عندما اطّلعنا على تفاصيل اليوم الأول لزيارة الأستاذ سمير جعجع لواشنطن عبر الشاشات و الراديو و النشرات الألكترونية، تضرّعنا الى الله أن يبقى هذا (الرجل) في واشنطن، اذ أن ما قاله وما أخبرنا عنه يثلج القلب ويفرحه، فكم كنا نظلمه وكم كنا نجهله انه "غاندي" القرن، لأن "مش قليل" أن يرجع ومعه مزارع شبعا محرّرة ومعه الأسرى في السجون الأسرائيلية ومعه قرار وقف التوطين و معه وعد بدولة فلسطينية هذا هو العروبي "المظبوط" و هذا هو "سوبرمان لبنان" مش قليل في غضون يوميّن في واشنطن أن يحل كل أزمات لبنان والشرق الأوسط من دون قرارات أممية هذة المرّة وبمجرد أن يبتسم للمسؤولين الأميركيين الذين التقاهم بنظرة وابتسامة وسلام وعناق و"طبطبة" من هنا وغمزة من هناك يفتح سمسم أميركا أبوابه و يهرهر الحلول دفعةً واحدةً. تصوّرت القصة كلعبة السلوت ماشين في الكازينو فعلاً " لقد أدهشنا هذا العروبي، فأنه أعجوبة التاريخ و كم خجلنا لأننا طوال وجوده في لبنان لم نكتشفه، فخطفته منا أميركا و قالت للكون "هذا هو اكتشافي لكل مشاكل العالم" فلا داعي بعد اليوم لطب الأعشاب ولا للتبصير والتنجيم وطب الفناجين نعم ظهر الفرق بين أن يكون القائد في لبنان أو في أميريكا، فهنا لايسمح للقائد بأن يظهر مكنونات دماغه لا بل يتلهى بقصص وتفاصيل صغيرة، المهم أن الرجل سدّد رمية في مرمى الجنرال وسدّد رمية في مرمى المقاومة وحماس و المحور الإيراني السوري واستطاع بغمزة أن يحل أزمات كلّفت ملايين القتلى وآلاف القرارات، افحمنا الحكيم، خجّلنا، وقد أصبحت عيوننا أرضاً، ظلمنا الرجل، كلنا رجاء أن تبقيه أميركا عندها ولاترسله إلينا إلا بعد حل كل مشاكلات العالم من دارفور الى أفريقيا الى كوريا لأن بمجرّد وصوله الى لبنان يضطر الى معاشرة (ولاد الحرام) فيعود الى عادته بضرب الحلول وزعزعة الوفاق ويعود الى وضع لبنان على كف حلفائه العفاريت منقول!!!