تصفية مغنية ضربة معنوية لحزب الله، ليس أكثر

تصفية مغنية ضربة معنوية لحزب الله، ليس أكثر

جاكي خوجي "معاريف" الاسرائيلية

هل تقف اسرائيل خلف اغتيال عماد مغنية؟ هذا السؤال يشبه البحث عن الحقيقة التاريخية خلف مكانة مسجد الاقصى في التراث الاسلامي. فماذا يهم من بناه، اذا كان اكثر من مليار مسلم يتعاطون معه لانه المكان الذي عرج منه محمد الى السماء وعاد بصيغة الصلاة؟ هكذا ايضا في حالة مغنية. يمكن لاسرائيل أن تملأ فمها بالشمبانيا وان تواظب على الصمت، ولكن حزب الله حددها بانها المذنب الرئيس وهو سيوجه اليها ثأره. وفي اعادة صياغة لقول دافيد بن غوريون، ليس مهما ما ينفيه اليهود، المهم ما يقوله نصرالله.
بعد اسبوع من موت مغنية، لا يجتهد حزب الله في اخفاء حجم الخسارة. بين السطور يتفوه مقربوه ايضا ببضع كلمات تقدير للعدو على العملية النوعية. المشكلة هي أننا نميل الى ان نعاني في مثل هذه الاوضاع من نشوى القوة. وعلى أي حال، فاننا نعرف كيف نبتسم لانفسنا تحت الشارب بالشكل الذي نفهمه نحن فقط. وعلى أي حال، فان الفرحة تفيض على ضفافها. لدينا مثل لان ننسى بان ازاحة العدو هي فقط بداية دائرة دموي .
وبالخطأ نميل الى ان نطابق انصراف شخصية بتصفية منظمتها. توجد عدة حقائق عن حزب الله. الاهم من تصريحات نصرالله. وهي هامة إذ خلفها يختبىء الرد على سؤال لماذا لن يختفي حزب الله بسرعة كبيرة، ولماذا لا يوجد حل سحري للمشكلة.
"المقاومة الاسلامية" - الذراع العسكري لحزب الله، هو جناح واحد فقط في الحركة، والتي معظم نشاطها يتركز في الشؤون الاجتماعية للبنان. حزب الله هو رب العمل الثاني في الاقتصاد بعد الحكومة. وهو يفعل شبكة من العيادات، المدارس ورياض الاطفال، التي تقدم الخدمات باسعار دنيا. وتحت تصرفه شبكة من البنوك، شبكة من المحلات التجارة ومكاتب السفر. وهو يقدم قروضا للمحتاجين، منحا للطلاب الفقراء، يدعم الجرحى وعائلات الشهداء. ذراع البناء فيه يوفر الماء للاحياء التي تهملها الدولة، يقيم مدارس ويشق طرق في قرى نائية، وتحت تصرفه صناديق اقتراض بفائدة دنيا، تنافس قروض البنوك. وفضلا عن ذلك فان لحزب الله قدرة على أن يرمم بشكل أسرع من الحكومة المنازل التي هدمها سلاح الجو في الحرب.
يدور الحديث عن دولة داخل دولة، آذانها منصتة لازمة الضعفاء، ومعدل الفساد في صفوفها صفر. ولا غرو بالتالي في أن معجبيها يأتون ايضا حتى من الطائفة المسيحية. انصراف مغنية مس معنويا وعاطفيا بحزب الله، ولكن ليس بوسعه ان يشل منظمة كهذه، تستند الى دعم مدني واسع. وبالتأكيد الا يجفف ايديولوجيتها.
لقد كان من السذاجة الاعتقاد بان حملة عسكرية كفيلة بان تؤدي الى تحطيم الحركة. وحتى لو نجح الجيش الاسرائيلي في أن يقتل معظم مقاتلي الذراع العسكري واغتيال نصرالله، لبقيت الحركة حية وتتنفس، تشغل الناس وتدعمهم، وتبنى من جديد بالتنفس الاصطناعي الذي سيأتيها من ايران.
والاكثر سذاجة من ذلك الاعتقاد بان الطائفة الشيعية ستثور على حزب الله وستتمرد على من تتغذى منه. الشيعة لن يفعلوا ذلك في الاوقات العادية، وبالتأكيد ليس في خدمة دولة بعثت بطائراتها لزرع الهدم في مطارحها. اسرائيل مغصوبة على التسليم بوجود علاقات عداء مع جيرانها المتطرفين من الشمال والبحث عن سبل اكثر ذكاء لتحطيمهم. اما حاليا؟ فالبقاء.

مأجورين