استبدال المدرب اولمرت بليفني خير من استبدال كامل الفريق

استبدال المدرب اولمرت بليفني خير من استبدال كامل الفريق

04 حزيران 2008 يوئيل ماركوس - "هآرتس" الاسرائيلية

احد الاشخاص تورط في "مكان عمله" بتهمة ارتكاب مخالفة جنائية وهي الحصول على مغلفات نقدية مليئة بالدولارات التي لا يعرف احد من اين اتت والى اين ذهبت. حتى وان كان "مكان العمل" هذا هو رئاسة الوزراء وان تأكدت الشبهات بأننا امام حالة من الفساد من الدرجة الاولى ليس هناك اي مبرر لاسقاط الحكومة وجر الدولة لانتخابات عامة.
من حق ايهود اولمرت ان يدافع عن نفسه ولكن التجربة تشير الى ان مثل هذه القضايا الحافلة بمحامي الدفاع يمكن ان تمتد لفترة طويلة وحتى ان نجى من لائحة الاتهام في آخر المطاف من خلال صفقة مع النيابة - كما حدث مع الرئيس وايزمان - الانطباع السائد الآن ان اولمرت لا يستطيع ان يواصل القيام بمهام منصبه كرئيس للوزراء.
من الصعب ان نفهم من اين يأتي هذا الشخص بهذا التسامي والتكبر او قلة الخجل بالعبرية البسيطة للخروج الآن بالتحديد الى رحله في الولايات المتحدة ليحل ضيفا على مؤتمر ايباك والالتقاء في سياق ذلك مع الرئيس الاميركي جورج بوش. من المثير ان نعرف ما الذي سيقولانه واحداً للآخر؟ هل سيقول اولمرت انه ضحية السلام ام انها مجرد فريه بينما يهز بوش رأسه ويرد عليه قائلا: لا تتأثر كثيراً هذا هو حال السياسه فنحن ايضا كما يعلم الجميع اخذنا تبرعات من الاثرياء اليهود؟ ومن المثير ان نعرف كيف سيتعامل معه اصدقاءه المليونيرات "المتبرعون المجهولون" الذين ساعدوه في الفوز في الانتخابات؟
من قبل ان يقوم اولمرت بهز السفينة بمطالبة كاديما باستبعاد اولمرت والا فإنه لن يتوانى عن المطالبة بانتخابات مبكرة كان حزب كاديما غارقا في الهمس والتنظيمات السرية حول خلافة اولمرت بحذر شديد انطلاقاً من الخوف من دهاء قوة اولمرت الذي لا ينسى ولا يغفر شيئا. رئيس الوزراء هدد تسيبي ليفني مرتين او ثلاث مرات انها ان واصلت توجيه الانتقادات له وتحدثت بصورة مفرطه عن استقالة القيادة فقد تجد نفسها في الخارج، كشل قدراتها في الوصول الى معلومات سرية مثل المباحثات غير المباشرة مع سوريا.
ان كان حزب كاديما يريد البرهنة على انه حزب مع عمود فقري فعليه ان يستجيب لاقتراح باراك وان يحل مشكله اولمرت من دون انتخابات عامه. ان لم تكن لديه قوة لترتيب اموره الداخلية واختيار بديل لاولمرت فسيكون ذلك مؤشراً على انه غير جدير بالحكم، استبدال رئيس الوزراء لا يتطلب اسقاط كل البيت فوق رؤسنا وليدعوه يخرج من كاديما ليتولى الدفاع عن نفسه قضائيا من دون هز أركان الدولة كلها من خلال حملة انتخابية مبكره.
كانت في تاريخ الدولة اربعة استبدالات لرئيس الوزراء من دون معركة انتخابية. ليفي اشكول بعد بن غوريون وغولدامئير بعد اشكول واسحاق رابين بعد غولد واسحاق شامير بعد مناحيم بيغن الذي خرج مع مقولته الشهيرة "لم اعد قادراً على الاستمرار" الان ايضا لا يوجد مانع من استبدال رئيس الوزراء من دون انتخابات عامة في صيغة الائتلاف القائم الذي يصمد حتى آخر ولايته في عام 2010.
صحيح ان غولدامئير التي كانت المرأة القوية الوحيدة التي وصلت الى منصب رئيس الوزراء قد تسببت بايصال اسرائيل الى حرب يوم الغفران. سابقة فشل غولدا لا تعني ان ليفني السياسية الاكثر شعبية في الاستطلاعات ستلحق بنا مصيبة كما يلمح شاؤول موفاز صاحب النزعة "الاسترجالية" في اطار حملته التي يخوضها ضدها ويطالب في اطارها بانتخابه هو الرجل الرجل الذي لا يوجد له مثيل في الاحاطه بالشؤون الامنية. ليفني التي جاءت من حركة حيروت ابدت شجاعة اكثر من موفاز في الاشارة الى اخطاء اولمرت الامنية وكانت لها كالرجال الاقوياء عندما طالبت اولمرت جهاراً بالاستقاله. ليس صدفه انها تتصدر الصفوف في اغلبية استطلاعات الرأي وهي تستحق الانتخاب من خلال الانتخابات التمهيدية لرئاسة كاديما من اجل اتاحة المجال امامها للاستمرار في ائتلاف السلام الحالي.
الانتخابات العامة في هذه الاونة هي قبل كل شيء اهدار للمال (مليونا دولار). في غياب وجود جهاز انتخابات سريعه كما في انجلترا ستتزامن الحملة الانتخابية مع أسوأ فترة في الوضع الاقتصادي. عبارات طال زلبرشتاين "ما هي المغلفات بالمقارنة مع حقيبة المليون ونصف مليون دولار التي حصل عليها باراك" تشير الى الاجواء العكره التي ستسود فيها.
ستغرق قصص الفساد البلاد. الاعتقاد بأن حماس ستواصل اطلاق الصواريخ على التجمعات السكانية خلال الحملة الانتخابية بينما يكون الجيش غير قادر على الرد بكل قوته - هو اعتقاد يبعث القشعريره في الابدان.
في ظل عدم وجود اي امل، تتمخض الانتخابات قبل أوانها عن نجم ثاقب، فإن ما كان هو ما سيكون باستثناء استبدال اولمرت بليفني. عندما يفشل الفريق في المباراة يستبدلون المدرب ليس الفريق.

مشكور ابو محمود