«
حزب الله» يشيّع الشهيد عماد مغنية بحزن وغضب في ضاحية بيروت الجنوبية
شيع «حزب الله» أمس في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت، أحد أبرز قادته العسكريين والأمنيين عماد مغنية المعروف بـ «الحاج رضوان» الذي كان اغتيل في دمشق بتفجير سيارته ليل الثلثاء - الأربعاء.
وعند الثالثة والنصف عصراً، خرج نعش مغنية ملفوفاً بعلم الحزب الأصفر ومحمولاً على أكف شبان من «حزب الله» من المجمع، في اتجاه مثواه الأخير في مدافن روضة الشهيدين. غص صوت مقرئ مجلس العزاء، وهو يردد بحزن: «حاج رُضوان، شهادة مباركة. حاج رُضوان، في أمان الله يا حبيب». وبينما الأيدي تلوح للنعش مودعة، ارتفع نحيب النسوة المتشحات بالأسود، وغابت وجوه رجال كثر تحت أكف أيديهم. واهتزت الأجساد على وقع بكاء الرجال.
|
نعش مغنية محمولاً على أكتاف رفاقه وفي الاطار صورة له غير مؤرخة وزعت أمس (علي سلطان، أ ف ب) |
في تشييع عماد مغنية بكى الرجال وانتحبت النسوة. وعلى وقع هتافات «الموت لأمريكا. الموت لإسرائيل»، وهتافات «لبيك يا نصر الله» و «لا اله إلا الله، والشهيد حبيب الله»، سار الآلاف من أنصار «حزب الله» في وداع قائد ما عرفوا صورته إلا بعد مماته.
في هدوء يشبه البكاء همساً، رحل مغنية إلى روضة الشهيدين شهيداً جديداً، محاطاً بمن أحبوه.
لكن، قبل رحلته الأخيرة، ولساعات عدة، كان نعش مغنية مسجى على المنصة داخل قاعة المجمع. في اتجاه النعش، تسمرت أنظار المعزين، وأمامهم مباشرة صورة غير منشورة لمغنية بلباس المعركة، وتظهر رأسه من ناحية الجانب. المنصة كما القاعة وخارجها تحت حراسة عناصر أمن «حزب الله» المتشحين بالأسود حتى القبعات، والذين تولوا أيضاً تأمين حضور الرجال والنساء في ركنين مفصولين.
أسفل المنصة، وفي مواجهة الحشد، جلس فايز مغنية والد الشهيد إلى جانب المقربين وأعضاء من المكتب السياسي لـ «حزب الله» ونائب الأمين العام لـ «الحزب» الشيخ نعيم قاسم ورئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد وممثل رئيس المجلس النيابي نبيه بري النائب علي حسن خليل وشخصيات كثيرة يتقبلون التبريكات. إلى هؤلاء انضم أيضاً، وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي على رأس وفد من الجمهورية الإسلامية. في وسط الصف الذي يضم هؤلاء وأمام النعش مباشرة جلس مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب نواف الموسوي، وأمامه مباشرة يقف أربعة من رجال الأمن في الحزب يحجبون الرؤية عن الكرسيين الملاصقين لكرسيه، حيث ولدا مغنية مصطفى وجهاد.
في هذه القاعة كان الصمت مطبقاً. لا يقطعه إلا صوت نحيب أو همس بكاء. صمت يخرقه طلب لأحدهم: «صلوا على النبي». هنا يقف الجميع دفعة واحدة، ويرتفع الصوت: «اللهم صلى على محمد وآل محمد». القبضات أيضاً، سترتفع في وقت لاحق. خلال خطاب الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله المنقول على شاشة كبيرة ارتفعت أكثر من مرة. وترافقت مع عبارات: «لبيك يا نصر الله».
يقول السيد عبارة معناها إن «موت مغنية يجعل العد لبدء زوال إسرائيل يبدأ». العبارة الأخيرة تقع على الحاضرين وقوع كلمة سر، فيقف الجميع دفعة واحدة، وترتفع القبضات عالياً، والهتافات: «لبيك يا نصر الله».
كلمة السيد لا تستغرق وقتاً طويلاً، غير أن فيها وعداً بأنه سيتحدث لاحقاً عن من هو عماد مغنية. تبدأ مراسم الصلاة على جثمان الشهيد. تعزف فرقة الكشافة نشيد الموت ثم نشيد الحزب. يؤدي الشبان تحية عسكرية للنعش، تليها أوامر عسكرية: «تأهب»، «مكانك».
ينزل الشبان النعش من المنصة، ويتولى الشيخ نعيم قاسم الصلاة عن روح الشهيد، وقد وضع أمام الصف الأول للمعزين. تنتهي الصلاة ويرفع النعش مرة ثانية على الأكتاف. تبدأ الأيدي بالتلويح. تنتحب النسوة ويجهش الرجال.
عصر امس، غادر عماد مغنية إلى مثواه الأخير شهيداً. قبل مغادرته كانت أناشيد دوت باسمه وترددت في الأصداء: «من عزيمتنا لن ينالوا. من مسيرتنا لن ينالوا. كلنا ايمان. كلنا رضوان» وأخرى: «ابدأ بعرسك لم تزل، بك الشهادة تحتفل، من قال رضوان رحل، كلا وما رحل البطل».
أمس، حمل نعش الحاج رضوان شبان تربوا على عقيدته. ردد هؤلاء عباراتهم الجاهزة مع تشييع كل شهيد: «لا اله الا الله والشهيد حبيب الله»، «يا الله يا الله احفظ لنا نصر الله»، وأمامهم رفرفت رايات «حزب الله» السود. ورددت الحناجر عبارات: «الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل». كما رفعت لافتة باسم «السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي»، وعليها صورة مغنية: «لم يقفل الحساب، فلا تقلق. فتح الحساب، ولن يغلق».
«حزب الله» يشيّع الشهيد عماد مغنية بحزن وغضب في ضاحية بيروت الجنوبية
بيروت - منال أبو عبس الحياة - 15/02/08//
شيع «حزب الله» أمس في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت، أحد أبرز قادته العسكريين والأمنيين عماد مغنية المعروف بـ «الحاج رضوان» الذي كان اغتيل في دمشق بتفجير سيارته ليل الثلثاء - الأربعاء.
وعند الثالثة والنصف عصراً، خرج نعش مغنية ملفوفاً بعلم الحزب الأصفر ومحمولاً على أكف شبان من «حزب الله» من المجمع، في اتجاه مثواه الأخير في مدافن روضة الشهيدين. غص صوت مقرئ مجلس العزاء، وهو يردد بحزن: «حاج رُضوان، شهادة مباركة. حاج رُضوان، في أمان الله يا حبيب». وبينما الأيدي تلوح للنعش مودعة، ارتفع نحيب النسوة المتشحات بالأسود، وغابت وجوه رجال كثر تحت أكف أيديهم. واهتزت الأجساد على وقع بكاء الرجال.
|
نعش مغنية محمولاً على أكتاف رفاقه وفي الاطار صورة له غير مؤرخة وزعت أمس (علي سلطان، أ ف ب) |
في تشييع عماد مغنية بكى الرجال وانتحبت النسوة. وعلى وقع هتافات «الموت لأمريكا. الموت لإسرائيل»، وهتافات «لبيك يا نصر الله» و «لا اله إلا الله، والشهيد حبيب الله»، سار الآلاف من أنصار «حزب الله» في وداع قائد ما عرفوا صورته إلا بعد مماته.
في هدوء يشبه البكاء همساً، رحل مغنية إلى روضة الشهيدين شهيداً جديداً، محاطاً بمن أحبوه.
لكن، قبل رحلته الأخيرة، ولساعات عدة، كان نعش مغنية مسجى على المنصة داخل قاعة المجمع. في اتجاه النعش، تسمرت أنظار المعزين، وأمامهم مباشرة صورة غير منشورة لمغنية بلباس المعركة، وتظهر رأسه من ناحية الجانب. المنصة كما القاعة وخارجها تحت حراسة عناصر أمن «حزب الله» المتشحين بالأسود حتى القبعات، والذين تولوا أيضاً تأمين حضور الرجال والنساء في ركنين مفصولين.
أسفل المنصة، وفي مواجهة الحشد، جلس فايز مغنية والد الشهيد إلى جانب المقربين وأعضاء من المكتب السياسي لـ «حزب الله» ونائب الأمين العام لـ «الحزب» الشيخ نعيم قاسم ورئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد وممثل رئيس المجلس النيابي نبيه بري النائب علي حسن خليل وشخصيات كثيرة يتقبلون التبريكات. إلى هؤلاء انضم أيضاً، وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي على رأس وفد من الجمهورية الإسلامية. في وسط الصف الذي يضم هؤلاء وأمام النعش مباشرة جلس مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب نواف الموسوي، وأمامه مباشرة يقف أربعة من رجال الأمن في الحزب يحجبون الرؤية عن الكرسيين الملاصقين لكرسيه، حيث ولدا مغنية مصطفى وجهاد.
في هذه القاعة كان الصمت مطبقاً. لا يقطعه إلا صوت نحيب أو همس بكاء. صمت يخرقه طلب لأحدهم: «صلوا على النبي». هنا يقف الجميع دفعة واحدة، ويرتفع الصوت: «اللهم صلى على محمد وآل محمد». القبضات أيضاً، سترتفع في وقت لاحق. خلال خطاب الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله المنقول على شاشة كبيرة ارتفعت أكثر من مرة. وترافقت مع عبارات: «لبيك يا نصر الله».
يقول السيد عبارة معناها إن «موت مغنية يجعل العد لبدء زوال إسرائيل يبدأ». العبارة الأخيرة تقع على الحاضرين وقوع كلمة سر، فيقف الجميع دفعة واحدة، وترتفع القبضات عالياً، والهتافات: «لبيك يا نصر الله».
كلمة السيد لا تستغرق وقتاً طويلاً، غير أن فيها وعداً بأنه سيتحدث لاحقاً عن من هو عماد مغنية. تبدأ مراسم الصلاة على جثمان الشهيد. تعزف فرقة الكشافة نشيد الموت ثم نشيد الحزب. يؤدي الشبان تحية عسكرية للنعش، تليها أوامر عسكرية: «تأهب»، «مكانك».
ينزل الشبان النعش من المنصة، ويتولى الشيخ نعيم قاسم الصلاة عن روح الشهيد، وقد وضع أمام الصف الأول للمعزين. تنتهي الصلاة ويرفع النعش مرة ثانية على الأكتاف. تبدأ الأيدي بالتلويح. تنتحب النسوة ويجهش الرجال.
عصر امس، غادر عماد مغنية إلى مثواه الأخير شهيداً. قبل مغادرته كانت أناشيد دوت باسمه وترددت في الأصداء: «من عزيمتنا لن ينالوا. من مسيرتنا لن ينالوا. كلنا ايمان. كلنا رضوان» وأخرى: «ابدأ بعرسك لم تزل، بك الشهادة تحتفل، من قال رضوان رحل، كلا وما رحل البطل».
أمس، حمل نعش الحاج رضوان شبان تربوا على عقيدته. ردد هؤلاء عباراتهم الجاهزة مع تشييع كل شهيد: «لا اله الا الله والشهيد حبيب الله»، «يا الله يا الله احفظ لنا نصر الله»، وأمامهم رفرفت رايات «حزب الله» السود. ورددت الحناجر عبارات: «الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل». كما رفعت لافتة باسم «السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي»، وعليها صورة مغنية: «لم يقفل الحساب، فلا تقلق. فتح الحساب، ولن يغلق».
:تتننممن: :تتننممن: