"الأخبار" لم يُسجَّل أمس أيّ تطور سياسي داخلي أو خارجي بارز يشير إلى المنحى الذي ستتخذه الأزمة بين الموالاة والمعارضة خلال الفترة الفاصلة عن موعد جلسة انتخابات الرئاسة المقررة في 22 من الجاري.
وإذ انصرف بري الى تقويم نتائج زيارته لدمشق أول من أمس والاستعداد للزيارة التي سيقوم بها قريباً إلى الرياض، نقل زوّاره عنه قوله أمس إن زيارته السورية حققت «إنجازاً كبيراً»، إذ تعهّد الجانب السوري تقديم الدعم الكبير لمبادرته وللمساعي الهادفة الى تنفيذ المبادرة العربية. ويرى بري أن حملة فريق الموالاة عليه غايتها تعطيل مبادرته الحوارية، وإشاعة أجواء داخلية سلبية يعتقد هذا الفريق أن من شأنها التأثير على زيارته المقررة للرياض وعواصم عربية أخرى.
وإذ استغرب بري المواقف التي أعلنها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، والتي رأى فيها أن رئيس المجلس «ليس حراً» في حركته وأنه غير مدعوّ رسمياً لزيارة فرنسا وأنه يستطيع زيارتها كسائح، حصلت اتّصالات بين بيروت وباريس، أفضت إلى صدور موقف توضيحي فرنسي بثّته قناة «إن. بي. إن.» نقلاً عن مصادر فرنسية جاء فيه أن الكلام الذي نقله بعض وسائل الإعلام عن لسان وزير الخارجية الفرنسي كوشنير «غير دقيق وتعرّض للتحريف».
وأكدت المصادر الفرنسية نفسها أن باريس تؤيّد مبادرة بري الحوارية اللبنانية ــ اللبنانية، وخصوصاً أنّها تنعقد في المجلس النيابي اللبناني. وأوضحت أن بري لم يطلب أصلاً موعداً لزيارة فرنسا أو أي موعد للقاء أيّ من المسؤولين الفرنسيين، مشيرة إلى أنه يستطيع زيارة فرنسا ساعة يشاء ومتى يشاء.
وعلمت «الأخبار» أن كوشنير سيتصل ببري اليوم لإيضاح الموقف الفرنسي من التطورات اللبنانية الجارية، وإبلاغه تأييد باريس لمبادرته الحوارية وتحركه الهادفين الى إنجاح المبادرة العربية التي تدعمها فرنسا.
ونقل زوار بري عنه قوله إنه لا ينوي زيارة باريس خلافاً لما نُشر في بعض وسائل الإعلام، وقال إنه سيزور الرياض خلال الايام المقبلة، إما قبل المؤتمر الذي سيُعقد في قطر نهاية الاسبوع أو بعده، على أن يزور القاهرة بعد ذلك. وأضاف انه إذا نجحت جولته، فإنه سيدعو فوراً الى طاولة حوار تعقد لأيام عدة بدءاً من 18 الجاري حتى إذا توصل فريقا الموالاة والمعارضة الى اتفاق يُشرع بانتخاب رئيس الجمهورية في الجلسة المقررة في 22 من الجاري.