نبيه بري - قرارنا الحر

منذ تأسيس حركة أمل , كان المشروع السياسي للحركة واضحا" , عنوانه العدالة الاجنماعية و تحرير الأرض.أما المضامين فكانت كثيرة" جدا" ,فلم تترك هاجسا" أو أملا" أو ألما" عند أي فئة من اللبنانيين الا تعاملت معه على أساس أنه يخص الحركة بالدرجة الأولى.
وفي البداية و تحت قيادة الامام موسى الصدر,القائد و المؤسس,استطاعت الحركة الحفاظ على حرية قرارها,رغم الظروف الصعبة التي كان يمر بها لبنان في تلك المرحلة,و رغم التبدلات و التعقيدات الاقليمية و المحلية التي تميز بها عقد السبعينات من القرن الماضي.
و بعد اخفاء الامام المؤسس على يد النظام الليبي العميل في العام 1978 , و في ظل أحداث متسارعة من أهمها :نجاح الثورة الاسلامية 1979 .بدء الحرب الأهلية في لبنان 1975 .دخول الجيش السوري الى لبنان 1976 . و الاجتياح الاسرائيلي 1978.
أنتجت هذه الأحداث أوضاعا" طارئة و خطرة على لبنان و الحركة التي واجهت الحروب منذ اليوم الأول لانطلاقتها,و أريد لها أن تدفن في مهدها.و اعتمد العدو لتحقيق ذلك على جملة من الوسائل منها محاولة صبغ الحركة بصبغة طائفية لا تعكس حقيقتها و لا تعكس رؤية الامام لمستقبل هذه الحركة الانسانية قبل كل شيء.
و راهن العدو أيضا" على أن الحركة ستواجه أزمة قيادة بعد اخفاء الامام,و أن الهالة التي أحاطت به لن يتم ملء فراغ غيبتها بسهولة.
في ظل هذه الظروف وصل الأستاذ نبيه بري الى قيادة الحركة في العام 1980 , و بدأت مرحلة جديدة في تاريخ الحركة.فكان أن فعل عمل المقاوة في وجه اسرائيل , و واجه القسيميين في الداخل اللبناني , و حول مع أخوته في الحركة لبنان من دولة تصنف المواطنين بحسب درجات تحددها الطائفة و المنطقة ... و من دولة يأتي رئيسها على دبابة اسرائيلية , الى دولة لكل المواطنين,تملك جيشا" و مقاومة وطنيين. و ذلك عبر عدة محطات و مناسبات (عمليات ضد العدو )(6 شباط لاسقاط 17 أيار).
و بذلت الحركة في سبيل هذه الأهداف الاف الشهداء من شبابها الأطهار.
أما ما لم نتحدث عنه,فهو أهم ما يميز الحركة عن الاخرين.حرية القرار.لبنانية القرار.
دافعت حركة أمل عن قرارها الحر منذ انطلاقتها و لا تزال.و قدمت لذلك الكثير من قادتها شهداء على درب ذات الشوكة.فكان الشهداء داوود داوود و محمود فقيه و حسن سبيتي و محمد جزيني و حسن جعفر (أبو جمال) و الكثيرين غيرهم.
هذا الغروب تحية اجلال لامامنا المغيب و شهدائنا الأطهار و أستاذنا الوفي , و هو للتعبير عن تقديرنا لكل ما بذل للحفاظ على قرارنا في أيدينا .
و للتأكيد بأن أبناء أمل متمسكون بحركتهم حتى انقطاع النفس , لا يحول بينهم و بينها شيء.
فنحن في الحق لا نخاف لومة لائم