بداية القرن الثالث عشر الهجري ظهر في سماء المرجعية الدينية اسم المرجع الكبير آية الله العظمى السيد باقر الأصفهاني المعروف ب (الوحيد البهبهاني ) في حوزة كربلاء العلمية , و كان مجدداً فيها و حوله علماء و تلاميذ كثيرون .
نقل أحد أبرز تلاميذه و هو السيد محمد كاظم هزار جريبي أنني كنت جالساً مع أستاذي وحيد البهبهاني في مسجد الصحن الشريف إذ دخل زائر غريب و جلس بين يدي السيد و قبل يده و فتح كيساً مليئاً بالذهب (مجوهرات نسائية )..
و قال : اصرف هذا فيما تراه خيراًو صلاحاً.
فسأله السيد : من أين لك هذا و ما القصة ؟
قاتل الزائر : قصتي عجيبة لو تسمح لي أذكرها .
قال له السيد : تفضل .
قال :أنا من مدينة (شيروان ) كنت أسافر إلى بلاد الروس للتجارة و قد ربحت أموالاً طائلة
و ذات يوم وقعت عيني على فتاة جميلة فتعلق بها قلبي و طلبت يدها .
فقالت : أنا مسيحية و أنت مسلم فإن تدخل في ديني أوافق الزواج معك .
تحيرت في موقفي و تألمت بشدة حينما قررت أن أفديها بتجارتي و ديني فتم زواجي معها على الطريقة المسيحية و قلبي مضطرب .
و بعد مدة قصيرة ندمت على فعلي و أخذت في عتاب نفسي فلا أستطيع العودة إلى وطني و لا أرغب في الإلتزام و العمل بتعاليم المسيحية .
بينما أنا بهذه الحالة النفسية تذكرت مصائب الإمام الحسين عليه السلام فبكيت رغم أني لا أعرف من الإسلام غير أن الحسين أُوذي و قتل مظلوماً في الدفاع عن الإسلام .
فتعجبت زوجتي المسيحية من بكائي ، فسألتني لماذا تبكي ؟
توكلت على الله و قلت لها الحقيقة : أنني باقٍ على الاسلام و بكائي من أجل مصاب الحسين الشهيد المظلوم .
فما أن طرقت سمعها كلمة الحسين و استمعت إلى قصته الأليمة حتى تنور قلبها بالاسلام فأسلمت في الحال، و شاركتني في البكاء على مصائب الامام عليه السلام .
ذات يوم قلت لها : تعالي نذهب من دون علم أحد إلى كربلاء و نزور مرقد الامام الحسين عليه السلام و تعلنين اسلامك في الحرم الحسيني الشريف ، وافقتني و أخذنا نستعد للسفر و نهيء أنفسنا للرحيل و إذا بها مرضت فماتت بذلك المرض و دفنها أهلها بزينتها و ذهبها في مقبرة المسيحين الروس و كان يعتصرني الألم على فراقها ، فعزمت في منتصف ليلة على حفر قبرها و نقلها إلى مقبرة المسلمين . فجئت بخفاء و نبشت القبر حتى وصلت إلى جسد و إذا به رجل حالق اللحية طويل الشارب
تعجبت بل اندهشت مما رأيت و لما نمت في تلك الليلة ،جاءني في المنام ، شخص و قال : أبشر فإن ملائكة النقالة قد نقلت جسد زوجتك إلى كربلاء في الصحن الشريف جهة قدمي الامام قرب منارة الكاشي و جاءت بهذا الجسد من هناك إلى هنا لأن صاحبه كان يأكل الربا بهذا ارتفعت عنك زحمة نقل الجنازة إلى مقبرة المسلمين . سررت كثيراً فنهضت مسرعاً في المجيء إلى كربلاء ، و بعد زيارتي لمرقد الامام الحسين دخلت على مسؤول الحرم الشريف و سألته في يوم كذا من دفنتم في هذا المكان ،قالوا : رجلاً معروفاً بأكل الربا ، فنقلت لهم القصة ،جاؤوا فتحوا القبر و دخلته أنا فرأيت زوجتي فيه و معها ذهبها الذي دفنه أهلها معه فأخذته و جئت به إليكم لتصرفوه فيما يبعث الأجر و الثواب لروحها . فأخذ السيد البهبهاني ذلك الذهب و صرفه في تحسين معيشة الفقراء في كربلاء
منقول..