الأظهر في روايات أصحابنا أنّها ولدت سنة خمس من المبعث بمكّة في العشرين من جمادى الأخرة، وأنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قبض ولها ثماني عشرة سنة وسبعة أشهر (1).
وروي عن جابر بن يزيد قال: سئل الباقر عليه السلام: كم عاشت فاطمة عليها السلام بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ قال: «أربعة أشهر، وتوفّيت ولها ثلاث وعشرون سنة» (2).
وهذا قريب ممّا روته العامّة أنّها ولدت سنة إحدى وأربعين من مولد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم (3) ، فتكون بعد المبعث بسنة.
وذكر الاُستاذ أبو سعيد الواعظ في كتاب «شرف النبيّ»: أنّ جميع أولاد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ولدوا قبل الإسلام، إلاّ فاطمة وإبراهيم فإنّهما ولدا في الإسلام (4).
وروي عن الصادق عليه السلام أنّه قال: «لفاطمة عليها السلام تسعة أسماء عند الله عزّ وجل: فاطمة، والصدّيقة، والمباركة، والطاهرة، والزكية، والراضية، والمرضيّة، والمحدّثة، والزهراء» (5).
وفي مسند الرضا عليه السلام: أنّ النبيّ قال: «إنّما سمّيت ابنتي فاطمة لأنّ الله سبحانه فطمها وفطم من أحبّها من النار» (6).
وسمّاها النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، البتول أيضاً (7) ، وقال لعائشة: «يا حميراء ، إنّ فاطمة ليست كنساء الآدميّين، ولا تعتلّ كما تعتلّون» (8)
ومعناه ما جاء في الحديث الآخر: أنّ فاطمة عليها السلام لم تر دماً في حيض ولا نفاس. وقد روت العامّة أيضاً، عن أنس بن مالك، عن اُمّ سليم زوجة أبي طلحة الأنصاري أنّها قالت: لم تر فاطمة عليها السلام دماً قطّ في حيض ولا نفاس (9).
وكانت يصب عليها من ماء الجنة، وذلك أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لمّا اُسري به دخل الجنّة وأكل من فاكهة الجنّة وشرب من ماء الجنّة فنزل من ليلته فوقع على خديجة فحملت بفاطمة فكان حمل فاطمة من ماء الجنة.
ورواه أيضاً ابن عباس عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم (10).
(1) الكافي 1: 381، تاريخ الأئمة (ضمن مجموعة نفيسة): 6، روضة الواعظين: 143، تاج المواليد (ضمن مجموعة نفيسة): 12، كشف الغمة 1: 449.
(2) نحوه في مناقب ابن شهر آشوب 3: 357.
(3) مستدرك الحاكم 3: 161 و 163، الاستيعاب 4:374، مقتل الخوارزمي: 83، الاصابة 4: 377.
(4)شرف النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم...
(5) أمالي الصدوق: 474 | 18، الخصال 2: 414 | 3، دلائل الامامة: 10، تاج المواليد: (ضمن مجموعة نفيسة): 20.
(6) صحيفة الاِمام الرضا عليه السلام: 89 | 22، عيون أخبار الرضا 2:46 | 174، معاني الأخبار: 64 | 14، علل الشرائع: 178 | 1، أمالي الطوسي 1: 300، بشارة المصطفى: 184، مناقب ابن شهر آشوب 3: 303، مناقب ابن المغازلي: 65 | 92، مقتل الخوارزمي: 51، ذخائر العقبى: 26، فرائد السمطين 2: 57 | 384، الفردوس بمأثور الخطاب 1: 346 | 1385.
(7) معاني الأخبار: 64 | 17، علل الشرائع: 181 | 1، مناقب ابن شهر آشوب 3: 330.
(8) مناقب ابن شهر آشوب 3: 330، المعجم الكبير 22: 400 | 1000، مقتل الخوارزمي: 64.
(9) مناقب ابن المغازلي: 369 | 416، ذخائر العقبى: 44، وفيهما نحوه.
(10) مناقب ابن المغازلي: 357 | 406 ، مناقب الخوارزمي: 64، ذخائر العقبى: 36.