هل يحتاج الإسلام إلى تطوير؟؟؟

إن الإسلام ليس قانوناً وضعياً محدود المجال في الزمان والمكان، وليس من وضع إنسان محدود الأفق محدود الأهداف،وإنما هو نظام سماوي موحى به من عندالله عزّ وجلّ خالق الإنسان والعالم بكل ما يصلحه وما يفسده. وقد إشتمل الإسلام على كل ما يصلح الإنسان في جميع ادواره وحالاته في دنياه وآخرته لو إتبعه وتمسّك به وسار في حياته على هداه، ولا تزال تجارب الإنسانية البعيدة عن الإسلام تقدم الدليل تلو الدليل على أنه لن يصلح أمر الناس إلا بالإسلام ومناهجه ونظمه.وإذا كان الإسلام كذلك فأين موقع الحديث عن تعديله وتطويره من الصدق والصحة؟ وهل يعدو سوء الفهم أو سوء القصد؟ وإذا طورنا الإسلام على النحو الذي يلائم الاشكال الحديثة للنظم السياسية والإجتماعية والغقتصادية فماذا نكون قد أبقينا منه؟ إننا في الحقيقة نكون قد ألغيناه من واقع الحياة، وحصرناه في الوجدان الفردي، وسمينا النظم الغربية باسمه،وهذا هو ما يعمل له أعداء الإسلام والمخدعون بهم من المسلمين.إن الإسلام ليس في حاجة إلى التعديل، وليس في حاجة إلى التطوير والتجوير، وإنما الإنسان هو الذي يجب عليه إذا أراد الحياة السعيدة النبيلة ان يطبق الإسلام على نفسه فرداً، وأسرة ، ومجتمعاً وعالماً ليصلح الإسلام امره لأن الإسلام لم يوجد ليبرر ما في حياة الإنسان من فساد وإنحطاط وإنما وجد ليهذب هذه الحياة ويبعثها نحو الأهداف العليا التي أرادها الله للإنسان.وبعدفلهؤلاء الذين يصرون على (تطوير) الإسلام في هذا العصر نظراء في عصر النبوة وما سبقه من عصور. إنهم هم الذين يحرفون الكتب، كتب الله تعالى ليشتروا بها ثمناً قليلاً من عرض الحياة الدنيا وقد قال فيهم الله تعالى: ( وإن منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب، ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله، ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون) الإمام المرشد الشيخ محمد مهدي شمس الدين - قده