تعريف وكيفية تنفيذ الرسوم المتحركة
التعريف:الليث الأبيض أشهر الأفلام التي عرضت في السبعينيات
يظل لأفلام الرسوم المتحركة جمالياتها الفنية الخاصة، حيث أنها تعبر عن عالم خيالي يبهر كل من يراه من كبار وصغار. الرسوم المتحركة أسلوب فني لإنتاج أفلام مرئية، يقوم فيه مُنتِج الفيلم بإعداد رسوم للحركة بدلاً من تسجيلها بآلة التصوير كما تبدو في الحقيقة، ويستلزم إنتاج فيلم للرسوم المتحركة، تصوير سلسلة من الرسوم أو الحركات واحدًا بعد الآخر، بحيث يمثل كل إطار في الشريط الفيلمي رسماً واحداً من الرسوم، ويحدث تغيير طفيف في الموضع للمنظر أو الشيء الذي تم تصويره من إطار لآخر، وعندما يدار الشريط في آلة العرض السينمائي تبدو الصور المتتالية وكأنها تتحرك.
تستخدم الرسوم المتحركة في إنتاج القصص الدرامية القصيرة والأفلام الكوميدية الهزلية، كما يلجأ إليها فنيو الدعاية للإعلان عن السلع في الوسائل المرئية المختلفة (في الراديو التليفزيون)، بالإضافة إلى ذلك يقوم منتجو الأفلام التعليمية بالاعتماد على نوعيات خاصة من الرسوم المتحركة للمساعدة في شرح الأفكار الصعبة، أو الموضوعات التي يستحيل توضيحها في مشاهد واقعية، ويمكن الجمع أيضاً بين الرسوم المتحركة ومشاهد الحركة الحقيقية التي يتم تصويرها سينمائياً.
وهناك أساليب أخرى – بخلاف استخدام الرسم- لإنتاج أفلام التحريك، ولكنها لا يطلق عليها أفلام رسوم متحركة، ومن أمثلتها التحريك بالدمى، والتحريك بالصلصال.
كيفية إنتاج الرسوم المتحركة:
بالإمكان الحصول على نوع من الرسوم المتحركة بدون الاستعانة بأي وسائط تقنية، عن طريق الاعتماد على وسيلة في غاية البساطة تُعرف باسم (دفتر التصفح السريع) وهو مجموعة من الرسوم التخطيطية (الاسكتشات) في صفحات متتالية، كل واحدة فوق الأخرى في تسلسل واضح. فإذا تم تقليب هذه الصفحات بحركة سريعة خاطفة، بدت الرسوم وكأنها تتحرك. ولكن يجب أولاً تجهيز ما يعرف بـ لوحة تسلسل المشاهد؛ وهي تعد بديلاً لسيناريو الفيلم السينمائي، ولكنها تشبه شريطاً ضخماً للرسوم مكوناً من رسوم تخطيطية تصور المشاهد المتتالية للقصة، مطبوع عليها جمل الحوار الخاصة بكل مشهد. بعد موافقة المخرج وبقية الفنيين على محتويات لوحة المشاهد، يتم تسجيل الموسيقى التصويرية، بتتبع لوحة تسلسل المشاهد بدقة حتى يتوافق الإيقاع الموسيقي ولقطات التسلسل الحركي للفيلم. وثمة طريقة أخرى يلجأ إليها صانعو الأفلام عن طريق استعمال شريط العرض، وهو شريط للرسوم يتم به تحديد عدد الإطارات الفيلمية التي تستنفدها كل كلمة في الحوار المسجل.
الطرق المختلفة لتنفيذ فيلم الرسوم المتحركة:
1- الرسوم المتحركة من أوراق السيلولوز:بيضاء الثلج والأقزام السبعة
يقوم فنان تبويب المشاهد بتحديد الكيفية التي تتحرك بها الشخصيات ومظهرها العام، بالإضافة إلى تقطيع السرد الفيلمي إلى مشاهد منفصلة، ثم تجهيز رسومات إرشادية لمجموعتين من الفنانين، هم: رسامي الخلفيات ورسامي التحريك. فيقوم رسامو الخلفيات برسم المناظر الثابتة التي تشكل كل العناصر اللازمة باستثناء الشخصيات، بينما يتولى رسامو التحريك تنفيذ اللوحات الخاصة بالشخصيات وفق المتطلبات الحركية للحوار بناء على شريط العرض.
مثال: في حالة قيام إحدى الشخصيات بالرد على الهاتف مثلاً، بقوله: نعم، يتضح من الرجوع إلى شريط العرض أن هذه الكلمة تستغرق ثمانية إطارات من الشريط الفيلمي. وهكذا يصبح لزامًا على رسامي التحريك تنفيذ حركة الشفاه في تسلسل من ثماني لوحات تحاكي شكل الفم عند نطق الكلمة، إضافة إلى كل الحركات المصاحبة التي تأتي بها الشخصية التي يتم رسمها. بعد إتمام مرحلة تجهيز الرسومات على ورق السيلولوز، تقوم مجموعة أخرى من الرسامين بنسخ الرسومات على لوحات من الورق الشفاف الذي يعرف باسم (سيلز)؛ وهو مشتق من مادة السيلولوز، يقوم قسم التلوين بعد ذلك بطلاء اللوحات المنسوخة على وجهها الخلفي بالألوان المطلوبة. ويتولى الفنيون بعد ذلك تجميع وتصنيف اللوحات في مشاهد، ويتم في قسم التصوير تصوير لوحات التحريك إطارًا تلو إطار فوق لوحات المناظر الخلفية. وبعد انتهاء التصوير يتم تسجيل الصوت على الشريط، وتركيبه على اللوحات المناسبة له، ويعقب ذلك طبع النسخ استعدادًا للعرض.
2- التحريك بالتدبيس:
عملية تستخدم فيها لوحة بيضاء كبيرة بها ما يزيد على مليون ثقب صغير، يقوم فنيو التحريك بملئها بدبابيس بلا رؤوس. وبعد ذلك يسلطون عليها إضاءة جانبية ترمي ظلالاً تكوِّن منها الأشكال المستخدمة رسومًا متحركة. ويقوم الفنيون كذلك بتغيير الدبابيس وتبديلها لتغيير هذه الأشكال وتنويعها.
3- التحريك بالحاسوب:
يُستخدَم فيه الحاسوب للتلوين والتظليل وتحريك الأشكال التي يقوم برسمها فنانون على لوحة للعرض. وهي طريقة أسرع من الرسم باليد، إذ بمقدور الحاسوب إنجاز رسومات بالغة الدقة والتفاصيل. ويستخدم التحريك بالحاسوب في إعلانات التليفزيون والأفلام التعليمية وأيضًَا في الأفلام الروائية.
نبذة تاريخية عن أفلام الرسوم المتحركة
قبل إنتاج الرسوم المتحركة تم في القرن الـ 19 تطوير جهاز يسمى "الديداليوم" الذي ابتكره (وليم جورج هورنر) عام 1834م، وهو عبارة عن شكل أسطواني يوضع عليه شريط ورقي مليء برسوم متسلسلة، وعندما يدير المشاهد الجسم الأسطواني، وينظر من خلال فتحات تعلو سطحه، تبدو الأشكال المرسومة وكأنها تتحرك، وقد ساهم مثل هذا الجهاز في التمهيد لاختراع الرسوم المتحركة.
المحاولات المبكّرة للرسوم المتحركة:
أحد الأفلام الأولى للرسوم المتحركة
كان البريطاني (آرثر ملبورن كوبر) من أوائل الذين قاموا بإنجاز أفلام للرُّسوم المتحركة، إذ قام عام 1899م بتصوير سلسلة من تشكيلات من أعواد الكبريت على إطارات منفصلة من شريط فيلمي، على سبيل الدعاية لإحدى السلع التجارية.
تم تلاه الأمريكي (جيمس ستيوارت بلاكسُتن) ليكون أول من قام بتصوير الرسوم في إطارات فيلمية متصلة، حيث قام عام 1906م بإعداد شريطاً أسماه (الجوانب الفكاهية في الوجوه المضحكة)، نفذه عن طريق تصوير رسومات بالطباشير على السبورة على مراحل متتالية.
ومن أهم الرواد في هذا المجال أيضًا، الفرنسي (إميل كول)، الذي أنجز 200 فيلم من أفلام الرسوم المتحركة القصيرة في الفترة بين عامي 1908م و 1918م .
وفي عام 1911م، قام رسام الرُّسوم المتحركة الأمريكي الشهير (ونسور ماكي) بعرض فيلمه الأول للرسوم المتحركة المسمى (نيمو الصغير) بمدينة نيويورك، وظهر أشهر أفلامه للرسوم المتحركة، المسمى (الديناصور جيرتي) عام 1914م.
شخصية البحار بوباي
وفي عام 1914م، قام الأمريكي (جون راندولف بريي)، بإدخال أنظمة التنسيق الانسيابي على عمليات تحضير الرسوم المتحركة، فأصبحت معامل التصوير تعمل بشكل آلي مما أدَّى إلى سرعة الإنجاز، وانخفاض تكاليف الإنتاج. وانضم (بريي) فيما بعد إلى فنان الرسوم المتحركة الأمريكي (آيرل هيرد) مخترع أسلوب لوحات السيلولوز؛ ليوحدا مجهوداتهما في مجال الإنتاج. وقد أحدث اتحادهما طفرة كبيرة في المجالات التقنية للرسوم المتحركة.
وبحلول عام 1915م شرعت معامل تصوير السينما الأمريكية في إنتاج العديد من المجموعات المسلسلة لأفلام الرسوم المتحركة. وقد قام رسام متقاعد للرسوم الهزلية، يُدعى (ماكس فليتشر) بابتكار شخصيات كوكو البهلوان، وبيتي بوب والبحار بوباي، كما ابتكر رسام آخر يُدعى (بات سوليفان) سلسلة القط فيليكس، كما اشتهرت أيضا شخصية كريزي كات، وكان بعض الشخصيات قد ظهر في صفحات الرسوم الكاريكاتيرية الصحفية.
وفي الوقت الذي ركّز فيه فنانو الرسوم المتحركة الأمريكيون على الجوانب التشخيصية، كان الأوروبيون يعملون على تحديث الجوانب التقنية للأفلام، إذ قام الألماني (لوت رينيجر) باستعمال الأشكال السوداء على خلفية مضاءة في أفلامه القصيرة. كما قام بعض الفنانين الأوروبيين باستعمال الأشكال التجريدية في أفلامهم بغرض التجريب، كالألماني فولتر روتمان و أوسكار فيشينجر، حيث قاما بإنتاج أفلام قصيرة للرسوم المتحركة اعتمدت على التجريدات الهندسية.
ويعد والت ديزني أكثر منتجي أفلام الرسوم المتحركة شهرة، إذ يعود إليه الفضل في ابتكار أشهر شخصيات أفلام الكرتون، كشخصية ميكي ماوس و دونالد داك وجوفي و بلوتو، وقد كرَّس جهوده بين عامي 1928م و1938م في تطوير الجوانب التشخيصية لأفلام الرسوم المتحركة، وأنتج فيلم (ستيمبوت ويلي) عام 1928م، كأول الشرائط الناطقة من أفلام الرسوم المتحركة، وهو من بطولة ميكي ماوس، وقام ديزني في الفترة بين عامي 1929م و1939م بإنتاج سلسلة من أفلام الكرتون تحت اسم السيمفونيات البلهاء. وقد أقدم عام 1937م على إنتاج بيضاء الثلج والأقزام السبعة كأول أفلام الكرتونية الطويلة، كما تشمل أفلام ديزني الطويلة الأخرى بينوكيو (1940م)، دمبو (1941م)؛ بامبي (1942م).
وخلال الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين الميلادي، أقدم كل من وليم حنا، و جوزيف باربيرا، من شركة مترو جولدن ماير، على إنتاج سلسلة من أفلام الرُّسوم المُتحرِّكة القصيرة من بطولة الثنائي توم وجيري وهما قط وفأر. وأنتج وولتر لانتز من شركة يونيفرسال أفلاما قصيرة من بطولة الأرنب أوزوالد. وقام لانتز فيما بعد بتقديم الطائر وودي وودبيكر. كما أسندت شركة وارنر برازرز إلى كل من تكْس إفري، وتشْك جونز، وفريتز فريلنج مهمة إخراج أفلام رسوم متحركة قصيرة بطولة بغز بني، ودفي دَكْ وإلمَر فَدْ وبوركي بج.
وأنجز نورمان ماكلارين خلال هذه الفترة أفلامًا للرسوم المتحركة نالت قدرًا من الاستحسان، وقد ذاعت شهرته لأسلوبه في التلوين المباشر على لوحات الرسوم المتحركة، و أفلام التحريك بنقاط الإضاءة الإلكترونية.
وفي أوائل الأربعينيات من القرن العشرين الميلادي انفصل عدد كبير من فناني الرسوم المتحركة عن معامل تصوير ديزني، وكونوا تجمعًا يسمى اتحاد أصحاب الإنتاج الأمريكي، وكانوا يرفضون أسلوب الواقعية الطبيعية لوالت ديزني، ويفضِّلون تركيز اللمسات القوية، والمسطحات اللونية الصريحة السائدة في الاتجاهات التشكيلية الحديثة.
توم وجيري لباربيرا ووليم حنا
وانفصلت فيما بعد مجموعة من فناني الرسوم المتحركة عن الاتحاد الأمريكي ليكوّنوا شركاتهم الخاصة. كان من بينهم جون هبْلي وزوجته فيث، وقد قاما بتنفيذ أعمال وسعت المحتوى الدرامي وأساليب التشخيص في أفلام الرسوم المتحركة. شمل أشهرها طائر القمر (1959م)؛ يوم عاصف (1967م)؛ كوكاودي (1973م).
وفي منتصف الخمسينيات من القرن العشرين الميلادي بدأت التجارب لتنفيذ الرسوم المتحركة بالحاسوب الرقمي مع بداية انتشاره، ومنذ منتصف السبعينيات من القرن العشرين الميلادي ازداد الاعتماد على الحاسوب في تنفيذ أفلام الرُّسوم المتحرِّكة الطويلة، وإعلانات التليفزيون.
وفي الثمانينيات قام المخرج السينمائي ستيفن سبيلبيرج بعرض فيلمه الأول للرسوم المتحركة (أمَرِكان تيل) عام 1986م، كما تعاون سبيلبيرج مع استوديوهات والت ديزني في تنفيذ من قام بتوريط الأرنب روجر (1988م) وهو فيلم نجح في الجمع ما بين مغامرات الأفلام الروائية والرسوم المتحركة.
وقد أدَّى الاعتماد على التقنيات الحديثة، كتنفيذ الرسومات بالحاسوب في أواخر القرن العشرين الميلادي إلى تلاشي الحواجز القائمة بين الواقع الحي للفيلم الروائي والرسوم المتحركة.
فن الأنمي:
كارتون ساندي بيل أحد أفلام فن الأنمي الياباني
خلال سنوات التسعينيات من القرن العشرين ظهر (فن الأنمي) كأحد أنواع الرسوم المتحركة التي تنتجها اليابان، ولفظ الأنمي مشتق من اللفظ الانجليزي (animation) أي الرسوم المتحركة، ويتميز هذا النوع من الرسوم المتحركة بالجودة العالية في رسم الصور، وقد ذاعت شهرته في العديد من البلدان وخاصة البلدان العربية حيث يتم دبلجته إلى اللغات الأخرى.
أشهر شخصيات كارتونية في عالم الرسوم المتحركة
1- ميكي ماوس:
ميكي ماوس الشخصية الكارتونية الأولى
ابتكره الأمريكي والت ديزني عام 1928، ويتميز من خلال حكاياته بكونه شديد الإخلاص ويهوى الاستعراضات الراقصة والمغامرات، أما زيه فهو تي شيرت أسود وشورت أحمر، وقد ذاعت شهرته حتى صارت له العديد من المجلات التي تحمل حكاياته، والتي تعتبر أولى وأشهر مجلات الأطفال في العالم
2- دونالد دك:
ترتدي دوماً بدلة بحرية زرقاء مع بابيون أحمر، ابتكرها كل من آرت رابيت وديك هيمرز في استوديوهات ديزني عام 1934، وتميزت تلك الشخصية بالرعونة وسوء الحظ والغضب السريع والمشاغبة وخاصة مع أولاد أخيها الثلاثة، ولكنها كثيراً ما تضحكنا بتصرفاتها غير المحسوبة
دونالد دك
3 - السنافر "سمارفز":
عائلة السنافر
هي كائنات زرقاء صغيرة ترتدي دائماً غطاء رأس أبيض، ابتكرهم البلجيكي بيار كوليفود عام 1958، وأضفى عليهم جميعاً صفة حب التعاون وروح الفريق والعمل الجماعي، بالرغم من أن لكل منهم هوايته التي تميزه كالنوم أو كثرة الأكل، أو الرسم أو عزف الموسيقى، وغيرها
4- بينوكيو:
ابتكره الايطالي (كارلو كولودي) عام 1881، وهو عبارة عن دمية خشبية على شكل ولد صغير بأنف مميز، صنعها النجار العجوز جبيتو الذي كان يتمنى أن يرزق بطفل، وتتحول هذه الدمية إلى طفل حقيقي، تقول له الساحرة إنه يجب أن يكون طائعاً ولا يكذب حيث أنه كلما كذب يكبر أنفه
بينوكيو ذو الأنف الكبيرة
5- توم وجيري:
توم وجيري من أمتع أفلام الكارتون
ابتكرهما (وليام حنا) و(جوزيف باربيرا) عام 1940، وهما عبارة عن القط الغبي توم رمادي اللون الكسول والمغرور، ولكنه طيب القلب ولديه روح الدعابة، أما جيري فهو فأر بني اللون يتميز بالذكاء والسرعة وحب الآخرين، ولكن توم دائماً ما يتحين الفرص لتعكير حياة جيري كوسيلة لكسب رضا أصحاب المنزل الذي يعيش فيه، ولكن في النهاية ينتصر دائماً جيري عليه، وهذا الكارتون بالذات يتميز بعدم وجود أي نوع من أنواع الحوار فيه، عدا بعض الكلمات البسيطة، مع الاعتماد بشكل أساسي على الموسيقى التصويرية المتماشية مع الأحداث