صرعوهُ فالمقتلُ الكبرياءُ

موضوع: صرعوهُ فالمقتلُ الكبرياءُ 2008-01-15, 20:08

الشاعر الاستاذ الحاج حسين الصخني

صرعوهُ فالمقتلُ الكبرياءُ
واحتواهم رملٌ فكان مهادا
غطّتْ الشمسُ عريهم وضّاءً
كيف يُرثى موتٌ يضجُّ حياةً
لا رثاءُ للميتين على العزِّ

ميتٌ انت ام ترى وتشاء
لم يزل منك يستمدُّ التأريخُ
لم تزلْ انت بوصلةَ الجرحِ
قدِّسَ الخطْوُ باتجاهِ الحسينِ
لُمْلمَ الحزنُ من شتاتِ الزمانِ
والْتقتْ جراحُ كلِّ نبيِّ

ايها الشاهدُ الشهيدُ لكَ الفخرُ
وتناديكَ كلُّ مثكلةِ الوِلْدِ
وتبكيكَ من أجْدبَ الدمعُ في
ألفُ جيلٍ على جراحِك صلى
فالكراماتُ في ترابِكَ نبْتٌ
من دماءِ الطفوفِ كان سِقاها

ليتني كنت في المحرمِ ظلا
فيدوّي في خافقي الغضبُ الفذّ
انّ هذا الضمير ما ملَّ يشدوك
سجد العزُّ للطفوفِ ثناءً
ما انحنى الخلْدُ مُذعناً وتجلّى
خُطَّ في الحشرِ باسمِك خطٌّ

ميّتٌ انت فاستُبيحَ الخِباءُ
وخيامٌ مشبوبةٌ وجراحٌ
وسيوفٌ مشهورةٌ ورماحٌ
هكذا أَحرقَ الخيامَ لظاها
وأراحَ الظمآنَ صارمُ شمرٍ
لتنمْ سيدي نشيدَ خلودٍ
وغدا تُدفعُ الحرائرُ للبيدِ
ثم يبكي رملٌ ويُصْدعُ نخلٌ
ركعَت زينبٌ لصدرِكَ تستلُّ
طابَ طفُّ روّى ثراهُ حسينٌ

والقضاءُ الذي أحلَّ اصطفاءُ
وتهاوَتْ للجاثمينَ السماء
كيف غطى على الضياءِ الضياء
أوَ تُنعى في عرسِها الشهداء
ولكنْ للقاتلينَ الرثاء

وإذا متَّ مَنْ همُ الأحياء
فتروي ويستقيكَ الضِّماء
دليلٌ وحجّةٌ ودواء
سبيلا وقُدّسَ الانتماء
فانطوى عليهِ عاشوراء
حيث قامَت من بينها كربلاء

إذ أنت في كلِّ عصرٍ لواء
وترجوكَ مَنْ تاهَ عنها الرجاء
مقلتيها وصُدَّ عنها البكاء
وتغنى فصوتُنا أصداء
يتنامى ولا يزال النماء
دمُ حُرٍّ سِقاؤها لا ماء

حيث يصفو إليَّ منكَ النداء
ويحلو على يديك الفداءُ
فقلبي لرجْعِ صداك وعاء
وتدانت لإسمِك الأسماء
لخلودِ الغاضريّةِ الإنحناء
فتبارى في إثْرِه الأنبياء

والخدورُ التي اصطحبْتَ تُساء
وقلوبٌ قد احتواها الشواء
لمعةُ النصلِ والقناةُ سواء
ثم رُجّت بنارِها الهيجاء
ثم أرداهُ فلتُرَقْ ياماء
بعد حينٍ ستعصفُ الأنواء
أسارى فتستحي البيداء
ويدوي من الأنينِ الهواء
عزْماً فضجّت الأرجاء
طابَ فيه النجيعُ والشهداء

كلمات جميلة

:wonderfull: