محاضرة لسماحة الإمام السيد موسى الصدر بعنوان: حفاظاً على الإنسان
نحمدك اللهم ونشكرك، ربّنا، إله إبراهيم وإسماعيل، إله موسى وعيسى ومحمد، رب المستضعفين وإله الخلق أجمعين..
الحمد لله الذي يؤمن الخائفين، وينجي الصالحين، ويرفع المستضعفين، ويضع المستكبرين، ويهلك ملوكاً ويستخلف آخرين..
والحمد لله قاصم الجبارين، مبير الظالمين، مدرك الهاربين، نكّال الطاغين، صريخ المستصرخين..
نحمدك اللهم ربنا على أن وفقتنا بعنايتك، وجمعتنا بهدايتك، ووحدت قلوبنا بمحبتك ورحمتك..
وها نحن نجتمع بين يديك في بيت من بيوت تُنسب إليك، وفي أوقات الصيام من أجلك..
قلوبنا تهفو إليك، وعقولنا تستمد النور والهداية منك، معتبرين أنك دعوتنا الى ان نسير جنباً الى جنب في خدمة خلقك، وان نلتقي على كلمةٍ سواء لأجل سعادة خليقتك، فإلى بابك اتجهنا، وفي محرابك صلينا، إجتماعنا من أجل الإنسان الذي كانت من أجله الأديان، وكانت واحدة آنذاك، يبشّر بعضها ببعض، ويصدّق أحدها الآخر، فأخرج الله الناس بها من الظلمات الى النور بعد أن أنقذهم بها من الخلافات الكثيرة الساحقة والمفرّقة، وعلّمهم السلوك في سبيل السلام..
كانت الأديان واحدة حيث كانت في خدمة الهدف الواحد: دعوة الى الله وخدمة للإنسان، وهما وجهان لحقيقة واحدة، ثم اختلفت عندما اتجهت الى خدمة نفسها أيضاً، ثم تعاظم اهتمامها بنفسها حتى كادت أن تنسى الغاية، فتعاظم الخلاف واشتد وازدادت محنة الإنسان وآلامه..
كانت الأديان واحدة تهفو الى غاية واحدة: حرب على آلهة الأرض والطغاة، ونصرة للمستضعفين والمضطهدين، وهما أيضاً وجهان لحقيقة واحدة، ولما انتصرت الأديان وانتصر معها المستضعفون وجدوا أنّ الطغمة غيّروا اللباس وسبقوهم الى المكاسب، وانهم بدأوا يحكمونهم بإسم الأديان ويحملون سيفها، فكانت المحنة المتعاظمة للمضطهدين، وكانت محنة الأديان والخلافات فيما بينها، ولا خلاف إلا في مصالح المستغلين..
كانت الأديان واحدة، لأنّ المبدأ هو الله واحد، والهدف هو الإنسان واحد، والمصير هو إله الكون واحد، وعندما نسينا الهدف وابتعدنا عن خدمة الإنسان نبذَنا الله وابتعد عنا، فأصبحنا فرقاً وطرائق قددا، وألقى بأسنا بيننا، فاختلفنا، ووزعنا الكون الواحد، وخدمنا المصالح الخاصة، وعبدنا آلهة من دون الله، وسحقنا الإنسان فتمزق..
والآن نعود الى الطريق، نعود الى الإنسان المعذَّب لكي ننجو من عذاب الله، نلتقي لخدمة الإنسان المستضعف المسحوق والممزق لكي نلتقي في كل شيء، ولكي نلتقي في الله فتكون الأديان واحدة [لكلٍ جعلنا منكم شرعة ومنهاجـاً، ولو شـاء الله لجعلكم أمـة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات الى الله مرجعكم جميعا] (المائدة 48).. هذا ما قاله القرآن الكريم..
وفي هذه الساعة، في الكنيسة، في أيام الصيام، وخلال موعظة دينية، وبدعوة من المسؤولين الملتزمين، أجد نفسي في وسط الطريق الى جانبكم، أجد نفسي واعظاً ومتعظاً، قائلاً ومستمعاً، أقول بلساني وأستمع بحناني، يشهد لنا التاريخ، نستمع له فيستمع لنا، يشهد التاريخ للبنان، بلد اللقاء، بلد الإنسان، وطن المضطهدين ومأمن الخائفين، وفي هذه الأجواء وفي هذا الأفق السامي نتمكن من أن نستمع الى النداءات الأصيلة السماوية لأننا اقتربنا من الينابيع..
ها هو السيد عليه السلام في محبته الغاضبة يصرخ: " لا.. لا يجتمع حب الله مع كره إنسان".. فيدوّي صوته في الضمائر ويرتفع صوت آخر لنبي الرحمة: "ما آمن بالله واليوم الآخر من بات شبعاناً وجاره جائع"..
ويتفاعل الصوتان عبر الزمن، فإذا بالصدى يرتفع على لسان الحبر الأعظم وبمناسبة الصيام أيضاً، فيقول: "إنّ المسيح والفقير شخص واحد".. بل وفي رسالته الشهيرة (ترقي الشعوب) يغضب لكرامة الإنسان، ويقول كالمسيح في الهيكل: "عظيمة كانت التجربة بأن تدفع بالعنف مثل تلك المذلات للكرامة الإنسانية"..
ويقول: "أحطّ إنسانية هي الأنظمة الغاشمة، تنجم عن استغلال حق الملك والسلطان، عن امتصاص حقوق العمال وجور المعاهدات"..
هل يختلف هذا الصوت الطاهر عما ورد في الأثر الإسلامي الثابت عن الهدف: "أنا (الله) عند المنكسرة قلوبهم، أنا كنت عند المريض عندما عدته، وعند الفقير عندما ساعدته، ومع المحتاج عندما سعيت لقضاء حاجته".
أما عن الوسيلة، فقد اعتبر كل سعي لإقامة الحق وكل جهد لنصرة المظلوم جهاداً في سبيله وصلاة في محرابه، وهو الكفيل بالنصر..
خلال هذه الشهادات نعود الى إنساننا لنبحث عن القوى التي تُسحق، وعن القوى التي تفرّق، الإنسان، هذا العطاء الإلهي، هذا المخلوق الذي خُلق على صورة خالقه من الصفات، خليفة الله في الأرض، الإنسان هذا هدف الوجود، وبداية المجتمع، والغاية منه، والمحرك للتاريخ، الإنسان هذا يعادل ويساوي مجموعة طاقاته، لا ما اتفقت عليه الفلسفة والفيزياء في قرننا هذا من إمكانية تحول المادة (كل مادة) الى الطاقة، بل ما تؤكده الأديان والتجارب العلمية "أن ليس للإنسان إلا ما سعى" وأنّ الأعمال تخلَّد، وأنّ الإنسان عدا إشعاعاته في مختلف الآفاق لا يساوي شيئاً، لذلك فبقدر ما صنّا طاقات الإنسان ونمّيناها بقدر ما كرّمناه وخلّدناه..
وإذا كان الإيمان ببعده السماوي يعطي الإنسان اللانهائية في الإحساس واللانهائية في الطموح..
وإذا كان الإيمان ببعده السماوي يحفظ للإنسان الأمل الدائم (عندما تسقط الأسباب) ويزيل عنه القلق، وينسق بينه وبين بني نوعه من جهة، وبينه وبين الموجودات كلها من جهة أخرى..
إذا كان الإيمان بهذا البعد يعطي الإنسان هذا الجلال وهذا الجمال فإن الإيمان ببعده الآخر يسعى لصيانة الإنسان وحفظه، ويفرض المحافظة عليه، ويؤكد عدم وجود الإيمان دون الالتزام بخدمة الإنسان..
إنّ طاقات الإنسان كلها (وطاقات كل إنسان) يجب صيانتها وتنميتها، ومن أجل ذلك نجد مبدأ الاستكمال قد سار منذ أيام الرسالات الأولى الى هذه الرسالة الصادرة حيث ورد فيها: "لكي يكون ترقياً أصيلاً ينبغي أن يكون كاملاً، أي أن يقوم كل إنسان والإنسان كله"..
لذلك، فـإننا نجد أيضاً أنّ السرقة (من باب المثال) حُرمَّت، وها هي اليوم تظهر بصورة الاستثمار والاحتكار،
وبحجة التقدم الصناعي، أو عن طريق الحاجات المصطنعة التي تفرض على الإنسان من خلال وسائل الإنتاج عندما يشعر باشتهاء كاذب فيضطر الى المزيد من الاستهلاك. فالحاجات اليوم ليست نابعة من ذات الإنسان وإنما اصطُنعت اصطناعاً بواسطة الإعلام التابع لوسائل الإنتاج..
وهكذا: نشاهد أيضاً تطوراً عميقاً في مختلف القوى التي تصد طاقات الإنسان، فتحطمها أو تفرقها، والقوى هذه تبقى ثابتة في أساسها رغم تفاوت الصور وكثرة التطور..
لقد حارب الدين (مثلاً) الكذب والنفاق، وحارب أيضاً الغرور والكبرياء، وعندما نلاحظ الأساس نجد مدى تأثير هذه الصفات على طاقات الفرد والجماعة..
فالكذب مثلاً يزيّف الحقائق والطاقات المعدّة للمبادلة بين بني الإنسان، تلك الطاقات التي ينمو الإنسان بإعطائها، ويأخذ بديلاً عنها، تلك الطاقات يزيّفها الكذب، فتصبح مجهولة منحرفة، فتشوّه المبادلات وتتعطل الطاقات..
أما الغرور والكبرياء فإنهما يجمّدان الإنسان، لأنّ الإنسان يشعر معهما بأنه وصل درجة الاكتفاء، فيمتنع المغرور عن الأخذ، وبالتالي عن التكامل، ويمتنع الناس من جهة أخرى عن الأخذ منه والتكامل بواسطته، فلا أخذ ولا عطاء، إنه موت للطاقات، طاقات الإنسان..
أما الحرية فهي المناخ الملائم لنمو طاقات الإنسان وبروز مواهبه عند توفير الفرص، هذه الحرية التي كانت تتعرض دائماً للاعتداء وكانت تُغتصب من قبل الآخرين بحجج متنوعة، وكانت المعارك وكان الصراع المرير لأجلها..
إنّ غياب الحرية يجعل الفرد يخضع للحجم الذي يقدّمه الغاصب للحرية، فيتقزم الفرد، ثم تتقزم الجماعة، وعندما يرفض الإنسان هذا التحجيم ويحاول (ونحاول معه بمقتضى إيماننا) الحد من طغيان هذه القوة المفرِّقة والساحقة فإنما يدافع وندافع معه عن طاقات الإنسان وكرامته دون فرق بين الصيغة التي يأخذها هذا التحجيم عبر الزمن الطويل..
فمن الاستبداد الى الاستعمار، ومن الإقطاع الى الإرهاب الفكري وادعاء الوصاية على الناس واتهامهم بأنهم لا يفهمون، ومن الاستعمار الجديد الى فرض المواقف على الأفراد والشعوب، فضغط اقتصادي أو ثقافي أو فكري، ومن سياسة الإهمال لإبعاد الفرص عن الناس.. بعض الناس.. وعن المناطق.. بعض المناطق.. منها الى التجهيل.. وحتى منع الصحة عن الناس (وفرص التحرك والتنمية).. صوَر وأشكال لسلب الحريات ولتحطيم الطاقات..
والمال.. هذا الصنم الأكبر، هذا الذي يعتبره السيد المسيح مانعاً لدخول ملكوت السماء أكثر من حجم الإبل عندما تحاول إدخاله في خرم الإبرة.. المال هذا فتنة، فهو عندما ينمو على حساب الحاجات الأخرى للفرد والجماعة يصبح هدفاً وقوة ساحقة ومفرِّقة لما يمكنه من فرض تأثيراته العميقة على حياة الناس، فالكبير يبلع الصغير.
وكذلك جميع الحاجات الإنسانية التي تنمو على حساب حاجات أخرى، تلك التي نسميها بالشهوات، فكل حاجة دافع ومحرك، بل وقود لتحرك الإنسان في الحياة، ولكن عندما تنمو هذه الحاجة على حساب حاجات أخرى تشكّل كارثة، وهذا هو سبب المسؤولية الكبرى عن المُلك والمال والجاه والنفوذ وسائر الإمكانات البشرية..
والحقيقة أنّ إبعاد الإيمان الذي يجعل الربط بين الله وبين الإنسان في حضور دائم، إبعاده عن كونه قاعدة للحضارة الحديثة جعلها معرضة لهذا الاختلال..
وعندما نستعرض تاريخ هذه الحضارة نشعر بأن الإنسان (فيها) بين كل فترة وأخرى بدأ ينمو في اتجاه على حساب الاتجاهات الأخرى، فالسياسة والإدارة والسوق والعمران لأنها لم تكن مبنية على القاعدة الإيمانية بدأت تنمو بصورة غير منسقة، فتحولت الى الاستعمار والى الحروب والى التفتيش عن الأسواق الجديدة والى فترة السلام المسلح، وأصبحت حياة الإنسان كلها متأرجحة بين الحروب الساخنة والباردة وبين فترة تضميد الجراح والسلام المسلح..
حب الذات وهو وقود الكمال للإنسان ومحقق طموحه، وعندما تنمو بالفرد عبادة الذات تبدأ المشكلة..
إنّ التصادم والتمييز العنصري واحتقار الآخرين، والصراع المرير في خلايا المجتمع من العائلة الى المجتمع الدولي، إنّ كل هذا صراع متفاوت الحلقات محور الدوائر واحد والاتساع يتفاوت..
هذا الصراع الذي اعتُبر جزءاً أساسياً من التكوين جاء نتيجة لتحوّل حبّ الذات الى عبادة الذات، وكذلك عندما ننظر الى الأنانية في الجماعة، فالجماعة تكونت لخدمة الإنسان، وهو الموجود المدني الجماعي بطبعه، وهو الموجود ذو البعدين الشخصي والجماعي، والإنسانية هنا موسَّعة، والمشكلة تظهر في أطر مختلفة، فمن الأنانية الذاتية الى الأنانية العائلية التي عانى الإنسان شرورها، الى القبلية الطاغية التي أصبحت في فترة نظاماً ذا آثار ونتائج، الى الطائفة التي حوّلت بأنانيتها السماء الى الأرض، وأفرغت محتوى الدين والمذهب، وقضت على سموّها ورفقها وتسامحها.. هذه الطائفية التي تاجرت بالقيم الروحية فأخذت منها أثماناً متفاوتة..
والوطنية أيضاً، رغم كونها أشرف الأحاسيس، فعندما تتحول الى الوطنية العنصرية يكاد يحس المرء بأنه يعبد وطنه من دون الله، عند ذلك يسمح لنفسه بأن يبني مجد وطنه على أنقاض أوطان الآخرين، وأن يصنع حضارته بتدمير حضارة الآخرين، ويرفع مستوى شعبه على حساب إفقار الشعوب الأخرى..
هذه الأنانيات الموسعة كانت أحاسيس بنّاءة، فنمت وتحولت الى نكال ودمار..
لذا، فحبّ الذات والبرّ بالأهل وحبّ العشيرة وحبّ الوطن والانتماء القومي.. كلّها نزعات خيّرة في حياة الإنسان إذا بقيت ضمن حدودها الصحيحة..
والآن، بإمكاننا أن نلقي ضوءاً على العنوان المحتار لهذه المحاضرة..
إنّ الإنسان في حاجاته وكفاءاته وضمن المجتمع الذي يحتضنه يحب ان يكون منسجماً مع مجتمعه، فكلما نمت حاجة من حاجاته على حساب الأخرى أصبحت وبالاً، وكلما نما الفرد أو حاجاته على حساب بقية الأفراد
أصبح ذلك وبالاً، وكلما نمت جماعة أو حاجاتها على حساب جماعات وحاجات أصبحت وبالاً ومصيبة..
ولبنان بلدنا، البلد الذي يعتبَر إنسانه رصيده الأول والأخير، إنسانه الذي كتب مجد لبنان بجهده وهجرته وتفكيره ومبادرته، إنساننا هذا يجب أن يُحفظ في هذا البلد، فبُعد الإنسان ثروة، ويجب أن يتجه جهدنا في لبنان من المعابد حتى الجامعات والمؤسسات، يتجه نحو صيانته، وصيانته بصيانة إنسانه.. كل إنسانه.. والإنسان كله، وفي مختلف مناطقه..
وإذا أردنا أن نصون لبنان، إذا أردنا أن نمارس شعورنا الوطني، إذا أردنا أن نمارس إحساسنا الديني من خلال المبادئ التي عُرضت، فعلينا ان نحفظ إنسان لبنان.. كل إنسانه.. وطاقاته لا بعضها..
لبنان هذا.. عندما نشاهد الحرمان نكتشف أنّ هذا الحرمان ناتج عن سوء الممارسة، والمسؤولية على الجميع..
والعنف (كما سمعنا) في سبيل الإنسان، وبقدر الحاجة، وشريطة عدم الخروج على إنسانية الإنسان، مسموح بنص الكلمات..
أيها الحفل الكريم.. إنّ المناطق التي نعيش فيها ويعيش إنساننا فيها هي أمانة في أعناقنا وأعناق المسؤولين، الجنوب والأماكن الأخرى أمانات يجب أن تُحفظ بأمر من الله وبأمر من الوطن، لذلك لا بد من تحمل المسؤولية فوراً والتفكير والتنفيذ الصحيحين المحررين، فالتفكير الخاطئ خيانتان، والتوظيف الخاطئ خيانتان: خيانة الفساد المباشر، وخيانة لتفويت الفرصة على الآخرين وتضييع الأموال والحقوق العامة..
لبنان هذا بلد الإنسان والإنسانية: يبرز واقعه من خلال المقارنة في هذا اليوم مع العدو عندما نجد أن الأخير يشكّل مجتمعاً عنصرياً يمارس السحق والتفرّق في جميع أنواعه الثقافي والسياسي والعسكري، حتى أنه يتجرأ على تحريف التاريخ وعلى تهويد المدينة المقدسة وعلى تشويه الآثار التاريخية..
إذاً: وطننا يُحفظ لا لله ولا لإنسانه فحسب، بل يجب حفظه للإنسانية جمعاء ولإبراز الصورة الحقّة المتحدية أمام الصورة الأخرى..
وها نحن الآن نجد أنفسنا في فرصة العمر، في فصل جديد بدأناه وبدأه لبنان في هذه الليلة وأمام هذه الظاهرة التي لا مثيل لها في التاريخ..
فلنلتق أيها المؤمنون والمؤمنات على صعيد الإنسان.. كل إنسان.. إنساننا في بيروت.. وإنساننا في الجنوب.. إنساننا في عكار.. وإنساننا في ضواحي بيروت.. في الكرنتينا.. وحي السلم..
هذا الإنسان ليس خارج الفرصة ولا معزولاً ولا مصنفاً..
فلنحافظ على إنسان لبنان لكي نحفظ هذا البلد أمانة التاريخ وأمانة الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
--------------------------------------------------------------------------------
(*) أُلقيت في كنيسة الكبوشية بتاريخ 18-2-75، ونُشرت في كتاب "الإسلام عقيدة راسخة" في سنة 1979.