بكين, يناير (آي بي إس) - أصبح من الواضح أن الصين لم تعد تكتفي بكونها صاحبة الفضل في اختراعاتها العديدة في القدم، كالبوصلة والطباعة، بل تتجه الآن إلى تزعم العالم في مجال البحوث العلمية والابتكار بعد أن تفوقت بالفعل على اليابان وتحولت إلى ثالث قوة علمية بعد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
فقد خلصت دراسة لمركز "ديموس" البريطاني المعروف إلى الصين في طريقها إلى أن تصبح قوة علمية عظمى بفضل الزيادة الهائلة في ميزانية البحوث وتشجيعها لعلمائها للعودة لبلدهم الأصلي.
وتقول الدراسة، وعنوانها "خارطة الأفكار: جغرافية العلم الجديدة"، أن "مركز الجاذبية في ميدان الابتكار قد بدأ يتحرك من الغرب نحو الشرق". وأضافت أنه لا يمكن الآن الجزم بأن الولايات المتحدة وأوروبا سوف تحافظان على موقعهما الرائد في مجال الابتكار العلمي.
وبدورها، أشارت دراسة لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية إلى أن الصين قد تفوقت بالفعل على اليابان في عام 2006 في مجال مخصصات البحث العلمي، التي بلغت 136 مليار دولار.
بيد أن التوقعات المتفائلة لا تخفى أن الانجازات العلمية الصينية لم تكن مبهرة حتى الآن، حيث تشير بيانات المنظمات الدولية أن الصين احتلت المركز العاشر في العالم في 2005 من حيث عدد براءات الاختراع. لكن الحكومة الصينية تذكر بأن مخصصاتها للبحث العلمي لم تكن تتجاوز 30 مليار دولار حينذاك.
ويعتقد الخبراء أن ارتفاع مخصصات البحث العلمي في 2006 يرجع جزئيا إلى قرار الشركات الأجنبية بنقل جانب من أنشطتها في هذا المجال إلى الصين.
ويذكر أن حكومة بكين عملت في السنوات الأخيرة على تشجيع الشركات المتعددة الجنسيات على الاستثمار في أراضيها، وان كانت قد اصطدمت بضعف نظام حماية حقوق الملكية إلى الحد الذي هددت فيه الولايات المتحدة بمرافعتها لدى منظمة التجارة العالمية بسبب إنتاج الشركات الصينية لمعدات وبرامج الكومبيوتر بصورة غير مشروعة.
أيا كان الأمر، الواقع أن الصين نجحت في إقناع بعض الشركات المتعددة الجنسيات بإقامة مراكز للبحث العلمي في أراضيها، لا سيما في مجال الاتصالات والكومبيوتر. كما تقدمت كبرى شركات المنتجات الصيدلية متعددة الجنسيات في 2006 بمبادرات لإجراء البحوث في الصين.
ويتوقع الخبراء إلى أن يتدعم الاتجاه للاعتماد على البحث العلمي الصين، التي يقدر أنها سوف تحتل المركز الثاني، إن لم يكن الأول، في الأسواق العالمية للسيارات والهواتف الخلوية وغيرها.
هذا، وتعتبر دراسة مركز "ديموس" البريطاني أن هذه الزيادة في عدد مراكز البحث العلمي التابعة للشركات المتعددة الجنسيات وعودة العلماء من الخارج وارتفاع عدد الخريجين الجامعيين، سوف يساهم في تحويل الصين إلى دولة علمية عظمى.
ويقدر أن عدد المهندسين في جامعات بكين وحدها يماثل عددهم في كل بلدان غرب أوروبا. كما تتطلع الحكومة الصينية إلى تخصيص 2،5 في المائة من ميزانية الدولة إلى البحث العلمي. |