هكذا خطط جنبلاط وجعجع والحريري للقضاء عسكريا على حزب الله ... وهكذا فشلت الخطة
حدّث العاقل بما لا يليق, فإن لاق له لا عقل له! قوى الوصاية السعودية- الأمريكية في لبنان تتابع في الدوحة ما بدأته في لبنان قبل سنتين من تسويف ومماطلة آملة ان يأتي المدد الأمريكي- السعودي- الإسرائيلي لتخليصها من المعارضة عموما وحزب الله خصوصا. فحين تصبح (الحرية والسيادة والإستقلال) مزكّاة من اولمرت وبوش وحين يصرّح بوش في شرم الشيخ ان اصدقائه في المنطقة إثنان اوّلهما فؤاد السنيورة والثاني هو حامد كارزاي ثم تجد عند العرب من يحدّثك عن نزاهة السنيورة وبراءة سعد الحريري, عندهاعلى العقل والعاقلين السلام
لقد كتب المحامي نهاد المشنوق في جريدة السفير قبل ان تستولي المعارضة على بيروت بيومين مؤكدا ان سعد الحريري لن يتراجع قيد انملة امام المعارضة . فالحريري كما اورد المشنوق موعود بشيء كبير سيحصل يوم 13 أيار. فما هو يا ترى ذلك الشيء الذي كان ينتظره الحريري؟؟؟ ولماذا لم يقع
المطّلع على بعض الصحف الغربية الصادرة في الأيام القليلة الماضية تنتابه الدهشة إذ تواترت اخبار التسليح والتجهيز حتى وصلت الى مبلغ مليار وثلاثمائة مليون دولار قدمتها السعودية والولايات المتحدة واسرائيل لتيار المستقبل والحزب الإشتراكي والقوات اللبنانية. وكان من المفترض ان تسير الأمور على الشكل التالي
تصدر الحكومة السنيورية قراراتها العنترية ثم تبلغ مجلس الأمن الدولي بعدم شرعية حزب الله وشبكته الهاتفية وهذا ما حصل بالفعل. يقوم حزب الله والمعارضة بالتصدي للحكومة فتنطلق مليشيات السلطة للسيطرة على بيروت وطرد نبيه بري منها. وفي نفس الوقت يستولي القواتيون والكتائب على مراكز التيار الوطني في شرق العاصمة. عندها يقطع جنبلاط طريق الجنوب وطريق البقاع فيصبح حزب الله في الضاحية محاصرا من كل جانب. في هذه الأثناء يكون مجلس الأمن قد اتخذ قرارا بالتدخل العسكري بواسطة القوات الأطلسية. امّا اسرائيل فتحين فرصتها للقضاء على المقاومة الإسلاميةجنوب لبنان والتي ستكون مكشوفة الظهر ومقطوعة الإمدادات
التقدير العسكري لقوى السلطة انطلق من ان حسم المعركة سيستغرق وقتا قليلا , فلو صمدت المعارضة بعض الشيء فإن اسرائيل وامريكا وبطلب رسمي لبناني الى مجلس الأمن ستتوليان الإجهاز عليها. وفي اسوأ الحالات إذا ما انقلب الميزان العسكري لصالح المعارضة و شعرت الموالاة بالخطر فإنها تعمد الى توريط الجيش اللبناني في وجه المقاومة فيقضى على ما تبقى من شرعية للمقاومة وسلاحها
ليل الخامس من ايار اندفعت مليشيات الوصاية السعودية تهاجم مراكز المعارضة في بيروت. حزب الله تولّى الشق الأمني وترك لحركة امل والقومي وغيرهم من فصائل المعارضة الشق العسكري. في غضون اربع ساعات كان حزب الله قد اعتقل رؤساء فصائل المليشيات الأساسيين على كامل التراب اللبناني وعلى رأسهم هشام ناصر الدين القائد الأمني عند وليد جنبلاط. ناصر الدين اعترف في تسجيلات لم ينشرها الحزب حتى اللحظة عن كامل المخطط كذلك اعترف بمسؤليته عن قتل الرئيس السابق للحزب الشيوعي جورج حاوي
اتصل جنبلاط بالحريري مستاء من تباطؤ الأمركيين في التدخل. اتصل الحريري بالسعودية التي اتصلت بدورها ببوش مستصرخة إياه. عندها سارع بوش الى الإتصال بأولمرت طالبا منه فعل اي شيء حتى لو كان في ذلك تعديلا للخطة المتفق عليها. أولمرت الضعيف والمتهم بالفساد من النائب العام الإسرائيلي وهو الذي لم ينسى توريط بوش له في تموز 2006 اعتذر قائلا: كان على اصدقائنا في لبنان ان يحققوا بعض النجاح ليكون بإمكاننا التدخل لمساعدتهم. أمّا وانهم قد فشلوا بهذا الشكل الذريع فلن يمكنني التدخل بتاتا و لو اقدمت على ذلك فسوف يعتبر الأسرائيليون انيّ اوّرطهم للتغطية على فضائحي الشخصية وسوف يؤدي بي ذلك الى مقبرة التاريخ
قبل ان ينجلي الصباح كانت ألأمطار تغسل وجه بيروت من اوحال السلطة وعصاباتها. اتصل جنبلاط بألأمير طلال ارسلان مستصرخا. طلب منه ارسلان تسليم كل مراكزه في الجبل الى الجيش. وافق جنبلاط بلا تردد خصوصا بعد ان اخبره ارسلان ان حزب الله قد اتخذ قرارا بسحقه عسكريا في معاقله الجبلية وان ذلك سوف يتم في غضون ساعات قليلة
حاول بعض معاوني جنبلاط الإعتراض على التسليم. نهرهم جنبلاط قائلا بالإنكليزية: إت إز أووفر! اي لقد انتهى اللعب, كنت احسب اني احارب حزب الله بالأمركان , والآن تبيّن ان الأمريكيين يريدوننا وقودا في حربهم مع حزب الله وهذا لن يحصل ابدا. خاب امل السعودية من جماعتها. خابت آمال جماعة 14 شباط من بعضهم بعضا ومن امريكا فألغى السنيورة لقائه مع بوش في مصر كتعبير عن الألم واللوعة
الآن يتحاور فريقا السلطة والمعارضة في الدوحة دون ادنى تقّدم. والسبب ان البومة السعودية مصرّة على المكابرة والمعاندة وهي مازلت تزيّن لأتباعها النصر المبين في المعركة الحاسمة التي قد يشنها بوش في اواخر ايامه على الرأس اي ايران مما يؤدي الى انهيار الأطراف اي حزب الله وحماس والجهاد.....
وعيش يا كديش
