مع القرار الذي اتخذه رئيس مجلس النواب نبيه بري تأجيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي كانت مقررة اليوم الثلاثاء إلى الخامس والعشرين من الجاري، يدخل لبنان مرحلة تمديد طويل لهذا الفراغ في سدة الرئاسة الأولى كون الموعد الجديد يصادف قبل أربعة أيام من موعد انعقاد القمة في 29 الجاري.
وقفز إلى الواجهة بعد هذا التأجيل الذي واكبه الرئيس بري بتصريحات فهم منها أن الحلول للأزمة اللبنانية معدومة نتيجة استمرار الخلافات العربية – العربية وبخاصة بين المملكة العربية وسوريا، موضوع دعوة لبنان إلى القمة بعدما تبلغ لبنان بصورة غير رسمية أن سوريا تعتزم توجيه الدعوة إلى لبنان عبر الجامعة العربية بواسطة مندوبها يوسف الأحمد، وذلك خلافاً لما كان تبلغه الأمين العام للجامعة العربية من وزير الخارجية السوري وليد المعلم عندما التقاه في القاهرة أثناء انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية العرب أن الدعوة ستوجه إلى الحكومة اللبنانية وفق الأصول المعتمدة في توجيه الدعوات لحضور القمة العربية.
وهذا الموضوع كان محور الاجتماع الوزاري الذي ترأسه بعد ظهر أمس الرئيس فؤاد السنيورة في السراي الحكومي، وعلمت "الخيمة" من مصادر وزارية أن الاتجاه يميل إلى مقاطعة لبنان للقمة بمعزل عن الطريقة التي ستعتمدها سوريا في توجيه الدعوة.
وقال الرئيس السنيورة لـ"الخيمة" أن الحكومة تعكف على درس قضية مشاركتها في قمة دمشق وتجري مشاورات مع قوى الأكثرية ومع عدد من الدول العربية، وحتى الآن لم تتخذ بعد أي قرار من هذه القضية، بانتظار ما ستسفر عنه الاتصالات العربية الجارية حالياً والتي كان من بينها الاجتماع الرباعي الذي عقد السبت الماضي في دمشق وضم وزراء خارجية قطر وسوريا وعمان وإيران من اتجاهات وتوافقات وربما حلول.
وكان السنيورة أطلع على الأجواء من رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وفهم أن مناقشات في شأن الأزمة اللبنانية تخللت الاجتماع الرباعي.
وعلمت "الخيمة" أن السنيورة اتفق مع رئيس الوزراء القطري على إجراء مشاورات على هامش القمة الإسلامية التي سيشارك فيها رئيس الحكومة اللبنانية لتوضيح طبيعة هذه الأفكار والمناقشات.
ويشار في هذا السياق إلى سلسلة مواقف صدرت أمس عن قيادات في الأكثرية دعت الحكومة إلى مقاطعة قمة دمشق في حال لم ينتخب رئيس للجمهورية قبل موعد انعقادها واعتبرت أن الحضور اللبناني يصب في صالح النظام السوري الذي يسعى إلى توظيف أي حضور عربي رفيع وبالأخص لبناني لمصلحته كالعادة وينقل المشكلة في اتجاه آخر.
ومن أبرز الذين دعوا الحكومة اللبنانية إلى مقاطعة قمة دمشق رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب الوطنيين الأحرار السيد دوري شمعون ولوحظ أن البيان الذي صدر عن الاجتماع الوزاري بدا وكأنه يتحفظ على حضور لبنان قمة دمشق، حيث شدد البيان الذي تلاه وزير الإعلام غازي العريضي على "أن الجمهورية اللبنانية لا تزال موجودة والحكومة حريصة على حمايتها وحماية سيادتها وحقوقها ودورها وتالياً التعامل معها وفق الأصول وبما يحفظ كرامتها وكرامة مواطنيها بغض النظر عن الخلافات السياسية بينهم.
وكان قادة المعارضة وبينهم الرئيس بري ونواب "حزب الله" دعوا إلى مشاركة لبنان في القمة وعدم مقاطعتها.
وفيما لم يمانع بري أن يمثل لبنان بالرئيس السنيورة باعتبار أن الحكومة تتولى صلاحيات رئيس الجمهورية على رغم اعتبار المعارضة أنها غير شرعية، فإن نواباً في حزب الله طالبوا بألا يتمثل لبنان في القمة بفريق واحد.
وقال مصادر أن هذا الموقف قد يمهد لإرسال المعارضة وفداً منها إلى القمة إذا وافق الجانب السوري، في حال حضرت حكومة السنيورة، أو قاطعت بحكم العلاقة التحالفية على حضوره جلسات القمة!!!منقول
