بسم الله الرحمن الرحيم
المكروهات..
هناك مكروهات ينبغي تجنبها على مائدةالطعام فلا شك أنها ذات تأثيرات غير محمودة ومنها:
أولاً: يكره للمرء أنيأكل طعاماً حاراً قبل أن يفتر قليلاً.
فقد روي عن رسول اللَّه (ص) ضرورةترك الطعام الحار حتى يبرد فما كان اللَّه ليطعمنا ناراً والبركة في البارد.
ولا يقل قائل: إننا نرغب في الطعام الساخن.. فهناك فرق واضح بين السخونةالعادية المقبولة وبين الحار المؤذي.
ثانياً: يكره النفخ في الطعام حتىيبرد بل يترك لتلقاء نفسه.
عن رسول اللَّه (ص): "النفخ في الطعام يذهب بالبركة".
ثالثاً: يكره الأكل في حالة المشي، إلا مع الضرورة، واللَّهأعلم بأسرار ذلك، ولن ندخل في التحليل، ويكفي ما روي عن مولانا جعفر بن محمد الصادق (ع): "لا تأكل وأنت تمشي إلا أن تضطر إلى ذلك".
رابعاً: يكره الأكل متكئاًولذلك آثار سيئة على النفس كما على الصحة.
فأثره على الصحة واضح أما الأثرعلى النفس فلأن الأكل متكئاً من عادات الجبابرة والطواغيت، كما يشير إلى الكِبر والغرور.
روي عن رسول اللَّه (ص) أنه ما أكل متكئاً حتى مات، وأن الصادق (ع) لم يشاهد على هذا إطلاقاً.
خامساً: لا يجوز تحقير النعم، بأن يترك مايتبقى من فتات كسرات الخبز والمتبقية من الطعام على الأرض ويُلقى في المهملات.
سادساً: مكروه إبقاء شيء من الطعام في الصحن فينبغي تناوله جميعاً وإنقل.فعن رسول اللَّه (ص) "من لعق قصعة صلت عليه الملائكة ودعت له بالسعةفي الرزق وتكتب له حسنات مضاعفة".
وأما عادة ترك الأطعمة في الأواني ثم رميها فهي عادة مقتبسة من مجتمعات المترفين ومنكري النعم وبعضنا يقوم بذلك للأسف مقلداً لهم وهي أمور تبدو هينة لكن آثارها لا يستهان بها. فهل يجوز رمي الأطعمةالمتنوعة بظن أن ذلك علامة التمدن والمجتمع الراقي؟!
سابعاً: يكره الأكل على شبع أي إضافة الأكل إلى الأكل وضرر ذلك عظيم.
"اللهم أسعدنا في مطعمنابخيره، وأعذنا من شره، وانفعنا بنفعه، وسلمنا من ضرره، اللهم اجعله هنئياً مريئاً،وارزقني رزقاً دارّا، واجعلني ناسكاً باراً، يا من لا يضر مع اسمه شيء وهو السميع العليم".
المستحبات...
إهتم الإسلام بآداب الشراب والطعام وما قبلهما وبعدهما ولا نبالغ إذا قلنا إن مئات الروايات وردت في هذه الصدد.
فمن المهم جداً للسالك إلى اللَّه تعالى أن يتعلم هذه الآداب ليفوز بروعة أسرارها، ومنها:
أولاً: يستحب غسل اليدين قبل الطعام وبعده.
عن الصادق (ع): "من غسل يديه قبل الطعام وبعده بورك له في أولهوآخره وعاش ما عاش في سعة وعوفي من بلوى في جسده".
ثانياً: يستحب الوضوءقبل الطعام وهذا من الآداب التي تذكر بالمراقبة وروي عن رسول اللَّه (ص) "الوضوءقبل الطعام وبعده ينفي الفقر".
ثالثاً: تستحب التسمية قبل الطعام والحمدبعد الإنتهاء منه وقد ورد في هذه النصوص الكثيرة حتى باتت هذه العادة ملازمةً لكلالمسلمين تقريباً.ورد عن أمير المؤمنين (ع): "ضمنت لمن سمى على الطعام أنلا يشتكي منه".
وعن الصادق (ع): أنه لم يبدأ بطعام إلا قال بسم اللَّه.
رابعاً: يستحب الجلوس على الأرض جلسة العبد وهذا من باب التواضع.
خامساً: كما يستحب الجلوس على الجانب الأيسر أي على الورك الأيسر أثناءالطعام كما ورد عن الحسن بن علي (ع).
سادساً: يستحب تصغير اللقمة ومضغهاجيداً ولا يخفى ما في ذلك من فوائد معنوية ومادية.
سابعاً: جمع فتات الخبز وأكله بطيبة خاطر عادة إسلامية محببة ومستحبة كانت عند أجدادنا وجداتنا وفي ذلك البركة.
قال النبي (ص) لمن كان يجمع فتات الخبز ليأكله "بورك لك، وبورك عليك، وبورك فيك".
ثم قال له: "مَن أكل ما أكلت فله ما قلتُ لك ومَن فعل ذلك وقاه اللَّه من كذا وكذا...".
وورد عن أمير المؤمين (ع) أن في ذلك شفاء لمن أراد أن يستشفي به.
ورد عن رسول اللَّه (ص) "ما سقط من المائدةمهور الحور العين".
هذا إذا كان الأكل في المنزل حيث يستحب تتبع نثراتالخبز وأما إذا كان الطعام في البرية فلا بأس بترك ما يفضل ويزيد، لتتغذى منهالحيوانات والبهائم.
هذا ما ورد عن أبي جعفر (ع) عندما كان مع جماعة فيالبرية فطلب من غلامه أن يترك فتات الطعام وقال "ما كان في الصحراء فدعه ولو فخذشاة وما كان في البيت فتتبعه والتقطه".
ثامناً: يستحب مؤكداً بدء الطعامبالملح وكذلك الختم به.
ورد عن أمير المؤمنين "أبدؤوا بالملح في أولطعامكم فلو يعلم الناس ما في الملح لاختاروه على الترياق المجرب".
وفيوصية النبي (ص) لعلي (ع): "يا علي إفتتح بالملح واختتم به فإنه شفاء من سبعين داء".
تاسعاً: يستحب بعد الطعام الإستلقاء على الظهر قليلاً ووضع الرِجلاليمنى على اليسرى كما ورد عن الرضا (ع).
فالحمد للَّه الذي رزقنا الطعام والإدام في يسر وعافية والحمد للَّه على توفيقه لشكر
النعم والعمل بالآداب والمستحبات