ماقيل شعرا في مصيبة سيد الشهداء عليه السلام
يقول دعبل الخزاعي في رثاء سيد الشهداء (ع):
إن كنتَ محزوناً فما لك ترقدُ هلاّ بكيتَ لمن بكاه محمدُ
هلاّ بكيتَ على الحسين وأهلهِ إن البكاء لمثلهم قد يُحمَدُ
لتضعضع الإسلام يوم مصابه فالجود يبكي فقدَه والسؤددُ
فلقد بكته في السماء ملائكٌ زُهرٌ كرامٌ راكعون وسجَّدُ
لم يحفظوا حق النبي محمدٍ إذ جرّعوه حرارةً ما تبردُ
قتلوا الحسين فأثكلوه بسبطه فالثُكلُ من بعد الحسين مُبرَّدُ
كيف القرار وفي السبايا زينبٌ تدعو بفَرط حرارةٍ: يا أحمدُ
هذا حسينٌ بالسيوف مبضَّعٌ متلطخٌ بدمائه مستشهَدُ
عارٍ بلا ثوبٍ صريعٌ في الثرى بين الحوافر والسنابك يُقصَدُ
إلى أن يقول على لسان زينب (ع):
والطيبون بَنوكَ قتلى حوله فوق التراب ذبائحٌ لا تُلحَدُ
يا جَدُّ قد مُنعوا الفراتَ وقُتِّلوا عطشاً فليس لهم هنالك موردُ
يا جَدُّ من ثُكلي وطول مصيبتي ولما أعانيه أقوم وأقعدُ
وهذا أبو القاسم الزاهي يصور مشهد الفاجعة فيقول:
كأني بزينبَ حول الحسين ومنها الذوائبُ قد نُشِّرتْ
تمرّغُ في نحره وجهها إذ السوطَ في جنبها أبصرت
وفاطمةٌ عقلها طائرٌ و تبدي من الوجد ما أضمرتْ
وللسبط فوق الثرى جثة ٌ بفيض دم النحر قد عُفِّرتْ
وفتيته فوق وجه الثرى كمثل الأضاحي إذا جُزِّرتْ
وأرؤسهم فوق سُمر القنا كمثل الغصون إذا أثمرت
ورأس الحسين أمام الرفاق كغُرّة صبحٍ إذا أسفرتْ
وأما ابن العرندس الحلي فيقول في ذكرى عاشوراء:
أيُقتل ظمآناً حسينٌ بكربلا وفي كل عضو من أنامله بحرُ
ووالده الساقي على الحوض في غدٍ وفاطمةٌ ماءُ الفرات لها مهرُ
فوالهف نفسي للحسين وما جنى عليه غداةَ الطف في حربه الشمر
ولهفي لزين العابدين وقد سرى أسيراً عليلاً لا يُفكُّ له أسرُ
وآل رسول الله تسبى نساؤهم ومن حولهن العبدُ في الناس والحرُّ
فويل يزيد من عذاب جهنمٍ إذا أقبلتْ في الحشر فاطمةُ الطهرُ
تنادي وابصار الأنام شواخصٌ وفي كل قلبٍ من مهابتها ذُعرُ
وتشكو إلى الله العليّ وصوتُها عليٌّ ومولانا عليٌّ لها ظهرُ
فيؤخَذُ منه بالقصاص فيحرم النعيمَ ويُجلى في الجحيم له قصرُ
الجواهري:
فداء لمثواك من مضجع * تنور بالأبلج الأروع
بأعبق من نفحات الجنان * روحا ومن مسكها أضوع
ورعيا ليومك يوم الطفوف * وسقيا لأرضيك من مصرع
وحزنا عليك بحبس النفوس * على نهجك النير المهيع
وصونا لمجدك من أن يذال * بما أنت تأباه من مبدع
ويا عظة الطامحين العظام * للاهين عن غدهم طلع
تعاليت من مفزع للحتوف * وبورك قبرك من مفزع
تلوذ الدهور فمن سجد * على جانبيه ومن ركع
شممت ثراك فهب النسيم * نسيم الكرامة من بلقع
وعفرت خدي بحيث استراح * خد تفرى ولم يضرع
وحيث سنابك خيل الطغاة * حالت عليه ولم يخشع
وخلت وقد طارت الذكريات * بروحي إلى عالم ارفع
وطفت بقبرك طوف الخيال * بصموعة الملهم المبدع
كأن يدا من وراء الضريح * حمراء مبترورة الإصبع
ختاما اسال الله العلى الاعلى ان يجعل شهداؤنا في اعلى عليين وان يخلف على اهليهم وان يؤجرنا على هذه المصائب الجليلة التي تحل بشيعة اهل البيت وزوارهم وان يفرج لعراقنا الجريح وان يقطع دابرالصداميين و التكفيريين من الوهابيين والسلفيين واعوانهم. يريدون ان يطفؤوا نور الله بافواههم ويابى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون .
والحمد لله رب العالمين