تموز من العام 1975 وقع ذلك الانفجار في معسكر تدريبي لشباب حركة المحرومين إستشهد فيه أكثر من 35 شاباً في قرية عين البنية في قضاء بعلبك الهرمل ورغم أن أجزاء عديدة من لبنان يومها كانت مسرحاً لإنفجارات مشابهة أعنف ورغم أن الخسائر كانت أكثر ونتائجها دماراً وموتاً وتهجيراً إلا أن الإنفجار كان له طبيعة مختلفة لأنه وهو يشير إلى الخسائر اياها في الموت إلا أنه كان يعلن ولادة شيء جديد أراده الإمام القائد وسعى له سراً قدر الإمكان لكي يكون تعبيراً عن إسلوب سعى له منذ فترة ، حين كان يردد القائد السلاح زينة الرجال وهو أفواج المقاومة حيث انبثقت من أحرفها الثلاثة الأولى كلمة (أمل).
هذا ما نتحدث عنه (أمل) اجل و كيف الحياة من دون الامل هذا ما كان لبنان يحتاجه جرعات مكثفة من الامل لكي يجترعها ابنائه المحرومين الى اية فئة انتموا و لكن انفجار كهذا خسارة كهذة دماء سالت ارواح خرجت الى بارئها كل هذا الععد الكبير من الشهداء ,ماذا يفعل الامام الصدر الحريص على الوطن و ابنائه في هذه الحالة .....
فور سماع الامام الخبر قرر التوجه مباشرة الى مكان وقوع الانفجار,وصل الامام الى عين البنية و قد ارهقته الرحلة من بيروت الى البقاع ذلك اضافة الى حزنه و تأثره لما حصل في المعسكر ,اضف الى ذلك ان الامام و كما نعرف جميعا ذو جسم كبير ما( شاالله )و ذو طول بارز (حفظه الله) و هذا النوع من الاجسام تتعرض الى مشاكل صحية طارئة في حالات الصدمة و الارهاق, لذلك عند وصول الامام الى البقاع كان مرهقا جدا و كان ضغط دمه غير مستقر و في حالة شديدة من الحزن و الهم, قرر الامام بداية تعزية احدى الامهات التي كان لديها شابان من ابنائها في المعسكر لحظة وقوع الانفجار فاستشهد احد ابنائها اما الثاني فقد نقل الى مستشفى في سوريا وهو في حال حرجة جدا,وصل الامام الى هذه الام المجاهدة متأثرا حزينا مرهقا معنوياته منخفضة,تقدم منها الامام معزيا و حزينا خجلا من هذه الام التي خسرت تلك الخسارة الكبيرة ,عند هذه المواجهة ما كان رد تلك المرأة الثكلى ماذا تتوقعون منها,
ستفعل ما كانت لتفعله اية امرأة مجاهدة و قفت بعز و عنفوان و كبرياء صاحت بصوت عال و ثابت وقفت شامخة كما و قفت زينب (ع) يوم عاشوراء و قدمت اخوتها و ابنائها و جميع اهل بيتها قرابين
عندما قالت : "اللهم تقبل منا هذا القربان"
اجل فقد وقفت تلك المجاهدة البقاعية الوقفة التي علمتها هي زينب لتصبح اما زينبية مجاهدة تقدم ابنائها على مذبح قرابين على مذبح الوطن, فجاوبت الامام بعد ان قدم لهل التعزية ان ارفع رأسك يا امام , يا سيد ارفع رأسك بوجهه جميع الحاقدين و المتأمرين ارفع رأسك و تباهى بكل الشهداء لتباهي بهم كل الشعوب و الدول اشمخ شموخ الارز
اعلو علو الشمس اسطع سطوع القمر انتشر في كالهواء في السماء اجعل جميع المحرومين يشعرون بالحياة من جديد , كن كموج البحر لا تهدأ لتنشر الامل في كل القلوب الخائفة , يا سيد انا اليوم رزفني اله شهادة احدى ولدي و قد الثاني شهيدا ايضا و مع ذلك كل ذلك لا يهم فداء لك و للوطن و فداء للنهج الذي كانو يخدمونه وسوف نخدمه كلنا ليبقى و انا الان يا سيد موسى ذاهبة الى مكان الانفجار لاساعد بكل ما استطيع من قوة و بكل ما لدي من طاقة اولئك الشباب المجاهدين , فلا تعزيني يا سيد موسى بل هنئني بشهادة ابني ,بعد ما ورد من هذه المرأة الزينبية من كلام بوجه السيد موسى ارتفعت معنويات الامام القائد و استقر ضغط دمه و كان ما كان لهذه المرأة من اثر في مواساة الامام و تشجيعه على القيام بخطواته اللاحقة لانه كان يجد الارض الخصبة لفكره المجاهد , و في اليوم التالي كان الاعلان المبارك لولادة الافواج المقاومة حركة المحرومين امل
فكونوا على الخط و النهج وابقوا عليه و لا تخذلوا من ضحى بسنينه من اجلنا و ما زال مغيبا عن وطنه لا تخونوا الامانة و ابقوا خلف حامل الامانة الرئيس نبيه بري ومهما قسى الزمان و طغى الفجار فكلنا امل بعودتك الينا يا املنا و رجانا يا حبيبنا يا موسانا الجنوب و ابنائه ظمأنون للقائك بل و كل لبنان شغف لرؤياك سيدي ,سيدي ان حامل الامانة يناديك عد و استعد امانتك التي حميناها بأجسادنا التي زرعناها الى جانب الفكر الذي زرعتة فأنبت كل ذلك نصرا مبينا و حررنا لبنان من براثم الاعداء
والى كل زهرات و مرشدات و دليلات و قائدات و امهات ومسؤولات و مقاومات و كل نسوة الافواج و كشافة الرسالة الاسلامية ارجو ان تكون هذه المرأة عبرة لكن في مشوراكن الجهادي
و السلام عليكم جميعا اخواني و الى اللقاء في قصة سأكتبها لاحقا و تلك الاخرى ايضا حصلت مع الامام و كانت مؤثرة جدا
(القصة منقولة عن شاهد عيان لكن امتنع عن ذكر الاسم لحفظ الخصوصية) وشكرا