنسان إلى أن يفكّر {ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً}[آل عمران:191].
وهكذا يستعرض لنا القرآن نعم الله، بحيث يحسّ الإنسان إحساساً مباشراً ـ في حجم اللحظة ـ أن حياته مرتبطة بالله ارتباطاً عضوياً ـ إن صحّ التعبير ـ{وما بكم من نعمة فمن الله}[النحل:53].{وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}[النحل:18]. وهو أن تستحضر كل شيء بوجودك لتجد أنّ الله وحده الذي أعطاك إياه وهو الذي يهيمن عليه.
التوحيد في الحب:
ونجد أيضاً أنّ القرآن الكريم يتحرّك ليحدّثك عن الله سبحانه وتعالى في صفاته وأسمائه الحسنى التي تستوحي من كلّ واحد منها هذا النوع من صفات الحمد، فتشعر بأن الله وحده في الكون ولا شيء غيره، وما عداه فهو ظلّ له من خلال الجانب المعنوي لا الجانب المادي، حتى أنّ القرآن تحدّث عن الخوف تارة وعن الحبّ أخرى، بحيث إنّه وجّه الإنسان إلى أن لا يحب أحداً في مستوى الله، فكما تكون موحداً في العقيدة وفي العبادة وفي الطاعة، عليك أن تكون موحداً في الحبّ{ومن الناس من يتَّخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله}[البقرة:165]، حتى أنّه أراد للإنسان عندما يتوجّه إلى الله أن لا يتوجه إلى غيره في الكون مهما عظم{فلا تدعوا مع الله أحداً}[الجن:18]. وحتى أننا في التشهد عندما نذكر رسول الله نقول: "ونشهد أن محمداً عبده ورسوله". لئلا تفرض شخصية رسول الله(ص) في مواقع عظمته علينا بحيث نرتفع به إلى ما يقرب من الله، ولذلك فإنّ أيّ نوع من إعطاء المخلوق شيئاً من صفات الخالق يقترب فيها من الخالق هو أمر على خلاف القرآن.
وكلَّ ذلك من أجل أن تتربّى عظمة الله في نفس الإنسان المؤمن، لماذا؟ لأنّ الدين لا يتحرك مع الإنسان من خلال القوة المادية، فهو لا يفرض عليك إيمانك وامتداداته كلّها من خلال قوة تسيطر عليك، بل إنّه يريد لك أن تكون المؤمن بعفويتك وبساطتك وفطرتك وإنسانيتك، وأن يقودك إيمانك في عقلك وقلبك إلى كما يتحرك النبع عندما يجري ويمتدّ في الأرض، لذلك فالإسلام ينطلق من قاعدة واحدة وهو الله سبحانه وتعالى، وهذا ما عبّرت عنه الآية الكريمة: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا}[فصلت:30]. فالإسلام يتلخّص في قوله تعالى: "ربنا الله". وليس هناك شيء فيه غير هذا، وعليك أن تستقيم عليه، أي أن تكون حياتك كلّها سائرة في خطّ "ربنا الله". وعندما تفكّر.. وعندما تتعاطف.. وعندما تمارس حياتك.. وعندما تؤيد أو ترفض، عندما توالي أو نعند، فكل شيء لا بدّ أن يمر عن طريق الله، فلا تفسح لأيّ شخص أن يدخل عقلك ليهيمن عليه، وأن يدخل قلبك ليهيمن عليه، أو ليدخل إلى حياتك ليهيمن عليها إذا لم يدخل عن طريق الله سبحانه وتعالى، ولذلك فإننا نُدخل الأنبياء(ع) في عقولنا لأنّهم أنبياء الله ورسله، وندخل الأولياء في عقولنا لأنّهم أولياء الله، فليس هناك أحد يمكن أن تنفتح عليه بشكل مستقل أمام الله عزّ وجلّ، أي ينبغي أن تؤدّي كل الطرق إليه وإلا زاغ الإنسان وضلّ وهوى.
ولذلك كان دور القرآن هو أن يربّي عظمة الله في الناس، ومن أساليب القرآن أنّه يحدثّنا عن عظمة الله مقارناً بكلّ الذين يراهم الناس مظهراً للعظمة حتى يصغر هؤلاء كلّهم ويبقى الله هو الكبير المتعال، وهذا هو الذي عبّر عنه الإمام علي بن أبي طالب(ع) في وصفه للمتقين: "عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم"، وهو ما عبّر عنه الإمام علي بن الحسين زين العابدين(ع) في دعاء يوم الفطر والجمعة: "كل جليل عندك صغير وكل شريف في جنب شرفك حقير".
فالمؤمن الحقيقي هو الذي عاش الله في قلبه بحيث إذا ذكر الله تجلّت عظمته له، فوجل قلبه {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم}[الأنفال:2]. ارتجفت.. خشيت.. خافت.. اهتزت تماماً كما يهتز القلب أمام أي عظيم، ولقد ذكرنا مراراً أنّ القلب في القرآن يعبّر عن المنطقة الداخلية من العقل والقلب والإحساس والشعور.
الإيمان والتوكل:
{وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون}[الأنفال:2]، وهؤلاء الذين انفتحت عقولهم على آيات القرآن التي تتحدث عن الله في وحدانيته وعظمته، بحيث إنّ الإنسان المؤمن عندما يقرأ القرآن أو عندما يستمع إليه فإنّه يستمع إليه استماع من يريد للقرآن أن يفتح عقله كلّه ليقويّ إيمان عقله، ويفتح قلبه كلّه ليقوّي إيمان قلبه، فهو لا يمرّ على القرآن مرور الكرام، ولكنّه يعتبره مدرسة ثقافية للإيمان يتثقف إيماناً من خلاله، لأنّ الإنسان عندما ينفتح ثقافياً على المضمون القرآني، فإنّه ينفتح على الثقافة التوحيدية التي لا تحريف فيها، ذلك لأنّ القرآن هو كتاب الله الذي {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه}[فصلت:42]. بينما نجد الوضع في الأحاديث، فلا يصحّ الحديث إلا بعد عرضه على كتاب الله، فإن وافقه أخذنا به وإن خالفه ضربنا به عرض الجدار.
{وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً} فكلّما قرأوا القرآن أو استمعوا إليه ازداد إيمانهم{وعلى ربهم يتوكلون}.فهؤلاء الذين يتوكلون على الله بحيث يضعون حياتهم كلّها بين يديه سبحانه وتعالى، لا توكّل الإنسان الذي يريد من الله أن يقوم نيابة عنه بمسؤولياته، بل التوكّل النابع من الاعتقاد أنّ الله هو الذي يهيمن على الأمر كلّه، وأنّه مسبب الأسباب ومقنّن القوانين الكونية، ولذلك فإنّه عندما يأخذ بالأسباب التي جعلها الله بين يديه في سننه وفي حركة الإنسان في الحياة، فإنّه في تحريكه لهذه الأسباب يعيش التوكّل في عمق حركية الاستخلاف، وتبقى حركته في الخط الذي رسمه الله بحيث تؤدي إلى النتائج المطلوبة.
وعندما تكفّ الأسباب عن أن تصل إلى النتائج الحاسمة، لأنّ هناك مستقبلاً يحوطه الضباب، ولأنّ هناك شيئاً خارج قدرات الإنسان، فعند ذلك يتوكّل على الله، فلا يلتفت يمنة ويسرة، وإنّما يتجه إلى الله سبحانه وتعالى وحده في صراط مستقيم لا تتفرق به السبل.
الإيمان والصلاة:
{الذين يقيمون الصلاة}[الأنفال:3]، لأن الصلاة تمثل هذا الأسلوب التعبيري العميق عن الإيمان، ولهذا جعل الإسلام الصلاة أساساً للإيمان، لأنّها هي التي تجعلك ـ من خلال الحضور بين يدي الله ـ تستحضر إيمانك كله، فلماذا لم يجعل الله الصلاة صلاةً واحدة؟ لماذا هذه الصلوات الخمس بالإضافة إلى النوافل والمستحبّات؟ لعلّ السبب في ذلك هو أن الصلاة لا بدّ أن ترافق مفردات الحياة كلّها، بأن ترافق صباحك وظهرك وعصرك ومغربك وعشاءك، وإذا أضفت إليها صلاة الليل فإن معنى ذلك أنك تعيش من خلال الصلاة في انسجام روحي يجذبك إلى الله عندما يحاول الشيطان أن يجذبك إليه، وهذا يعني أن تعيش صلاتك في يومك كلّه وأن تعيش يومك في صلاتك كلّها.
ولقد اختار الله سبحانه وتعالى للمسلمين صلاةً فيها كلّ وسائل التعبير عن العبودية له ـ جلّ شأنه ـ فالأذان والإقامة يدخلانك في مناخ الصلاة من خلال تكبير الله وتوحيده وشهادتك بالرسالة ودعوتك نفسك أن للإقبال على الصلاة، ثم تبدأ صلاتك بالتكبير وتشرع بالفاتحة وسورة من بعدها لتعيش أجواء القرآن بكلّ القواعد الفكرية الإسلامية التي تشتمل عليها آيات القرآن، بحيث تكون الصلاة مدرسة ثقافية تستحضر فيها مفاهيم القرآن، ثم هذا الإسبال في الصلاة الذي هو مظهر من مظاهر التسليم لله، ثم الركوع الذي يمثل حالة من الانحناء، والسجود الذي يمثل انحناءة تامة تعبّر عن غاية الخضوع للخالق العظيم، ولذلك جعل الله الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر لما فيها من هذا التسليم التام لله والذكر الكبير له والمفاهيم الإسلامية الأساسية، ولذلك جاء في الحديث: "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلاّ بعداً". أو الحديث الآخر: "الصلاة عمود الدين إن قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها".
الإيمان والإنفاق:
ويقول تعالى في وصف المؤمنين أيضاً:{الذين يقيمون الصلاة وممّا رزقناهم ينفقون}[الأنفال:3]. فالمؤمن هو الذي لا يعيش حالة البخل واليد المغلولة إلى العنق، بل يرى أن الله رزقه من أجل أن يلبي حاجاته في رزقه، وأن ينفق مما رزقه الله على عياله وفي مجالات الخير والبرّ الواسعة، وقوله تعالى:{مما رزقناهم ينفقون}توحي بأنّ الإنسان عندما ينفق فإنّه لا ينفق من ماله وإنّما ينفق من مال الله، وهذا ما عبّر عنه القرآن الكريم بشكل صريح:{وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه}[الحديد:7].{وآتوهم من مال الله الذي آتاكم}[النور:33]. ولذلك فإن الإنسان المؤمن هو الذي يعيش روحية العطاء بحسب البرنامج الذي وضعه الله له.
{أولئك هم المؤمنون حقاً}فهؤلاء الذين تتمثل فيهم هذه الصفات هم الذين يمكن أن نصفهم بالمؤمنين{لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم}[الأنفال:4].
الإيمان والصدق:
ويحدثنا الله عن أن المؤمنين لا يكذبون، وإنما الذين يكذبون هم غير المؤمنين{إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون}[النحل:105].لأنّ الإنسان المؤمن هو الذي يلتزم بالحقّ، لأنّ الله هو الحقّ، ولذا ورد في بعض الأحاديث: "لا يكذب الكاذب وهو مؤمن". أي عندما يكذب المؤمن فإنه يخرج معنى الإيمان في نفسه.
{والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقاً} فالله يتحدّث عن هذه الفئة من الصحابة الأبرار الذين انطلق بعضهم في خطّ الجهاد، أو الذين آووا المهاجرين ورسول الله(ص) ونصروا الإسلام بكلّ ما يملكون من طاقة{لهم مغفرة ورزق كريم}[الأنفال:74].
الإيمان والعلاقة بالآخرين:
وفي آية أخرى: يربط الله سبحانه وتعالى بين صدق الإيمان وبين طبيعة العلاقة مع الذين حادّوا الله ورسوله، أي الذين كفروا بالله وأشركوا به بأن لا تعيش المودة لهم، وإلاّ فكيف تجتمع المودة التي تمثّل عمق الإخلاص والمحبة في قلبك مع رفضك للكفر كلّه، للذين يكفرون بالله ورسوله ويضادّون الله ورسوله؟ وقد جاء في الآية: {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حادّ الله ورسوله…} فالإمام علي(ع) يقول في هذا المعنى: "أصدقاؤك ثلاثة: صديقك وصديق صديقك وعدو عدوك، وأعداؤك ثلاثة: عدوك وصديق عدوك وعدو صديقك" فإذا كان صديق عدوّي عدوّي فكيف بعدوّ الله؟ وهل هناك صداقة أعظم من صداقتنا لله؟ فكيف نوالي أو نوادّ من عاداه؟ يقول الإمام علي بن الحسين(ع) في دعاء استقبال شهر رمضان: "وأن نسالم من عادانا، حاشا من عودي فيك ولك فإنه العدو الذي لا نواليه والحزب الذي لا نصافيه".
وقد يقول قائل إزاء ذلك: هل نبتعد عن إنسانيتنا وعن الانفتاح عمن نختلف معهم في العقيدة؟ هل ننعزل عن الناس وعن المجتمعات غير الإسلامية؟
إنّ الإٍسلام هنا يتحدث عن الموادّة، أي أن تكون عاطفة قلبك مع هؤلاء، أما المعاشرة والمشاركة والمواصلة التي ترتكز عليها المصالح العليا للإسلام والمسلمين، وأمّا أن تنفتح على عنصر الإنسانية في إنسان ما فلا يعني الموادّة{لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حادّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان} يمتنعون عن الموادّة لمن حادّ الله ورسوله. {وأيدهم بروح منه} لأنّهم عاشوا هذه الروحية التي ارتفعت إلى المستوى الذي تجعل فيه علاقتها بكلّ الوجود ينطلق من خلال علاقتها بالله. والإمام الباقر(ع) يقول في ذلك: "من كان ولياً لله فهو لنا ولي، ومن كان عدواً لله فهو لنا عدو". وهذه هي المعادلة، لأنّ القلب لا يحتمل أن تحبّ الله وتحب الشيطان{ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه}[الأحزاب:4]. فالله وليّ الذين آمنوا والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت، والله يريد لك أن تكون جاداً في إيمانك بحيث يكون الله في نفسك ولا شيء فيها يبعدك عنه.
{وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم}.لأنّه اطلع عليهم فرأى صدق الإيمان في قلوبهم{ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون}[المجادلة:22]. أي الذين يتحزّبون عقلياً وشعورياً وعملياً له فلا يتحزّبون لغيره، بل حتى أعضاء الأحزاب الإسلامية إنّما يتقرّبون إلى الله من خلال انتمائهم لهذه الأحزاب التي يتخذونها وسائل للوصول إلى مرضاته وتحقيق حكمه وشريعته، ولذلك تتساوى القيادة والقاعدة في هذه الأحزاب من حيث الطاعة لله والامتثال لشريعته، فالحزب الإسلامي ليس شيئاً قبال الله، وطاعته ليست في عرض طاعة الله، وإلاّ خرج عن كونه وسيلة، فهو تحزّب لله وللإسلام وللرسالة.
فنسأل الله أن يجعلنا من هؤلاء حتى نحصل على رضوانه عنا ونكون من حزبه كما في (دعاء الثلاثاء): "اللهم اجعلني من جندك فإن جندك هم الغالبون، واجعلني من حزبك فإن حزبك هم المفلحون، واجعلني من أوليائك فإن أوليائك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون".
والحمد لله رب العالمين.