سماحة الشيخ عبد الأمير قبلان
نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي
الأعلى
نشأته
ولد سماحة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى آية
الله الشيخ عبد الأمير قبلان عام 1936 م في بلدة ميس الجبل في جنوب لبنان، إحدى قرى
جبل عامل التي تميزت بحوزاتها الدينية ونبوغ علمائها.
هو ابن سماحة المغفور
له العلامة الشيخ محمد علي قبلان ابن سماحة العلامة الشيخ موسى قبلان وهما عالمان
بارزان لعبا دورا مهماً في الحركة العلمية والسياسية في البلاد جبل عامل والتي كان
لها مناخات المؤثرة على نشأة سماحة الشيخ عبد الأمير قبلان، حيث عاشها مفعمة
بالتقوى والفضيلة والسلوك الحسن، وراح يتلقى علومه الدينية والأدبية على يد أبيه
وعلومه الأكاديمية في الثانوية العاملية وفي معهد الرز في بيروت.
سفره إلى
النجف
تميز سماحته وهو في صغره بدماثة أخلاقه وباستقامة مسلكه وبشغفه لطلب
العلوم الدينية، فاصطحبه والده إلى النجف الأشرف في العراق والتحق في حوزتها وتابع
دراسة المقدمات من نحو وصرف ومنطق وعقائد، ثم انتقل بعدها إلى دراسة اللمعة
الدمشقية على يد العلامة الكبير الشيخ محمد تقي الجواهري، ثم درس الكفاية في الأصول
على يد السيد اسماعيل الصدر، والرسائل في الأصول على يد العلامة السيد محمد حسين
الحكيم، وتابع دراسة المكاسب على يد الشيخ محمد تقي الجواهري، أما المرحلة الثالثة
فكانت دراسة الأصول والكفاية بجزأيها مع شرح مفصل، على يد المقدس آية الله السيد
اسماعيل الصدر، لينتقل بعدها إلى درس الخارج على يد المرجع الديني السيد أبو القاسم
الخوئي في الأصول والفقه، كما درس قسماً من الفقه على يد المرجع السيد محسن
الحكيم.
وخلال فترة دراسته العلمية نشأت بين سماحة الشيخ قبلان وأساتذته
علاقة مميزة استحق ثقتهم واحترامهم وتقديرهم لعلمه ولفضله، وأقروا له بالعلم
والورع، ونال إجازتين في الاجتهاد من قبل السيدين الكريمين إسماعيل الصدر والسيد
كاظم شريعتمداري، كما منحه السيد أبو القاسم الخوئي والسيد محسن الحكيم والسيد حسين
الحمامي وكالات عامة شرعية مع التنويه بمزاياه الخلقية والعلمية وجهده المتواصل في
نشر الدعوة والتبليغ الديني، وأطلق عليه سماحة السيد محمد باقر الصدر لقب) ذو
الشهادتين) تقديراً لإخلاصه ولصدقه ولتفانيه في العمل الديني. وفي سنة 1957 كلفه
المرجع الديني الأعلى السيد محسن الحكيم إدارة شؤون التبليغ الديني في بلدة (ناحية
الغراف بالقرب من الناصرية)، فأنشأ مكتبة عامة وأقام مشروعاً دينياً، وإلى جانب
توليه التدريس في حوزة النجف الأشرف، راح يعقد حلقات التدريس الديني ويلقي
المحاضرات ويهتم بشؤون الناس، واستمر في ذلك حتى العام 1962، حيث تتلمذ على يديه
عدد كبير من علماء الدين اللبنانيين والعراقيين والباكستانيين
والهنود.
علاقاته بالمراجع والعلماء
ارتبط سماحته بعلاقات وطيدة مع
علماء ورجال دين كبار كان أبرزهم:
سماحة الإمام السيد موسى الصدر، آية الله
الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين، العلامة الشيخ مفيد الفقيه، العلامة السيد علي
مكي العاملي، آية الله الشيخ حسن طراد، العلامة الشيخ سليمان
اليحفوفي.
وأثناء وجوده في العراق، واكب سماحته المسيرة الجهادية للمرجع
الديني السيد محسن الحكيم وعمل معه أكثر من 10 سنوات كانت من أشد المراحل حراجة في
العراق، لا سيما الفترة التي أعقبت الانقلاب على الحكم الملكي، حيث تعرض سماحته
والعديد من العلماء لمضايقات كثيرة وتهديدات من قبل النظام العراقي.
كما
تعرض سماحته والعديد من إخوانه العلماء الأجلاء للكثير من المضايقات والتهديدات من
قبل النظام العراقي بهدف إجهاض كل المحاولات الآيلة إلى تثبيت وتدعيم النشاط
الحوزوي والحفاظ على النجف الأشرف صرحاً علمياً وطليعياً في أداء دوره
الرسالي.
العودة إلى لبنان
نزولاً عند رغبة سماحة السيد حسين مكي
(مرجع المسلمين الشيعة في سوريا آنذاك) وبطلب من سماحة المرجع الديني السيد محسن
الحكيم عاد سماحة الشيخ قبلان سنة 1963 إلى لبنان وانتقل إلى بلدة برج البراجنة
تلبية لطلب من الجمعية الإسلامية فيها. حيث بدأ مهامه الدينية، وباشر بإتمام بناء
مسجد الإمام الحسين بن علي(ع)، واشترى قطعة أرض مجاورة للمسجد، بنى عليها حسينية
ومدرسة (التكامل الإسلامية)، كما أنشأ مستوصفاً صحياً مجاوراً للمسجد الذي تولى
إمامته منذ العام 1963 ولا يزال حتى الآن يواظب على إقامة صلاة الجماعة وإلقاء
الخطب والمحاضرات وإقامة حلقات التدريس فيه وتبليغ الأحكام الشرعية.
أدرك
سماحة المفتي قبلان أن صناعة الإنسان المسلم لا تنحصر في التثقيف والتبليغ الدينيين
فحسب، إنما هي بحاجة إلى مؤازرة ومتابعة مستمرة، وحرصاً منه على إتمام هذه الرسالة
الإنسانية والإيمانية بادر ببناء المؤسسات التالية:
- مسجد وحسينية ومستوصف
الإمام الحسين(ع) في برج البراجنة.
- مدرسة التكامل الإسلامي.
-
مركز أهل البيت للخدمات الطبية في بئر الحسين ، هذا المركز : دار ولادة .
-
عيادة لطب الأسنان ومختبراً وصيدلية .
- مركز أهل البيت في حارة حريك، ويضم
حوزة دينية ومكتبة عامة وحسينية ومسجد .
- دار للعجزة في بعلبك يحمل اسم دار
العمر الجديد في بعلبك.
- مدرسة وحسينية في بلدة فرفريا في بلاد جبيل .
- مسجد أهل البيت وحسينية الإمام الصدر في بلدة شبريحا(قضاء صور).
-
مسجد وحسينية كفراً.
- مسجد وحسينية (بيت شاما-البقاع).
- منتج أهل
البيت(ع) الصحي في بلدة كفرا، وهو عبارة عن :
دار لرعاية العجزة والمسنين،
مستشفى خاص بجراحة ومعالجة الأمراض الصدرية المستعصية، مستشفى صحي لمعالجة أمراض
الربو والحساسية، قسم مخصص للعلاج الفيزيائي، قسم للطوارئ، عيادات خارجية، قسم مخصص
لمنامة الأطباء والممرضين، صالة للمناسبات والاجتماعات، مسجد صغير
للزوار.
مشروع ميس الجبل(قيد الإنجاز) :
حسينية للرجال وأخرى للنساء
.
مدرسة دينية مع قسم داخلي .
مكتبة عامة .
مبرة للأيتام .
الشيخ قبلان والإمام موسى الصدر
إن علاقة الشيخ قبلان مع آل الصدر
قديمة منذ المراحل الأولى لإقامته في النجف الأشرف ودراسته على يد السيد إسماعيل
الصدر، وقد تعمقت هذه العلاقة إبان وجود الإمام الصدر في لبنان، حيث تكثفت اللقاءات
بين الشيخ قبلان والإمام الصدر وتطورت حتى بلغت مرحلة متميزة من الصداقة والأخوة
المتينة، رسختها حالة من التواصل والتشاور والتباحث في الشؤون العربية والإسلامية
والوطنية وبالخصوص أمور الطائفة الإسلامية الشيعية في لبنان التي كانت تعاني مأزقاً
معيشياً صعباً، وتخلفاً اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً خطيراً، مضاف إلى هذا وذاك
حرمان وإهمال في كل مناحي الحياة.
وقف الشيخ قبلان إلى جانب الإمام الصدر في
حركته الملطبية، ورفع معه شعار حقوق الفقراء ونصرة قضايا المحرومين، كما واكب معه
مسيرة تحقيق العدالة الاجتماعية وضرورة تغيير النظام في لبنان، وإبطال مفاعيله
الاقطاعية والتسلطية، وإلغاء الطائفية السياسية التي كانت تشكل ولا تزال مصدراً من
مصادر اللاستقرار السياسي والاجتماعي في لبنان. وكان لسماحة الشيخ قبلان دور بارز
في هذا السياق، ومشاركة فعالة في تأسيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى حيث انتخب
سنة 1969 عضواً في الهيئة الشرعية، كما تميز بنشاط كبير في إقناع عدد كبير من
العلماء ورجال الدين الشيعة بالانخراط في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والعمل في
لجانه ومؤسساته.
توليه لمنصب المفتي الجعفري الممتاز
عرف عن سماحة
الشيخ قبلان حبه للناس وتفانيه في خدمتهم ورعاية شؤونهم فكان الأب والأخ المرشد
والموجه الذي استطاع أن يمتلك قلوب الناس ويؤثر فيها، وبعد وفاة سماحة المفتي السيد
حسين الحسيني سنة 1970 أجمعت قيادات الطائفة على ترشيح سماحة الشيخ عبد الأمير
قبلان لخلافته، فما كان من الإمام السيد موسى الصدر إلا أن أسند إليه منصب المفتي
الجعفري الممتاز، واستمر المفتي قبلان مسيرته الجهادية إلى جانب الإمام الصدر بكل
صبر وثبات مؤمناً بالقضية الفلسطينية، رافضاً لكل أشكال وأنواع التوطين، عاملاً مع
المخلصين اللبنانيين من أجل وطن تسوده العدالة ودولة تديرها المؤسسات، فكان متميزاً
بمواقفه الجريئة والشجاعة لا سيما أثناء وقوع الفتنة في لبنان حيث كان يرفضها رفضاً
قاطعاً ويحذر من مغبة الاستمرار فيها لأنها كانت كما يراها مؤامرة ليس على
اللبنانيين فحسب، إنما مؤامرة على المنطقة بأسرها.
الشيخ قبلان نائباً لرئيس
المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى
في ظل احتدام الصراع في لبنان وفي المنطقة
وما رافقه من اجتياحات واعتداءات إسرائيلية استهدفت اللبنانيين والفلسطينيين على
السواء، سافر الإمام موسى الصدر إلى ليبيا بدعوة من العقيد القذافي للمشاركة في
احتفالات ثورة الفاتح والبحث مع القيادة الليبية في سبل توفير الدعم للقضية
اللبنانية والقضية الفلسطينية، ولكن تأكد في ما بعد أن الإمام الصدر كان مستهدفاً
وفد دبرت له هذه المكيدة للنيل منه ومن رفاقه إثر ذلك تولى الإمام الشيخ محمد مهدي
شمس الدين الذي كان نائباً للرئيس إدارة شؤون المجلس الشيعي وتعاون معه في ذلك
الشيخ قبلان الذي كان لولب الحركة الشيعية ويمنع بمواصفات أهلته كي يكون صمام أمان
الطائفة الشيعية ومرجعاً أساسياً في تقريب وجهات النظر الشيعية الروحية والسياسية
لما عرف عنه من مزايا وأخلاق لا يرجو من خلالها أي مكسب شخصي أو أي غاية خاصة
ولطالما يعتر أن الشيعة في لبنان ركن أساسي في وجه تيارات التقسيم وأن وحدة لبنان
تنطلق من قدرة ومكانة الطائفة الشيعية هذه الطائفة التي كان عنوانها ولا يزال وحدة
لبنان أرضاً وشعباً وعدم توطين الفلسطينيين وقد دفع الشيعة ثمناً كبيراً من الدماء
والتضحيات من أجل هذه الثابتة والتي كان الإمام الصدر من أبرز
ضحاياها.
استمر سماحة الشيخ قبلان في القيام بدوره المؤازر للإمام شمس الدين
وبحرص شديد على المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وعلى كل المؤسسات التي أطلقها الإمام
الصدر وفي العام 1994 انتخب الشيخ محمد مهدي شمس الدين رئيساً للمجلس الإسلامي
الشيعي الأعلى كما انتخب سماحة الشيخ قبلان بالإجماع نائباً للرئيس