صرخة طفلي المقاوم
منذ زمن ليس ببعيد وكأنه البارحة فقط ولدت طفلي ولم يبك قط ولم أتألم حين وضعته كان منذ صغره وكأنه ملاك بل هو ملاك وكبر بين يدي وترعرع على حب الحق وبغض الباطل وحين اصبح شابا عزت عليه نفسه فكره الحياة ,كرهها بسبب الفساد المستشري ,كان يرى يوميا طفلا يهوي قتيلا والحجر في يده ,ويرى البيوت تهتك حرماتها ,وأطماع العدو تزداد ,والعالم غافل عن المحاسبة,عندها لم يعد طفلي ,بل امسى رجلي
ورجل كل امرأة ضعيفة ,لم يعد ابني فقط ,بل اصبح ابن العرب , ولدته امهات العرب كلهم, بيد يحمل قرآنا , وباخرى بندقية,من صرخة الامهات هبت عزيمته,ومن صيحات الثكالى تضاعفت نخوته, واليوم ولدي حي , رغم موته لا ازال اراه طفلي ,الذي لم يكبر سنا بنظري ,بل بقي طفلي ,عانق حلم الحياة بفخر ,فارتفع شهيدا .
ولا ازال اذكره كان يقول لي ادع لي دعاء لا اسمعه الا منك ترضين به علي ,فاقول له :
رضي الله باذنه عليك على قدر ما ترمش عينيك
رضي الله باذنه عليك على قدر ما تمشي قدميك
رضي الله باذنه عليك على قدر ما تطلق النار يديك
رضي الله باذنه عليك على قدر ما على راسك من شعر
من هنا من على هذا المنبر اوجه دعوة لكل الامهات ان ربوا اولادكم على حب الرسول وال بيته واصحابه
منذ الصغر لان العلم في الصغر كالنقش في الحجر.