رجل أعمال لبناني مقيم بين نيجيريا وأسبانيا وبريطانيا
أول سائح لبناني إلى الفضاء برحلة تستمر ساعات بـ200 ألف دولار
يبدو أن الأرض ضاقت باللبنانيين الذين هاجر منهم الملايين الى دول في 5 قارات طوال 150 سنة مضت حتى الآن، الى درجة أن واحدا منهم سيصبح ثالث رائد عربي للفضاء بعد الأمير السعودي سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، الذي أرسلته وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) مع رواد آخرين في منتصف العام 1985 في رحلة الى خارج المجال الجوي للأرض استمرت 7 أيام، وبعد الرائد السوري محمد فارس ضمن رحلة فضائية سورية سوفيتية مشتركة عام 1987.
الرائد العربي الثالث هو اللبناني بسام حيدر، الا أنه أول سائح عربي سيعرفه الفضاء. وقد تحدث حيدر الى "العربية.نت" التي اتصلت به بعد أن وصل اليها صدى تفاصيل رحلته من رجل أعمال عراقي مقيم في لندن، فقال عبر هاتفه النقال من مدينة ماربيا بإقليم الأندلس في الجنوب الاسباني ان محطات تلفزيونية دولية عدة، وكذلك صحف عالمية تصدر باللغات الحية، ستتحدث السبت المقبل عن رحلته عبر جامعية لبنانية، هي السيدة ايلينا جورج، الأستاذة في جامعة موناكو بالجنوب الفرنسي، والتي اتصلت بها "العريية.نت" أيضا للحصول منها على مزيد من تفاصيل رحلة ستحمل أول رائد لبناني الى خارج الآرض.
وقال حيدر، الذي درس ادارة الأعمال في كلية بيروت الجامعية والمتزوج من دبلوماسية سابقة في سفارة ايرلندا بنيجيريا، اسمها ديدري راين، وله منها ابنتان (تاليا وزارة 6 و4 سنوت)، انه دفع 200 ألف دولار ثمنا لتذكرة الرحلة التي سيشاركه فيها 5 "سواح" آخرين من دول عدة، ومن بينهم شريكه في العمل، الفرنسي فيليب سولييه (39 سنة) وان الرحلة ستستمر 24 ساعة، منها ساعتان وأكثر من نصف الساعة سيقضيها الرواد في الفضاء على ارتفاع 360 ألف قدم عن الأرض، أي تقريبا 400 كيلومتر.
وشرح أن طائرة خاصة تابعة لشركة "فيرجن للطيران" وهي بريطانية أسسها مالكها ورئيس مجلس ادارتها الآن، السير ريتشارد برانسون، في العام 1984، ستحمل المركبة بروادها الستة في نوفمبر/تشرين الثاني من العام المقبل الى ارتفاع 50 ألف قدم عن الأرض، ومنه ستنفصل المركبة عن الطائرة ويحملها صاروخ مثبتة عليه الى خارج الجاذبية الأرضية بسرعة 40 ألف كيلومتر في الساعة، أي 3 مرات سرعة الصوت، بحيث تصل المركبة الى مدارها المبرمج بالكومبيوترات بأقل من 90 ثانية، وهناك ستتجول بسياحها الفضائيين مدة 155 دقيقة، بحيث يمكنهم النظر من نوافذها لمشاهدة ما مساحته 1600 كيلومتر مربع من الأرض مرة واحدة، ومنها قد يكون المنظر قسما من نيجيريا، البلد الذي أبصر فيه بسام حيدر النور من أبويين لبنانيين هاجرا اليه من لبنان في العام 1969، حيث والده سعيد حيدر من مدينة النبطية في جنوب لبنان، ووالدته فاطمة العاصي من بيروت، واللذين غادر نيجيريا للاقامة في لبنان ثانية منذ 3 سنوات. أو ربما سينظر من نافذة المركبة ويرى ما مساحته عشرة بالمائة تقريبا من مساحة لبنان، الوطن الذي قال انه سيحمل على البزة الفضائية التي سيرتديها شعاره الرسمي، وهو العلم اللبناني ووسطه شجرة أرز خضراء لم يحملها الى الفضاء أحد قبل الآن الا بسام حيدر.
ويقول بسام، وهو رجل أعمال مقيم بين نيجيريا واسبانيا وبريطانيا ويعمل في حقل العقارات والمواد الأولية لشركات التكنولوجيا الدولية، ان من صعدوا الى الفضاء حتى الآن لا يزيدون على 600 شخص "وفخر كبير لي أن يصبح واحدا من أبناء لبنان من بينهم، كما أفخر انني سأكون بين أول دفعة من سياح الفضاء مع شركة فيرجن للطيران" وفق تعبيره.
وقد أطلعت "العربية.نت" على تفاصيل الرحلة من موقع "فيرجن أتلانتيك" على الانترنت التي بثت الكثير من التفاصيل، ومنها أنها ستقوم برحلة مرة في العام الى أن تتوصل بعد 15 سنة للقيام برحلات تحمل مئات الركاب، بحيث يصل عددهم الى أكثر من 15 ألف سائح في أول 12 سنة بدءا من العام 2023
وذكر بسام حيدر أنه سيغادر بعد يومين الى موناكو للاجتماع الى اعلاميين دوليين، كما سيتوجه في فبراير/شباط المقبل الى الولايات المتحدة للاجتماع الى مسؤولين في وكالة "ناسا" الأمريكية، وأن شركة "فيرجن أتلانتيك" ستقوم بتدريب الرواد الستة لمدة 3 أيام بالتعاون مع "ناسا" قبل أن تنطلق المركبة من مركز "موجاف سبيس" في صحراء ولاية كاليفورنيا.
وروى انه لا يخشى السفر الى الفضاء، ولم يشتر أي بوليصة تأمين على حياته بسبب الرحلة، بل لديه بوليصة قديمة قيمتها 3 ملايين دولار "واذا حصلت أي سلبيات في الرحلة علينا، وكانت هناك كارثة لا سمح الله، فسأكون بذلك شهيد محاولة مهمة في حياتي وحياة وطني" كما قال.