الشهيد القائد مصطفى شمران
في مختصر...
وجاء من اقصى المدينة رجل يسعى ... من حيث الرخاء أتى .. من حيث الحياة الدنيا وزينتها أتى .. من بلاد الشهوات واللهو .. نفض غبار الملل والقعود ، واتبع الجهاد الذي يرفع صاحبه إلى مرتبة يفضله الله تعالى بها على القاعدين ، في عينيه عناء المحرومين ، في نظراته دموع اليتامى ، في تواضعه موسى الصدر ، وفي جهاده أمل انه الشهيد القائد مصطفى شمران
الذي قال : لقد كنت احيا حياة رغدة في امريكا . وكنت املك شتى الامكانات . ولكني طلقت الذائذ ثلاثاً
وذهبت الى جنوب لبنان حتى اعيش بين المحرومين
--------------------------------------------------------------------------------
ولد الشهيد القائد مصطفى شمران عام (1933م) في مدينة قم، ثم ما لبث أن انتقلت عائلته إلى طهران للعيش فيها بعد عام واحد من مولده. وكان الشهيد القائد طفلاً محباً للعزلة غارقاً في التأمل والتفكر متجنباً للصخب والضجيج ومستغرقاً في مشاهدة جمال وجلال الطبيعة والوجود الإلهي. كما كان معجباً بالسماء وعاشقاً للنجوم المتلألئة. وبعد أن أنهى دراسته الابتدائية في مدرسة (انتصارية) بالقرب من (پامنار) فانه انتقل إلى ثانوية دار الفنون، ثم قضى العامين الأخيرين في ثانوية (البرز) دون مصاريف دراسية، وكان تلميذاً ممتازاً على طوال هذه المرحلة. كما كان يتميز بالرقةوالحساسية المفرطة، ويتألم من صميم قلبه لآلام المحرومين ويشاركهم عناءهم بعواطفه المستفيضة.
وفي عام 1332هــ.ش التحق الشهيد القائد مصطفى شمران بالكلية الفنية في جامعة طهران وبدأ دراسته في قسم الهندسة الكهربائية، ولمّا كانت تلك الفترة متزامنة مع مرحلة الانقلاب فإنه اضطلع بالنشاط الواسع في النضال السياسي الشعبي والتظاهرات الخطيرة المناوئة للنظام الملكي.
ولكن هذا الرجل صاحب الروح الشفافة والمرفرفة والعزم المتين والإرادة الصلبة أدار ظهره لكل المظاهر المادية بعد نضهة الخامس عشر من خرداد الدموية والاعتقاد بتراجع النضال القانوني والبرلماني، وتوجه إلى مصر مع عدد من أصدقائه المؤمنين والمخلصين لتعلم فنون القتال والاستعداد لخوض الحرب المسلحة ضد النظام البهلوي. وكان ذلك في نفس الوقت الذي بعثت فيه نهضة المقاومة الفلسطينية بكوادرها إلى مصر للتدريب أيضاً، حيث قضى الشهيد القائد عامين شارك فيهما بعدة دورات للتدريب العسكري وفنون النزال وجهاً لوجه وحرب العصابات والعمل الفدائي، ثم أخذ هو على عاتقه مسؤولية تدريب المقاتلين الإيرانيين على تعلم تلك الفنون.
غادر الشهيد شمران مصر إلى أمريكا لفترة وجيزة بهدف الإعداد لهجرته الكبرى إلى لبنان. وطبقاً لدعوة من سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر، فإنه وصل إلى لبنان أواخر سنة 1349 وانضم إلى حركة المحرومين بطلب من سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر.
يقول الشهيد شمران في كتابه "لبنان":
"إنني قادم من جبل عامل، حيث دعا الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري إلى الإسلام الصحيح هناك ولأول مرة، وبنى في تلك الديار مسجداً لعبادة الله الواحد…
إنني قادم من جبل عامل الذي عانى سكانه من الظلم طوال 1400 عام من تاريخ الإسلام.. إنني مندوب المحرومين في جنوب لبنان الذين يحترقون كل يوم بنيران المدفعية الثقيلة وقنابل الطائرات الإسرائيلية. لقد جئت من أرض أبيد أكثر من نصفها بشكل تام…