كلمة رئيس حركة أمل
دولة الرئيس الأخ الأستاذ نبيه بـرّي
بسم الله
لأنّ التاريخَ حديقةٌ للذاكرة الّتي لا تَنْسى ولا تُنسى، وعبورٌ لأحداث داخل وخارج الأيام،
ولأنّ التاريخ مرايا لحكايات الناس، وصُوَرٌ لمشاهدهم ونبضٌ لأحاسيسهم،
ولأنّ التاريخ كتابٌ لا تضيع فيها النهارات ولا الليالي، وتبدو في أمكنته الأسباب والنتائج، العدل والقهر، العدوان والمقاومة، والألم والأمل.. كان هذا الكتاب لتاريخ "أمل":
حركة المحرومين
أفواج المقاومة اللبنانيّة
إنّه كتابٌ لتاريخ صنّاع التاريخ في هذا الجزء من الشرق، الّذين حالفوا الشمس والحقيقة والحقّ، ومضوا على سفر، وعاد منهم من عاد، وغُيّب منهم من غاب، وما بدّلوا تبديلا!
إنّه كتاب عناوين الرساليّين الّذين يصنعون الحياة الكثيرة، ولا يبالون إذا وقع الموت عليهم أو وقعوا على الموت!
إنّه كتاب الّذين لا يعطون بيدهم إعطاء الذليل، والذين ما انفكّوا يطلبون الإصلاح في دين جدّهم؛ إنّه كتاب الإمام القائد السيد موسى الصدر، كتاب السيرة الّتي تقرّ أن حاجاتنا إلى الإنسان هي الحاجة الأولى، وكتاب المحرومين الّذين يسعون إلى المشاركة، وكتاب الّذين أقسموا على الدفاع عن حدود الوطن وحدود المجتمع، وكتاب المؤمنين الّذين يأبى شرف القدس إلاّ أن تتحرّر على يدهم.
إنّه كتاب تاريخ أبناء أمل، الّذين حركتهم لا تهدأ كالموج، كتاب الّذين يتميّزون عن الآخرين بسلوكهم الّذي لا يخضع لعُقَد الفقر ولا لطغيان المال، ولا للكرسيّ ولا للجاه، إنّه كتاب الّذين لا يكذبون ولا يضلّلون، إنّه كتاب الّذين لا يستوحشون في طريق الهدى لقلّة سالكيه.
إنّه كتاب تاريخ "أمل" الحركة الوطنيّة المؤمنة حركة اللبناني نحو الأفضل.
إنّه تاريخ بُناة الأوطان وحَمَلة الثقافات ومصدّري الحضارات وصانعي التاريخ للمَهَاجر.
إنّه تاريخ الصدريّين الّذين يريدون لبنانَ واحداً، أرضاً وشعباً؛ الّذين يريدون لبنانَ عربيّاً، لا جسماً غريباً في المنطقة يأخذ ولا يُعطي أو يُعطي ولا يأخذ، بلداً متفاعلاً مع أشقّائه، يتحمّل معهم مسؤوليّاته العربيّة ويشارك في المصير العربي، ويتمتّع بكامل مزاياه.
إنّه تاريخ الصدريّين الّذين يريدون لبنانَ وطناً عصريّاً، وطنَ العدل وتكافؤ الفرص، الّذي يتساوى فيه الجميع أمام القانون؛ الّذين يريدون لبنانَ لا طائفيّاً، دولةً معاصرةً؛ الّذين يريدون وطناً ونظاماً نابعاً من أرضنا وتاريخنا، ويريدون الاستثمار على كل ثروات الوطن وخلق الكفاية الاقتصاديّة والاجتماعيّة.
إنّه كتاب تاريخ المقاومين السبّاقين للدفاع عن الأرض، الّذين رفضوا السكوت عن الاعتداءات على الجنوب أو تبريرها، ورفضوا الإهمال في حقّه، وكانوا أفواجاً للمقاومة وطليعةً للمقاومين.
إنّه كتاب تاريخ المواطنين الوطنيّين الّذين أرادوا جيشاً موحّداً لا طائفيّاً، مزوّداً بكفاءات وبأسلحة متطوّرة في مستوى الأخطار الّتي تتهدّد الوطن، كتاب تاريخ هؤلاء المواطنين الوطنيّين الّذين يريدون أمناً كاملاً، لا سلاحاً ولا مسلّحين، الّذين يريدون حماية السلطات فقط للمواطنين.
إنّه كتاب تاريخ حركة أمل الّتي تريد كلّ ذلك وتعمل من أجل كلّ ذلك، مع التمسّك الكامل بأدياننا وقيَمنا وتراثنا.
إنّه كتابٌ تأسّس على جهدٍ بذله إخوةٌ سلكوا خطَّ الخطّ، وساروا على النهج، وحفظوا التاريخ لهم ولنا وللوطن، فاستحقّوا اختيارهم لتنفيذ هذا الواجب.