شهيد عضو جديد
العمر : 45 الرصيد : 0 متصل من : lebanon تاريخ التسجيل : 23/02/2008 عدد الرسائل : 30
| موضوع: مقال بعنوان : بيروت.. خطوط التماس القديمة والجديدة 2008-02-25, 08:25 | |
| | بعض بنايات بيروت - الحرب الأهلية ، تركت على حالها ، ولا أدري لأي سبب وما الحكمة...هل لأن أصحاب هذه العقارات لا يجدون من المال ما يكفي لهدمها وإعادة بنائها ، أم لأنهم يرجئون هذا الأمر لأزمنة أفضل ، أم هي الرغبة في تركها شاهدا على الأثر البشع والمروّع للاقتتال الأهلي؟ المهم ، أن الزائر لبيروت تستوقفه هذه البنايات الآيلة للسقوط ، بأكثر مما يستوقفه وسطها التجاري وشبكة طرقها وأنفاقها ومطارها القديم ـ المتجدد...ويختلف الأمر حين يكون الزائر ممن سكنوا بيروت قبل أو أثناء حربها الأهلية ، أو اعتاد المرور بها وزيارتها في تلك الأزمنة ، فهذه البنايات غالبا ما كانت تقع على خطوط التماس بين شطريها الشرقي ـ المسيحي ، والغربي ـ المسلم ، أو بالأحرى الفلسطيني والوطني العلماني اللبناني. خطوط التماس القديمة لم تعد قائمة منذ زمن ، وليس ثمة ما يشطر بيروت أمنيا ، لا أكداس من الحجارة والمكعبات الإسمنتية ، ولا براميل التراب وأكياسها كذلك ، والطرق - أمنيا - سالكة وآمنة في كل الاتجاهات والأوقات ، مع استثناءات للمربعات الأمنية التي لم تعد حكرا على حزب الله وقيادته ، بل صار عددها بعدد القيادات من جميع الطوائف ، ومن مختلف الصفوف. لكن خطوط التماس الافتراضية ، المعنوية والثقافية والسياسية ، ما زالت تقسّم بيروت ، بل وتمعن في تقسيمها ، يكفي أن تخرج رأسك من نافذة السيارة وتبدأ بتفحص الصور والملصقات والشعارات ، وهي كثيرة جدا في لبنان ، حتى تعرف أين أنت وبالقرب من أي مربع. خطوط النار والتماس ما عادت تفصل مسيحيي العاصمة عن مسلميها ، بعد أن طالت واستطالت وتعرجت وصارت تفصل بين الطوائف والمذاهب ، فمسيحيو اليوم شيعا وقبائل ، ومسلمو اليوم باتوا سنة وشيعة محتربين. كل من تلتقيه في بيروت يطمئنك بأن لا حرب أهلية في الأفق المرئي ، والسبب أن اللاعبين الكبار: إيران والسعودية لا يريدونها ، وأن وكلاءهم الكبار في لبنان: حزب الله وتيار المستقبل ، لا يريدونها أيضا ، لكن الطمأنينة والاطمئنان سرعان ما يخليان مكانيهما للقلق المشروع حين تبدأ بالسؤال عن مواقف وتوجهات اللاعبين الأقل أهمية ، أو الوكلاء الفرعيين ، وكلاء المناطق والأحياء الذين يذهبون في التصعيد كل مذهب...القلق يصبح سيد الموقف حين تسأل عن مواقف إسرائيل والقاعدة و"الجهاديين" وغير ذلك من لاعبين من داخل المعادلة اللبنانية وخارجها. لبنان ما زال على مسافة من حرب أهلية لا يريدها أهله أبدا ، لكن من قال أن الأطراف تذهب إلى الحرب الأهلية بكامل وعيها وتخطيطها ، بقرار مسبق وخطة عمل جاهزة ، من قال أن الحرب الأهلية تبدأ بإعلان من هذا الفريق أو ذاك ، الحرب الأهلية مستنقع يجد الجميع نفسه وقد انزلق إليه من دون أن يدري أو يقرر...الحرب الأهلية كابوس يعتصر الناس من دون أن تتاح لهم فرصة الاستفاقة من سباتهم...الحرب الأهلية تحتاج دائما للعقلاء وأصحاب الضمائر لمنع الانزلاق إليها ، وتسريع الخروج من أتونها إن هي اندلعت ، بيد أن حفنة من "المجانين والمغرضين" قادرة على إشعال فتيلها ، فإن وقعت شرارتها على سهل جاف ، أحرقته عن بكرة أبيه ، وقديما قيل: رب شرارة أشعلت سهلا. |
المصدر: عريب الرنتاوي "الدستور" الأردنيّة | |
|
رسالي عضو ماسي
العمر : 43 الرصيد : 0 متصل من : GHANA تاريخ التسجيل : 28/07/2007 عدد الرسائل : 3012
| موضوع: رد: مقال بعنوان : بيروت.. خطوط التماس القديمة والجديدة 2008-02-25, 18:40 | |
| | |
|