الجهاز الهضمي مسؤول عن هضم الطعام وامتصاصه والتخلص من الفضلات في الطرف الآخر ومشاكل الجهاز الهضمي كثيرة وشائعة بحيث أن 80% من الأشخاص يعانون من عوارض تشير الى وجود اعتلال في جهازهم الهضمي . يمكن للتعديلات في النظام الغذائي أن توفر علاجاً سهلاً وبسيطاً للمشاكل الهضمية ، بما في ذلك سوء الهضم والامساك واضطرابات الأمعاء, كما أن المحافظة على صحة الجهاز الهضمي من خلال تغيير عادات الأكل يؤدي الى تحسن إجمالي في الصحة العامة حيث يتم امتصاص المواد المغذية بفاعلية أكثر .
عملية الهضم :الجهاز الهضمي عبارة عن أنبوب طوله عدة أمتار يبدأ في الفم وينتهي في الشرج في الطرف الآخر ويتألف من ثماني مكونات أساسية : الفم ، المريء ، المعدة ، الأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة والبنكرياس والحويصلة الصفراوية ( المرارة ) والكبد . ويؤدي كل جزء من الجهاز الهضمي دوراً في تفكيك الطعام الذي نتناوله لكي يمتصه الجسم ويستخدمه .
الفم :يبدأ هضم الطعام في الفم لان عملية المضغ تحفز عصارات هضمية في الجزء السفلي من الجهاز الهضمي على الافراز, كما أن المضغ يمزج الطعام مع اللعاب المحتوي على أنزيم اسمه الأميلاز يطلق عملية هضم الأطعمة النشوية مثل الخبز والبطاطة والأرز والمعجنات والواقع ان تفكك الطعام يزيد من فاعلية الهضم إذ يمنح الأنزيمات الهضمية فرصة الدخول الى الطعام بفاعلية أكثر .
المعدة :بعد ابتلاع الطعام ، ينزل عبر أنبوب اسمه المريء للانتقال الى المعدة و تقوم المعدة بافراز الحوامض عليه حيث تبدأ عملية هضم الأطعمة البروتينية مثل: اللحم والسمك ومشتقات الحليب ويبقى جدار المعدة محمياً من هذه الحوامض نتيجة طبقة رغوية كثيفة .
الأمعاء الدقيقة والبنكرياس :بعد أن يغادر الطعام المعدة ، ينتقل الى الأمعاء الدقيقة ، حيث تتابع المزيد من الأنزيمات عملية الهضم و يتم إفراز بعض هذه الأنزيمات في الجهاز الهضمي نفسه ، فيما تفرز أنزيمات أخرى في البنكرياس . فالصفراء ، وهي عصارة هضمية تساعد على هضم الدهون ، تدخل هي أيضاً الى الأمعاء الدقيقة حيث يتم امتصاص المواد المغذية عبر بطانة الأمعاء الدقيقة .
الأمعاء الغليظة :بعد امتصاص الطعام من الأمعاء الدقيقة الى الدورة الدموية ، ينتقل القسم الباقي الى الأمعاء الغليظة لكنه يجمد شيئاً فشيئاً إذ تمتص المياه عبر جدار الأمعاء الغليظة لتعود الى الجسم تاركة المنتج النهائي (البراز)، ويتخلص الجسم منه عبر الشرج والمستقيم .
الكبد والحوصلة الصفراوية :إن جزيئات الطعام الممتصة عبر الجهاز الهضمي تنتقل كلها الى الدورة الدموية وتحمل الى الكبد هنا ، يتفكك المزيد من جزيئات الطعام ، فيما تتحول جزيئات أخرى الى أشكال يمكن تخزينها بمثابة وقود في الجسم ; اما الحويصلة الصفراوية فهي عبارة عن عضو شبيه بالجراب موجود تحت الكبد فتقوم بتخزين الصفراء ، المادة المنتجة في الكبد ، لافرازها من ثم في الأمعاء الدقيقة .
هضم سيء :المفروض أن تتم عملية الهضم بسرعة وفاعلية للحصول على القيمة الغذائية المطلوبة من الطعام الذي نتناوله . اما اذا كان الهضم بطيئاً جداً ، فقد يتخمر الطعام غير المهضوم في الجهاز الهضمي ، مما يؤدي الى الازعاج وسوء امتصاص المواد المغذية .
أسباب سوء الهضم :عدم مضغ اللقمة جيداً ، بسبب الأكل بسرعة عادة فالمضغ يؤدي دوراً مهماً في عملية الهضم . ويمكن أن يؤدي عدم المضغ الجيد للاكل تعطيل عملية الهضم والتخفيف من فاعلية العناصر الأخرى في العملية الهضمية .
تناول وجبات كبيرة لا يستطيع الجهاز الهضمي هضمها دفعة واحدة . لذا ، كلما تناولت وجبة أكبر ، تضاءلت قدرة الجهاز الهضمي على هضمها جيداً .
شرب كميات كبيرة من السوائل مع الوجبات . فشرب الكثير من السوائل مع الوجبات يخفف الافرازات ( الحوامض ، الأنزيمات الهضمية والصفراء ) المسؤولة عن عملية الهضم . والواقع أن تخفيف هذه الافرازات يعطل فاعليتها ويعيق عملية الهضم .
تناول وجبات متأخرة في الليل يسبب مشاكل هضمية لان عملية الهضم تكون بطيئة في نهاية النهار .
الاجهاد معروف بتعطيله لعملية الهضم .
إفراز بطيء لحوامض المعدة. لا يفرز بعض الأشخاص كميات كافية من حوامض المعدة أو الأنزيمات الهضمية اللازمة لهضم فعال .
عوارض الهضم السيء :الافتقاد الى الطاقة لان الطعام المهضوم بطريقة غير فعالة ينتقل بكميات أقل الى الدورة الدموية ، ويبقى بالتالي جزء كبير منه عالقاً في الجهاز الهضمي بدل نقله الى خلايا الجسم لتوليد الطاقة .
النقص الغذائي لان الفيتامينات والمعادن الأساسية للحياة تاتي عبر الغذاء ، وبالتالي فإن سوء الهضم وامتصاص الطعام قد يؤدي الى نقص غذائي ، يمكن أن يسبب عواقب طويلة الأمد ، بدءاً من الوهن الى ازدياد خطر التعرض لأمراض مثل مرض القلب والسرطان .
الاضطرابات الهضمية إن كان الجهاز الهضمي غير فعال ، فإن الطعام غير المهضوم أو المهضوم جزئياً يمكن أن يتخمر في الأمعاء . وقد يؤدي ذلك الى مشاكل في توليد ريح البطن ـ انتفاخ وتجشؤ ـ إضافة الى اضطراب في المعدة .
تفاوت اوقات التبرز , وحدوث حالات الامساك أو الاسهال ، وأحياناً الاثنين معاً .
كيف تتخلص من سوء الهضم ؟ لا تأكل في وقت متأخر من المساء . حاول ألا تأكل بعد الثامنة مساء .
لا تشرب مع الوجبات . إرو عطشك بالشرب بين الوجبات ولا تشرب أكثر من كوب واحد من السوائل مع الوجبة .
لا تتناول أدوية سوء الهضم الشائعة إلا بعد استشارة الطبيب . فالمضادات الحمضية قد تخفف من فاعلية الهضم .
لا تاكل أثناء العمل . دع وجبات الطعام خالية من الاجهاد وتجنب القراءة أو مشاهدة التلفزيون أثناء الأكل .
لا تاكل بسرعة . خصص وقتاً لوجباتك بحيث تستمتع بالطعام من دون عجلة وتسترخي بعد ذلك لبضعة دقائق .
الحرقة في فم المعدة :
تمتاز هذه الحالة بإحساس الحرقة والانزعاج في وسط الصدر وراء عظم الصدر . وتسوء هذه الحالة عادة عند الانحناء أو النوم . إنها ناجمة عن صعود حوامض من المعدة الى المريء وقد تنتج أحيانا عن فجوة فتقية . ومن العوامل المسهمة في ذلك نذكر الحموضة المفرطة أو الخفيفة في المعدة ، المضغ غير الصحيح للطعام واستهلاك الوجبات الكبيرة . وتصيب الحرقة المرء في المساء عادة لأن النوم يساعد على دفع محتويات المعدة الى المريء .
فجوة فتقية :
ينتقل الطعام عند البلع من الفم الى المريء ومن ثم الى المعدة و قبل أن يدخل في المعدة ، يمرّ عبر طبقة عضلية اسمها الحجاب الحاجز . وفي حالة الفجوة الفتقية ، يدفع جزء من المعدة عبر الحجاب الحاجز ، مما يسمح لحوامض المعدة بالانتقال الى المريء . تعرف هذه الحالة بـ « ارتداد الحوامض » ، ومن أبرز عوارضها الحرقة في فم المعدة والاضطرابات الهضمية .
العلاج :
يمكن للتغيرات الغذائية أن تكون فعالة جداً في التخفيف من عوارض ارتداد الحوامض الحاصل في حال الفجوة الفتقية والحرقة في فم المعدة .
تجنب الوجبات الكبيرة ، لأنه كلما ازدادت كمية الطعام والشراب في معدتك ، ازداد خطر ارتداد الحامض ويصح هذا خصوصاً في الليل ، لأن النوم يسهّل على الحامض الانتقال من المعدة .
تناول وجبة العشاء قبل ثلاث ساعات على الأقل من موعد النوم ليتسنى للطعام الذي تناولته بالخروج من المعدة .
أسند نفسك بالوسائد في السرير . فهذا قد يساعد في التخفيف من الاضطراب الليلي .
إمضغ الطعام جيداً ، وتجنب شرب كميات كبيرة من السائل مع الوجبات .