حبة الأرز العجيبة
أخذ يزن صحن طعامه من أمه ، وبدأ يتناول ما فيه من أرز ولبن وبعد لحظات سمع صوت صديقه عبّود يناديه كي يلعبا معا بالكرة وبسرعة ترك يزن الصحن على الطاولة وقام حتى يذهب إلى صديقه ، فسمع صوتا يناديه من الصحن :
ـ إلى أين أنت ذاهب ؟ لماذا تتركني ؟ خذني معك .
تفاجأ يزن من هذا الصوت ، فعاد واقترب من الطاولة ونظر في داخل الصحن فرأى حبة أرز واقفة في وسط الصحن وهي تضع على رأسها قبعة من اللبن .
دهش يزن من هذا المنظر ، فقالت حبة الأرز :
ـ إلى أين أنت ذاهب ؟ إلا تريد إكمال أكلي ؟ هل ستتركني هنا ؟ أمسك يزن صحن الأرز وقربه منه وهو ما يزال مستغربا.
قالت حبة الأرز :
ـ سأحزن كثيرا إذا تركتني هنا في قاع الصحن ، لماذا لا تأكلني وتريحني ، أنا أحب الأطفال ، وأنا مفيدة لهم ، هيا أكمل أكلي ومن ثم اذهب إلى حيث تريد .
حزن يزن على حبة الأرز ، وتأثر من كلامها ، فراح يداعبها ويدغدغها بالملعقة بكل لطف ، من كل جانب فصارت الحبة تضحك بقوة وهي تقول :
ـ كم أحب الأطفال الذين يأكلونني ، وكم أحب أن أكون داخل معداتهم ، الجميلة ، فهذا هو مكاني المفضل ، هيا ضعني في الملعقة وتناولني بصحة وعافية ، ولا تتركني مرة أخرى في قاع الصحن وحيدة حزينة .
عاد يزن إلى طعامه وبدأ يأكل الأرز باللبن وهو يقول : سنصبح أصدقاء فأنت يا حبة الأرز لذيذة ومفيدة مع اللبن .
ومن يومها لم يترك يزن حبة أرز واحدة في صحن طعامه ، كان يأكل ما في الصحن بشهية ، وصار هو وحبة الأرز واللبن أصدقاء .