واشنطن ستوفد فريقاً من «أف بي آي» ... لبنان:التحقيق في استهداف موكب للسفارة الأميركية يكشف عن سيارة مفخخة وهويات 3 ضحايا
بيروت الحياة - 17/01/08//
|
مواطن لبناني يزيل الدمار الذي لحق بمنزله نتيجة الانفجار (علي سلطان) |
تولى النائب العام التمييزي اللبناني القاضي سعيد ميرزا، التحقيق في الانفجار الذي استهدف سيارة تابعة للسفارة الأميركية في لبنان مساء أول من أمس في محلة الكرنتينا (المدخل الشمالي لبيروت)، ونقلت وكالة «فرانس برس» من واشنطن عن الناطق باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك قوله: «على رغم انه لم يتم التوصل إلى نتائج حاسمة بشان التفجير، إلا أن الأدلة الأولية تشير الى ان السيارة كانت هي الهدف».وعرفت امس، هوية الضحايا الثلاث الذين قضوا في السيارة التي احترقت أثناء تجاوزها سيارة السفارة لحظة وقوع الانفجار، وهم: جوزف خليل الخوري صاحب سيارة «الفيات» التي تلقت ضغط الانفجار الأساسي وهو من سكان سن الفيل، إضافة إلى فؤاد محمد كمال عبس من الميناء في طرابلس، والسوري غسان حسين المحمد. وأوضحت مصادر أمنية لـ «الحياة» أن «أحد الضحايا تناثر أشلاء وتم التعرف اليه من خاتم الزواج في يده».
وأظهرت التحقيقات الأولية أن الانفجار نجم عن سيارة مفخخة من طراز «هوندا – سيفيك» تبين أنها مسروقة من منطقة المتن وأن صاحبها تقدم بشكوى لدى قوى الأمن الداخلي التي أصدرت بلاغ بحث وتحر حولها. وأظهرت التحقيقات أن شهوداً أفادوا أن السيارة كانت مركونة منذ نحو يومين، أمام محل مقفل منذ نحو 15 عاماً، وكانت مقدمتها أمام باب المحل ومؤخرتها في اتجاه الطريق، وقدرت زنة العبوة بين 20 و25 كيلوغراماً من المواد الشديدة الانفجار.
وفي موقع الانفجار الذي تفقده امس المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، واصلت القوى الأمنية، لا سيما خبراء المتفجرات ومكتب الحوادث في الشرطة القضائية عملها في التفتيش عن أدلة وقرائن وقامت بعملية مسح دقيقة للأبنية والشقق والمكاتب المحيطة بمكان الانفجار مستعينة بالكلاب البوليسية، إضافة الى حفرة الانفجار حيث عثر، بعدما سحبت المياه التي تدفقت إليه نتيجة تضرر قسطل بالانفجار، على أجزاء من السيارة المفخخة كما عثر على محركها وقطع منها في داخل المحل.
وكشفت مصادر قضائية أن فريقاً من مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي (أف بي آي) سيحضر الى لبنان للمشاركة في التحقيقات، وذلك بناء على طلب السلطات الأميركية. وأوضحت المصادر أن السلطات اللبنانية تتجه الى الموافقة على مشاركة فريق المحققين الأميركيين في التحقيقات، نظراً الى أن الاستهداف طاول سيارة ديبلوماسية إضافة إلى توافر أجهزة ومعدات حديثة لدى الخبراء الأميركيين.
وأصيب في الانفجار أكثر من 20 بينهم أميركي جروحه طفيفة، هو ماثيو كليسُن ولا علاقة له بالسفارة وصادف مروره في المكان ووصل الى لبنان قبل نحو أسبوعين ويعمل في مجال التدريس في مدرسة انجيلية.
لكن السفارة الأميركية في لبنان، قيدت حركة العاملين فيها وحضت الأميركيين على تجنب الأماكن العامة. وقالت السفارة في بيان على موقعها على الانترنت، إنها «تذكر جميع الأميركيين المقيمين في لبنان بتوخي الحذر الشديد خاصة عند التخطيط للسفر». وأضاف البيان: «ينصح الأميركيون كذلك بتجنب مواقع الاحتشادات العامة وابلاغ مسؤولي تنفيذ القانون المحليين عن أي نشاط مشبوه». وتابع أنه تم فرض قيود على حركة العاملين في السفارة.
إدانة روسية
ودانت الخارجية الروسية، بحسب بيان وزعته السفارة في بيروت، «العملية الإرهابية»، منددة «بشدة بالعملية التي نفذها الإرهابيون في لبنان». واعتبرت أن «هذه العملية الإجرامية نفذت في اللحظة التي يمر بها لبنان بأزمة سياسية حادة حيث تستمر الجهود المكثفة وبالدرجة الأولى من جانب جامعة الدول العربية من اجل إيجاد حل على اساس المبادرة التي تم التوافق عليها من قبل وزراء خارجية الدول العربية». وأملت بأن «لا تشكل محاولات كهذه تهدف الى ضرب الاستقرار وزعزعة الوضع في البلاد، عائقاً أمام اللبنانيين من اجل الاستمرار في التفتيش عن مخرج للازمة من طريق انتخاب رئيس توافقي للبلاد بأسرع ما يمكن».