caramba مشرف
العمر : 44 الرصيد : 181 متصل من : كوريا تاريخ التسجيل : 25/11/2007 عدد الرسائل : 2713
| موضوع: بسمه تعالى. 2008-01-26, 19:27 | |
| بسمه تعالى.
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على ال بيته الطيبين الطاهرين....
ويأتي يوم عاشوراء، ذكرى استشهاد سيد الشهداء الحسين بن علي (ع)، فيكمل بمعانيه السامية معاني الأعياد الكريمة التي اقترنت هذه السنة، لتضع أمام المواطن اللبناني الذي يعيش في بلد الله والإنسان بعد محنة دامية كانت أبعد ما تكون عن الله والإنسان، لتضع صورة واضحة للإنسان الذي أراده الله في لبنان وفي العالم..
إنّ الحسين القائد.. البقية الباقية من الإنسان الإلهي، الذي تربى في مدرسة دين الله، يدرك أنّ الطغيان والفساد يلتهمان الجميع، وإنّ الخوف والطمع يمنعان توجيه أي نصيحة واعتراض، وإنّ مخافة الله والضمير النقيّ يتقلصان في المجتمع حتى أصبح الإيمان والخُلق يتهددان بالفناء..
ولاحظ الحسين (ع) أنّ تضحية كبرى تعادل جسامة المحنة: وحدها تتمكن من تفجير ينابيع الخير في ضمير الأمة، فلم يتردد ساعة واحدة، ووضع روحه في كفّه، وحمل معه كل من له وكل ماله، وقذف بجميع ذلك في مثل هذا اليوم في نيران الظلم والظلام المستعرة، فاحترق بها، ولكنه أطفأها، فأضيء بهذه الشموع الطاهرة ليل المجتمع الطويل، وأطلّ الفجر..
لقد وجد الحسين (ع) أنّ الحق لا يُعمل به، وأنّ الباطل لا يتناهى عنه، وأنّ الحاكم يتمادى في اغتصاب حقوق الناس، ويستعمل في تنفيذ ذلك سيفهم وأبناءهم، وأنه يستعبد الإنسان ويجرّه الى تأمين المصالح الذاتية، وأنه يشتري الألسن ويسخّر الأفكار ويشوّه الحقائق ويجتذب القلوب.. ثم يتصرف في هذه المزرعة دون منازع ولا رادع.. يسفك ويهتك ويدمّر ويرحل، ويحوّل الإنسان الحر الشريف الى آلة طيّعة، وها هو يورّث سلطانه ويخلّد ملكه ويفرض البيعة لابنه..
وأخطر ما في الأمر أنه يستعين بالدين الإلهي ومؤسساته وشعائره وأحكامه فيصبغ تصرفاته ومخالفاته بصبغة الشريعة والشرعية، ويعتبر إطاعة أمره فريضة، ومخالفة أهوائه مروقاً، ويسلّ سيف الدين لقتل المؤمنين الأحرار بعد ان يجعل منهم (بحكم القضاة وأحاديث الرواة ومواعظ الدعاة) خوارج مرتدين، فإذا بالإنسان الذي طالما تطلع الى السماء، وناضل في سبيل ترسيخ قواعد الدين، ووضع آماله الكبرى (في الحرية والكرامة والأمان والعيش الطاهر) أمانة بيد قادته.. إذ به يفاجأ بأنّ أعداء حريته وكرامته ومغتصبي حقوقه وأمانيه هم الذين يحكمونه ويؤمونه ويقررون مصيره..
أما الناس: أولئك الذين ربّاهم محمد على أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا على سغب مظلوم وألا يسكتوا على الانحراف مهما كان صغيرا.. أولئك الذين ملأت احتجاجاتهم مجالس الحكام وأندية المجتمع، ها هم أسرى السيف أو الرغيف أو التحريف، وها بعضهم يقول للحسين (بعد ان طلب منه المتحكم في مدينة الرسول مبايعة يزيد): "قلوبنا معك وسيوفنا عليك"..
وخرج من المدينة على إرادة الحكام والاستسلام مهاجراً الى الله الحق، ثم ترك مكة في موسم الحج بالذات إمعاناً في الاحتجاج وإتماماً للتحدي معلناً على رؤوس الأشهاد رفضه لكل ما يجري في العالم الإسلامي ولكل من يجري وراء الطواغيت والمنحرفين مؤكداً أن الحج والمؤسسات الدينية كلها هي لحماية الإنسان وكرامته ولتحريره ومعراجه وتربيته وسموّه، وإلا فالرحلة الحقيقية الى الله هي الى المكان الذي تتوفر فيه القيم الروحية ولو كان عبر الصحراء الى مقام الشهادة في سبيل الله..
خرج الحسين (ع) من مكة الى الصحراء قائلاً: "خُطّ الموت على ولد آدم مخطّ القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني الى أسلافي اشتياق يعقوب الى يوسف.. وكأنّي بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء فيملأن منّي أكراشاً جوفاء وأجربة سغباء"..
ثم ينهي خطبته الشهيرة بقوله: "إني لا أرى الموت إلا سعادة ولا الحياة مع الظالمين، إلا برما ألا ومن كان منكم باذلاً مهجته متشوقاً الى لقاء الله فليرحل معنا"..
ثم ذهب فلاقى مصرعه ومصارع أهله وأصحابه جميعاً، وملأ مسامع العالم خبر استشهاده وطنين شعاراته وبريق بطولاته وجرائم أعدائه، وبدأت الاحتجاجات والندامات والتوبات والثورات تغطّي أرجاء العالم الإسلامي، فهزّت عروش الظالمين وأسقطت كيان المنحرفين وامتدت الشعلة الإنسانية الطاهرة التي أوقدها الله بدمائهم الى أفق الدهر والتاريخ..
علينا أن نتجدد كالسنة الجديدة (هجرية وميلادية) وقد تجددتا معاً، فنتجدد بعقولنا ونفوسنا ومعلوماتنا وأحاديثنا المجلسية والصحفية والعامة..
هلمّوا يا أيها الاخوة لنعمل آحادً وجماعات نبادر الى تصفية ذيول الحرب عبر خلق المصالحات وخرق الأجواء الصعبة: في إيجاد الحوار والبحث المحبّ في تقرير المصير والتفكير به.
أيها اللبنانيون.. تعالوا نتحدى العالم: الصديق الذي راهن بألم على نهايتنا، والعدو الذي تآمر على وطننا، أو على وحدته، أو على سيادته، أو على حريته، أو على انفتاحه، أو على طموحه، أو على ازدهاره، أو على كل ذلك معاً.. (تعالوا) نتحداهم جميعاً ونقول لهم بالفعل لا بالإدعاء أننا هنا باقون.. صامدون.. مستمرون.. نحفظ وطننا ووحدته وسيادته وحريته وانفتاحه وازدهاره..
أيها الاخوة الأعزاء: مع هذه الدمعات أعزّي الأمهات والآباء وذوي الشهداء، فمع هذه الخفقات أبتهل الى الله القدير أن يحتضنهم في عليائه، وهو أقرب وأرحم إليهم من أهلهم، وبهذه الخطرات الفكرية العاطفية أرسم تفاؤلي في الصفحة الأولى من السنة الجديدة، والى الأمام، والى الترفّع، والى التعمّق، والسلام | |
|
رسالي عضو ماسي
العمر : 43 الرصيد : 0 متصل من : GHANA تاريخ التسجيل : 28/07/2007 عدد الرسائل : 3012
| موضوع: رد: بسمه تعالى. 2008-01-27, 01:20 | |
| كل يوم عاشوراء كل ارض كربلاء | |
|