انتقاما لمقتل مغنية.. هكذا سيرد نصر الله على اسرائيل

انتقاما لمقتل مغنية.. هكذا سيرد نصر الله على اسرائيل

غي بخور "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية

كان بود (الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن) نصرالله جدا أن يرد على تصفية عماد مغنية، ولكن في جنوب لبنان نشأت في هذه اللحظة ظروف لا تسمح له بعمل حر. قبل كل شيء نشأ مجال ردع: نصرالله يعرف بان هجومه على اسرائيل سيؤدي الى استئناف الحرب، بل وهذه المرة ربما ابادة منظمته وذلك لان اسرائيل استخلصت الكثير من الدروس من المعركة الاخيرة. هذه المرة ستنطلق الى حرب حقيقية، وليس الى حملة.
بتعبير آخر فانه لا يمكنه ان يسمح لنفسه بذلك الا بثمن باهظ جدا. في جنوب لبنان كادت الحياة تعود الى طبيعتها والاضرار التي لحقت بالشيعة ستكون هائلة اذا ما تصرف مرة اخرى بتسرع وبمغامرة. بل ان من شأنه ان يتورط بفقدان الشرعية في اوساط ابناء طائفته.
ليس لنصرالله مصلحة بالتورط الان مع جيش لبنان، المنتشر جنوبي الليطاني، لاسباب لبنانية داخلية؛ ليست له مصلحة ايضا في التورط مع عشرات الدول التي بعثت بجنودها الى قوة اليونيفيل، ذلك انه سيكون واضحا للعالم بأسره بانه خرق شروط وقف النار. استئناف القتال من شأنه أيضا ان يؤدي الى تطبيق قرار 1559 لمجلس الامن، وبموجبه يجب نزع حزب ا لله من سلاحه تماما، الامر الذي سيكون معظم اللبنانيين راغبين في أن يحصل.
عمليات في الخارج؟ هذا ايضا ليس بسيطا. الخبير الذي كان مسؤولا عن مثل هذا النوع من العمليات - مغنية - لم يعد موجودا. وكما كتبنا، فان الذنب في مثل هذه العمليات سيقع فورا على حزب الله. ليست هذه مهمة بسيطة بالنسبة لنصرالله، الذي نجح في أن يرفع منظمته من مكانة عصابة ارهاب، تختطف الاجانب الغربيين، الى عنصر شرعي ظاهر، الى حزب يوجد له ممثلون في البرلمان وتطلعات لقيادة لبنان. مثل هذه العملية ستهدم الشرعية التي لمنظمته وللشيعة في لبنان.
هذه المعضلة توجد ايضا في ايران، التي تعاني من نظام العقوبات العالمي. فالايرانيون يعرفون انهم اذا ما نفذوا عملية ضد هدف اسرائيلي او عالمي، فان المسؤولية ستقع تلقائيا عليهم. من ناحية ايران، مغنية لم يكن مهم جدا، وفقط التضامن مع حزب الله سيلزمها بالعمل. ولكن هذا التضامن من شأنه ان يمس بها، وعليه فان من المتوقع للايرانيين أن يترددوا. فهم يبحثون عن مخرج ذكي من المعضلة.
الايرانيون وعناصر من حزب الله على حد سواء طرحوا هذا الاسبوع امكانية الا ينفذوا هم عمليات ثأر ضد اسرائيل أو ضد الاسرائيليين، بل "اصدقاء ومؤيدي حزب الله" في العالم. هذه محاولة مكشوفة للثأر دون مسؤولية، سيرفضها فورا العالم، وهم ايضا يعرفون ذلك. معقول ان محافل "محور الشر" ستنتظر بضعة اسابيع على الاقل، وربما اشهر كي يشوشوا العلاقة السببية بين التصفية ومحاولة الرد.
في خطابه في اثناء الجنازة اتخذ نصرالله تكتيكا لم نفهمه، مثلما لم نفهم اقواله وافعاله عشية الحرب. لقد فهم نصرالله ما معنى تصفية على هذا القدر من الذكاء في عمق منظمته. وهو يعمل ويرد انطلاقا من مساحة خيارات متراجعة. كل ما سيفعله سيمس به قبل كل شيء آخر. وعليه، فان تهديداته لا تعني بالضرورة الثأر، بل خلق ميزان رعب متجدد بالنسبة للتصفيات، انطلاقا من الامل بان تتوقف هذه.
وفي ذات الامر خجلت مما شاهدته في وسائل اعلامنا بعد التصفية. فهي ليس فقط دخلت في حالة فزع بل وكادت تنجح في أن تدخل كل الجمهور في حالة فزع. فقط بثت نصرالله وصراخه عشرات المرات، بما في ذلك ترجمة دقيقة كي لا نخسر لا سمح الله شيئا من الحرب النفسية التي يخوضها. وفور ذلك، ساعة بعد ساعة، نشرة بعد نشرة، سيناريوهات فظاعة كيف سنتعرض للهجوم ومَن من شأنه أن يصفى من بين ضباطنا الكبار. وادعى الخبراء بان الرد سيأتي بالتأكيد، والسؤال هو فقط بأي قوة.
هذا مثال آخر على "الماسوشية اليهودية". يحتمل ان يكون هناك رد كهذا او غيره من حزب الله، ولكن هذا التخويف الذاتي اسوأ من كل رد من العدو. ما هو الارهاب؟ الارهاب هو تخويف، كلمات، حرب نفسية، زرع الرعب، وهذا بالضبط ما فعله نصرالله.

مأجورين