خارج اسوار سجنك سجن آخر
نقضي فيه عقوبتنا
سجن دون اغلال او سجان
هو ليس بسجن بل سمه خزلان
او تثاقلا يجلدنا عليه سوط النسيان
فاعذرنا يا سيد ان غلت ايدينا مشاغلنا و تركناك وحدك
إعذرنا ان يبس عرق نخوتنا
فصرنا عبثا نحركه فلا يتحرك
اعذار اعذار
هذا لسان حال الموتى
هذا وصف للرامي بافوق مقطوع الاوتار
و نخي من دون اوار
فيا ليتنا يوم حبسوك ما شهدنا يومك و الفيتنا اسارى مثلك
ثلاثون عاما و نيف احفظ يا ولدي
تلك ليست احجية
او تعداد لسني عمرك
بل تاريخ امّ النكسات
اذ من حينها قلبنا مات...مات
فما سمع ظليمتك و ما ادرك
ان عمر الخيبة يا ولدي من عمرك
فانت و هي من جيل بطن الحمل نفسه
فيا سعدك
هي تكبر مثلما تكبر انت
و ثمة من يهمس في اسماعك
دعك من هذا الهمّ
و انفد بجلدك
فوا عجبي يا سيد
كيف ينام واحدنا ملء جفونه
و انت على وسادة جمر تلقي خدك
كيف يغلبنا سلطان النوم
ونهيم في وردي الاحلام
مثل خلي البال ....بعدك
فمن حاله مثل حالنا يا مولاي
انى له ان ينام !!و ان يحلم
ان يضحك...او ان يتكلم
فكأنك لم تلبث فينا الاّ ساعة
كأنا لم نغرف من نفس الحبر المر
و لم نمش سويا فوق الجمر
فكأنما ما تواعدنا لنعذر انفسنا
ان انكرنا بعدها وعدك.
فمن اي طينة نحن
ان استغضبنا لا نغضب
كأنما صدرنا من كوكب و نحن من كوكب
الا يكفينا هذا الرقص حول النار نرتجز فقط
و صاحبنا يسامر وحشته في الغيهب
الا يخجلنا لو سئلنا ماذا فعلنا!
و زعيمنا خلف القضبان
في النسيان يعاشر حر الصيهب
الم تقولوا له انا ما زلنا نحفظ عهدك
انظرنا كيف نأتيك حبوا على الثلج
لننهي فصول غربتك و نكسر قيدك
فمددك يا موسى مددك
صبر تودع به يومك
و صبر تستفتح به غدك
اذ لا اهلك ادركوك
و لا هارون قد شد ازرك
كل عام نتحلق سيدي حول صورتك كالايامى
لنحتسب سني عمرك و انت وحيدا
تقطع بالصبر سهدك
كل عام سيدي و انت بخير
فكأن لنا عيدنا و لك عيدك
كأننا نبحث في منابرك عنك
و يروق لنا ان تبقى مثل اللغز
فنجدك و لا نجدك
فيا قوم موسى
كفانا توصيفا لذاك الارهابي
فهو ليس هجينا في دنيا الارهاب
و لادانته لا نحتاج لحجة و لا تنقصنا الاسباب
و يا قوم موسى
كفوا عن اقامة دعاء الغائب
و هبوا لتحطيم الابواب
فللحرية الحمراء باب واحد
لا تقولوا له رويدك
و دعونا من عرض العضلات
و اينا يجمع اكثر تحت الرايات
دعكم مما فرطنا في سيدنا
و إعدّوا العدة للآت
قولوا للسيف إنا كرمى لقائدنا
سنمشي فوق حدك
او قولوا لموسى
إنا في الجهر معك
و في السر ضدك