الجهاديّون في البقاع
تصاعد نشاط الجهاديين في بلدات: لالا، المرج، كامد اللوز، مجدل عنجر، حيث كان يقود الخلايا وينسّق أعمالها اللبناني أحمد ص. وكانت هذه المجموعات تتحرّك وتعقد اجتماعاتها في مساجد المناطق التي تعيش فيها، وتنسّق نشاطها مع أئمّة مساجد. كما أقامت هذه المجموعات عبر منسّقها أحمد ص. علاقات عمل مع مجموعات جهادية داخل سوريا، معروفة تحت اسم «جند الشام»، وهي المجموعات التي اعتقل جزء منها في عملية الضنية على الجانب السوري عام 2000. وقد أنشأ الجهاديون في البقاع شبكة واسعة، وخزنوا بعض السلاح والذخائر في جرود منطقة السلطان يعقوب، وارتبط بعضهم على سبيل التمويه بعدد من التنظيمات اللبنانية، كتيار المستقبل وحركة لبنان العربي. ونشط في تلك الفترة أيضاً خط التهريب من سوريا إلى لبنان، إذ بدأت عناصر جهادية من حركة الإخوان ومن قوى جهادية من مختلف الجنسيات تدخل إلى لبنان بمعية اللبناني عبد الله ح.، المرتبط بالقاعدة، وتسهيل منه، الذي تولّى التنسيق مع المجموعات القتالية القريبة من الإخوان في سوريا، كما ساعد هذه المجموعات على توفير وثائق وجوازات سفر مزوّرة.
مجموعات تتدرّب في لبنان وتنطلق نحو العالم الواسع
عالم دين يؤم الصلاة على ارض ملعب عين الحلوة مع مقاتلين من عصبة الانصار
أجهزة استخبارات تخترق صفوف الجهاديّين
أهم المجموعات الجهاديّة المرتبطة بالقاعدة التي عملت في لبنان
مظاهرة طلابيّة لاتحاد الطلبة المسلمين احتجاجا على تدنيس القرآن
الانقسام الداخلي اللبناني، وحالة الفوضى التي بدأت تغرق فيها البلاد، سمحا للجهاديّين باستخدام الأرض بصفتها «ساحة»، وهو ما يصرخ اللبنانيّون ضده ليل نهار، إلا أنهم لا يكفّون عن تهيئة الأجواء الملائمة ليكون بلدهم مجرد ساحة
ارتفعت وتيرة نشاطات المجموعات الجهادية، المترافقة مع انقسام سياسي كبير. في نهاية عام 2006 وبداية 2007 كانت أرض لبنان قد باتت أفضل ممر ومقر لأجهزة الأمن والاستخبارات العربية والغربية. وما دفع أيضاً بأجهزة الاستخبارات إلى العمل، الوتيرة المرتفعة لنشاط القاعدة في البلاد. محلياً اشتركت أجهزة الاستخبارات اللبنانية المختلفة في تجميع المعلومات عن حركة الجهاديين، إلا أن الفشل المعلوماتي في نهر البارد كشف هامشية عملها وبدائيته، ولكن أجهزة أخرى أعتى كانت تعمل بفاعلية، وأهمها، الأجهزة السورية والأردنية والسعودية، كما كانت دول غربية عدة توفد الصحافيين والباحثين بأسئلة محددة ودقيقة عن الجهاديين في لبنان، وتستفيد من نتائج عمل هؤلاء.
تنوعت عمليات الاختراق التي تعرض لها الجسم الجهادي، بعضها كان مزروعاً في الجسم من بدايته، وهو ما يتحدث عنه المعارضون اللبنانيون، وبالتحديد عن دور الاستخبارات السعودية في إرسال القاعدة إلى لبنان، وبعض الاختراقات تمت على قاعدة المراقبة والمتابعة والتخلص من مشكلة الإسلاميين، وهو ما قامت به سوريا. وهنا تتهم الأكثرية النيابية عدوتها دمشق بإرسال «فتح الاسلام» للانتقام من لبنان. ولم تكن الأجهزة الإسرائيلية، مباشرة أو بالواسطة، بعيدة عما يحصل، فالجو العام أثار شهية الأجهزة، ليس فقط على سبيل المراقبة والمتابعة، بل أيضاً على مستوى إتاحة المجال أمامها للتدخل في أرض الصراع، وإمرار رسائل، أو إشعال معارك جانبية قد تفيدها ودولها في هذا الحين أو ذاك.
ومع بداية شهر آذار من عام 2007 كانت «الحرب على الإرهاب» في أوجها في العراق، وكانت الولايات المتحدة تطالب سوريا بضبط الحدود مع العراق شأنها منذ احتلت بلاد الرافدين، وفي هذا الوقت وصل من يبلغ عن تحركات الدكتور أيمن الظواهري، مؤكداً أن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة انتقل مع نهايات عام 2006 إلى المناطق الشمالية من سوريا، حيث أخذ الأمان من قبائل سورية وعراقية، واحتضنته وأخفته عن أعين الأجهزة الأميركية والسورية على حد سواء، وراح الرجل الذي سبق أن انشق عن الإخوان في مصر، وصار يقود عملياً أقوى تنظيم دولي، يتنقل بين المناطق الحدودية السورية والعراقية، ويحرك مجموعات القاعدة في البلاد المحيطة عبر أمراء ثقات ومندوبين أشداء ومحنكين، منهم المندوب التونسي مصطفى معز بن رجب، الذي تردد مراراً على لبنان بجواز سفر مزور، والتقى على دفعات جهاديين في مخيمات برج البراجنة ومار الياس وعين الحلوة والبداوي، كما التقى شخصيات فلسطينية معروفة ومسؤولة في الحركة الإسلامية في عين الحلوة.
ولم يكن بن رجب وحده الذي أتى موفداً من قيادة القاعدة إلى لبنان، بل وصل أيضاً إليه الجهادي السوري الأصل عمار فرج هواش، الملقب بعمار فرج أبو جبل والبالغ الأربعين من العمر، الذي زار لبنان في عمل تنسيقي لمدة يومين قبل أن يغادره ويعود للدخول إلى لبنان مرات لاحقة، وتولى في كل مرة نقل السلاح والذخائر إلى مخيمي نهر البارد والبداوي، وكان يمد المجموعات الجهادية بالوثائق المزورة، وأحياناً بدعم مالي مباشر.
مجموعة قتاليّة لأحد التنظيمات الجهاديّة في عين الحلوة
كما وصل إلى لبنان في بداية عام 2007 القائد المصري في التنظيم، حسين مصطفى الملقب بأبو الوليد، الذي تتلخص مهمته في التنظيم بتنسيق النشاطات العسكرية. وعمل أبو الوليد بضعة أسابيع في مخيم نهر البارد، وعرف ــ لتحركه بجواز سفر تونسي ــ باسم رجب محمود الطراوي. ونظم أبو الوليد أعمالاً عدة في مناطق تمتد من الطريق الجديدة في بيروت إلى إقليم الخروب، فإلى البقاع الغربي وعكار وعين الحلوة، واستمر في جولاته التنسيقية أشهراً واختفى مع بداية حرب البارد.
كان المسؤول في القاعدة أحمد التويجري أو فهد المغامس، الذي عايش الأشهر الأولى من عام 2007 في لبنان، قد شعر بأن ثمة من يراقبه في تلك المرحلة، وأكتشف أن المسؤول في الاستخبارات السعودية في السفارة في بيروت عبد ي. يضعه تحت مراقبة دقيقة، ففر من لبنان نحو إحدى المدن الألمانية حيث بقي لفترة متنقلاً بين دول عدة بجوازات سفر مزيفة، قبل أن يعود إلى لبنان.
بدأ نشاط القاعدة يتبلور حينها في لبنان، وتسارعت وتيرة حركة المجموعات، وخلال أشهر قليلة مرت على لبنان المجموعات الآتية:
1ــ المجموعة الجزائرية، وصلت في شهر تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2006، حيث لقنها التدريبات العسكرية شحادة ج. الجهادي المعروف الذي كان ينتمي إلى عصبة الأنصار ثم إلى جند الشام. وتمركزت المجموعة في نفق حي الصفصاف بعين الحلوة، وضمت المجموعة كلاً من الجزائريين: مصطفى ع.، مصطفى س.، عبد خ.، مصطفى ج.، محمد ب.، وبعد أيام من نهاية تدريباتها غادرت لبنان.
2ــ المجموعة السعودية، وتضم فارين من المملكة لاتهامهم بالمشاركة في عمليات ضد مراكز وهيئات سعودية، في البلاد والخارج، وتضم المجموعة: سعد ج.، محمد ر.، عثمان ز.، فايز أ.، محمد ض.، سلطان ض.، عبد الله س.، محمد ع.، محمد ح.، عبد ف. وبعد الخضوع لعدد من التدريبات وبعض الشؤون الحياتية العادية كالراحة والاستجمام، غادر بعضهم لبنان، بينما انتشر جزء منهم في عدد من المخيمات الفلسطينية وبعض مدن الشمال اللبناني.
3ــ مجموعة الكوادر: وهي مجموعة من كوادر ومسؤولين في تنظيم القاعدة، وصلت إلى لبنان مع بداية 2007، ودخلت أولاً إلى مخيم نهر البارد، يرافقها الفلسطيني عبد الله خضرجي، الذي كان سابقاً من كوادر فتح ــ المجلس الثوري سابقاً. وضمت مجموعة الكوادر: قاسم د.، محمد د.، عبد الله د.، خالد ب.، عارف م.، إبراهيم هـ. وبعد إقامة قصيرة في مخيم نهر البارد انتقلت المجموعة إلى أحد المخيمات، حيث عمل كل من الكوادر على تأسيس مجموعته الخاصة للعمل في لبنان وبعض الدول العربية والغربية.
4ــ مجموعة الحركة الإسلامية الجماهيرية: وهي المجموعة التي اكتشفها القنصل المصري في السفارة في بيروت طلال ف.، والتي أبلغ عنها السفارة الكويتية، وكانت تتلقى تدريبات في منطقة الجورة في مخيم عين الحلوة، وتلقت تمويلاً من كويتي مقيم بين ألمانيا وهولندا وبريطانيا، وبعدما أنهت تدريباتها، وربما بعد اكتشافها أنها تحت المراقبة تحركت بكامل أعضائها إلى عدد من الدول الأوروبية.
5ــ مجموعة القرعون: وهي مجموعة جهادية من أبناء المنطقة الفلسطينيين واللبنانيين، ويشكلون تركيبة تنظيمية خاصة منفصلة عن القاعدة، ولها امتدادها في فنزويلا والبرازيل، عبر الجاليات اللبنانية هناك. تلقت هذه المجموعة في نهاية 2006 زيارة من القائد الجهادي السعودي عبد العزيز مصطفى باكندوان، حيث التقى أعضاؤها في منطقة لوسي، ولالا، في البقاع الغربي. كما عقد لقاءات في منزل أحد وجهاء البلدة، قبل أن يغادر لبنان.
6ــ المجموعة الكويتية: وهي من المتمولين والشخصيات الكويتية الأصل، زارت لبنان في نهاية 2006، برئاسة الشيخ عبد الله محمد فضلي، وجالت في مناطق البقاع الغربي، حيث قدمت مساعدات لمشاريع وجمعيات سلفية متعددة، ثم غادرت.
7ــ المجموعة الفلسطينية: وهي تضم نخبة من الفلسطينيين الذين دُرّبوا في عين الحلوة على أيدي أشخاص من القاعدة، بعد اختيارهم بعناية، ومهمتهم الانتقال إلى عدد من الدول الأوروبية بوثائق من دول عربية مثل ليبيا والجزائر والمغرب، والعمل من الغرب. وفّر لهم الجوازات المزورة فلسطيني يدعى محمد م.، مقيم في تركيا، وأرسلها من منطقة أزمير مع المسؤول الجهادي اللبناني علي ح.، الذي يتجوّل بجواز سفر مزوّر باسم كارلوس حسين جمعة. ويترأس هذه المجموعة عامر خ.، وتضم كلاً من: نمر ع.، نمر ج.، حسين م.، حسن م.
التمويل يتواصل رغم سياسة «تجفيف منابع الإرهاب»
تواصل توافد المجموعات الجهادية إلى البلاد عامي 2006 و2007، وتلقت تدريباتها المتنوعة تنوع المهام المنوطة بها، الأغلب الأعم منها خضع لعمليات تأهيل عسكرية، وبعضها تقنية
تنوعت مهام المجموعات التي خضعت لأعمال تدريب وتأهيل، وتنوعت أيضاً مشاربها، وارتباطاتها، منها ما كان مرتبطاً مباشرة بتنظيم القاعدة الأم، وأغلبها كان عبارة عن متطوعين عرب وصلوا إلى لبنان كمحطة لمتابعة طريقهم نحو ساحات الجهاد في العراق. ومتابعة لحلقة يوم الثلاثاء، ننشر هنا أسماء أهم المجموعات الجهادية:
8ــ مجموعة تل كلخ: وهي مجموعة جهادية تتكون من ستة أفراد، وتابعة مباشرة لتنظيم القاعدة، وكانت تقيم في منطقة تل كلخ السورية، غرب حمص، وتضم: الفلسطينيين عبد س.، ملقّب بأبو عمايرة، ومحمد ب.، والتونسي مصطفى ج.، والمصريين عبود ش.، أبو إسراء، نظير ن.، والأخير سبق له أن شارك في القتال وعمل كمدرب عسكري سابق في أفغانستان، ويحمل جوازات سفر عديدة. وأقامت المجموعة في نهر البارد، ثم انتقلت إلى عين الحلوة بواسطة مركب بحري، أمّن الحصول عليه تنظيم جهادي في عين الحلوة، وتلقت المجموعة تدريبات على الألغام الفردية، وعلى الصواريخ، بمساعدة من الفلسطيني شحادة ج.، قبل أن يتوزع أفرادها على عدد من الدول الغربية والعربية، تحت إشراف المسؤول الفلسطيني في القاعدة أمين د. (أبو عبد الله). وهو شاب في الـ36 من العمر سبق أن أقام في السعودية، ويتنقل بين دول أوروبية وعربية، وكان مسؤولاً في السابق عن تمويل أنشطة عدة في لبنان، وهو مطلوب للسلطات اللبنانية.
9ــ المجموعة العراقية: وهي مجموعة تدربت في لبنان بغية الانضمام إلى الجهاد في العراق، وخضعت هذه للتدريب على يدي المدرب الفلسطيني إسماعيل خ. في عين الحلوة، وضمت كلاً من السوريين وليد ل.، رشيد ي.، محمد س.، واللبنانيين درويش ر.، أحمد غ.، وسام م.، والفلسطيني محمد ك.، وزود الفلسطيني إبراهيم ح. هذه المجموعة وثائقها الثبوتية المزورة، وتلقت المجموعة مساعدة أحد علماء الدين في البقاع الغربي للانتقال إلى العراق عبر الأراضي السورية، بالتعاون مع مجاهدين مختصين من سوريا والعراق.
10ــ مجموعة بيضون: وهي بقيادة السوري ر. بيضون، وتعمل بإمرة تنظيم القاعدة مباشرة، وتضم أفراداً من جنسيات متعددة، وصلت إلى منطقة بر الياس في البقاع عبر أحد المعابر غير الشرعية، ونقل الفلسطيني حسن ش. أفرادها من البقاع إلى عين الحلوة، قبل أن يتوزع أعضاء المجموعة على مناطق مختلفة من برج أبي حيدر والمخيمات في بيروت.
11ــ كادرا التدريب: وهما المدربان المصري نصر م. الملقب بأبو المتوكل، البالغ 56 من العمر، والجزائري فتحي آ. الملقّب بأبو خالد الجزائري، وكان المصري قد شارك في معارك أفغانستان، حيث بدأ في العمل الجهادي هناك في عام 1986، وسبق أن كان من كوادر جماعة التكفير والهجرة، قبل أن ينضم إلى مجموعات الدكتور أيمن الظواهري.
12ــ المجموعة العراقية الثانية: وهي تضم عدداً من العراقيين وجنسيات مختلفة، ودخلت إلى لبنان حيث خضعت لعمليات تدريب نوعية، في حي الصفصاف في عين الحلوة، قبل أن تنتقل إلى العراق عبر الأردن، واختصت بأساليب التفجير، والصواريخ المضادة للدروع من طرازي ميلان واللاو. وضمت كلاً من: العراقيين سامي ن.، محمد س.، حبيب ت.، الأردني غزوان ح.، التونسيين نصير ق.، ومسعد خ.، والمصري محمد ن.
13ــ مجموعة الـ12: وهي متنوعة الانتماءات يتزعمها المصري محمد نصير الكحلث، وصلت إلى نهر البارد عبر معبر العبودية في الشمال، بتسهيل من أحد المسؤولين السلفيين السوريين عبد الله د.، واستقبلت ضمن تنظيم فتح الإسلام، في حين واصل عبد الله زياراته إلى طرابلس والشمال للقاء الجهاديين والتنسيق معهم.
14ــ مجموعة العمليات الخارجية: وهي مكونة بأغلبها من فلسطينيين على صلة مباشرة بتنظيم القاعدة ـــ قسم العمليات الخارجية، خضعوا لتدريبات مكثفة في منطقة الجورة في عين الحلوة بمساعدة من مدربين محليين، وعلى رأسهم المدرب الفلسطيني جمال ف. وتضم المجموعة: مسعود غ.، ناصر ك.، خالد ح.، وائل د. ثم انتقلت المجموعة إلى ألمانيا، ومنها إلى فرنسا حيث وُضعت بإشراف مجموعة أمنية جهادية تعمل هناك وتحت قيادتها.
15ــ المجموعة الليبية: وهي مجموعة من الجهاديين الذين يحملون جوازات سفر ليبية مزوّرة، وتلقت تدريباتها في عين الحلوة، في مركز تابع لجند الشام ضمن أحد أنفاق منطقة الجورة، ودرب هذه المجموعة عماد ي. وضمت: محمد ش. المصري محمد ر.، محمد ب.، محمد ق. وجميعهم يحملون جوازات سفر ليبية مزوّرة. وبعدها غادرت المجموعة لبنان إلى عدد من الدول الأوروبية، منها بريطانيا وإيطاليا والدنمارك، وتلقت تمويلاً من مسؤول في إحدى المجموعات الجهادية في عين الحلوة من حساب سري في أحد المصارف اللبنانية.
16ــ المجموعة المصرية: وهي مجموعة كشفت عن وجودها السفارة المصرية في لبنان، وأبلغت السلطات المختصة بها فتسرب الخبر بين عدد من الأجهزة الأمنية بشأنها، وهي بقيادة شخص مقرّب من الدكتور الظواهري، يدعى مصطفى أ.، ومعروف في لبنان باسم الشيخ محمد بدرخان، أو أبو هاجر، وكان قد قطن مع مجموعته في حي بستان اليهودي في عين الحلوة. ووصلت المجموعة إلى لبنان من دول عديدة، بينها: تركيا وسوريا والأردن وعدد من الدول الأفريقية.
17ــ مجموعة المجلس الثوري: أسسها الفلسطيني الأردني ناجي م. وهو من الكوادر السابقة في المجلس الثوري تخلى عن موقعه في المجلس ليلتحق بالقوى الجهادية. انتقل من السودان إلى مصر ووصل إلى لبنان، لتنفيذ مهمة لمصلحة تنظيم القاعدة تقضي باستيعاب عدد من الكوادر والقادة السابقين في المجلس الثوري، لاستثمار قدراتهم وخبراتهم العسكرية.
18ــ مجموعة تل البيرة: وهي مجموعة جهادية تابعة مباشرة للقاعدة، ويتزعمها المصري محمود ن.، عبرت الحدود اللبنانية ـــــ السورية من منطقة تل بيرة المسعودية، في الشمال. قبل أن تعود ويغادر بعض أفرادها لبنان إلى جهات مجهولة، ويبقى قسم منها في مخيم نهر البارد، تحت إشراف شهاب
قدور.
19ــ جماعة الجوارح: وهي مجموعة جهادية تابعة مباشرة لتنظيم القاعدة بقيادة الفلسطيني مصطفى د.. وعملت طوال أشهر بداية عام 2007 على مراقبة سفارات خليجية وأجنبية في بيروت. وضمت الجماعة: الفلسطينيين سميح م.، وربيع م.، ومحمود ش. الملقّب أبو دمدم، واللبناني بهاء ب.، وفتحت قنوات الاتصال مع «فتح الإسلام» كما مع مسؤولين جهاديين في بيروت، وأهمهم المعروف باسمه الحركي أحمد ك.، وتلقت تدريبات في نهر البارد على أساليب التفخيخ والتفجير بإشراف مدرب عسكري فلسطيني يدعى وليد ح.، أبو هاشم.
20ــ المجموعة الأردنية: تابعة مباشرة لتنظيم القاعدة، رصدتها أجهزة الاستخبارات الأردنية، ووصلت إلى مخيم عين الحلوة واستقرت في حي الصفصاف، وحي الذيب، حيث تلقت تدريبات، ويقود هذه المجموعة الأردني ناصر ح. حافظت المجموعة على حركتها عبر الحدود مع سوريا. كما ضمت لاحقاً جهاديين من الشيشان، إضافة إلى أردنيين، ومنهم الأردنيون أحمد ح.، ومحمود د.، ورياض ص.، وعبد خ.، والشيشانيون محمد ح.، ومحمود غ.، وعبد ب.، وإسماعيل م.، ومحمد ب.، وتكفل سليمان ح. وهو مسؤول جهادي أردني يقيم منذ زمن في عين الحلوة، الإشراف على المجموعة داخل المخيم، بينما درب المجموعة الفلسطيني م. أبو السعيد، حيث أخضعها للتدريب على الصواريخ المضادة للدروع وعلى طرق التفخيخ والتفجير.
تمويل وتدريب
إضافة إلى حركة المجموعات الجهادية في لبنان، كانت هذه المجموعات تلقى دائماً من يموّل نشاطاتها، وأحد الممولين هو السوري سليمان د.، الملقب بأبو الغضية، الذي ساعد مالياً تنظيمات عاملة في لبنان. وفي الشهر الأول من عام 2005 أصدرت السلطات الأميركية تعميماً بتجميد أموال المتمول السوري درويش، بعد اكتشاف الدعم الذي يقدمه إلى أبو مصعب الزرقاوي والقاعدة، إلا أن ذلك لم يمنع درويش من مواصلة مسيرته الجهادية، والانتقال من بلد إلى آخر، والتقاء المسؤولين الأمنيين في تنظيم القاعدة، مثل السعودي مرزوق الغامدي الذي يستخدم هو الآخر جواز سفر سورياً مزوراً. كما لم تمنع مصادرة الأموال والمطاردة سليمان من الاستمرار في تحويل الأموال إلى المجاهدين في العديد من الدول بينها لبنان، حيث يرسل إلى المجموعات مبالغ مالية على اسم الفلسطيني ياسر ش.، وهو اسم مستعار للفلسطيني بلال ع.، قبل أن تتحول هذه المبالغ إلى عدد من الجهات الجهادية.
تدريبات الأردن
لعب عالما دين دوراً محورياً في عملية التجنيد، الأول هو كنعان ناجي، الذي كان على رأس جند الله، ثم انخرط في حركة التوحيد الإسلامي في بداياتها، قبل أن ينفصل عنها، ومن بعدها يخوض «مقاومة شعبية ضد الجيش السوري» في طرابلس، فيعتقل ويساق إلى سجون دمشق. وفي هذه الفترة استفاد من تقديمات وفّرها له تيار المستقبل ليجند الشبان، وكان صلة الوصل هو النائب السابق سليم د. وعالم الدين الآخر هو الشيخ سيف ح.، وهو لبناني أيضاً، ينسِّق بين ناجي ومجموعاته شبه العسكرية وقصر قريطم.
وعبر هذه الشبكة من التنسيق أرسل العشرات من الشبان الشماليين إلى الأردن لتلقي التدريبات في معسكرات يشرف عليها الجيش الأردني في منطقة جرش، وتخلل تلك الفترة زيارات قام بها النائب السابق إلى الأردن للاجتماع بمسؤولين أمنيين وعسكريين أردنيين. وأنشئ عدد من الخلايا الأمنية الخاصة بقريطم، ولم تخل هذه المجموعات من شبان إسلاميين وجهاديين.