الاجتماع الرباعي بالامس

موضوع: الاجتماع الرباعي بالامس 2008-02-25, 01:40

في دليل واضح الى عدم وجود حسن النية والاستعداد لتسهيل مهمة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى اللبنانية، وقبل ساعات قليلة من بدء موسى لقاءاته الجانبية التمهيدية مع بعض القيادات في الموالاة والمعارضة، إعداداً لعقد اللقاء الرباعي، أطلق فريق السلطة بالون اختبار إعلامياً مفاده أن رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري لن يستطيع المشاركة في هذا اللقاء كونه لا يزال في السعودية وأن رئيس الكتائب أمين الجميل سيمثل الموالاة في اللقاء. إلا أن ردّ العماد عون على هذه المناورة جاء حاسماً لأن من يمثل الموالاة هو الحريري ولعبة اختصار الأزمة وكأنها بين توجهين مسيحيين حصراً مكشوفة ومرفوضة، والتفاوض يكون بين المكلفين الاساسيين من القيادات الرئيسيين، الأمر الذي حمل الحريري على إبلاغ رئيس مجلس النواب نبيه بري بعودته من الرياض واستعداده للمشاركة في اللقاء...
	ومن الطبيعي ان تكون لهذه المناورة التسريبية دوافعها واهدافها التي يمكن اختصارها بمحاولة كسب المزيد من الوقت والمماطلة في مواجهة المشكلة، إما بايعاز خارجي او رهاناً على تطورات محتملة قد تساعد على تحسين موقع مفاوض الموالاة في مواجهة مفاوض المعارضة. في النتيجة عقد اللقاء الرباعي الذي ضم الى عمرو موسى العماد عون والنائب سعد الحريري والرئيس امين الجميل في مبنى مجلس النواب واستغرق النقاش نحو اربع ساعات ماراتونية وخرج المجتمعون معتصمين بالتكتم والسرّية على ما دار خلاله، ليفتح الباب واسعاً أمام سيل من التكهنات والاجتهادات، وكذلك التسريبات التي يعتمدها الفريق السلطوي كجزء أساسي من مناوراته. لكن القليل من المعلومات التي دلفت الى بعض وسائل الاعلام أشار الى أن أمين عام الجامعة نجح في حصر مطالب الموالاة والمعارضة (جريدة السفير) في ما اعتبر "مشروع حل" (جريدة الاخبار) أو ورقة بنود أو "صيغة محسّنة" (النهار) جرى الحوار فيها وأن المعارضة أبلغت موسى موقفها الواضح من مسألة تصويت وزراء الرئيس الذي كان بعض أصوات الموالاة قلبه الى عكسه في سياق النهج التضليلي الذي يعتمدونه.
وإذ تم الاتفاق الى استئناف اللقاء الرباعي في وقت ما اليوم لم يتم تحديده لدواعٍ امنية لاحظ بعض المراقبين المطّلعين ان الأمين العام للجامعة العربية بدا أكثر تقيّداً ببنود المبادرة العربية التي تعتمد الفورية والتزامنية في تنفيذ هذه البنود، وعدم الأخذ بتفسير الموالاة القائم على انتخاب رئيس للجمهورية أولاً والبحث في باقي البنود في ما بعد. كذلك ظهر تشدّد واضح من جانب النائب الحريري حيال رفض مقولة المثالثة التي سبق له ان اطلقها ولم يقدم على طرحها كبند تفاوضي في اللقاء الرباعي ما قبل الأخير، وقد تم التوافق في لقاء أمس على ورقة عمل تضم بنوداً متكاملة يعرضها ممثّلا الموالاة والمعارضة على حلفائهما، على أن يعودا الى لقاء اليوم بالاجوبة النهائية منها. وتضم هذه البنود، الى انتخاب الرئيس، التركيبة الحكومية وتوزيع الحقائب السيادية وقانون الانتخابات النيابية، إضافة الى البيان الوزاري والمجلس الدستوري وعودة المهجرّين... الخ. أما الأمر المؤكد فهو أن أي خرق جدّي لم يحصل في لقاء الأمس، خصوصاً بعدما ظهر تباين ما بين موقفي الحريري والجميل في شأن قانون الانتخاب، ما يجعل مصير جلسة انتخاب الرئيس غداً مرشحة للتأجيل حتى اشعار آخر، لاسيما أن التوقعات بحصول تقدم جدّي في لقاء اليوم الرباعي لا تميل الى الكثير من التفاؤل. أما المقلب الآخر من الأزمة اللبنانية، أي الجانب العربي العربي، والذي يشكل الوجه الآخر لهذه الأزمة، فيبدو أنه لا يقل انقساماً وتشاؤماً، إذ رغم أن كل العواصم العربية تشدّد على وجوب انجاح مؤتمر القمة الذي سيعقد في العاصمة السورية نهاية آذار المقبل فإن الخلافات بين الرياض ودمشق خصوصاً سجلت خطوة تصعيدية اضافية بعدم تحديد السعودية موعداً لوزير الخارجية السوري وليد المعلم لتسليم الرياض الدعوة رسمياً الى مؤتمر القمة. وتأتي هذه الخطوة السعودية متزامنة مع اللقاء الذي حصل على مستوى القمة بين الرئيس المصري حسني مبارك وقيادة المملكة، فيما يتوجه مبارك الى البحرين ويصل العاهل الأردني الى الرياض في سياق حركة مشاورات عربية ناشطة على خط عقد قمة دمشق المرتبط نجاحها باحداث تقدم على صعيد الأزمة اللبنانية ما يجعل القمة والأزمة هاتين غارقتين في متاهة البيضة والدجاجة، بحيث تصبح الأزمة اللبنانية أزمة عربية والعربية لبنانية، واللقاء الرباعي اليوم بين مطرقة المعارضة للفصل ما بين الأزمتين بحل لبناني لبناني وسندان الموالاة الرابضة على كمّ من الرهانات وإمرار الوقت. وفي هذه الاثناء بدا لافتاً انضمام البحرين الى السعودية والكويت عبر تحذير رعاياها من السفر الى لبنان، مضيفة اليه العراق وشمال باكستان في مساواة مثيرة للتساؤل ما بين الوضع اللبناني العام والوضعين المتدهورين في العراق وشمال باكستان، ما يطرح تساؤلات مقلقة حول ما إذا كانت الرياض والكويت والبحرين تملك معطيات ما في شأن لبنان، وما إذا كان هنالك قرار عربي بتعميم هذا الإجراء الوقائي!.

موضوع: رد: الاجتماع الرباعي بالامس 2008-02-25, 08:15

وها قد انتهى اليوم الاجتماع ولا شيء جديد المزيد من التطمينات دون ذكر اي تقدم حسي ملموس