قال الجنرال هنري اوبيرينغ، مدير وكالة الدفاع المضاد للصواريخ الأمريكية، في تصريح قد يكون معناه أن مشروع إنشاء درع صاروخي أمريكي في أوروبا يدخل منعطفا خطيرا إن الولايات المتحدة ستضع محطة رادار تابعة لمنظومة الدرع الصاروخي في الأراضي التشيكية حتى إذا لم تتكلل المباحثات الأمريكية البولندية المتعلقة بنصب صواريخ اعتراضية تابعة لهذه المنظومة في الأراضي البولندية بالنجاح.
بكلمة أخرى إن واشنطن قد تستغني عن الخدمات البولندية إذا تمادت وارسو في المساومة على الثمن.
وقيل في رواية غير رسمية إن وارسو تريد أن تحصل من واشنطن على مساعدة عسكرية مقدارها 20 مليار دولار ومجموعة من صواريخ "باتريوت 3" واتفاقية تعاون أمني مقابل أن توافق على نشر عناصر المنظومة الدفاعية الأمريكية المضادة للصواريخ في الأراضي البولندية.
ومن جهة أخرى فإن التلميح إلى إمكانية امتناع واشنطن عن نصب صواريخها في بولندا قد يعني أن الولايات المتحدة تأمل في الحصول من روسيا على الموافقة على دمج اثنتين من محطات الرادار الروسية - في جابالا (أذربيجان) وارمافير (جنوب روسيا) - ومحطة الرادار الأمريكية المزمع نصبها في تشيكيا في إطار منظومة واحدة، أي أن امتناع الجانب الأمريكي عن وضع الصواريخ في بولندا يزيل القلق الروسي بشأن مشروع الدرع الصاروخي الأمريكي تمهيدا لموافقة روسيا على "الانضمام إلى جهودنا" وفقا لما قاله الرئيس الأمريكي بوش.
إلا أن هناك خبراء يرون أن بوش كان قد أضاع جميع الفرص لتقديم عروض إلى روسيا. ويوضح أحدهم - الكسندر بيكايف - أن أفضل لروسيا اليوم أن تنتظر حتى إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية على أن تقبل أية عروض يقدمها الرئيس بوش.
ويضيف الخبير أن صرامة روسيا هي التي أقنعت الكثيرين من أعضاء حلف شمال الأطلسي بتعليق ترشيح جورجيا وأوكرانيا لعضوية الحلف حتى إشعار آخر.