منتديات شباب أمل الثقافية
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد!
يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
منتديات شباب أمل الثقافية
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد!
يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
منتديات شباب أمل الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
homeالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلالتسجيلدخول

 

 قصّة سيدنا اسماعيل عليه السلام

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابو شهاب
عضو فضي
عضو فضي
ابو شهاب


ذكر
الرصيد : 3
متصل من : liban
تاريخ التسجيل : 22/12/2007
عدد الرسائل : 252

قصّة سيدنا اسماعيل عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: قصّة سيدنا اسماعيل عليه السلام   قصّة سيدنا اسماعيل عليه السلام Empty2008-01-13, 18:03

هاجَر سيدنا ابراهيم من أرض النهرين[1] ، أخذ معه زوجته سارة و ابن خالته سيدنا لوط ( عليه السلام )، ذهبوا إلى مملكة الاقباط ، و هناك أهدى الملك فتاةً اسمها هاجر إلى سارة إكراماً لزوجة خليل الرحمن .

مضى سيدنا إبراهيم إلى فلسطين ، في الطريق و عندما وصلوا إلىقرية " سدوم " على سواحل البحر الميّت أمر سيدنا إبراهيم لوطاً أن يسكن في تلك القرية و يدعو أهلها إلى عبادة الله سبحانه .

أما سيدنا إبراهيم فقد واصل طريقه مع زوجته سارة و الفتاة هاجر إلى أرض فلسطين .

رأى سيدنا إبراهيم وادياً جميلاً تحيطه الراوبي و التلال فالقى رحله هناك .

و منذ ذلك التاريخ و قبل آلاف السنين سكن سيدنا إبراهيم الأرض التي تدعى اليوم بمدينة الخليل .

ضرب سيدنا إبراهيم خيامه في ذلك الوادي الفسيح و ترك ماشيته ترعى بسلام .

كان ذلك الوادي في طريق القوافل المسافرة ، لهذا كان يقصده الكثير من المسافرين فيجدون عنده الماء العذب ، و الطعام الطيب و الكرم و الاستقبال الحسن ، و يجدون عنده الكلمات الطيبة . .

كان سيدنا إبراهيم يتحدث مع ضيوفه ، و كان همّه أن يعبد الناس الله الواحد الأحد لا شريك له و لا معبود سواه .

و تمرّ الايام و الأعوام و عرف الناس إبراهيم الرجل الصالح الكريم . . عرفوا أخلاقه و كرمه و حبّه للضيوف ، عرفوا صلاحه و عبادته و تقواه . و عرفوا حبّه للخير و الناس .

البشرى :

و لكن من يدقق النظر في وجه سيدنا إبراهيم ( عليه السلام )يرى حزناً في عينيه . . لماذا ؟ لان سيدنا إبراهيم يحبّ الاطفال .

كان يتمنّى ان يكون له طفل . .

و ها هو الآن قد أصبح شيخاً كبيراً و أصبحت زوجته عجوزاً و لم يرزقا طفلاً يأنسا به و يملأ بفرحته خيمتهما ، أو يلعب مع الحملان و الخراف .

سارة زوجة سيدنا إبراهيم كانت تحبّ زوجها و لا تريد له أن يحزن ، لهذا قالت له ذات مساء .

ـ أنت تحبّ أن يكون لك أطفال و ذريّة .

قال سيدنا إبراهيم :

ـ انها مشيئة الله و إرادته و أنا راض بذلك .

قالت سارة المرأة الصالحة :

ـ أنا أحب أن يكون لنا طفل نرعاه و . . نحبّه و يحبّنا . .

ـ و لكن !!

ـ يا خليل الرحمن أعرف أنني قد أصبحت عجوزاً و لكن سأهب لك جاريتي هاجر . . تزوّجها فلعلّ الله أن يرزقنا منها أولاداً .

قال إبراهيم :

ـ أنا لا أريد أن تحزني بسببي يا سارة .

ـ لن أحزن يا خليل الرحمن . . سأفرح بفرحك .

و هكذا وهبت سارة جاريتها هاجر إلى زوجها إبراهيم فتزوّج سيدنا إبراهيم . .



و لم تمض تسعة اشهر حتى سُمع بكاء الطفل . . وفرح الجميع بميلاد إسماعيل .

الرحيل :

وهب الله سبحانه إبراهيم ولداً هو إسماعيل . كان طفلاً محبوباً ملأ قلب أبيه فرحاً ومسرَّة . لهذا كان يحتضنه ويقبّله و كان يقضي بعض أوقاته في خيمة أمّه هاجر .

سارة المرأة الصالحة كانت تحبّ سيدنا إبراهيم ، تحبّ أن يفرح زوجها . . و لكنها بدأت تغار من هاجر . هاجر التي رزقت طفلاً أمّا هي فظلّت محرومة .

سارة لا تريد للغيرة أن تأكل قلبها . . لا تريد أن تكره أو تحقد على هاجر بسبب ذلك . .

من أجل هذا قالت لزوجها إبراهيم : انها لا تريد أن ترى هاجر بعد الآن . . لأنها اذا رأت هاجر فستغار منها وتحقد عليها وهي لا تريد أن تدخل النار بسبب ذلك .

الله سبحانه رؤوف بعباده . . كانت سارة محرومة من الأطفال تحمّلت العذاب والهجرة بسبب إيمانها بزوجها إبراهيم و هي صابرة طوال هذه السنين . . ظلّت مؤمنة بربها و برسوله إبراهيم .

إلى البيت العتيق :

و قضت مشيئة ربّنا سبحانه ان يأخذ إبراهيم هاجر و ابنها إسماعيل إلى أرض بعيدة في الجنوب .

امتثل سيدنا إبراهيم لأمر الله فشدّ الرحال إلى مكان مجهول لم يذهب اليه من قبل ..

و سار إبراهيم مع زوجته هاجر ، ومعها إسماعيل الطفل الرضيع سارا أيّاماً طويلة . . و في كل مرّة و عندما يرى سيدنا إبراهيم مكاناً جميلاً أو وادياً معشباً كان ينظر إلى السماء ، كان يتمنّى أن يكون قد وصل المكان الموعود .

و لكن الملاك يهبط من السماء و يخبره باستئناف المسير .

و هكذا كان سيدنا إبراهيم يسير ويسير ومعه زوجته هاجر و هي تحمل طفلها الرضيع .

و بعد أيام طويلة وصلوا أرضاً جرداء عبارة عن وادٍ ليس فيه سوى الرمال ، وبعض شجيرات الصحاري الجافّة .

في ذلك المكان هبط الملاك و اخبر سيدنا إباهيم بانه قد وصل الأرض المقدسة .

نزل إبراهيم في ذلك الوادي . . كان وادياً خالياً من الحياة ليس فيه نهر و لا نبع و لا يعيش فيه إنسان .

إنها إرادة الله أن يعيش الصبي إسماعيل و امّه في هذا المكان .

الوداع :

قبّل سيدنا إبراهيم طفله الوديع إسماعيل . . بكى من أجله .

على إبراهيم أن يعود و يترك هاجر و ابنها في هذا المكان الموحش بكى إبراهيم من أجلها و هو يبتعد عائداً إلى فلسطين .

التفت هاجر حواليها لم تر شيئاً سوى الرمال وسوى صخور الجبال الصماء . . قالت لزوجها :

ـ أتتركنا هنا . . في هذا الوادي الموحش ؟!

ـ لقد أمرني الله بذلك يا هاجر .

كانت هاجر امرأة مؤمنة عرفت ان الله رؤوف بعباده ويريد لهم الخير و البركات .

قالت لابراهيم :

ـ ما دام ان الله قد أمرك فهو كفيلنا و هو يرعانا . . انه لا ينسى عباده .

ابتعد إبراهيم بعد ان ودّع ابنه و زوجته .

وقف فوق التلال و نظر إلى السماء و ابتهل إلى الله أن يحفظهما من الشرور .

الماء ! الماء !

اختفى إبراهيم في الافق البعيد . لم تعد هاجر تراه ، أمّا إسماعيل فلم يكن يعلم ماذا يجري حوله . .

فرشت هاجر لابنها جلد كبش ، وقامت لتصنع لها و لطفلها خيمة صغيرة .

كانت تعمل بكل طمأنينة ، و كأنها في بيتها . . كانت تؤمن أن هناك من يرعاها و يرعى و ليدها . في النهار تجمع بعض الحطب و في المساء توقد النار و تصنع لها رغيفاًً تتعشّى به ، و كانت تسهر معظم الليل و هي تنظر إلى السماء المرصعة بالنجوم .

مضت عدّة أيام و هاجر على هذه الحال . . نفد ما معها من الماء . . لم يبق في القربة حتى قطرة واحدة .

نفد الماء كلّه . . لم تبق منه قطرة واحدة . . الوادي الموحش يملأه الصمت .

راحت هاجر تدير بصرها في جنبات الوادي . . و لكن لا شيء ، ايقنت ان هذه أرض جرداء خالية من الماء . . لم يمرّ بها انسان من قبل و لا يطير في سمائها طائر . .

بكى إسماعيل الطفل الرضيع كان عطشاناً يبحث عن قطرة ماء . . انه لا يدرك ما يجري حوله . .

لا يدري في أي مكان هو في هذه الأرض .

نظرت امّه اليه باشفاق . . ماذا تفعل . .من أين لها أن تأتي بالماء في هذه الصحراء ؟!

فجأة تفجَّرت في قلبها إرادة الأمومة . . لابدّ ان تفعل شيئاً . . لا بد أن يوجد في هذه الأرض ماء و لو قطرة . .

لعل في خلف هذا الجبل غدير أو نبع . . لعل خلف ذاك التلّ بئر حفره إنسان طيّب من أجل القوافل المسافرة .

نهضت هاجر . . نظرت حواليها لتتأكد من عدم وجود ذئب أو ضبع يفترس ابنها الرضيع . . لا شيء سوى شجيرات الشوك هنا و هناك . . ركضت هاجر باتجاه جبل الصفا .

كانت تركض بعزم و أمل و كان هناك خوف في قلبها . . فقد يختطف الذئب صغيرها الظامئ إسماعيل . .

كان صراخ إسماعيل يدوّي في أذنها . .



ارتقت هاجر قمّة الجبل . . فنظرت في الوادي . . رأت ما يشبه تموجات الماء . . انحدرت باتجاه الوادي . .

و لكن لا شيء لم تكن هناك غير الرمال . . لقد كان مجرد سراب ما رأته في قلب الوادي . .

عادت هاجر تركض نحو طفلها إسماعيل . . ما يزال يبكي يصرخ يريد ماءً . . نظرت إلى جبل المروة في أمل . . لعل هناك ماءً . .

راحت تركض باقصى سرعة . . و كانت الرمال تتطاير تحت قدميها . .

تراءى لها ما يشبه الماء . . ركضت . . ركضت . . ركضت . . بسرعة . . و لكن لا شيء سوى السراب . . انقطع بكاء إسماعيل غاب عن بصرها . .

عادت بسرعة . . رأته من بعيد يبكي . . ما يزال يطلب الماء . . و ربّما كان يبحث عن أمّه . . كان خائفاً . .

راحت هاجر تعدو بين جبل الصفا و جبل المروة تبحث عن ماء لوليدها إسماعيل . . سيموت من الظمأ ، سيموت من العطش . . نظرت إلى السماء صاحت من كل قلبها : يا رب :

ارتقت جبل المروة غاب إسماعيل عن بصرها . . انقطع بكاؤه . . خافت هاجر ربّما يكون قد مات . . ربّما افترسه ذئب جائع . .

أقبلت تعدو بكل ما أُتيت من قدرة رأت من بعيد إسماعيل هادئاً كان يحرّك يديه و قدميه و كان هناك نبع قد تفجّر عند قدميه الصغيرتين .

نظرت هاجر إلى السماء و هي تبكي ، لقد استجاب الله دعوتها فتدفق الماء من قلب الرمال . .

أسرعت هاجر لتصنع حوضاً حول الماء . . ليكون فيما بعد بئر زمزم التي يشرب منها الظامئون .

قبيلة جرهم :

شمّت الطيور رائحة الماء فراحت تدور حول النبع سعيدة . .

هاجر فرحت بمنظر الطيور البيضاء و هي تحلق في سماء الوادي .

إسماعيل أيضاً كان سعيداً و هو يراها تلعب في الفضاء .

كان السكان في تلك الصحاري يعيشون حياة الرحّل . . ذات يوم مرّت قبيلة جرهم قريباً من الوادي فرأى الناس طيوراً تحلق في السماء . .

عرفوا أنّ في ذلك الوادي ماءً . . لهذا توجهوا نحوه . .

عندما انحدرت قوافلهم في الوادي شاهدوا منظراً عجيباً لم يكن هناك سوى امرأة مع ابنها الرضيع . .

قالت لهم المرأة : أنا هاجر زوجة إبراهيم خليل الرحمن .

كان افراد قبيلة جرهم أُناساً طيبين . . قالوا لهاجر :

ـ هل تسمحين لنا في السكن في هذا الوادي ؟

السيدة هاجر قالت لهم : حتى استأذن لكم خليل الرحمن .

ضرب أفراد جرهم خيامهم قريباً من الوادي ريثما يأتي سيدنا إبراهيم فيستأذنوه . .

جاء سيدنا إبراهيم و رأى مضارب الخيام . . رأى قطعان الماشية و الجمال لهذا فرح بقدوم تلك القبيلة العربية .

و منذ ذلك الوقت استوطنت قبيلة جرهم الوادي وعاش إسماعيل و هاجر حياة طيبة . .

أفراد القبيلة قدّموا لاسماعيل كثيراً من الخراف ، و ضربوا له و لوالدته خيمة جميلة تقيهم حرّ الشمس في الصيف و تحميهم من المطر في الشتاء . .

كبر إسماعيل و تعلّم لغة العرب . . كان فتى طيباً ورث أخلاق أبيه إبراهيم وتأثَّر بأخلاق العرب الطيبين تعلّم منهم الكرم و الضيافة و الشجاعة و الفروسية .

الكعبة . . رمز التوحيد

الله ربّنا أمر سيدنا إبراهيم ( عليه السلام ) أن يبني بيتاً و مسجداً يكون رمزاً للتوحيد و مكاناً لعبادة الله .

قال سيدنا إبراهيم لولده :

إنّ الله يامرني أن ابني بيته فوق هذا التل الصغير !

لبّى إبراهيم أمر الله و لبى إسماعيل دعوة أبيه إبراهيم لبناء بيت الله .

كان على إبراهيم الشيخ الكبير و إسماعيل الفتى أن ينهضا بهذه المهمة الشاقة .

عليهما أولاً أن ينقلا الصخور المناسبة للبناء من الجبال المحيطة بالوادي .

و كان عليهما أن يجمعا التراب و يوفرا الماء الكافي لصنع " الملاط " اللازم في بناء البيت .

و هكذا بدأ البناء نقلوا أوّلاً الصخور من الجبال المحيطة بالوادي و صنعا حوضاً للماء و جمعا التراب .

كان الفتى إسماعيل يتولّى حمل الصخور . . كان ينتخب الصخور الصلبة لتكون أساساً قوياً في البناء . .

جمع كثيراً من الصخور الخضراء اللون . . ثم صبَّ الماء في حوض التراب ليصنع طيناً لزجاً يشدّ الصخور إلى بعضها .

كان سيدنا إبراهيم يرصف الصخور الخضراء الواحدة بعد الاخرى ليبني أساس البيت . .

أمّا إسماعيل فكان يناول أباه الصخور . .

في كل يوم كانا يبنيان سافاً واحداً ، ثم يعودا في اليوم التالي لبناء ساف آخر و هكذا .

في كل يوم كان البناء يرتفع قليلاً . . و في كل يوم كان إبراهيم و إسماعيل يطوفان حول البناء و يقولان : ربّنا تقبل منّا انك أنت السميع العليم .

ارتفع البناء في الفضاء تسعة أذرع أي ما يقرب من الثمانية أمتار رأى سيدنا إبراهيم فراغاً في زارية البيت العليا .

في تلك الليلة كانت الشهب تتوهّج في السماء و سقط نيزك فوق سفوح الجبال القريبة .

في الصباح انطلق سيدنا إبراهيم إلى الجبل المطلّ على الوادي وقعت عيناه على حجر ابيض مثل الثلج كان حجراً بحجم الفراغ . . لهذا حمله سيدنا إبراهيم و وضعه في مكانه .

انتهى بناء البيت . . بيت الله الحرام ليكون أول بيت يعبد فيه الله وحده لا شريك له .



كان للكعبة بابان باب باتجاه الشرق ، وباب باتجاه الغرب جمع سيدنا إبراهيم نباتاً طيب الرائحة يدعى " الأذخر " فوضعه على الباب ، وجاءت هاجر أم إسماعيل و أهدت إلى الكعبة كساءً .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو شهاب
عضو فضي
عضو فضي
ابو شهاب


ذكر
الرصيد : 3
متصل من : liban
تاريخ التسجيل : 22/12/2007
عدد الرسائل : 252

قصّة سيدنا اسماعيل عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصّة سيدنا اسماعيل عليه السلام   قصّة سيدنا اسماعيل عليه السلام Empty2008-01-13, 18:04

الحج الابراهيمي :

انطلق سيدنا إبراهيم إلى الجبل و ارتقى القمّة ثم هتف بأعلى صوته يدعو الاجيال البشرية إلى حج البيت العتيق .

سمعت قبيلة جرهم و القبائل العربية المجاورة نداء إبراهيم خليل الرحمن .

لم يحج ذلك العام سوى سيدنا إبراهيم و إسماعيل و هاجر .

هبط الملاك جبريل يُعلّم سيدنا إبراهيم مناسك الحج .

اغتسلوا بمياه زمزم و ارتدوا ثياباً بيضاء ناصعة و بدأوا طوافهم حول الكعبة سبع مرات ، و أدّوا الصلاة و دعوا الله أن يتقبل منهم أعمالهم . .

و بعدها انطلقوا لقطع الوادي بين جبلي الصفا و المروة و تذكرت هاجر تفاصيل ذلك اليوم قبل أكثر من اثني عشر عاماً عندما كان إسماعيل صبياً في المهد .

تذكّرت بكاءه و بحثها عن الماء . . تذكّرت كيف قطعت هذا الوادي الموحش سبعة أشواط تبحث عن الماء و كيف توجهت بقلبها إلى السماء ؟

و كيف تدفق الماء عند قدمي إسماعيل ؟!

الله ربّنا أراد لهذه الحوادث ان تبقى في ذاكرة البشر ، يتذكّروا دائماً ان الله سبحانه هو وحده القادر على كل شيء .

صعد سيدنا إبراهيم و ابنه إسماعيل جبل الصفا و نظر إلى بيت الله بخشوع و هتفا :

ـ لا اله الاّ الله وحده لا شريك له . . له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو على كل شيء قدير .

القربان :

هبط الملاك جبريل و أمر سيدنا إبراهيم ان يتزوّد بالماء ثم يذهب إلى جبل عرفات و منى ، و من ذلك الوقت سمّي يوم الثامن من ذي الحجة الحرام بيوم التروية .

أمضى سيدنا إبراهيم ليلته هناك . . نظر إلى السماء المرصّعة بالنجوم .

نظر إلى ما خلق الله من الكواكب التي تشبه المصابيح فسجد لله الخالق البارئ المصور له اللاسماء الحسنى يحيي ويميت و هو على كل شيء قدير .

أغمض سيدنا إبراهيم عينيه و نام . . في عالم المنام رأى سيدنا إبراهيم شيئاً عجيباً‍!!‍ ‍‍

رأى نفسه يذبح ولده إسماعيل . . إنتبه من نومه . .كانت السماء ما تزال زاخرة بالنجوم و رأى ابنه نائماً عاد سيدنا إبراهيم إلى نومه . .

مرّة أخرى تكررت ذات الرؤيا . . رأى نفسه يذبح ابنه و يقدمه قرباناً إلى رب العالمين !!‍‍‍‍

استيقظ سيدنا إبراهيم و قد انفلق عمود الفجر . . توضأ و صلى . . و استيقظ إسماعيل فتوضأ و صلى طلعت الشمس و غمرت التلال بالنور .

كان سيدنا إبراهيم حزيناً . . ان الله عزوجل يمتحنه مرّة أخرى . . يمتحنه هذه المرّة يذبح ابنه . . ماذا يفعل ؟

لو أمره الله سبحنه بان يقذف نفسه في النار لفعل ، و لكن ماذا يفعل في هذه المرّة عليه أن يذبح ابنه ؟! ترى ماذا يفعل ؟ هل يخبر ابنه بذلك هل يذبحه عنوة و اذا أخبر ابنه هل يقبل ابنه بالذبح ، هل يتحمل إسماعيل آلام الذبح ‍؟

إسماعيل رأى أباه حزيناً فقال له :

ـ لماذا أنت حزين يا أبي ؟

قال سيدنا إبراهيم :

ـ هناك أمر أقلقني . . يا بني إنّي ! أرى في المنام أنّي أذبحك فماذا ترى ؟

أدرك إسماعيل أن الله سبحانه يأمر رسوله إبراهيم أنّ يضحي بولده . . إسماعيل كان يحب أباه كثيراً يعرف أنّ أباه لا يفعل شيئاً الاّ بأمر ربّه . . انه خليل الرحمن الذي امتحنه الله عندما كان فتى في بابل و حتى بعد أن أصبح شيخاً كبيراً .

عرف إسماعيل أن الله يمتحن خليله إبراهيم . . لهذا قال له :

ـ يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين .

سيدنا إبراهيم فرح بذلك كان إسماعيل ولداً بارّاً مطيعاً و مؤمناً بالله و رسوله .

الذبيح :

أخذ سيدنا إبراهيم مدية و حبلاً و ذهب إلى أحد الوديان القريبة . .

كان إسماعيل يرافق أباه ساكتاً يهيّأ نفسه للحظة الذبح ويدعو الله أن يمنحه الصبر لتحمل الآلام في سبيله . .

هاجر عندما رأت سيدنا إبراهيم و إسماعيل قد انطلقا نحو الوادي فكّرت انهما ذهبا لجمع الحطب . .

وصل سيدنا إبراهيم و إسماعيل الوادي . .

نظر إسماعيل إلى أبيه كانت عيناه مليئتان بالدموع . . هو أيضاً بكى من أجل ابيه الشيخ ـ فأراد أن ينهي الأمر بسرعة قال لأبيه :

ـ يا أبي احكم و ثاقي ، و اكفف ثيابك حتى لا تتلطخ بالدم فتراه أمي . . يا أبي و اشحذ السكين جيداً و أسرع في ذبحي فان آلام الذبح شديدة .

بكى سيدنا إبراهيم و قال :

ـ نِعْمَ العون أنت يا بني على أمر الله .

أحكم سيدنا إبراهيم الوثاق على كتفي إسماعيل . . كان إسماعيل مستسلماً تماماً لأمر الله .

اغمض عينيه . . سيدنا إبراهيم أمسك بجبين ولده و أحناه إلى الارض .

جثا إسماعيل الفتى بهدوء كان يودع الحياة ، يودع أمه و أباه . . وضع سيدنا إبراهيم السكين على عنق إسماعيل . . لحظة واحدة و ينتهي كل شيء .

ماذا حصل في تلك اللحظات المثيرة ؟! هل ذُبح إسماعيل ؟ كلاّ .

سمع سيدنا إيراهيم نداءً سماوياً . . يأمره بذبح كبش فداءً لاسماعيل . .

نظر سيدنا إبراهيم إلى جهة الصوت . . فرأى كبشاً سميناً ينزل من فوق قمة الجبل . . كان كبشاً أملح له قرون !

حلَّ سيدنا إبراهيم الوثاق عن ابنه إسماعيل . . ثم قدَّم الكبش و ذبحه باسم الله و قدّمه قرباناً إلى ربّنا الرحيم .

و من ذلك اليوم أصبح تقديم الاضاحي من مناسك الحج .



المسلمون في كل مكان يذهبون لزيارة بيت الله . . البيت الذي بناه إبراهيم و إسماعيل لعبادة الله . . يطوفون حوله و يمجّدون اسمه . . و يسعون بين الصفا و المروة كما سعت هاجر من قبل ، و يُقدِّمون القرابين كما قدّم إبراهيم قرباناً من قبل . . يفعلون ذلك لأنهم على دين إبراهيم و دين سيدنا إبراهيم هو دين الاسلام الحنيف .

أنا ابن الذبيحين :

هل تعلمون من قال هذه العبارة ؟

إنّه سيدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) لماذا ؟ لان سيدنا محمد من ذريّة إسماعيل ( عليه السلام ) فقد عاش سيدنا إسماعيل ( عليه السلام ) و تزوّج و أصبحت له ذرّية . .

و من ذرّيته عبد المطلب جدّ سيدنا محمد ( صلى الله عليه و آله ) و هو الذي حفر زمزم و في عهده هاجم الجيش الحبشي مكّة لتدمير الكعبة فدعا عبد المطلب الله سبحانه أنا يحمي البيت الحرام من شرّ الأعداء و استجاب الله دعاء حفيد إبراهيم و إسماعيل و أرسل طيراً أبابيل قصفت جيش ابرهة الحبشي و مزقته . .

دعا عبد المطلب الله سبحانه ان يرزقه عشرة بنين و نذر إن رزقه الله ذلك أن يذبح أحدهم قرباناً لله . .



الله سبحانه رزق عبد المطلب عشرة أبناء . . فقال عبدالمطلب :

ـ لقد رزقني الله عشرة أبناء و عليّ أن أفي بالنذر .

اقترع عبد المطلب بين بنيه العشرة فخرجت القرعة على عبد الله والد سيدنا محمد ( صلى الله عليه و آله ) فأراد عبد المطلب أن يذبح ابنه وفاءً بنذره .

أهل مكّة كانوا يحبّون عبد الله كثيراً لهذا قالوا لعبد المطلب : لا تذبح إبنك و اقرع بينه و بين الابل . . و اعط ربّك حتى يرضى . .

و هكذا كان عبد المطلب بقرع بينه و بين عشرة من الابل فتخرج القرعة على عبد الله حتى أصبح عدد الابل مئة و عندها خرجت القرعة على الابل . . لقد رضي الله بالفداء .



فأمر عبدالمطلب بالابل ان تنحر و أن يوزع لحومها على الفقراء و الجياع .

لقد كان عبد الله على وشك أن يذبح و لكن الله رضي بفدائه فهو كإسماعيل الذي افتداه الله بذبح عظيم .

لهذا كان سيدنا محمد ( صلى الله عليه و آله ) يقول : أنا ابن الذبيحين ، لأنه ابن عبد الله بن عبد المطلب الذي هو من ذريّة ذبيح الله إسماعيل .

و اليوم عندما يذهب المسلمون كل عام إلى مكّة لأداء مراسم الحج فانهم يتذكرون جميعاً قصة إسماعيل ذلك الفتى البار المطيع لله و لرسوله .

بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ * إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ * أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ * فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ * فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ * فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ * فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ * مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ * فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ * فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ * قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ * وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ * قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ * فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ * وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ }[2] .



--------------------------------------------------------------------------------

[1] العراق .

[2] سورة الصافات ( 37 ) ، الآيات : 83 ـ 110 .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سدرة المنتهى
مشرفه
مشرفه
سدرة المنتهى


انثى
العمر : 37
الرصيد : 0
متصل من : في رحاب اهل البيت
تاريخ التسجيل : 29/01/2008
عدد الرسائل : 3624

قصّة سيدنا اسماعيل عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصّة سيدنا اسماعيل عليه السلام   قصّة سيدنا اسماعيل عليه السلام Empty2008-04-03, 00:08

:baraka allah:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زينب الحوراء
مشرفه
مشرفه
زينب الحوراء


انثى
العمر : 43
الرصيد : 247
متصل من : لبنان(البقاع الغربي)
تاريخ التسجيل : 19/02/2008
عدد الرسائل : 2760

قصّة سيدنا اسماعيل عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصّة سيدنا اسماعيل عليه السلام   قصّة سيدنا اسماعيل عليه السلام Empty2008-04-07, 05:53

barakallah
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصّة سيدنا اسماعيل عليه السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شباب أمل الثقافية :: الأدب والثقافة :: القصص القصيرة-
انتقل الى: