منتديات شباب أمل الثقافية
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد!
يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
منتديات شباب أمل الثقافية
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد!
يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
منتديات شباب أمل الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
homeالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلالتسجيلدخول

 

 عروس الجنوب

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أبو طوني
عضو برونزي
عضو برونزي
أبو طوني


ذكر
العمر : 34
الرصيد : 35
متصل من : الجنوب\النبطية
تاريخ التسجيل : 10/04/2008
عدد الرسائل : 101

عروس الجنوب Empty
مُساهمةموضوع: عروس الجنوب   عروس الجنوب Empty2008-05-27, 04:58

الفيديو الذي سجله الحزب السوري القومي للإستشهادية سناء محيدلي
http://www.ssnp.com/new/multimedia/video/Sanaa_01.WMV
7.39s 5.8MB
---------------------
------------------------
http://www.ssnp.com/new/multimedia/video/Sanaa_full.WMV
20.42s 15.1MB
------------------------
قصة باختصار
-
سناء يوسف محيدلي:
ولدت سناء محيدلي في بلدة عنقون قضاء صيدا ، (7 كلم من مدينة صيدا)جنوب لبنان ، في 14/آب/1968 والدها يوسف توفيق محيدلي . توفيت والدتهافاطمة و هي في الثالثة من عمرها ، و عاشت بعد ذلك في كنف والدها الذي كان ملتصقا بها بعد وفاة والدتها وتزوج بعد ذلك ليكون لسناء اخت واحده - عبير و ثلاثة اخوه هيثم و محمد و رامي .
نمت سناء ميحيدلي في بيت و طني حيث كان والدها ممن يرفضون الظلم و القهر و الاحتلال كباقي اترابه ورغم تواضع العيش و الحياة خلال الحرب اللبنانية بقيت عائلة سناء تسكن بيروت و مرار الاحتلال تراود صبية تنظر الى مستقبل امة و ليس مستقبل فتاة .
عملت سناء في اوقات فراغها و بعد الدراسة في محل معد لبيع اشرطة الفيديو في منطقة المصيطبه - غرب بيروت و خلال عملها هناك قامت بتسجيل 36 شريط فيديو للشهيد و جدي الصايغ الذي نفذ عملييته ضد قوات العدو في منطقة قريبة من الموقع الذي نفذت فيه سناء عمليتها الاستشهادية، و بنفس المتجر ايضا قامت بتسجيل و صيتها عبر كاميرا للفيديو من نوع "في اتش اس" ، و وجهت من خلال التسجيل رسائل الى رفاقها و اهلها و اوصت بتسميتها عروس الجنوب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو طوني
عضو برونزي
عضو برونزي
أبو طوني


ذكر
العمر : 34
الرصيد : 35
متصل من : الجنوب\النبطية
تاريخ التسجيل : 10/04/2008
عدد الرسائل : 101

عروس الجنوب Empty
مُساهمةموضوع: من نبيه بري   عروس الجنوب Empty2008-05-27, 04:59

ســــناء محــــيـــدلــي

أيُّ قرارٍ أنتِ؟!






فرس الموت ، جنوبية المعراج

زوبعة في ((باتر))

صهيلك إجتراح البرعم للعود ، والأريج لمكنون الزهر

بين السماء وسناء خيارك الجنوب
أرضه السماء والسناء ومن ترابه عجمة أعواد الهودج
لاصطفاف الملائكة ،
ِلمَ لا ؟
فمن يطرق قويّاً على صدر الأرض تنفتح له الأعالي .
لا يزلزل الماضي ولا يؤكد المستقبل مختصراً إلا من يرسم الحاضر بالأحمر البيان .
أجمل ما في الورد أرجوانه ،
غار الربيع من ربيع حياتكِ ، فتوزّعا في يومٍ واحد ،
نام طفل العمر على يديك وأبيتِ النوم إلّا على كتف التاريخ
لعمري إنه عشق الشهداء !
رسموا لك العريس رجلاً واخترته رسم إله .
ينثر الورد في الأعراس ونثرت العروس في الأرجاء ،
تغيّر لون التاريخ بريشة الأنثى هذه المرة :
قررتِ الموت الولادة
واندلق الفجر من الليل
وتبرعت الشمس بالقمر
كذا قرارك يا أخت البحر والنهر والشجر والزهر .....
يا حمامة في صقر
يا درقة الماء في الصخر
يا سبحة العابد في السحر
يا زينب في عصرٍ
أملس المرمر أصلبه
أتعب ناظريك العدو وأشعل النار ألهبه
أيُّ قرارٍ أنتِ ؟
بين يسار وعائدة
مثواك الأرض - أرض الجنوب – يا لحسرة السماء
فاهنئي يا سناء .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو طوني
عضو برونزي
عضو برونزي
أبو طوني


ذكر
العمر : 34
الرصيد : 35
متصل من : الجنوب\النبطية
تاريخ التسجيل : 10/04/2008
عدد الرسائل : 101

عروس الجنوب Empty
مُساهمةموضوع: عمر الفرا   عروس الجنوب Empty2008-05-27, 05:00

بليلة عواصِفْ
مُظِلْمَـــهْ ..
والبَرْقْ يشْعَطْ ..... بالسما
مِثْلْ الشجر .. المشعبه
يشعلِّ حرايق .. تنطفـــي
رَدْ تِشْعل ... ورَدْ تِخْتِفِيْ
والبَرِد ...

ســكِّينة وغِـــد
يتْغَلغَلْ .... بوَسْط
يُبْرُد بَرِدْ !!
وغيـــوم ....

سودَه ملَبَّدَهْ
شبْه الرواحِل ...
سافَرَت .... ومحمَّلـــه
والرِّيــح ... يعوي عَـــالْبُعُدْ
يعوي ... عويــة الذيب
جايع بالجُرُدْ
ودُخــان ... يتْلَــــوَّى
على ســطوح ... البَشَـــرْ
مِثْــــل الحَنَـــشْ .... يتْلَّــــوى
مِـــنْ كُلْ مَدْخَنَــهْ
بــذاك الزَمَـــنْ ....
كانت عروس
مــن الجنوب
بخدودها ....
شمس الصحارى
خَزَّنتْ
لون الضحى ... ولونِ الغُرُوب
والشِّــــفَّهْ .... قَهــــهوَهْ
مـــن اليمنِ .. ومهَّيلـــه
وجَــمْـــرْ الغَضَــى ... يغِليــها
يرْسِــلْ عُطَرهَــا .. بنَسْــمِة صَبَا
تَجْدِيَّــه رَفَّتْ....
سافَرَتْ لُبنـــان
وارتْاحت علــــى
أرض الجنوب
وعيون ... أوسَـــعْ مِــنْ بَحُر
بين الـــبراءه محيَّرهْ ....
وبين القَـــهُر
نَظْــرِةْ عَجَبْ ... نَظْرِةْ غريب
المَــادَرَى للغُرْبَــه
أي مَعْنَـــى وسَبَبْ
والشَّــعر.....
لو مشَّـــطَتْ ...
"بحر الطويل"
ولو مشت ....
"بحر الخَبَبْ"
والقَلُبْ مَكتُــوبْ
يشْــغَافْ القَلُــبْ .... عِنْــد الطَّلَــب
فِدْوى لَكُــلْ.....
ذَرِّة رَمـــلْ
فِــــدْوى لَكُـــلْ ....
دَمْعِـــة طِفْــــل
فِدْوى لَكُـــلْ ....
أرض العَـــرَبْ
كانت عروس ... من الجنـــوب

تِــتْزَيَّنْ ... بليِلــة عُرُسْـــهَا
وتِنْتِظِــرْ... وَعْــدْ العَريـــس
تِحْــرِقْ....
وراق المراحِـــل
تِخْتِصِــرْ ...
كُــــلْ المشاوير الطويلــه
وتِخْتِصرْ ... كُلْ المسَائِل
تِخْتِصِــرْ ...
كُــل سياسَات السوالِفْ
وتِخْتِصِر ...
كُــلْ صِراعَــات الطوايـف
وتِخْتِصِرْ
كُــل ّ الــــدُّروب
كــانَتْ عروس .... مِـــن الجنوب
ما خَـــبََّرتْ جِيرانَهــا
بليلْ الفَرَح
ولا لِبْسَــتْ ... اسوارَه جميله
ولا زغــاريد ... القلبيه
ولا خَبَّرتْنَا ولا درينَا ...
كانَــت وَحِدْهَا
العَاشْقَهْ ... عيون الوطن
لا يــا سناء ... إبْعَثــي
قَبْـلْ الوَعِدْ ... طاوشْ عَلِينـا
نِفْرَح ... بليلْ الفَـــرَحْ
ونْحَنِّــي ايدينا
نشَعِّلْ الدَرْبْ ... بمشَــاعِل
تِهتِدي .. بيــها السفينه
لا يا سناء
إنت قُصَّه ... من البطوله
والشَّـرَفْ .... والكبريــاء
إنتِ عَلَّمْتِيْنَا ... يوم الشِّـدَه
كُل مَعْنــى ... العطاء
إنتِ نِجْمَــه ... نَـــوَّرتْ
ظُلْمــةْ ... ســَمَانا
إنتِ بَسْمَهْ ... مِــنْ الأَمَلْ
رَفَّــتْ على ...شفَافْ الحَزَانى
إنت أعْطْيتِيْنَا فَرْحَــهْ
مِــنْ عُقُبْ .. دَمْعِةْ عزَانَا
إنتِ أمَّــهْ مِــنْ البطوله
لَلْمَجدْ ... رَفْعَتْ لِوانا
لا يا سناء
مـا دَرينا ....
بليلة الزفَّه
الجميلـــه
ما دَرينا ...
بليله ... مِنْ أحلى الليـالي
وأغلـــى ليلـــه
لو دَرينا ... كانَتْ
الزفَّهْ العظيمــه
تِبْتِـــدي ....
مِــنْ أوَّل الدِنيا .....
لآخرهـــا
علـــى رُوسْ
السياسات .... اللئيمـــه
إنت معذوره ...ياروحي
وَحْدَهَا ....
كانت سناء
العَاشْقَهْ .... عُيــونْ الوطن
وَحْدَهَـــا .... ضحَّــت سناء
وَوحْدها ... عاشت سناء
ذكَّرَتْنَـا .... وذَكَّرَتْنـَا
وَحْدَهَـا ....
كانَتْ سناء
العاشْــقَه ... عيون الوطن
بلَحْظَــه وَحْــدَهْ .....
بدَّلَــت .... كُــلْ المكان
بلَحْظَـه وَحْــدَهْ ....
غــيَّرت ... وجْــه الزمــان
بلَحظـهْ وَحْــدَهْ ....
فَجَّرت كُــل السدود
بلَحْظَـهْ وَحْــدَهْ ....
زَلْزَلــَتْ .... كُـــلْ الحدود
بلَحْظَه وَحْـــدَهْ ...
عَبَّــدَتْ .... كُـلْ الدُرُوب
كُـلْ شِــي ...
اختفى !!
كُـلْ شِي ...
انطفـــى !!
وظَلَّـــتْ ....
"سناء محيــدلي"
أحْلَــى عروس ..
مــن الجَنُـــوب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو طوني
عضو برونزي
عضو برونزي
أبو طوني


ذكر
العمر : 34
الرصيد : 35
متصل من : الجنوب\النبطية
تاريخ التسجيل : 10/04/2008
عدد الرسائل : 101

عروس الجنوب Empty
مُساهمةموضوع: أحببتها ولا أدري لماذا؟   عروس الجنوب Empty2008-05-27, 05:00

[أحببتها ولا أدري لماذا؟... لا يسأل أحد عن سبب حبه.. أبدًا!]


شهر غير محدد عام 1984 – طفل في الثامنة يقرأ مجلة ماجد
سناء مح .. محدل.. محيد محيد.. محيدلي .. سناء محيدلي... لا أتذكر شيئا عنها إلا مشاعري نحوها كبطلة .. واسمها الصعب وصورتها غير الواضحة.. كانت بالأبيض والأسود.. كلها خربشات كأنها عذابات السنين، لكنني لا زلت أتذكر عينيها كانت ثاقبة جدا.. وبريئة ومحبة للحياة.. لم تكن من هذا النوع من الجمال الذي يطربني في هذا السن الصغير لكنني أحببتها.

يناير 2005 – القاهرة – مكتب بسيط في حي هادئ:
حين عاودني الحنين إليها.. اكتشفت كم كانت جميلة.. واكتشفت كم كنت عاشقا .. لهذه الفتاة الصغيرة النحيلة السمراء.. البربرية الطبيعية.. واكتشفت فجأة أنها فتاة أحلامي.
لم أرها متزينة ولا أثر لألوان على وجهها إلا كحل الجنوب الصافي... في عينيها... تحدثت بوله عنها لأصدقائي، قال أحدهم: كانت شيوعية، وقال آخر: أخذت أكثر من حقها .. الجميع تحدث عنها، ودافع ثالث: لأنها أنثى ولأن دمها فجر المقاومة... سكت وأطرقت.. كنت متيما تمامًا..

الحادية عشرة ظهر الثلاثاء - 9 أبريل 1985
سيارة بيجو 504 بيضاء، تعبر الحاجز المقام في منطقة باتر في طريقها نحو الجنوب اللبناني، الجنود ينظرون ويفتشون لا يكتشفون شيئا، يصوبون نظرهم للصبية التي تقود السيارة، وكانت تصوب نظرها إليهم، وقد رسمت بسمة، نظرة وبسمة بلا معنى، لكن كل جندي كان يفهمها بطريقة ما، بطريقة خاصة غالبًا.
السيارة تعبر الحاجز الأول.. تمضي مسرعة ليس في طريقها المرسوم نحو الحاجز لكن نحو قافلة احتلال..
يلاحظ أحد الجنود فيقترب مسرعا لكن سناء كانت أكثر إصرارا ، فانطلقت بسيارتها باتجاه القافلة، واجتازت حاجزا حديديا موضوعا ضخمًا.. أطلق الجنود النار لكنها أصرت على الذهاب لأقصى عمق، وفي اللحظة الأخيرة قبل أن تموت من الرصاص فجرّّت السيارة.

العاشرة والنصف مساء الثلاثاء 9 أبريل
التليفزيون الإسرائيلي يقطع إرساله.. المذيع المتجهم يقول إن خبرا طارئا قد وصله نقلا عن الناطق العسكري الإسرائيلي: "إن ضابطين من الجيش الإسرائيلي قتلا وان جنديين آخرين أصيبا بجروح من جراء انفجار سيارة مفخخة في نقطة عبور باتر".

الثامنة صباح الأربعاء 10 أبريل 1985
الناطق باسم الحزب القومي السوري يعلن : " المناضلة الرفيقة الشهيدة سناء محيدلي بعملية استشهادية استهدفت تجمعا لقوات العدو بسيارة بيجو 504 مجهزة بـ200 كلجم من مادة ت.ن.ت شديدة الانفجار" .

أيام تالية عام 1984 و1985 – لبنان المحتلة
عمليات استشهادية متتالية:
الشهيد مالك وهبي (نسر البقاع) جسر القاسمية 20/4/1985.
الشهيدة وفاء نور الدين (شهيدة النبطية) 9/5/1985.
الشهيدة ابتسام حرب (فتاة الجبل) رأس البياضة 9/7/1985.
الشهيد خالد أزرق الزامرية 9/7/1985.
الشهيد هشام عباس كفرتبنيت 15/7/1985.
الشهيد علي غازي طالب أرنون 31/7/1985.
الشهيد جمال ساطي حاصبيا 6/8/1985.
الشهيد عبد الله عبد القادر بيت ياحون 15/8/1985.
الشهيد مناع قطايا ريمات/ جزين 28/8/1985.
الشهيد عصام عبد الساتر كفرحونة 3/9/1985.
الشهيدة مريم خير الدين حاصبيا 12/9/1985.
الشهيد علي طلبة حسن رأس البياضة 18/9/1985
-
4 أغسطس 1968- لبنان- بيت جنوبي فقير
بلدة عنقون قضاء صيدا جنوب لبنان، تولد الطفلة سناء بنت يوسف توفيق محيدلي، توفيت والدتها فاطمة، وهي في الثالثة من عمرها، يتزوج والدها ليكون لسناء أخت واحده - عبير وثلاثة أخوه هيثم ومحمد ورامي.

شهر غير محدد 1980 – حي لبناني فقير – محل تأجير وبيع أشرطة فيديو
الصبية سناء تذهب في أوقات فراغها من الدراسة التي لم تكتمل ولن تكتمل – إلى محل لبيع وتأجير أشرطة الفيديو لتكسب ليرات قليلة، ربما يكون الفيديو هو الهوس الذي قادها للمقاومة أو أن المقاومة جعلتها ترضى بهذا العمل لتسجل 36 شريطاً فيديو للشهيد وجدي الصايغ أول استشهادي لبناني، في بنفس المحل تسجل وصيتها عبر كاميرا Vhs، ووجهت من خلال التسجيل رسائل إلى رفاقها وأهلها وأوصت بتسميتها عروس الجنوب.

العاشرة صباح الأحد 24 مارس 1985:
خرجت من منزل ذويها في المصيطبة بحجة أنثوية جدا شراء طلاء للأظافر!.. في طريقها أبلغت أحد رجال الأمن اللبنانيين: "إذا بحث أهلي عني قل لهم لن تعود".

العاشرة مساء الأحد 24 مارس 1985
ثرثرات الجيران تعلو: هربت لتتزوج.. أو أشياء أكثر سرية.. الأهل يبحثون عنها عند الأهل والأقارب والأصدقاء, من دون جدوى, ثم بدأت الاتصالات مع الأحزاب والأجهزة الأمنية ولا نتيجة.

مساء الثلاثاء 9 أبريل - القناة السابعة- تليفزيون لبنان
"أنا الشهيدة سناء يوسف محيدلي، عمري 17 سنة من الجنوب، جنوب لبنان الجنوب المحتل المقهور، من الجنوب المقاوم الثائر.. "أنا من جنوب الشهداء ؟!"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو طوني
عضو برونزي
عضو برونزي
أبو طوني


ذكر
العمر : 34
الرصيد : 35
متصل من : الجنوب\النبطية
تاريخ التسجيل : 10/04/2008
عدد الرسائل : 101

عروس الجنوب Empty
مُساهمةموضوع: حصان أصهب بجناحين   عروس الجنوب Empty2008-05-27, 05:01

فرَّت من عين أمي دمعة ، دارتها عن القوم الذين اجتمعوا لوداعي ، كان وجهها يتألق بابتسامة مضيئة ، كنت ـ لحظتئذ ـ أتعلق بعنق حصاني الأصهب ، واضعاً قدمي في " الركاب " ، وكلما حاولت ـ بكل العزم ـ الارتقاء لصهوته العالية تعثرت وسقطت ..
يضحك أبي ويقول :
ـ " لا عليك يا ولدي " .
تمسح أمي دمعتها براحة يدها ، وأدركت أنها دمعة فرح ، يستفزني ضحك أبي وأحاول دون جدوى ، فأردف :
ـ " لا عليك يا ولدي .. عندما تعود ويتم المراد سوف تستطيع " .
وكان الحصان يهمهم ، ويضرب حافره في الأرض ، ويشرع عنقه صوب السماء الصافية المفتوحة ..
لفني أبي تحت إبطه ثم حطني فوق السرج اللامع ، حمحم الحصان وتأهب للرحيل منتظراً الإشارة ، لكن أبي الشيخ " قحطان " ذكرني :
ـ " لا تنس يا عدنان عندما تشرق أو تغرب .. تعز وإب وصنعاء .. يثرب وبغداد والمعرَّة .. يافا والقدس والكويت .. عمان وطرابلس ونواكشوط .. الخرطوم والرياض وسوسة ووهران .. لا تنس أحداً يا ولدي .. كل العرب البائدة والحاضرة .. العاربة والمستعربة .. المساعيد والحويطات .. آل عتبة والضباعين .. جهينة والشلاوي .. " .
ظل أبي يصب في مسمعي كل الأسماء حتى ظنت أنه لم ينس أحداً ، ولم أكن أنسى أبداً ، لأنه من قبل كان قد أودعني كل الأنساب فأخفيتها في قلبي .
قبل أن يعطي الإشارة ، امتشق السيف ولوَّح به فومض ثم دسَّه في جرابي ، وقال :
ـ " هذا لعدوك " .
ودسَّ في يدي اليسرى المهماز ، وقال :
ـ " هذا لحصانك " .
ثم وضع يده علي صدري فانشق ، فأخرج قلبي وطوى فيه الكتاب ثم أعاده فالتأم صدري ، ثم تنهد وقال :
ـ " الآن ..هيا يا عدنان " .
ولوَّح لي أهل عشيرتي بأكفهم :
ـ " مع السلامة " .
انطلق الحصان يعدو فوق الرمال مخلفاً مضاربنا ، ثم انبثق له جناحان ، فعلا وطفوت به فوق السحــاب .
* * *
أنفاس الليل صيفية ، هينة الوقع علي أكواخنا وخيامنا المبعثرة ، القمر السادر بعلياء السماء بـدر تام الاستدارة ، كقرص من فضَّة تنسكب علي بدن الكون ، كنا قد استقبلنا ضيوفنا الكرام وهو يأتون من كل صوب وحدب ، كان الليل الدافئ بنجيماته المشتعلة المرتجفة صامتاً ومهاباً ، ليس هناك سوى كروان يصدح وقبرة تغني ونعجة تثغو وبقرة تخور وكلب ينبح وذئب يعوي في البراري بعيداً . رجال عشيرتنا يصطفون ومعهم بعض الضيوف ، يدقون بالكفوف ويتمايلون في جلابيبهم السابغة ، وتنتظم أصواتهم مع اصطفاق الكفوف ورفع الأرجل ودق النعال في الأرض ، الميل والاعتدال المنتظم :
" رايحين نقول نريده
رايحين نقول نريده " (1)
يرقصون " الريدية " ، ثم يسرع الإيقاع :
" الدحيوه .. الدحيوه
آهـي آهـو .. الدحيوه " (2)
وكانت الأنثى الملفوفة من قمة رأسها لأخمص قدميها بالأقنعة السوداء تهتز برشاقة أمام صفهم ، وتراهم بعين واحدة ، وتشير صوبهم وهي تهشهم بعصاها القصيرة ، وهم يحاصرونها بأجسادهم الفتية التي تنضح بالعرق ..
ثم جلسوا ..
وقف أبي يدعو الجميع للطعام فلبُّوا .
* * *
قطع اللحم المسلوق الملفوف بـ " الدبدوب " (3) ، الكل يتحلق حول أناجر الفت الملآنة وأوعية الحساء ، وصاح رجلٌ :
ـ " أخلف الله عليك بالحلال ياشيخ قحطان .. وبارك لك في ولدك " .
وعرفته ، إنه " حاتم الطائي " ، وكنت في رحلتي لمَّا رأيت ناره التي لا تنطفئ ، هبطت بحصاني إليه ، فآواني عند ثلاثة أيام ، ثم قبل دعوتي لحفلي :
ـ " إنني أدعوك أيها العم الكريم " .
ـ " أقبل إن شاء الله يا ولدي " .
وانتبه أبي للشيخ الذي لم يمد يده ، كانت عيناه المطفأتين ـ رغم غيابهما ـ تحاصراننا بمهابة ووقار ، وأبي يدعوه للطعام ، لكنه يأبى ويسأل :
ـ " أين عدنان " .
ولمَّا لبيت قال :
ـ " أحضر لي جبناًٍ وخبزاًٍ بعيداً عن أعينهم " .
كنت في رحلة الدعوة قد هبطت بحصاني تحت شجيرة ، وغفوت استريح ، وانتفضت علي صوت قافلة تمر بي ، ورأيته لأول مرَّة ، وكان حادي القافلة يخاطب هذا الشيخ العجوز :
ـ " يا أبا العلاء .. بالله عليك أنشدنا .. أسمعنا أبياتاً من الشعر نقطع بها الوقت ، وارتكز الشيخ " أبو العلاء المعري " علي سنام ناقته وهو يقول :
ـ " صلوا علي طه الرسول " .
ـ " آلف صلاة عليك يانبي " .
وأنشدنا أشعاره :
" يا ساهر البرق أيقظ راقد السمر
لعل بالجذع إعواناً علي السهر
ما سرت إلاَّ وطيف منك يتبعني
سرى أمامي وتأويباً علي أثري "
وغمغم الحادي مردداً :
ـ " ياله من شعر !! " .
وأقبلت عليه أقبل ظاهر يده ، وقلت له أخاطبه :
ـ " يا أبا العلاء .. يا ابن المعرَّة .. إنني أدعوك لحفلي " .
قـال :
ـ "إذا قدر لي العودة من بغداد فإنني بإذن الله فاعل " .
* * *
لمَّا عرجت صوب خيمة الطعام ، وجدت أمي تحوط عروساً شابة برعايتها ، كانت العروس جميلة بثوبها الأبيض وقبعتها الحمراء ، وقفز قلبي الصغير الذي يعرفها من مكمنه ، كنت قد هبطت بأرض الشام ورأيتها تقود سيارةً مليئةً بالمتفجرات ، وكانت هناك قافلةً للأعداء تمر ، دبابات ، سيارات مصفحة ، عربات جنود .. قلت :
ـ " أين نحن يا فتاة ؟ " .
ـ " أنت في الجنوب اللبناني أيها الصبي العربي " .
ـ " وماذا تفعلين ؟ " .
ـ " لقد قررت الفداء بنفسي " .
ـ " لماذا ؟ " .
ـ " لقد شاهدت مأساة الاحتلال .. قتل النساء والشيوخ والأطفال " .
ـ " ما زلت عروساً صغيرة " .
ـ " روحي وأرواح الشهداء تفجر زلزالاً علي رءوس الأعداء .. هذا هو عرسي وزفافي " .
ـ " لكنني أريدك أن تحضري حفلي " .
ـ " سوف أفعل " .
وتركتني وهي تقترب بسيارتها من قافلة الأعداء ..
قبعة حمراء ، بذلة بيضاء ، وجه جميل ، ضغطت علي الزناد ، انفجرت السيارة في جوف القافلة فتمزقت ، وصحت بأعلى صوتي : " سناء " .. " سناء يا محيدلي " ، انفلت صوتي باسمها ، ابتسمت وردَّت :
ـ " ماذا تريد يا عدنان ؟ " .
أفقت وأمي تنظر نحوي فهمست لها :
ـ " أريد جبناً وخبزاً يا أمي لحكيم الزمان ورهين المحبسين " .
قالت " سناء " :
ـ " لكنك خاطبني الآن .. ماذا تريد ؟ " .
قلت :
ـ " كنت أودُّ السؤال عن الطفل الذي دعوته ؟ " .
قالت :
ـ " إنه هناك مع الرجال " .
وأنا أعرف أنه هناك يلف وجهه بكوفية ، وتقبض كفه علي حجر ، ويرفع إصبعيه بعلامة النصر . كانت أمي قد أحضرت طبق الجبن والخبز فتناولته ومضيت .
* * *
كانوا يحتسون القهوة بصرير واضح في فناجيل صغيرة تحمل بين الأنامل ، ويدور الساقي مرة تلو المرة ، يرتكز علي ركبته ، يصب ثم يعود للراكية التي تصهلل نيرانها حول البكارج الكبيرة . كان شاعر الربابة " عبد البديع " يقتعد الأريكة العربية ، وكان الصمت قد حلَّ ، وطلعت العيون صوبه ، وهو ينحني بحميمية وود علي الربابة يداعب وترها ويشد القوس ويصيح :
" أول ما نبدي القول .. نصلِّي علي النبي "
وأنشد يرحب السامعين :
" أهلاً بالمجد وبالكرم .. والفتية من خير الأمم
من شاطئ دجلة للهرم .. وجبال الأرز إلي الحرم
أكرم بالفصحى من رحم "
وانبثق النغم الشجي ، وترنم الصوت الجميل من بين الشفتين الناتئتين..
كيف ينفذ اللحن في البدن الحي ؟ ..
أ مصغٍ أنا إليه ؟ .. أحلق معه ، أنظره بعظامه الجافة وعينيه المتوقدتين بين الأهداب والحاجبين الكثيفين وللحية الفضية المهوشة ، ينحسر كُم الجلباب عن الساعد الذي يروح ويجئ بالقوس ، والنغم يحل علينا كزرزرة زرازير تارةً وعقعقة سمَّان تارةً وشجو طائر مهاجر في الزمن تارةً أخرى ، والرجل يتكور وينبسط ويغني ويصيح ويهمهم ، يضحك ويبكي ويغني ، يقف ويقعد ويغني ..
هو بغنائه ما زال يرحب بالحضور واحداً واحداً ، يغيب ويحضر ويغني ، يهاجر للماضي ويعود للحاضر ، لم يحك عن " أبي زيد الهلالي سلامة " ولا " سيف بن ذي يزن " ، لم يحك عن " قيس " و" ليلي " ولا " عنتر " و " عبلة " ، لكنه قال دعوني في هذا الحفل أحكي عنكم ولكم ..
عن " خال بن الوليد " فانبثق بين الحضور يلوح بسيفه العاشر ، وكنت قد دعوته ..
عن " عبد الناصر " ، فأطلت ابتسامته من فوق منكبيه العريضين ..
عن " صلاح الدين " و" الظاهر بيبرس " و " قطز " ..
عن " جابر بن حيان " و " الخوارزمي " ..
عم " ابن خلدون " ..
عن " السادات " يعبر القناة ..
كان الصوت الشجي يفرش مساحة الكون ، وكنا نحن مشدودين إليه بأجسامنا وشخوصنا المسربلة بظلال المساء ، نتمايل في وله وندور معه في أفلاكه ولا فكاك من الزمان والمكان ، ويصفق له " ابن بطوطة " و" ابن عربي " . هو يأخذنا حينما يريد أو نريد ، كان أبي يميل طرباً ويضرب بيده جدار الزمن ، والليل يتقدم والزمن يتهاوى وينصرم ، وشاعر العرب " عبد البديع " ما زال يحكي ويغني ، والساقي يهب بين الحضور وخلفه الولد يحمل الأكواب والفناجيل .
* * *

مضى الليل كثوان معدودة ، والفجر يدق الأبواب ، وينبثق من جوف الظلمة المتقهقرة بخيوط من نور . القوم في نشوى ويطلبون المزيد ، والشاعر " عبد البديع " يستجدي الليل ويرجوه دون جدوى :
" أمانة يا ليل تقول للفجر يستنَّى
خلِّيني آخد وصالي بالمحبوب واتهنى
أمانة يا ليــل "
وكنت قد تهيأت ، قبض أبي علي كفي اليمنى وأمي علي اليسرى ، مضيت معهما صوب الخيمة ، والجمع من خلفي ، عند باب الخيمة وقفت ، نظرت لأبي ونظرت لأمي ، قال أبي :
ـ " الآن موعد ختانك " .
أشرت بكفي فتوقفوا راضخين ، ولجت الخيمة ، كان الضوء قد تسلل إليها وأضاءها ، لمحت الشيخ " زيد " مزين النجع يمسك مشرطه اللامع يعبث بشعيرات لحيته ويبتسم ، تقدمت منه فقال :
ـ " انتظر " .
قلت :
ـ " إني عجول " .
قال :
ـ " لا تكن .. ما زالت الأيام أمامك " .
قلت :
ـ " ولكن ! " .
قال :
ـ " اصمت " .
وسمعت أذان الفجــر يأتي بصوت محبب ، كان صوت الشــاعر " عبد البديع " ..
قال :
ـ " الآن " .
فكشفت عن ذكورتي فأجرى المشرط بالختان وخرجت معه ، أطلقت أمي زغرودةً وفرَّت من عينها دمعةً ، كانوا يتهيأون للصلاة في غبشة الفجر فركعت وسجدت معهم ، ولما انتهيت من صلاتي وجدت الحصان الأصهب يحمحم فوقفت اتحسس شعره اللامع المندَّى ، السرج ، الركاب ، وهو يضرب بحافره الأرض ويشرع عنقه للسماء . لم انتظر أبي هذه المرَّة فقد قفزت علي صهوة الحصان فابتسم لي وقال :
ـ " تم المراد " .
صاحوا من خلف :
ـ " مبروك يا شيخ قحطان " .
فرت من عين أمي دمعة أخرى دارتها عن القوم ، ولمحت ابتسامتها المضيئة ، وعرفت أنها دمعة فرح . ناولني أبي السيف والمهماز ، ومدَّ يده في صدري وولج البطين في قلبي وتأكد من وجود الكتاب واطمأن وقــال :
ـ " الآن .. هيَّا يا عدنان .. الأرض والفضاء طوع يديك " .
ولوَّح الجميع :
ـ " مع السلامة .. لكن لا تنس " .
غمزت الحصان بالمهماز فانطلق يعدو ضارباً بحوافره الأرض ، وانبثق له جناحان ثم علا ، وطفوت فوق السحاب ، ولمحت من البعيد قرص الشمس الأحمر العفي يشرق فيغمرني الضياء .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو طوني
عضو برونزي
عضو برونزي
أبو طوني


ذكر
العمر : 34
الرصيد : 35
متصل من : الجنوب\النبطية
تاريخ التسجيل : 10/04/2008
عدد الرسائل : 101

عروس الجنوب Empty
مُساهمةموضوع: أحمد فؤاد نجم   عروس الجنوب Empty2008-05-27, 05:01

بطريقته المعهودة تغزل بها أحمد فؤاد نجم قال فيها:

الى سناء الورد


ورق
ورق
ورق
أفكار ورق
أشعار ورق
شعار ورق
شعارات ورق
ثوار ورق
ثورات ورق
أحلام ورق
حكام ورق
ورق ورق ورق ورق
آه ياوطن على الورق
الحلم فيك
على الورق
والعلم فيك
على الورق
خدعني فيك صوت الورق
وسافرت فيك
على الورق
وحلمت بيك بره الورق
بستان ظليل
وقلة للعطشان سبيل
وناس ونيل
ومشربيه وحمام هديل
وبنت حلوه
وواد جميل
هجموا التتار
كلاب ورق
قتلوا الرسوم على الورق
وقالوا حلمك مستحيل
وحتى لو كان على الورق
وكفننوني
بالورق
وضيعوني
في الورق
ورق ورق ورق
مقهور وماشي في الورق
غرقان عرق
حلمي انسرق
شايل على قلبي
من غير دوا
إلا الورق
وفجأةً لمع برق
وقابلتها فوق الورق
مع إنها
مش في الورق
ولا عمرها كتبت ورق
ورق ورق ورق
شفت العروسه ع الورق
الشمس؟ لا
البدر؟ لا
النجمه؟ لا
النسمه؟ لا
البحر؟ لا
الشعر؟ لا
السحر؟ لا
لا دي الحقيقه المرعبه
قاسيه وبسيطه وطيبه
زيك وزيي وزي بنت باحبها
زي الوجود والحب
والناس كلها
كده الربيع
كده الجنى
كده المسائل تتحسب
كده الكلام
كده الغنا
كده القصيده تتكتب
آه ياسناء الجرح يا بنت الألم
كل الرايات تنكست
وانتي العلم
ورق ورق ورق
آه يا وطن غرقان ورق
وعملت انا مركب ورق
وسندباد ملاح ورق
وسبحت فيك بحر الورق
وصارعت فيك حيتان ورق
وركبت فيك امواج ورق
وعشقت فيك لحظة غرق
كشفت كنوزك يا وطن
تحت الزباله
والورق
ورق ورق ورق
يا دي الربيع لاخضر
وسط الخريف طالع
يا نبعة الصخرا
قلبي الحزين والع
إسقيني يا شابه
يمكن تطفيني
وان جفت الميه
ريقك يكفيني
آه يا سناء القهر يا بنت الأنين
يا ضربة الناس الغلابه الموجوعين
يام العيون المغرمين
أبصر بمين
يا هل ترى بعد الوطن
بتحي مين؟
ردي على الاحباب
يا زهرة العناب
إن كان دعاكي الهوا
وإن كان فتحتي الباب
آه يا سناء الرعد يا بنت الحسوم
يا نجمه يا متحيره
بين الغيوم
باسأل وأنا من كسفتي ف نص الهدوم
قلبك صغير يا حبيبتي ع الهموم
وازاي قدرتي تعشقي
وطن فسيح
مطعون جريح
الدنيا طلعت للقمر
وهو متكتف كسيح
يا هل ترى قلبك محيط
ولآ انتي يا بنت.المسيح؟
آه يا سناء الورد يا بنت الربيع
يا أغلى زهره اتفتحت هذا الربيع
ورق ورق ورق
وقعدت ألوًن في الورق
عصافير ورق
أشجار ورق
أزهار ورق
أنهار ورق
’قصر الكلام جبت الربيع
ونقشت منٌه ع الورق
طرزت بالياسمين
طرٌحه وعشر فساتين
ونظمت عقد الفل
لجلِك يا ست الكل
وفردت غصن البان
على قدك الفتان
ورسمت بالحنه
شباك على الجنه
طليت من الشباك
قابلوني ألف ملاكك
رافعين على الأعناق
أنا الشهيده سناء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو طوني
عضو برونزي
عضو برونزي
أبو طوني


ذكر
العمر : 34
الرصيد : 35
متصل من : الجنوب\النبطية
تاريخ التسجيل : 10/04/2008
عدد الرسائل : 101

عروس الجنوب Empty
مُساهمةموضوع: في وصيتها   عروس الجنوب Empty2008-05-27, 05:02

سناء محيدلي ، ابنة ال 17 ربيعا : تحرير الارض كان هدفها و الشهادة كانت قرارا و الانتقام للاطفال الذين قتلوا في الزرارية و حومين التحتا و جباع و كوثرية السياد و غيرها و غيرها كان اصرارا.

في العاشرة صباح يوم الأحد في 24 آذار 1985 خرجت من منزل ذوبها في المصيطبة بحجة شراء ((طلاء للأظافر)), في طريقها أباغت عناصر حاجز أمني قرب المنزل, انه في حالة افتقادها عليهم إبلاغ ذوبها أنها((لن تعود)).

في السادسة مساء بدا البحث عنها عند الأهل والأقارب و الأصدقاء, من دون جدوى, ثم بدأت الاتصالات مع الأحزاب والأجهزة الأمنية ولا نتيجة.

وفيما كان الجيران يتوقعون ظهورها متزوجة سرا, كان الأب يوسف ( 39 سنة – مخلص جمركي ) والأم فاطمة حمية (30 سنة ) والصديقات, يترقبون السماع (( بعملية بطولية ضد قوات الاحتلال )) فلقد أسرت سناء لصديقة قبل اختفاءها بثلاثة أيام بأنها ستقوم (( بعمل يتحدث عنها أهلها والناس بفخر واعتزاز, وان الكل سيقول بأنه كان يعرف سناء )), فالعمل في محل تأجير أفلام ((الفيديو )) لم يكن طموحها وهدفها بيوم استشهادها وجدي الصياغ, تحدث طويلا وبحماس عن العملية الانتحارية وعن بطلها لا شقاءها الصغار: عبير (10 سنوات ), هيثم (8 سنوات ) محمد (6 سنوات ) وحتى رامي ( سنتان ) اجبر على سماع الرواية.

(( أتمنى أن تتعانق روحي مع أرواح الشهداء الذين سبقوني وتتوحد معهم لتشكل متفجرة تنفجر زلزالا على رؤوس جيش العدو )).
****

أما في وصيتها التي كتبتها بخط يدها فجاء حرفيا

(( أحبائي إن الحياة وقفة عز فقط)) أنا لم أمت بل حية بينكم أتنقل..اغني..
ارقص..احقق كل آمالي.. كم أنا سعيدة وفرحة بهذه الشهادة البطلة التي قدمتها..

أرجوكم أقبل اياديكم فرداً فرداً لا تبكوني..لا تحزنوا علي. بل افرحوا اضحكوا
للدنيا طالما فيها أبطال.. طالما فيها آمال بالتحرير..أنني بتلك الصواعق التي طيرت
لحومهم وقذارتهم بطله...

أنا ألآن مزروعة في تراب الجنوب اسقيها من دمي وحبي لها...آه لو تعرفون إلى أي حد
وصلت سعادتي ليتكم تعرفون لكنتم شجعتم كل الذين سائرون على خط التحرير
من الصهاينة الإرهابيين.

مهما كانوا أقوياء إرهابيين قذرين, هم ليسوا مثلنا.. إنهم جبناء يطعنون من الخلف
ويغدرون، يتلفون شمالاً ويمينا هربا من الموت..

التحرير يريد أبطالاً يضحون بأنفسهم غير مبالين بما حولهم، ينفذون، هكذا تكون
ألأبطال...

إنني ذاهبة إلى أكبر مستقبل، إلى سعادة لا توصف، لا تبكوا عليّ من هذه الشهادة
الجريئة، لا، لحمي الذي تناثر على الأرض سيلتحم في السماء..

آه (( أمي )) كم أنا سعيدة عندما سيتناثر عظمي عن اللحم، ودمي يهدر في تراب الجنوب.
من اجل أن أقتل هؤلاء الأعداء الصهاينة و الكتائب نسوا بأنهم صلبوا مسحهم.. أنا لم أمت هذه
واحدة و الثانية ستأتي اكبر و ستليها ثالثة و رابعة و مئات العمليات الجريئة..
فضلت الموت من أن يغرني انفجار أو قذيفة أو يد عميل قذر، هكذا أفضل و اشرف
أليس كذلك..

ردوا على أسئلتي سأسمع بالرغم من أنني لست معكم، سأسمع لان صوتكم وضحككم الجريء
سيصل إلى كل حبة تراب سقيتها بدمي. وسأكون صاغية هادئة لكل حركة، لكل كلمة تلفظونها..
اجل هذا ما أريد ولا تغضبوا علي لأني خرجت من البيت دون إعلامكم...
أنا لم أذهب لكي أتزوج و لا لكي أعيش مع أي شخص بل ذهبت للشهادة الشريفة الباسلة السعيدة..
وصيتي هي تسميتي (( عروس الجنوب )).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو طوني
عضو برونزي
عضو برونزي
أبو طوني


ذكر
العمر : 34
الرصيد : 35
متصل من : الجنوب\النبطية
تاريخ التسجيل : 10/04/2008
عدد الرسائل : 101

عروس الجنوب Empty
مُساهمةموضوع: قالو في سناء   عروس الجنوب Empty2008-05-27, 05:02

قالوا في سناء محيدلي

((...إن الشهداء هم أنبل من في الدنيا وأكرم بني البشر...

لقد رأيتم الفتاة الصغيرة الجميلة سناء محيدلي، هذه الفتاة المؤمنة الشابة جابهت العدو بتفجير
نفسها هذه أمثولة رأيتموها وغيرها من بطولات المقاومة الوطنية اللبنانية لإسرائيل )). .

الرئيس حافظ الأسد

((إن سناء محيدلي قد سجلت لأسرتها ولوطنها لبنان وللأمة العربية أعظم آيات المجد وأكدت لنا جميعا باستشهادها حتمية انتصار لبنان على العدوان والاحتلال الصهيوني أن الشهيدة الغالية أكدت أن الشهادة في سبيل الوطن والقضية العادلة هي طريق أمتنا إلى الحياة الحرة الكريمة )).

الشاذلي القليبي
أمين عام جامعة الدول العربية

تحية للمقاومة اللبنانية والأخوة في الحزب السوري القومي الاجتماعي, بعروسة الشوف والجنوب الشهيدة البطلة سناء محيدلي, ليشت أول فتاة تسقط في مواجهة الإسرائيليين فقد سبقتها العديدات في النهر الخالد, غير لسناء عبق بلال والقصير والقبر صلي والصابغ وأبو زينب وغيرهم وغيرهم ممن تساموا حتى درجة الرمز. الجديد في سناء إنها الرمز الإستشهادي الأول.

الوزير نبيه بري

إن شعبا فيه من أمثال الشهيدة سناء محيدلي لا يموت ولا يمكن أن تقهره قوة عسكرية غاشمة مهما بلها جبروتها, وعنها تحدث وزير الدولة لشؤون الجنوب نبيه بري قائلا: لسناء عبق بلال والقصير والقبر صلي والصابغ وأبو زينب وغيرهم وغيرهم ممن تساموا حتى درجة الرمز والجديد في سناء إنها الرمز الإستشهادي الأول, وعنها تحدث الوزير السابق مروان حمادة قائلا: بطلة جديدة تسقط في معركة الكرامة وتسقط ليحيا الجنوب.

فقد علق الرئيس الحص على العملية الانتحارية الذي نفذتها الشهيدة سناء محيدلي قائلا: لا يسعنا إلا أن نطاطىء الرؤوس أمام عظمة الفداء التي جسدتها سناء محيدلي في استشهادها. عندما تبذل إبتة السبعة عشر ربيعا حياتها فداء شعبها وحريته وكرامته يعجز اللسان عن الكلام, أن أمثال سناء يصنعون التاريخ ويكتبون فصلا جديدا في سفره بدمائهم الذكية, وشعب فيه من أمثال سناء محيدلي لا يموت ولا يمكن أن تقهره قوة عسكرية غاشمة مهما بلها جبروتها. وإذا كانت إسرائيل تواصل اعتداءاتها الوحشية على القرى المجاهدة وأهلها الميامين وإذا كانت تمعن بالناس قهرا صور وغيرها وتصعد عملياتها الإجرامية على صيدا من خلال عملائها فما ذلك إلا تعبير عن عجزها عجز آلاتها الحربية الجبارة عن التصدي لروح الفداء عند الإنسان اللبناني المقاوم و ستبقى سناء عنوانا مشعا من عناوين هذه الروح الخارقة.
الرئيس الدكتور سليم الحص


(( هي لم تقتل مواطنيها,
((هي لم تخرب ولم تدمر بلدها,
((هي لم تسرق جارها,
((هي لم تختلس أموال الدولة,
((هي لم تتعاون مع العدو المجتاح والمحتل,
((هي لم تتحرك بدافع من التعصب الديني,
((هي لم تقتل مسيحيا لأنها مسلمة,
((هي لم تكن لتقتل مسلما لو أنها كانت مسيحية.
(( سناء محيدلي
(( في ربيع العمر هي, وببريه صغيرة معلقة فوق الجبين, قررت أن تضحي بحياتها, أن تقدم نفسها ضحية من أجل التعجيل في تحرير بلادها.
(( بيفن – فندق الملك داوود – دير ياسين,
(( شامير – موين – برندوات,
(( شارون – صبرا وشتيلا,
(( كلهم سيتذكرون أن فتاة لبنانية في ربيعها السادس عشر, هي التي لم تكن إرهابية, قد هاجمة وحدها الجيش الإسرائيلي الذي أباد لبنانين أبرياء وأطلق النار على النساء والأطفال المهجرين من قراهم.
(( ذلك أنهم نسوا صرخة الإنذار التي أطلقها أيلي غيفا ولطخوا وجه جيش الدفاع الإسرائيلي,
(( وعلى مجلس النواب اللبناني ألا ينسى هذا التصرف البطولي للصبية سناء,
(( وعليه أن يحي لها ذكراها وأن يرفع تمثالا ليخلد شجاعتها ووطنها )).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو طوني
عضو برونزي
عضو برونزي
أبو طوني


ذكر
العمر : 34
الرصيد : 35
متصل من : الجنوب\النبطية
تاريخ التسجيل : 10/04/2008
عدد الرسائل : 101

عروس الجنوب Empty
مُساهمةموضوع: الأسطورة سناء   عروس الجنوب Empty2008-05-27, 05:03

سناء الأسطورة

لم يكن أهلنا وأخوتنا وأبنائنا خؤولتنا وعمومتنا في الجنوب اللبناني بحاجة إلى عمل ضخم يفرض إعجاب العالم بهم وبمقاومتهم الرائعة للعدو المحتل , إذا إن استشهاد المقاوم برصاص الغازي في كل ساعة من ساعات الليل والنهار هو عمل ضخم , وأضخم منه تصدي الشيخ والشباب والمراهق والطفل , والمرأة والفتاة , لجبال من الحديد والفولاذ والسلاسل تدب على الأرض فتهتز بها الأرض , وتقذف من فوهتها النار فكأن قطعا من الجحيم قد قذفتها جهنم , وأبطال المقاومة ليس عليهم مما يتدرعون به إلا ثيابهم , وكل سلاحهم قطع من حديد قديم , وبنادق عتيقة , خارجة من كتاب ألف ليلة و ليلة , من القماقم التي يخرج منها المردة.

سناء عروس المقاومة هي بلاد الملاحم والأساطير , لبنان. والملاحم والأساطير قليلها واقع وكثيرها خيال.

أما أسطورة سناء, أسطورة المقاومة الجنوبية وملحمتها الكبرى. فحقيقة كلها وواقع من البداية إلى الخاتمة.

لقد حشت سناء سيارتها بالمواد المتفجرة وقادتها بنفسها واقتحمت بها رتلا من ملالات العدو المحملة بالجنوب
ولما صارت في وسط الرتل فجرة سيارتها بها فاستشهدت وقلت وادوت قتل وجرح مصنوعة في بيوت الفلاحين , مشحونة ومغذاة ومشحوذة بامضى سلاح خلقه الله , الايمان بالوطن والبيت والارض , ونار الحقد والكراهية والبغضاء تشوي الغازي الطامع المعتدي.

***

وفجأة نفرت من احدى قرى الجنوب فتاة رائعة الحسن, رائعة العمر, زنبقة, اقحوانة حبقة كلها صبا وعطر وجمال, سبعة عشر عاما لم تسمع ولم تر, وعندما بدأت تفهم وتشعر, سوى انين المسحوقين تحت سلاسل العدو الغازي, ولم تر سوى ثكالى الامهات يبكين افلاذهن الشهداء.

سناء العروس, سناء الحلوة, سناء ليست بشرا من لحم و دم, سناء جنية معها من قتلت من جيش الاعداء.

وكتبت سناء بدمها اسطورة المقاومة الكبرى. اسطورة حقيقية لا اسطورة خيال.

يا شعراء العرب!
يا كتاب العرب من المحيط الى الخليج.
لقد رويت لكم قصة عروس المقاومة سناء ابنة السبعة عشر ربيعا. لقد اعطتكم سناء مادة لا بداعكم, ان كنتم مبدعين. فهاتوا!!
الشيخ خليل تقي الدين
***
رسالة الى سناء محيدلي

المفكر والكاتب المصري خالد محمد خالد نشر في العدد الاخير من مجلة (( المصور )) (10 أيار 1985) رسالة الى الشهيدة سناء محيدلي, في سلسلة مقالات له تحت عنوان (( الله والحرية )).

في ما يلي نص الرسالة:
(( معذرة اذا بدا لك انني اجيء متأخرا.. فالحق انني لم استأخر عنك لحظة من زمان!! لكن حين يكون الموكب موكبك, والعرس عرسك, فان امتلاء النفس باجلالك, وبقداسة تضحيتك, يجعلني أؤثر المكان الاخير.. لعلك الآن تعرفين, وتعذرين, يا المع درة في تاج البطولات..!!

ما تمنيت قط ان اكون شاعرا, بل ان اجتاز عبقرية الشعر كله, والشعراء جميعا الا يوم زفافك, حتى استطيع ان ارقى الى علاك بقصيد يحمل شرف الحديث عنك, والانتماء اليك!!..

وما تمنيت ابدا ان اكون صاحب ثراء عريض ومفيض الا يوم زفافك.. اذن لاقمت لك في كل عاصمة عربية واسلامية تمثالا من نور, يتوسط حديقة تعبق بالورد الجذلان, وتغرد فوق افنانها العصافير.. واسماها حديقة الحرية..!!

وما اشتقت يوما للشهادة, مثلما برح بي الشوق يوم زفافك.. فقد كانت فرصتي النادرة لأدخل الجنة – ولو حبوا –من خلال موكبك الممجد والعظيم.. كانت فرصتي الاولى والاخيرة حين ارى كيف استقبلك الله ذو العرش المجيد؟؟.

وكيف اخذت الجنات زينتها, ونادى.. رضوانها: اليوم يوم عيد..!!
لقد سمعت قومك ينعتونك ب((عروس الجنوب)) أي جنوب – يا عزيزتي – و أي شمال..؟! أي شرق – يا استاذة فن الموت والفداء – و أي غرب؟ ان الجهات الاربع لتتماوج من الخجل يحن ترانا ننسبك اليها, بدلا من ان ننسبها اليك.. وتتمزق حياء حين ترانا ندل بها عليك..!!

انت, يا اختي, ويا صديقي, وياحبيبتي.. يا ابي وامي, واخوتي.. انت في السماء (( عروس الفردوس الأعلى ))!! وانت في الأرض (( روح الربيع ))..!!
كنا نريد ان نسألك – قبل تجدي نفسك وفقدك – كيف فكرت ؟ وكيف قدرت ؟ كيف علمت الأرض كالظيمة ان تتفجر نقمة ولظى ..؟! كيف علمت الأرض النائحة ان تغني وترقص ؟!..

كيف نشرت فيها كل هذا الضياء بعد ان ماج غيبها وساد ظلامها..؟! وكيف صنعت المعجزة التي اذهلت بها الدنيا , يا سناء ؟!.. كيف كنت في وقت واحد – المؤلف, والمخرج, والبطل..؟!

القصة، و السيناريو و الأداء.. حتى الموسيقى التصويرية!! أجدْت وضعها في فن عظيم، و في دهاء اعظم.. !! و حتى الديكور.. ادى دوره الذكي فيما اردت له من خداع و تمويه..!! خصلات شعر انسدلت في اغواء..!! و عينان غمازتان، كأعين الظباء..!! و جفنان لعوبان، اذا استرخيا فتنا.. و اذا استعليا الهبا عيون العاشقين و شفتان في رقة الورد، و نمنمات النسيم..!! و موسيقى لاهية، و صاخبة.. و فجر الصبا في و جنتيك غدا. يموج مثل البحر الجائل !!.
كل هذه الموسيقى التصويرية، وكل هذا الديكور، اصطنعتهما في ذكاء و دها لتخدعي " مجرميها" عن حقيقتك و عمن تكونين ؟ و ماذا تريدين ؟ و لتقولي لقاطعي الطريق منهم : دعوني أمر و اعبر ، فما أنا الا فتاة لعوب ..!! حتى اذا بلغت مجمعا بينهم، برز من ثنايا أهابك القدر الجبار. فاتحا للمجرمين أبواب الجحيم..!!

في لحظة اختفي بنانك الخصيب.. و توارى وراء تجهم الأسد، لحظك الذي كان، يشوق الفؤاد الطروب..!! في لحظة تحولت نعومة الأنثى إلى بركان جائح و نقمة مدمرة..!! و في لحظة، تحولت الفتاة الرقراقة إلى جيش لجب، و كتيبة رجرجة..!! ثم في لحظة، تحولت وساءل التمويه و الخداع، إلى وسائل إيضاح..!! و قالت الإنباء انك صعدت إلى السماء فوق جثث خمسين من القتلى و الجرحى..
و قال الأعداء: بل قتيلان و جريحان..!! و صدقيني يا عزيزتي، و يا شقيقتي، لو لم تصيبي منهم الا مزرعة لحم في حجم زيل فأر صغير و حقير.. و لو لم تشربي من دمائهم الا مثل حشو الطائر، لما نقص ذلك من جلال صنيعك، و روعة اقتحامك و أقدامك، و عظمة ضربتك و بطولتك مثقال ذرة، و لا أدنى من ذلك، و لا اصغر..!! .
فليس حجم العمل، و لا نتائجه، باللذين يحددون عظمته.. إنما هي الروح المبدية في هذا العمل تحدد هويته، و تظهر حقيقته، و تمنحه عظمته.. !!
و لقد أودعت روحك الخارقة في عملك المتفوق و المتألق ما جعل هذا العمل بكل ما تقدم منه و ما تأخر ‘ سفرا من الإسفار المقدسة، يحكي مجد الإله في شخصك ، و في عبقرية بطولتك ، و في جلال و جمال تضحيتك .. !!
لقد أعدت الينا عصر الوحي ، يا سناء يوسف محيدلي ، و راينا في وجهك المقمر ، و جوه الرواد من آبائنا العظام ..!! رأينا ذلك الصحابي الجليل الذي امسك بيمينه تمرة، ليلقى بها إلى معدته الخاوية السغبانة .. و فجأة تهب عليه رياح الجنة، فيصيح وحي!! أليس بيني و بين الجنة الا مضغ هذه التمرة و ازدرادها ؟ ثم يقذف بها بعيدا ، و يمضي متعجلا مصيره السعيد ..!! و راينا ذلك الصحابي الشهيد الذي ذهبت أمه الى رسول الله صلى الله عليه و سلم ، تسأله يا رسول الله ولدي في الجنة؟ فافرح له ام في غيرها؟ فابكيه؟؟!
و يجيبها اكرم خلق الله : " يا ام حارثة .. أنها جنات لا جنة واحدة .. و ان ابنك أصاب الفردوس الأعلى" ..!

اعرفت الآن يا عزيزتي لماذا سميتك " عروس الفردوس الاعلى"..؟؟ و لست للجنوب و حده بعروس ؟؟
ثم ماذا يا سناء ؟!!
يا من ستظل بطولتك و تضحيتك ربيعا دائما لقومك و لكل من تحمل الارض من شعوب اضناها لؤم الطغاة و طول االغروب .. !! و ستبقين انت الى الابد ، روح هذا الربيع ..!!
ستظل ذكراك عزيزة علينا .. كريمة لدينا.. اقول : ذكراك ؟؟ .. لا .. بل ذكرك !! فالذكرى انما تكون لشىء مضى و غاب ..
وانت يا شقيقتي لا مضيت و لا غبت .. اذ قد يغيب بعد موسمه الربيع .. و لكن ابدا لا تغيب روح الربيع ..!!
لقد هممت ان احييك بقول " المتنبي" في رثائة اخت سيف الدولة حين شبهها بشمس ثانية ، تضاهي شمسنا الكونية ، و قال :
فليت طالعة الشمسين غائبة و ليت غائبة الشمسين لم تغب
هممت ان افعل .. و لكن سرعان ما رايتك تملئين الزمان ، و المكان و المناسبة . تملئين هذا كله بجسدك و روحك معا .. فادركت من فوري ، انك لست " غائبة الشمسين "" و لن تكوني ذلك ابدا يا من حولت الموت الى حياة و الفناء الى خلود ...!! ان و صفك لمن الامور الصعبة .

وإن اية تحية, و اية تهنئة. نرفعها الى أبويك المجادين, لتقفان دون قدرهما, وتمشيان اليهما على استحياء ..!!

أبوك الرجل ..و أمك العظيمة .. أسرتك, وأهلك .. كلنا اليوم نتنافس في ان نجد لنا بينهم مكانا .. وحين تتخلف بنا عنهم القرابه والنسب , فان لنا في الحسب شفاعه وانتماء .. !! الحسب الذي صاغته عظمتك , ونسجت من رموش عينيك , ومن هداب تضحيتك لحمته وسداه .. ثم رسمت عليه بدمك الزكي والابي اكثر الرسوم فتنة , واكثر الالوان بهاء وسناء يا سناء .. !!

وتسألينني عن قومك – من عرب ومسلمين ؟؟
انهم يا عزيزتي , كما تركتهم يوم رحيلك وزفافك .. أما حكامهم وقادتهم فأكثرهم
كرام .. ثم كرام .. !!

يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة
ومن اساءة أهل السوء إحسانا !!
لا تبتئسي , ولا تحزني .. فغدا , تغرد العصافير .. !!
إننا لا نزال اوزاعا , واشائب , وزمراً ..
ولا تزال كرائه الامور تتزاحم حولنا وعلينا ..
لكن ابطال الجنوب في لبنان .. وابطال العودة في الارض السلبية والوطن
المسروق .. وابطال المقاومة والتحرير في افغانستان .. وفي ارتريا .. والفلبين ..
هؤلاء واولئك – يا غزيزتي –لا يزالون يعرفون منازع اقواسهم , ومضارب سيوفهم ,
ومطاعن رماحهم .. وإن شهداءهم الابرار ليفدون عليك كل يوم . ولا بد انك التقيت
وستلقين منهم بالكثير .. !!

لقد اعطيت القدوة التي لن ينصل بهاؤها ؟؟ وضربت المثل الذي يحول الجبناء الى
صناديد وشجعان !

وبعد ..

فلا اريد لحد يثي إليك ان ينتهي .. بل هو الذي يستعصي عليّ ان تكون له نهاية
وختام ..!!

ولكن لا بد مما ليس منه بدّ ..
فاذكرينا عند ربك .. واحملي صلاتنا وتسليمنا الى الاحبة .. (( محمد ))
وصحبه .. !!

واحملهيا الى كل شهيد سبقك الى فردوس الله .. والى كل شهيد وصل معك يوم
زفافك .. ولاى كل شهيد قادم إليكم يقطع الأرض وثبا ..

ويتفجر شوقاً , واملاً وحباً ..
ثم ماذا .. من كلمات أختم بها رسالتي إليك .. ؟؟ لاأكاد أجد هذه
الكلمات .. فضعي انت – يا حبيبتي , ويا أستاذي –كلمات الختام ..!!

خالد محمد خالد
القاهرة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو طوني
عضو برونزي
عضو برونزي
أبو طوني


ذكر
العمر : 34
الرصيد : 35
متصل من : الجنوب\النبطية
تاريخ التسجيل : 10/04/2008
عدد الرسائل : 101

عروس الجنوب Empty
مُساهمةموضوع: إلى أشجع الرجال   عروس الجنوب Empty2008-05-27, 05:03

الى ا شجع الرجال ... سناء يوسف محيدلي
سناء العرب..

من الاسم والعينين , من مسام الجلد فيك يطل السناء يا عروس الشهداء .
في ذلك الصبح من يوم الثلاثاء , في ليل عربي ادلهم بالهم والغم , يشرق قمر اسمه
(( سناء )) .

في زمن عربي تزنر بالهزيمة , تزنير بالفداء صبية , وتزف الوطن , الى مجد
العرب , والى عرس العروبة ... (( سناء )) .

في زمن يمم الكثيرون وجوههم صوب الاستجداء بعدما تيمموا بوهم الصلح
والتفاوض والاعتراف , توضأت بالشهادة (( سناء )) ... وصلت فينا ركعتين وما كنا
نصلي خلفها , فقد كانت تؤم جموع الشهداء .

اه يا (( سناء )) ...
يا اشجع الرجال الرجال !!
بلغتنا الرسالة , قرأنا الوصيه , وسمعنا الدعاء ... ولسنا ندري هل نتعلم
منك ابجدية الفداء , ام سنكتفي بالدعاء : عاشت الاسماء ... عاشت الاسماء ,
وليرحم الله (( سناء )) مع الابرار الصديقين والشهداء !!

الثلاثاء 9/4/1985 , كان يمكن ان يكون يوما عادياً , كغيره من الايام التي
تتساقط من (( الروزنامة )) العربية دونما معنى , يوم آخر يبدأ بالحديث عن الهم , وينتهي
بآهات الغم , لولا ان صبية عربية من لبنان الممزق , نهضت في ذلك الصبح وقد توضأت
طهارة , وصلت استشهادا , وذهبت الى حيث صنعت لأمتها مجداً بعدما حوصرت هذه
الامة بكل تعبيرات الاستسلام للامر الواقع , والتسليم بذل الاحتلال والهزيمة .

في ذلك الصبح , توجهت سناء يوسف محيدلي , ذات الستت عشرا ربيعا , الى السيارة
من طراز (( بيجو 504)) , وبعدما تأكدت ان السيارة محملة بمائتي كيلوغرام من
المتفجرات , ادارت محركها , وعقلتها وتوكلت , وبقية الوقائع كانت كما يأتي :

على الطريق الذي يصل بين قرية (( باتر )) ( 40 كيلومترا جنوب شرقي بيروت )
وبلدة (( جزين )) ( سبعة كيلومترات جنوبا ) كانت قافلة عسكرية اسرائلية تقوم بمهمتها
الروتينية ضمن مهمات عسكر الاحتلال الاسرائيلي . واذا اقتربت سناء يوسف محيدلي من
القافلة , وقبل ان يحدث نوع من الشك في اقتراب سيارة مدنية من قافلة احتلال
عسكرية , كانت سناء تنسف كل شيئ , .

سيارتها ...
جسدها ...
وقافلة العدو العسكرية ...
تتطايرت اجزاء السيارة . صعدت روح سناء الى السماء بعدما تناثر اللحم عن
الجلد – كما ارادت – تمزقت للعدو اجساد واجساد . لكن الانفجار الاهم حدث في مكان
آخر ... في فلب المؤسسة العسكرية الصهيونية , حيث التوسع الاستيطاني
اتراتيجية , باتت تتراجع اما ما حدث ويحدث في لبنان من مقاومة انحنى لها الاعداء
قبل الاصدقاء تقديراً واحتراماً .

ولئن كانت بطولة الصبية سناء انفجاراً في عقل وقلب المؤسسة العسكرية
الصهيونية , فانها في الوقت نفسه كانت انفجاراً في الجسم العربي المسكون بالتراخي ,
والذي اعتراه الترهل , فيما تنهش بقاياه الحيه حروب (( القبائل )) العربيه المتصارعه .

كانت سناء انفجاراً في وجوهنا جميعاً ...
قالت لنا بالفم المليان :
(( هذا هو الطريق )) ...
استشهدت سناء , بنت السادسة عشرة , نيابة عنا جميعا , فتعالوا نقرأ في
وصيتها :

(( احبائي ...
ان الحياة وقفه عز فقط انا لم امت , بل حية بينكم اتنقل , اغني , ارقص , احقق
كل آمالي , كم انا سعيدة بهذه الشهادة البطلة التي قدمتها . ارجوكم اقبل اياديكم فرداً
فرداً , لا تبكوني , لا تحزنوا عليّ , بل افرحوا , اضحكوا للدنيا طالما فيها ابطال , طالما
فيها آمال بالتحرير , انني بتلك الصواعق التي طيرت لحومها وقذارتهم بطلة)) .

عذرا يا عروس الشهادة ...
من نحن حتى تتقدمين منا برجاء ؟
عذراً يا من انت للعرب سناء ...
من نحن حتى تقبلين منا الايادي ؟
نحن يا سناءنا من يتقدم منك بألف رجاء ورجاء ... سامحينا لاننا لم نتقدمك في
مواكب الفداء والعنينا اذا ما اكتفينا من درسك بالشعر والانشاء .

نحن يا (( سناء العرب من نقبل منك اليدين والجبين , ونفرد في عينيك كل اشرعتنا
المبحرة الى موانئ الكرامة والحرية علها بالسناء المشع من عينيك تهتدي سواء السبيل !!
يا وقفة العز يا سناء .. دعينا نستزيد مما أوصيت به: (( أنا الآن مزروعة في تراب
الجنوب , اسقيها من دمي وحبي لها . آه لو تعرفون الى أي حد وصلت سعادتي , ليتكم
تعرفون لكنتم شجعتم كل الذين هم سائرون على خط التحرير من الصهاينة الارهابيين .
مهما كاونا اقوياء ارهابيين يهوديين قذزرين , هم ليسوا مثلنا , انهم جبناء يطعنون من
الخلف ويغدرون , يلتفتون شمالا ويمينا هربا من الموت . التحرير يريد ابطالا يضحون
بانفسهم , يتقدمون غير مبالين لما حولهم , ينفذون , هكذا يكون الابطال , انني ذاهبة
الى اكبر مستقبل , الى سعادة لا توصف لا تبكوا علي من هذه الشهادة الجريئة , لا ..
لحمي الذي تناثر على الأرض سيلتحم في السماء )) .

بل مزروعة أنت في حبات عيوننا , ليس في تراب الجنوب وحده , بل انت بؤبؤ
كل عين عربية من محيط هذا الوطن الى خليجه ... شائع هو الاسم سناء و محبب ...
لكننا منذ الان سنحبه أكثر . وسينتشر اكثر , سوف تولد في كل بيت عربي سناء جديده ,
في عينيها شيئ من سناء عينيك , وعلى جبينها بعض من وهج جبينك , وفي قلبها تنبض
صلواتك .

(( آه أمي .. كم انا سعيدة . عندما سيتناثر عظمي من اللحم , ودمي يهدر في
تراب الجنوب , من اجل ان اقتل هؤلاء الصهاينه ... الكتائب نسوا انهم صلبوا
مسيحهم . انا لم امت , هذه واحدة , والثانية ستأتي اكبر , وستليها الثالثه , والرابعة
ومئات العمليات الجريئة . فضلت الموت بشرف من ان يغدرني انفجار او قذيفه , او يد
عميل قذر . هكذا افضل واشرف ... اليس كذلك )) ؟
فيا جيل الغضب الساطع ...
يا جيلا يفجر الغضب في موضعه الصحيح
يا جيلا لا يزايد علينا بل يلمنا ...
يا جيلا لا يشعل الحرائق في صدورنا وبين اضلعنا, بل حيث يجب ان تحرق العدو المحتل ...
يا جيلا انتظرناه طويلا ...
سلام على الذين زرعوا نبتتكم في تراب الوطن ... سلام على الذين تولوا النبتة بالرعاية ...
وسلام يا سناء عليك وعلى كل الشهداء يا عروس كل الشهداء ...
سلام عليكم يوم ولدتم ...
ويوم استشهتم ...
ويوم تبعثون احياء .
بكر عويضة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو طوني
عضو برونزي
عضو برونزي
أبو طوني


ذكر
العمر : 34
الرصيد : 35
متصل من : الجنوب\النبطية
تاريخ التسجيل : 10/04/2008
عدد الرسائل : 101

عروس الجنوب Empty
مُساهمةموضوع: وكالة الانباء الجزائري   عروس الجنوب Empty2008-05-27, 05:04

وكالة الانباء الجزائرية
(( ان أمثال سناء كثيرات وكل امرأة لبنانية باتت تجد نفسها في سناء بل ان عددا من الفتيات رشحن انفسهم للقيام يعمليات انتحارية ضد جيش الاحتلال. وذالك إقتداء بنساء ودفاعا عن الوطن فالمقاومه الوطنيه اللبنانيه الباسله غيرت كل المعطيات التي لم تأخذ في الحسبان هذا العامل , وبفضل العمليات الجريئه التي ينفذها رجال ونساء المقاومه اللبنانيه تحول الجنوب إلى جحيم لقوات الإحتلال فأصبح الجنود الصهاينه عاجزين عن الخروج من آلياتهم )) .
سناء محيدلي .. والحداد المثالي
أم حزينه , ليس لديها ما تقوله سوى التهنئه (( بالعمل المثالي والبطولي )) الذي قامت به إبنتها . وأب محمر العينين يحيط به مناضلون سياسيون يبدون له إعجابهم بشجاعة إبنته , كان ذالك ما يميز ذالك المشهد بعد العمليه الفدائيه الإنتحاريه التي نفذتها (( سناء محيدلي )) إبنت السبع عشر ربيعا التي إنطلقت على مقود سياره مشحونه بالمتفجرات على قافله عسكريه إسرائيليه يوم الثلاثاء 9 نيسان الحالي وكان كل شيء في ذالك المشهد يثير الحماس والتأثر ..
ولم تكن عبارات الوداع التي سجلت للشهيده سناء على شيط كاسيت وأذيعت في بيروت لتزيد ذالك التأثر بل زادته إشتعالا كانت تضع على رأسها قبعه حمراء , وترتدي اللباس العسكري وأخذت الفتات تتلو العبارات بصوت وقور , ولاكنه ينم عن العصبيه والتأثر :
(( لقد شاهدت مأسآت شعبي في ظل الإحتلال , وأنا هادئه تماما , إني سأنفذ عمليه إخترتها أنا بنفسي أني أأمل أن أقتل أكبر عدد ممكن من الأعداء الإسرائليين وأرجو أن تلحق روحي بأرواح الشهداء ألآخرين وأن تنقض كالصاعقه على رؤس جنود الأعداء )) هذا ما قالته (( سناء محيدلي )) ثم أضافت : (( إني أقوم بواجبي , يدفعني إلى ذالك حبي لشعبي ولوطني )) .

وفي ردهت البيت المتواضع تكدست أكاليل الزهور وتوافد الناس ليحطو بهما ويشاركوهما المشاعر في تلك اللحظات المؤثره , وتحدث أحدهم إلى مندوبي الصحف قائلا : (( أن هذا العمل البطولي سيجعلنا فخورين إلى ما يزيد على خمسمائة عام )) وكان بعضهم يأكد على الطابع الوطني في العمليه الإنتحاريه التي نفذتها سناء (( إن سناء التي لا يزيد عمرها عن سبعة عشر عاما , كانت تشعر شعورا حادا ومريرا بمأساة بلدها وإرادات بعملها الجبار الذي قامت به أن تستنكر هذه المأسات وتعلنها على الملأ , إت لبنان بأكمله يجب أن يفخر بها ..

أما بالنسبه لوالديها فإن سناء كانت فتاة إنفعاليه تحب العزله وتتابع أعمال المقاومه الوطنيه اللبنانيه بالهتمام شديد ...
والعمليه التي نفذتها (( سناء )) تعتبر العمليه الإنتحاريه الثانيه بعد عملية وجدي الصايغ الذي إنطلق أيضا بسيارته على قافله عسكريه إسرائيليه بتاريخ 12 آذار الماضي على طريق جزين – كفرحونه , وقد إعترفت السلطات الإسرائيليه بها آن ذاك ...
***
من أجل الوطن
ولدت (( سناء محيدلي )) عام 1968 في قريه صغيره إسمها عنقون تابعه لمنطقة صيدا . وشهدت النور هناك حيث توجد أشجار البرتقال والزيتون والكرمه وحيث توجد (( إسرائيل )) في الجنوب .
كان عمر سناء عشر سنوات , عام 1978 , عندما بدئة الدبابات الإسرائيليه بزحفها عبر السهول .. وراحت تزرع الخوف والفزع أينما حلت : خربت المزروعات واقتحمت القرى ومارست القوات الإسرائيليه مختلف أشكال التعذيب والقمع والإظطهاد .

وشهدت طفلت العاشره هلع دويهم وأقاربها حيال عنف وغطرست الغزات . وكان لقاء الطفوله بالطلم .. ولقاء الطفوله بالموت ونظرت سناء حولها لترى أن كل شيء قد قلب رأسا على غقب .. وأن الأرض التي ولدت وترعرعت فيها قد تحولت إلى ربيع تلقى عفابا فظيعا .

وكما هو معروف , أن عدم الإنصياح والإمتثال لقانون المحتل معناه الرحيل أو الهجره . واتجهت عائلة سناء إلى الشمال باتجاه بيروت العاصمه . وقد بدت , في المهله الأولى , خارج دائرة الأذى والإصابه . فهل لنا أن نتصور التمزق الذي يعاني منه طفل إنتزعت أرضه ... تلك الأرض التي كان يلعب فوقها .. طفل يبحث عن لعبه بين الأنقاض والجثث . ويبدو أن هذه الطفله التي شاهدت هذه الجرائم وهذه الأعمال قد تسربت إلى رأسها الفكره التاليه : لا بد أن يكون هناك مخرج ذات يوم ويدوم الإحتلال الأول ثلاثة أشهر ,. وتعود عائلة سناء محيدلي إلى القريه غداة رحيل الإسرائيليين. وتكاد سناء لا تتعرف على قريتها . خراب ودمار في كل مكان ... أين أشجار البرتقال والزيتون والكرمه ؟ غابت كلها واحترقت بفعل القنابل . إنها قنابل النابالم .

ويعود الفلاح المتشبث بأرضه إلى العمل وإلى إعادت البناء ويضع الحجر فوق الحجر من جديد ... وتحرث الأرض من جديد . ويعود الأمل ليظهر بدوره من جديد ... وتظهر, في الربيع القادم , الأغصان والخضره لتزيل آثار قنابل النابالم . فشجرة الزيتون لتثمر من جديد تحتاج إلى سنوات وسنوات ؟

وهل إكتفت إسرائيل بذالك . كلا ... فقد حرمت الأطفال من طفولتهم ومارست ضغوطها المستمره على الحدود مما حال دون النسيان . إذ تنفجر قنبله , بين وقت وآخر , في الحقول . وتكاد جولات الطائرات الإسرائيليه لا تنقطع . في تلقي بقنابلها فوق المدن والقرى على حين غره .

أما سناء فقد رأت أن الحيات لن تعود إلى سابق عهدها . وبتاريخ 6 حزيران 1982 بدىء الإجتياح الإسرائيلي للبنان من جديد . وبتصميم أكبر هذه المره . وعاودت الهجره مسيرتها من جديد . وغدت بيروت ملجىء للهاربين من كافة أرجاء البلاد على أمل أن يجدو فيها الخلاص . وتعرضت العاصمه لمصير المدن المحاصره وألقيت فوقها قنابل النابالم والقنابل الإنشطاريه .

وأصبح عمر سناء 14 عاما ودخلت مرحلت الشباب . وكما هو الحال بالنسبه لطفولتها لم تشهد سناء إلا الحرب والخراب والدمار . وترسم الدبابات والطائرات رقصت الموت حول مدينه هي عاصمه دوله ذات سيادة وتنتشر الجثث, في مختلف أرجاء بيروت , بين الأنقاض والدمار . تمكن البعض من التأقلم وسط هذا المناخ ... في حين عجز البعض الآخر عن إحتمال هذا الوضع . ومن بين هؤلاء سناء التي إستيقظت على العصيان . إنه الشباب المتقد المفعم بالحيويه والنشاط .

وحاولت سناء خلال عامها الأول في هذه المدينه أن تعاود المدرسه . ويبدو ذالك وهما بالنسبه لها إذ كيف تتعلم تصريف الأفعال في زمن المستقبل ... في وقت تبدو فيه بيروت بلا مستقبل . وما فائدة معلومات سريعه يتم إبتلاعها في هذا المناخ ؟ من الأفضل التوجه إلى الهدف مباشرة , والأهم , بالنسبه لسناء , يكمن في كلمة وطن وهي تعني الأمل الكبير . وهذه الكلمه تكاد تفقد معناها في بلد مثل لبنان يعاني من التمزق والتفتت .

واختفت سناء في آذار الماضي , وقد أخفت سرها عن العائله حتى النهايه . حملت سرها فوق كتفيها . وضحت بشبابها وحياتها حبا بوطنها . وقد وجهت لهم رساله قبل وفاتها تقول فيها : (( إفرحو بإستشهادي كما لو كان ذالك اليوم هو يوم زفافي )) . ونستطيع القول أن سناء بإختيارها هذا أرادت أن تحدث التغيير في الحياة ... في حياة إخوتها وأهلها وكل اللبنانيين .
ولم تمت سناء من اليئس بل من الأمل وأثبتت أن الإنسان عباره عن كائن قادر على التضحيه بنفسه وعلى العطاء المستمر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن الماضي
الاداره
حسن الماضي


ذكر
العمر : 46
الرصيد : 88
متصل من : بئر العبد
تاريخ التسجيل : 11/07/2007
عدد الرسائل : 2859

عروس الجنوب Empty
مُساهمةموضوع: رد: عروس الجنوب   عروس الجنوب Empty2008-05-27, 05:28

شكرا خيي ابو طوني والله يرحمها توجت مسيرة حياتها بالشهادة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
caramba
مشرف
مشرف
avatar


ذكر
العمر : 44
الرصيد : 181
متصل من : كوريا
تاريخ التسجيل : 25/11/2007
عدد الرسائل : 2713

عروس الجنوب Empty
مُساهمةموضوع: رد: عروس الجنوب   عروس الجنوب Empty2008-05-27, 22:12

mashkour ya 2idami
shokran
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abbass hanini
عضو ماسي
عضو ماسي
abbass hanini


ذكر
العمر : 36
الرصيد : 10
متصل من : lebnan
تاريخ التسجيل : 17/12/2007
عدد الرسائل : 842

عروس الجنوب Empty
مُساهمةموضوع: رد: عروس الجنوب   عروس الجنوب Empty2008-05-28, 02:27

شكران
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عروس الجنوب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شباب أمل الثقافية :: المنتديات العامة :: منتدى المواضيع العامة-
انتقل الى: