بيروت، لبنان (CNN) -- قيدت السفارة الأمريكية في بيروت تحركات موظفيها وطالبت رعاياها في لبنان توخي الحيطة والحذر وتفادي أماكن التجمعات العامة الأربعاء. فيما قالت الإدارة الأمريكية إن تفجير الثلاثاء لن يثنيها عن دعم الحكومة اللبنانية.
وجاء التعميم خلال أقل من أربعة وعشرين ساعة من مصرع ثلاثة أشخاص وإصابة 21 آخرين، إثر انفجار قنبلة في طريق إحدى مركبات السفارة شمالي بيروت مساء الثلاثاء.
وقالت مصادر من قوى الأمن اللبناني إن سيارة مفخخة بقنبلة زنة 15 كيلوغراما من المواد المتفجرة انفجرت بالقرب من سيارة تابعة للسفارة في المنطقة بين "كرنتينا" والدورة" شمال شرقي بيروت.
وإلى ذلك، قال الناطق باسم الخارجية الأمريكية شون ماكورماك الأربعاء إن فريقاً من المحققين من "خدمات الأمن الدبلوماسي" بالوزارة و"مكتب التحقيقات الفيدرالية" سيغادر واشنطن إلى بيروت الأربعاء.
وقال ماكورماك إن التحقيق لم يجزم، حتى اللحظة، أن الهجوم استهدف سيارة السفارة قائلاً: حتى اللحظة لم يتحدد المحللون بصورة قاطعة إذا كانت السيارة الأمريكية هي المستهدفة."
وأكد أن الهجوم لن يدفع بإدارة واشنطن للتراجع عن دعمها للحكومة اللبنانية، مضيفاً: "إلى المسؤولين عن ذلك، إذا كان الهدف محاولة ترهيب الولايات المتحدة، فهم مخطئون لحد بعيد."
وكان ماكورماك قد قال الثلاثاء عقب الانفجار إنّ سائق السيارة أصيب بجروح بسيطة في الحادث، فيما لم يصب الراكب الآخر، والوحيد، الذي كان على متنها بأي أضرار، وكلاهما لبنانيان.
وذكرت المصادر الأمنية أن من بين المصابين الـ21، مواطن أمريكي تصادف وجوده في مسرح الحادث، وأصيب بجراح طفيفة.
وأقامت السلطات اللبنانية حاجزاً أمنياً في منطقة الحادث التي تمت مواراته تحت خيمة الأربعاء.
وقالت السفارة الأمريكية في بيروت في بيان أصدرته الثلاثاء إنّ المؤشرات تبعث على الاعتقاد بكون السيارة كانت هدفا للانفجار، مضيفة أنّ اللبنانيين الذين كانا على متنها هما من المكلفين بأمن السفارة.
غير أنّه لم يكن بوسع ماكورماك التأكيد بأنّ الانفجار كان يستهدف السيارة أو أنّها مرّت على لغم أرضي كان مزروعا لإصابة هدف آخر.
وقال ماكورماك "سنرى...في غضون الأيام القليلة المقبلة إلى ما تقودنا إليه الوقائع."
كما رفض المتحدث، لأسباب قال إنها أمنية، تأكيد تقارير تشير إلى كون السيارة كانت ضمن موكب للسفير الأمريكي في بيروت، المنتهية فترة خدمته هناك، جيفري فيلتمان.
والانفجار هو حلقة جديدة في سلسلة الانفجارات التي ما انفكت تهز لبنان منذ سنتين.
وآخر تلك الأحداث، كان في 12 ديسمبر/كانون الأول، عندما استهدف تفجير ضاحية بعبدا المسيحية في بيروت، مما أدّى إلى مقتل قائد العمليات في الجيش اللبناني اللواء فرانسوا الحاج، الذي كان مرشحا لاستلام منصب قائد أركان الجيش في حال انتخاب القائد الحالي العماد ميشال سليمان رئيسا للبلاد.