اخطاء السيد حسن نصر الله في السنتين الاخيرتين

اخطاء السيد حسن نصر الله في السنتين الاخيرتين

06 حزيران 2008 غي بخور - "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية

لست معنيا بالسيطرة على لبنان. بالعكس: أنا اصبح حارسا للنظام في الدولة. لا نريد ان نفرض طريقة تفكيرنا على الشعب اللبناني. ومع أننا نلنا حق الفيتو في الحكومة الجديدة ولكن لا توجد لنا نية باستخدامه في صالح المعارضة أو الطائفة الشيعية، بل في صالح لبنان بأسره. لست معنيا بحرب جديدة مع اسرائيل كما ان هذه غير متوقعة ايضا، الا اذا اختارت اسرائيل شنها. سأحافظ على الاستقرار في جنوب لبنان، أنا معني بصفقة قريبة مع اسرائيل لانهاء قضية الاسرى.
هذه هي الرسائل التي بعث بها في الاونة الاخيرة الامين العام لحزب الله "الجديد" السيد حسن نصرالله - الرسائل التي استقبلت بالمفاجأة والبلبلة في اسرائيل. وبالفعل، خلافا للمفهوم الاسرائيلي الدارج، فان حزب الله اجتاز في السنتين الاخيرتين سياقات ضعف، واشتد الامر فقط في الاسبوعين الاخيرين. فما هو الاحتمال الحقيقي لصفقة تؤدي الى تحرير المخطوفين؟ لنفهم ذلك علينا أن نقشر الشرائح الاثرية للسنتين الاخيرتين.
الشريحة الاولى: الاختطاف. لما كان حقه في الوجود يقوم على اساس الصراع ضد اسرائيل، أصدر نصرالله التعليمات باختطاف جنود اسرائيليين. واختطف ريغف وغولدفاسر لا كي تكون حرب مع اسرائيل، بل كي لا تكون حرب. اذا كان لديه مخطوفين، فلديه حجة للنزاع، ولهذا لا حاجة الى الحرب. المخطوفون جاءوا بهدف اعالته لسنوات طويلة.
الشريحة الثانية: الحرب. بمفاجأة تامة وخلافا لتوقعاته، شرعت اسرائيل بالحرب. واضطر نصرالله الى استخدام الترسانة التي لديه ونجح في فرض التعادل على اسرائيل، الذي يعتبره نصرا "الهيا". وقد كان هذا بالطبع نصرا زائفا لم يشتريه احد في الشرق الاوسط، باستثنائنا. من هذه اللحظة بات ملتزما بتصعيد الخطاب والشروط لتحرير المخطوفين.
الشريحة الثالثة: سنتان قاسيتان. في الفجوة التي بين الخطاب الكاذب والواقع النازف علق حزب الله في أزمة حقيقية: دمار مدني شديد، تصفية مئات من مقاتليه وتوجيه اتهامات شديدة للمنظمة. وكنتيجة لذلك بات نصرالله ملزما بمواصلة الحفاظ على موضوع الاسرى.
الشريحة الرابعة: الضغط يتصاعد. الضغط الداخلية من جانب عائلة قنطار ومحافل اخرى تدفع نصرالله الى عرض صفقة ترمي الى ابقاء المخطوفين لديه ولكن مع اعطاء احساس بالمفاوضات. صفقة تبديل جثة جبريئيل دويت لم تأتِ لحث المفاوضات الاساس بل لمنعها. وبتعبير آخر: حق حزب الله في الوجود واصل الاستناد الى ريغف وغولدفاسر. للامتناع عن الامر الاساس جرب نصرالله اختراعا آخر: المتاجرة بالاشلاء، الامر الذي لم ينجح.
الشريحة الخامسة: تصفية عماد مغنية. هذه التصفية غيرت الصورة. نصرالله خشي أن في أعقاب التصفية ستقوم اسرائيل، التي عملت خلافا لما كان متوقعا منها قبل نحو سنتين، بذلك مرة اخرى. ولمنع ذلك اتخذ طريقي عمل: هدأنا بسلسلة من الخطابات واستأنف المفاوضات مع الوسطاء الالمان.
وعندها ارتكب نصرالله خطأ فادحا، عندما أعلن عن "حرب مفتوحة" ضد اسرائيل. كما كشف عن حجة نزاع جديدة، اكبر من الجنديين المخطوفين. "يجب ابادة اسرائيل". ممن؟ هذه ليست مهمته، وهو لا يذكر ايضا ايران. الله سيفعل ذلك. في هذه المرحلة حاجته الى الجنديين المخطوفين تهبط.
الشريحة السادسة: الخطأ والحسم. مرة اخرى يخطيء نصرالله خطأ عجيبا حين يهاجم السنة غربي بيروت والدروز في الجبل. هذا خطأ جسيم لا مغفرة له بمقاييس لبنان المتجدد. ولما كان مقاتلوه لا يمكنهم أن يتدربوا في جنوب لبنان، إثر التسويات بعد الحرب، فانهم يفعلون ذلك في منطقة الشوف. وبتعبير آخر، فهم يدخلون الى المناطق الدرزية. التوتر يؤدي الى حمام دماء القصير الذي وقع قبل نحو اسبوعين والى انسحاب الشيعة. في هذه الاثناء الوضع يستقر، ومن يأتي به الزعيم الشيعي كموجه لخصمه الدرزي؟ درزي. سمير قنطار هو درزي.

مشكور ابو محمود

شو هل حكي هودي الاسرائيلين مش طبيعين