لا ينبغي ان ندع نصر الله يرقص على دمنا

لا ينبغي ان ندع نصر الله يرقص على دمنا

بن كاسبيت "معاريف" الاسرائيلية

يعلمون في اسرائيل ان حسن نصرالله لا يكذب عندما يقول، ويكرر القول انه يملك أجزاء جثث. ويعلم نصرالله ان اسرائيل عالمةٌ بأن لديه اجزاء جثث لضحايا اسرائيليين كما يبدو. فلماذا يثور من ملجأه مرتين في غضون ايام معدودة، ويلوح بأجزاء الجثث هذه؟ لأنه معنيٌ بإدخال هذا الذخر الجديد في المعادلة بإذاء اسرائيل، ويقدر ان اسرائيل خلصت الى استنتاج، وان لم تكن قد استجمعت من الشجاعة لتعترف به اعترافاً معلناً، ان المختطفين الداد ريغيف واودي غولدفاسر ليسا على قيد الحياة.
الانباء السيئة بالنسبة لنصرالله هي ان اسرائيل لا تنوي البتة ان تفاوضة في اجزاء الجثث. هذه هي السياسة السائدة في القدس وفي تل ابيب، وقد نسقت مع العائلات ولا ينوي اي احد ان يدع نصرالله يرفع سقف تهكمه وقسوته رفعاً جديداً على حسابنا. في حالات كثيرة يدفن ضحايا الجيش الاسرائيلي دفناً جزئياً، بل يكون ذلك احياناً جزئيا جداً جداً. كل دفن كهذا يجري عليه تسجيل دقيق في استمارة خاصة يسجل فيها ما الذي دفن بالضبط، ولمن. تحصل العائلة على امكان ان تشهد الوضع لكنها على نحو عام تتخلى من ذلك. المبدأ هو انه ما اثبت في فحص جيني او غيره ان ما يوجد في التابوت جزء من جثة محارب الجيش الاسرائيلي، فإن الامر يعد وكأن المحارب قد اوتي به ليدفن في اسرائيل. كان الامر كذلك دائماً وكذلك سيكون ايضاً. وهذا هو موقف الشرع اليهودي ايضاً.
في آخر مرة واجهنا فيها هذه الفظائع حدث ذلك عندما انفجرت المدرعات في غزة. زحف جنود الجيش الاسرائيلي آنذاك في صف حزين، وبحثوا الرمل عن أجزاء رفاقهم. في نهاية الامر وجدت أجزاء من جميع الضحايا اوتي بها لتدفن. سارعت حماس الى اعلان انها تملك اجزاء جثث، لكنهم اسرعوا في الجيش الاسرائيلي الى انزال حماس عن هذه الشجرة المخيفة وبينوا انه لم توجد تجارة بأجزاء الجثث. يكون تفاوضاً كهذا ممكن فقط عندما يكون الحديث عن أجزاء جثة ضحية لم توجد منها في يد الجيش الاسرائيلي بقايا ولم يؤت بها لتدفن. في هذا الحالة يعد الامر في الحقيقة جثة جندي من الجيش الاسرائيلي موجودة في يد العدو. لكن ليست حالات نصرالله هي تلك.
في حرب لبنان الثانية، للأسف الشديد، كان للجيش الاسرائيلي ضحايا غير قليل او انفجروا. سواء اكان ذلك في الدبابات ام في المروحيات. يملك الجيش الاسرائيلي قائمة دقيقة باولئك الذين اوتي بأجزاء قليلة منهم فقط لتدفن. هذا موضوعٌ حزينٌ ومخيف، لكنه ضروري عندما يكون الحديث عن حروب. للجيش الاسرائيلي تقدير عن اجزاء الجثث التي يتحدث عنها نصرالله. والسؤال هو كيف نتصرف الان. هل ندعو العائلات ونبلغها وندخلها في المعادلة، او نتمسك بالسياسة القائمة والسائدة وفحواها ان لا تفاوض في أجزاء الجثث.
يتمسكون في الجيش الاسرائيلي بهذه السياسة، وحسنٌ ان الامر كذلك. فعلى هذا الحال ايضاً يتقدمها نصرالله تقدماً عظيماً. فهو غير مستعد لتسليم معلومات عن المختطفين الذين في يديه، وهو غير مستعد للسماح بزيارة الصليب الاحمر، وهو يطلب عدداً هائلاً من السجناء مقابل "علامات حياة" وهو ينكل في كل فرصة بالعائلات في اسرائيل مع البصق بوضوح على كل قواعد الاخلاق الانسانية مهما تكن. اننا مقيدون في هذا الوضع غير الممكن حتى من غير ان ندخل ردهة موضوع اجزاء الجثث ويعلمون في الجيش الاسرائيلي انه يوجد حد لكل احتيال حتى لاحتيالات نصرالله ايضاً.
وهذا هو سبب انحصار الجهد الحالي في نطاق جلعاد شاليت خاصة. فهنالك يوجد أسير اسرائيلي حيٌ. توجد قناة اتصال وستوجد علامات حياة واضحة. وهنالك يوجد ثمنٌ واضحٌ وسلعة ايضاً. الصفقة ممكنه ومشروعة. وهذا هو سبب انهم في الجيش الاسرائيلي يضيقون على المستوى السياسي ليستجمع الشجاعة، للاعتراف بحقيقة انه ستكون هناك حاجة الى اطلاق مئات السجناء، جزءٌ كبيرٌ منهم أيديهم ملطخة بالدماء بإعادة شاليت الى البيت.
ان الخطأ في الاسبوع الماضي، الذي قتل به ابن محمود الزهار، كان بالضبط الشيء الذي خافوه في الجيش الاسرائيلي في الاشهر الاخيرة. فالزهار واحدٌ من قنوات الاتصال ومن موجهي الامور لاتمام صفقة شاليت. كان الخوف ان تعوق اصابة ابنه التفاوض بل حتى ان تضطر بجلعاد ضرراً جسمانيا. ومن الصحيح الى الان ان الانطباع في تل ابيب هو ان الامر على غير ذلك النحو.
يعملون في اسرائيل الان على قائمة المخربين المرشحين للاطلاق. سيكون فيها غير قليل من القتلة، وان لم يكن فيها القتلة الكبار حقاً. ستكون تلك قائمة يصعب جداً اطلاقها، وهضمها ايضاً، لكن يجب في وقت ما ان ينضج في تل ابيب ادراكاً من غيره سيزداد جداً احتمال ان يصبح جلعاد شاليت رون آراد الآتي. وكما انهم لا يريدون هنالك ان تصبح كرميت جولدفاسر تامي آراد، فإنهم غير معنين بأن يصبح جلعاد رون. في حالة كرميت لا يوجد الكثير مما يُفعل اما في حالة جلعاد شاليت فيوجد.

WALLA CHI BIDAHHIK