هذا الخط نهايته إلى قتل الحسين نهايته إلى هذه الوقائع وأشد وأشد طلع بفكرك ماذا سيكون أشد ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعد الذي عملوا لعلهم يرجعون هذا الذي ذقناه بعد الذي عملناه وإذا ما رجعنا نذوق أكثر وأكثر إذا ما أصلحنا شأننا على من تعتمد أيها الإنسان كلكم راعٍ وكلمكم مسؤول عن رعيته كل إنسان في حقله ، في بيته بين زبائنه بين أصدقائه بين رفاقه بين جماعته في مدرسته في مكانه في مؤسسته إذا كان طريقه من الله وإلى الله هذا معناه طريق وإلا على وين على أي أساس نعتمد على السلاح تكاد عدة مناسبات وأريد أن أذكر في هذا اليوم يوم عاشوراء مئة مليون شخص مئات الألوف من الأسلحة عشرات من القادات آلاف العسكريين وغير العسكريين هذا واقعهم 500 أو 600 شاب فدائي كيف عزوا هذه البلاد وهذه المناطق كم واحد ؟ كل واحد منهم يعادل مئة مليون كما سمعتم ليس الحق بالعدد شخص واحد كل واحد منا مش أقل منهم كل فرد منا مش أقل منهم لا قوة ولا جسداً ولا تفكيراً ولا صحة ولهذا نحن وفي منتدى الحسين نحييهم ونتمنى لهم التوفيق وزيادة العدة والعدد والانتصار أخذ الله بيدهم ووفقهم لهذا الخط الذي هو الخط الحسيني فإذن البدء منا يجب أن يكون منا ونحن لسنا فقراء ولسنا صغارا كل واحد منا عبيد كما سمعتم إذا كنا عبيداً لشهواتنا فمن ترك الشهوات كان حراً أما الحر هو الذي يتحرر من نفسه نعم إذا نحن كنا عبيد لمطامعنا ولشهواتنا فمئات منا وألوف منا عبيد نخضع لأمر الشيطان وإذا كنا أحرار كل واحد منا يصبح الحسين الصغير في حياته ويتمكن أن يقف في وجه ظلمة بني امية بقبضهم وقضيضهم بجيشهم وسلاحهم ومالهم وكل شيء فلنبدأ من أنفسنا أيها الأخوة نحن في هذا اليوم حينما نرى في ضوء مصباح الحسين الحقيقة انكشفت وطريق الحق ومصير أصحاب الحق وطريق الباطل قافلة الباطل والظالمين انكشفت أمامنا بأن الإنسان المنحرف يصل إلى مقام ابن سعد الذي يجد أنه مخيراً بين أمرين بين قتل الحسين وبين مُلك الري هكذا مصير الحق مسير الأصحاب الطيبين الذين بذلوا كل مهجهم لتأخير الموت على الحسين دقائق وليس من الصعب أيها الأخوة الالتحاق بالصف الحسيني ، في هذا اليوم بالذات التحق جماعة بالحسين كانوا من أعداء الحسين u الحر ورضوان الله عليه كما سمعتم إلى صبيحة هذا اليوم كان من أعداء الحسين u أكثر من هذا كان من أشد ألوان أعداء الحسين ، هو الذي أوقف الحسين لو ما كان الحر يوقف الحسين لكان للحسين مصيرٌ أخر غير هذا المصير الذي لاقاه في هذا اليوم فالحر مش رجل عادي كان ، كان في قمة الضلال ونهاية المقام ولكن في هذا اليوم عاد مع عزيمته الرجولية دفعة واحدة فقفز دفعة واحدة من نهاية الضلال إلى صميم الحق فخرج وركض وقال يا أبا عبد الله هل لي من توبة ؟ ونحن في هذا اليوم يا أبا عبد الله نقول لك هل لنا من توبة ؟ في هذا اليوم نحن نخاطبه وبإمكاننا أن نتوب لأن يقبلنا لأنه حتماً لن يرفض طلبنا إذا كنا ناويين بالفعل على توبتنا وعودتنا وتوبتنا تظهر في صغيرنا وكبيرنا في تصرفاتنا ، أنت تعرف أب الحسين قتل لأجل أهداف إذا قتل هو فأهدافه قائمة بيننا وموجودة بيننا أهدافه الحق الدين أهدافه الصلاة أهدافه الإصلاح أهدافه معاونة الضعفاء أهدافه نصرة المظلومين أهدافه المكابدة في الحق والسعي وراء الحق أهدافه معروفة فالحسين u اليوم وبعد 1300 سنة ضياء مصباحه الذي أُضيء بدمائه ، زيته كان من دمه مضاء أمامنا بدليل هذا اللقاء ماذا يجمعنا في هذه الساعة ؟ في هذا اليوم غير مقتل الحسين u فإذاً نحن جئنا إلى هذا النادي على ضوء من مصباح الحسين حتى نراه في ذهننا وفي عقولنا وفي قلوبنا ولنبايعه ونتوب إلى الله نعاهده أن نعود في هذا اليوم ونبدأ صفحة جديدة في حياتنا حياة كريمة تتناسب معنا وغير الحر زهير بن القين أيضاً وآخرين أيضاً فنحن بكل سهولة أيها الأخوان بإمكاننا أن نرجع إلى الحسين أيها المذنبون وأخاطب نفسي قبلكم لا تيئسوا من رحمة الله لكم مجال في هذا المنبر من هذا المكان من هذه الساحة المباركة لكل واحد منكم مجال أن ترجعوا لكل واحد منكم مجال أن تنصروا الحسين اكرر كل عاشوراء لو اكتفينا بالبكاء والحزن ، البكاء والحزن يشغل الأعضاء شغل الجسد لا يغني عن الحق شيئاً أول من بكى هو عمر بن سعد خرجت زينب u ووضعت يديها على رأسها ونادت يا ابن سعد أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه كانت تتعجب من هذا فعلاً الرجل تأثر وبكى ثم دار وجه وقال أجهزوا على الحسين فإذا اكتفينا بالبكاء والحزن فقط لما نصرنا الحسين لا أريد أن أقول نحن ننصر أعداء الحسين نحن في مآسينا نحن في مخازينا نحن في سكوتنا نحن في تخاذلنا نحن في تركنا لتربية أولادنا نؤيد أعداء الحسين لأنه كما سمعتم ما في ثالث حق وباطل فإذا بكينا وحزناً وخرجنا من هذا النادي دون أثر فقد كنا لا سمح الله من أصحاب عمر بن سعد أما إذا في هذه الساعة وفي هذه اللحظة عزمنا على نصره واحدة لا أقول لكم وأقول لنفسي أننا ننتقل في دفعة واحدة من أقصى الضلال إلى أقصى الهداية لا نكون نعمل مثلما عمل الحر وإذا تمكنا فهذه سعادة كبرى ولكن أقول إذا ما تمكنا أن نكون دفعة واحدة مثل الحر فلننصر الحسين بهدف واحد نعطي الحسين وجيش الحسين سلاحاً واحداً باروده واحدة هي باروده هيئ سكينة واحدة ، جهز جيش الحسين بأي وسيلة بالسكينة لا بشيء من هذا النوع أي نصرة للحق أي خلاف واجهت وأحكمت أي منكر رأيت فأنكرت أي طالب وجدت فشجعت أي مظلوم فنصرت أي ظالم وجدت فحاربت أي حق مضيع رأيت فأويت أي صلاة متروكة رأيت فأقمت فهكذا واحد واحد إذا أنت في هذه الساعة خذ من يوم عاشوراء مبدأ وثق بأنك إذا عزمت اليوم على عمل واحد مهما كان صغيراً أخط خطوة واحدة نحن مع الأسف في أقصى الضلال إذا خطوة واحدة انحرفنا ذرة واحدة نحو الحق فثق بأنك سوف تصل إلى الحق ببركة الحسين u لأنه مصباح الهدى وسفينة النجاة وأنا لا أشك بأن هذه العاطفة الكبيرة التي نعبر عنها في هذا اللقاء وبهذا البكاء وبهذه الدموع التي تدل على عاطفتنا الصادقة لا ترك الحسين بين أعدائه وحده لا تترك دين الحسين بين الأعداء وحده وننصر دين الحسين بإذن الله ولو بخطوة واحدة لا احب أن أترك لأن التفاهم كثير والشعور بالواجب الكثير ولكن أترك المجال لكي نعتبر بالتقدير في حياة الحسين وبالشعور بواجبنا تجاه الحسين وأهداف الحسين والله سبحانه وتعالى من وراء القصد.
س: وفي ذكرى اليوم مناسبة تختلف عن مثيلاتنا السابقات وقتاً وروحاً كيف تقّيم هذه الذكرى الخالدة وكيف نقتبس من روحها معاني وأبعاد ، سماحة الإمام السيد موسى الصدر يجيبنا على ذلك من خلال ما تقدم الكلمة الآن متروكة لكم فماذا تقولون وبأي لسان تخاطبون؟
ج: طبعاً كالعادة أخاطب الأخوة في لبنان جميعاً أيها اللبنانيون في هذا الوقت من سنة 61 هـ أي قبل 2733 عاماً كان الحسين ابن علي وفاطمة وسبط الرسول الأعظم محمد (ص) قتيلاً مع جميع أهله وأصحابه وكانت أجسادهم المحطمة على أرض كربلاء عرضة لهبوب الرياح الساخنة مكشوفة لإشعاعات الشمس المحرقة ولصولات الرمال المتحركة حينما كانت عائلته وكل من كان معه تستعد للسبي والرحيل في أقصى الظروف إلى البلاد النائية وفي هذا الوقت وفي نفس المكان أيضاً كانت تنبت بداية الثورة العاتية التي ترعرعت ثم عصفت بحكم الطغاة وزلزلت عروشهم واجتثت أثارهم من الأرض والتاريخ لم تكن هذه الثورة التي انطلقت من كربلاء وعمت الأنفس وانطلقت إلى الأفاق القريبة والبعيدة إلا بعض أثار استشهاد الحسين وإلا شعلة محددة من المشعل الحسيني الذي انتصب بعد منتصف القرن الهري الأول إن الساحة الحقيقة التي دارت فيها معركة عاشوراء هي ساحة القيم الإنسانية التي لا تنفصل عن الإيمان أما أبعادها فهي تمتد مع الإنسان ومع حياته أينما كان ومتى يكون ، تحكم جدران سجن ذاته وتربط بينه وبين بني نوعه وتخلق منه وجوداً كونيه يفوق حدوده الزمانية والمكانية ويتجاوز قدراته وكفاءاته ، الحسين في استشهاد صان القيم وبموته أحياها وبدمه أفرزها ورسمها على جبين الدهر ثم أدخلها في أعماق القلوب والعقول بعد أن هزها وفجرها بالفاجعة إن الإنسان المعاصر للحسين كان يعيش أقصى درجات الانحراف العام الذي بدا بانحراف حُكم ثم امتد إلى كافة قطاعات المجتمع وانتقل مؤخراً إلى النفوس وهزم الضمائر أو سخرها واشتراها أو سيطر عليها وذللها ، الخلافة المشؤومة أصبحت المُلك الموروث الذي يحكم بما يشاء ويفعل ما يريد والجهاد الذي كان باباً من أبواب الجنة تحوّل إلى مغامرة تجذب الأرزاق وإلى باب للارتزاق الأموال العامة انتقلت من بيوت المال إلى خزائن السلطان والمناصب والمراكز تحولت من الأكفاء الأتقياء إلى أزلامه لا قيمة للإنسان ولحريته وحياته عندما يغضب الحاكم عليه وقد يُقتل في مرج عذراء أو يُنفى إلى الرُبذة أو يتعرض لحملة حديث مختلق من مرتزق أدرك العصور الأولى تجري هذه الأحداث وتجري المنكرات والبدع وتكرر ولا تجد أمامها معارضاً أو معترضاً أو متسائلاً على الأقل أما في هذه السنة وفي لبنان فإن الذكرى تأخذ أبعاداً جديدة أخرى هي من طبيعة التفاعل بين التاريخ وبين الجغرافيا في القضايا التي ترتبط بحياة الإنسان العامة فبعد محنتنا الداخلية التي استهدفت فيها القيم وهي التي أحياها استشهاد الحسين كيف يمكن معايشة الذكرى ومعاينتها والاقتباس منها ؟ وتفاعل هذه الناحية السلبية نقطة إيجابية وهي لبنانية أيضاً رغم بعدها العالمي فقد اقتربت ذكرى استشهاد الحسين u من يوم ولادة الفادي المسيح u ذلك اليوم الذي يدفع القيم الروحية السامية رغم الحدود المادية والظروف المنطقية للتاريخ يدفعها إلى أعماق النفوس ويهز المشاعر والضمائر ذلك اليوم المليء بمعاني السلام بل يوم السلام نفسه ومن جهة ثالثة تقع هاتين المناسبتان بين بداية السنة الهجرية والسنة الميلادية وجعلنا البداية اللبنانية لتاريخ جديد والتي تمخضت بدماء الشهادة قد تمخضت عن بداية السلام والمسرة والمجد الإلهي وهذا المناخ يُبعد عنا التشاؤم مهما ألحّ علينا بسبب القيم التي تساقطت في أرضنا العزيزة إلى جانب أجساد أبريائنا الأعزاء وبسبب التطورات المثيرة الحديثة في منطقتنا التي تشير إلى إحاطات واضحة لصراعات الكبار وانفجار الحرب الباردة بينهم في هذا الجزء من الأرض ثم أن المواجهة في معركة غير متكافئة في السلاح وفي العتاد وفي المسلك وفي الإنفجار ، والتي كان أحد أثارها الخلافات الداخلية تملأ الساحة العربية لتمكن الحرب الباردة تلك من تحقيق أغراضها ها نحن عشية الذكرى وكأنها التذكير الخاص من الله مالك الأيام ومدبرها ومرسل الرسل وشرائعها تذكرنا في لبنان تعلمنا كيف نعالج محنتنا كيف نضمد جراحنا نوحد صفوفنا ونجابه أحداث المنطقة إن العناية الإلهية ترسم لنا الخطة بالذات نبدأ نبدأ التضحية بالآراء بالمواقف بنتائج الأحداث وحتى بالمصالح الذاتية والفئوية لتحيا القيم فهي وحدها تجمع وتوحد ومع التوجه في حياة القيم يولد السلام في حياة الأنفس في السماء والأرض والناس والسلام هذا لقاء تاريخي محتوم بين المسيحيين والمسلمين وأن اللقاء تاريخياً كان محتوماً بين المسيحية والإسلامية سيما عندما تظهر الصهيونية في الأفق لكي تلعب بتراث المسيحية والإسلام معاً وبتاريخهما وحضارتهما وثقافتهما وقيمهما مرة أخرى مع فارق كبير هذه المرة حيث أن التباعد الذي قامت به في تاريخها الطويل وفي تاريخنا الطويل كان صادراً عن أفراد وعن مؤسسات أما هذه المرة فإن المتلاعب دولة تستقطب جميع الأفراد والمؤسسات وتستعمل جميع التجارب السابقة وتستعين بالمظلمين في العالم وهم الأكثرية الساحقة من البشر ، إن ذكرياتنا هذه السنة وفي لبنان بصورة أخص تحمل لنا البشارة الإلهية وتتلو علينا الآيات التي نعتبر أن المسيحيين هم أقرب إلى المسلمين وأن المشركين واليهود الصهيونيين هم أبعد الناس عنهم وذكرياتنا هذه السنة تأمرنا بالتضحية ليولد السلام والحب والقيم وتأمرنا بالتضامن الوطني التام لنصون وطننا وجنوبنا الحبيب مهدد ولكي نصون كل ما نملك أمام الأخطار المحدقة بنا ولنحمي ظهر أشقاءنا الذين أبوا إلا أن يأخذوا السلام العادل الشريف لا ليعطوا السلم الإسرائيلي المشروط ولكي نوجه أخيراً إخواننا الذين يتصدون لحماية الأرض والقضية العادلة نوجههم في اليوم العصيب هذا إلى التفرد لتحرير الأرض والقضية العادلة فنقدم لهم عند ذلك حبات قلوبنا وثمرات عقولنا وجهودنا ودعاءنا فيا أيها الأخوة اللبنانيون إلى التضحيات إلى إسلام إلى الوفاق الوطني إلى القيامة اللبنانية والتصدي لكل ما يحول دونها أو يشوهها أو يخنقها في المهد والسلام عليكم .