اكذوبة التحقيق هي الفساد والحقيقة هي حرب لبنان

اكذوبة التحقيق هي الفساد والحقيقة هي حرب لبنان

04 حزيران 2008 درور يميني - "معاريف" الاسرائيلية

اسرائيل كقدر فوار. فايقاع الانباء، والحيل الاعلامية، والتسريبات، يخلق انطباعاً بأنه يحدث بازائنا آخر الامر تنظيف الاسطبلات الكبير الذي انتظرناه كثيراً. المطاردون والصيادون يشعرون كأنهم ابطال ثقافة. ويفخرون بقولهم "كنا لكم". لا يعني ذلك انهم قالوا حقا. ولا انهم كانوا لسنين اقرب الاصدقاء لاكبر الفاسدين. ولا انهم يمتنعون من العلاقات المحرمة بساسة آخرين، قضية ان يقدموا للمحاكمة قضية وقت فقط. لكن هذا لا يمنعهم من ان يشعروا بشعور كشعور العرسان في ظل"تهم. بيد انه توجد مشكلة واحدة فقط. لا يوجد هنا اي تنظيف للاسطبلات. يوجد وهم قصير العمر. اصبح يوجد بإزاء نواظرنا مرة اخرى استغلال ساخر وبارز للجهاز القضائي. يستعمل هذا الاستغلال احيانا لتبديل رئيس حكومة بوسائل غير ديمقراطية. حدث ذلك قبل نحو من 10 سنين، عندما تمت محاولة عزل بنيامين نتنياهو وتبين ان العناوين لم تصبح ادلة. وهذا يحدث الان ايضا، حين يبدو ان العناوين ستصبح ادلة قاطعه. لا يعني الامر ان رئيس الحكومة الحالي هو اشد الساسة استقامة. ليست هذه هي الدعوى. وربما يتبين ان جميع الدعاوى الموجهة اليه صحيحة.
كان الفساد وما يزال كعلة فقط. لو كان اولمرت رئيس حكومة محبوباً لما حدث شيء. لا شيء. ربما وجد تحقيق ما لكنه كان سيتضاءل سريعاً جداً. سبق حدوث ذلك. كان رئيس الحكومة السابق مغطى بقضايا الفساد. وقد انتهت الى لا شيء، ما عدا لائحة اتهام ضئيلة الشأن على عمر شارون. لم يعتقد الجمهور ان شارون بريء من الفساد لكن الجمهور اعتقد ان شارون رئيس حكومة آهل. في اوج قضايا الفساد حظي شارون بتأييد لا نظير له. لو ان اولمرت انهى حرب لبنان بنصر ساحق لما اثير اي تحقيق معه. كانت النيابة العامة ستغلق القضايا واحدة بعد اخرى، ولو اتى شخص مثل موريس تلنسكي لكانوا عاملوه معاملة مجهد لنفسه جنده اليمين لاسقاط رئيس حكومة ينوي تنفذ الانطواء. كان يصبح اضحوكة اعني تلنسكي لا اولمرت.
اعترف دان مارغريت بصدق في القناة العاشرة بأن نقطة التحول عنده كانت حرب لبنان. ان اكثر قصص الفساد كشف عنها يوآف اسحاق. لم يتاثر مارغريت. عندما كان اولمرت صديقاً ناجحاً دافع مارغريت عنه بالرغم من قصص الفساد. وعندما اصبح اولمرت غير ناجح، بدا مرغريت يركله بحجة الفساد. مارغريت بهذا المعنى هو الجمهور. اكثر الجمهور.
فماذا بعد؟ بخلاف اوهام هذه الايام، لن يتم امتحان رئيس الحكومة القادم بحسب مقياس الفساد. اذا قدم هو او هي البضاعة او كان يبدو كذلك فسيكونان ذوَي منعة. ستزول المنعة في اللحظة التي يتغير فيها الجو العام. يعلم جهاز فرض القانون اين يقف الجمهور بالضبط. وله ايضا رغبات تخصه. مثلا لقد نجح في عزل يعقوب مامان وحاييم رامون، ومنع روبي ريفلين من دخول مكتب وزير العدل. لكن هذا السلوك المستقل ايضا الذي لن يحقق ابداً، يثبت فقط ما قيل آنفا وهو ان المكافحة ليست للفساد بل الفساد وسيلة فقط لاحراز اهداف سياسية

:baraka allah: