منتديات شباب أمل الثقافية
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد!
يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
منتديات شباب أمل الثقافية
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد!
يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
منتديات شباب أمل الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
homeالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلالتسجيلدخول

 

 أبونا آدم و أمُّنا حوّاء

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابو شهاب
عضو فضي
عضو فضي
ابو شهاب


ذكر
الرصيد : 3
متصل من : liban
تاريخ التسجيل : 22/12/2007
عدد الرسائل : 252

أبونا آدم و أمُّنا حوّاء Empty
مُساهمةموضوع: أبونا آدم و أمُّنا حوّاء   أبونا آدم و أمُّنا حوّاء Empty2008-01-13, 05:37

قبل ملايين السنين خلق الله العالم . . الكواكب و النجوم و السماوات . . و خلق الله الملائكة من نور . . و خلق الجنّ من نار . . و خلق الله الأرض .

لم تكن الأرض مثلما هي عليه اليوم . . كانت مليئة بالبحار ، و كانت الأمواج ثائرة ، و الرياح تعصف بشدّة . .

و البراكين مشتعلة ، و النيازك الضخمة و الشهب تهاجم الأرض .

و لم تكن هناك من حياة على الأرض . . لا في البحار و لا في البراري .

وقبل ملايين السنين ، ظهرت في البحر أنواع صغيرة من الأسماك ، و ظهرت في البر نباتات بسيطة .

ثم تطوّرت الحياة شيئاً فشيئاً ، و ظهرت على سطح الأرض حيوانات كالزواحف ، والبرمائيات ، و ظهرت الدنياصورات بأشكالها المتعددة و أنواعها المختلفة .


و بين فترة و أخرى كانت الثلوج تغطّي الأرض فتموت النباتات و تموت الحيوانات و تنقرض ، و تظهر بدلها أنواع جديدة . . و بين فترة و أخرى تذوب الثلوج و تعود الحياة في الأرض مرّة أخرى .

في تلك الأزمنة السحيقة . . و ما تزال الأرض لم تهدأ بعد من البراكين و الزلازل . . و العواصف العاتية ، و الأمواج الثائرة . . و لم تكن الثلوج قد ذابت بعد . . في تلك الأزمنة البعيدة أخذ الله من الأرض تراباً . . من المرتفعات و من السهول ، و من الأرض السبخة المالحة ، و من الأرض الخصبة العذبة . . مُزجت التربة بالماء و أصبحت طيناً متماسك الجزئيات .


خلق الله سبحانه من ذلك الطين ما يشبه هيئة الإنسان ، رأس و عينان و لسان و شفتان و أنف و أذنان و قلب و يدان و صدر و قدمان .

تبخّر الماء و جمد التمثال البشري ، اصبح الطين حجراً صلداً يابساً إذا هبّت الريح يسمع منه صوت ينُّم عن تماسكه .

و على هذه الحالة ظلّ التمثال نائماً إلى أمد طويل لا يعلم مداه إلاّ الله سبحانه .

الأرض :

و في تلك الفترة من الزمن هدأت الأرض ، هدأت الأمواج في البحار ، و هدأت العواصف ، و انطفأ كثير من البراكين . . .

ونمت الغابات أصبحت كثيفة و امتلأت بالحيوانات و الطيور ، و تفجّرت ينابيع المياه العذبة ، و جرت الأنهار .

اما المناطق التي انعدم فيها الماء فقد كانت الرياح الطيبة تحمل لها الغيوم ، و هناك تهطل الأمطار لتحيي الصحراء الخالية من الأنهار و النبات .

و عندما يسافر المرء في الفضاء يشاهد الأرض من بعيد كرةً تدور في الفضاء حول الشمس فتنشأ الفصول .

صيف يعقبه خريف ، و خريف يعقبه شتاء و بعد الشتاء يأتي الربيع .

فتزداد الأرض خُضرةً و تصبح النباتات و الغابات أكثر بهجةً .

و تتدفق الأنهار بالمياه العذبة ، و تفور الينابيع بالمياه الصافية الباردة .

و تدور الأرض حول نفسها ، فينشأ الليل والنهار .

في النهار تستيقظ الطيور فتطير باحثة عن رزقها ، و تستيقظ الحيوانات تبحث عن طعامها .

الغزلان تركض في الغابات و الوعول فوق سفوح الجبال ، و الفراشات تدور في الحدائق تبحث عن الأزهار و الرحيق ، و الحيوانات المفترسة تزأر في الغابات .

كل شيء في الأرض ينمو و يتكاثر ، فالأرض تمتلئ بالحياة و البهجة .

الأشجار تحمل الثمار ، و الخراف و الماعز تأوي إلى الكهوف تبحث عن مأوى يحميها من الحيوانات الكاسرة .

كل شيء يمضي في طريقه كما خلقه الله سبحان و تعالى .

أصبحت الأرض جميلة جدّاً . . . أصبحت ملوّنة . . زرقة البحار . . و خضرة الغابات و التلال التي تكسوها الأعشاب ، و سمرة الصحاري . . و بياض الثلوج . . و أشعة الشمس الحمراء في الشروق .

امتلأت الأرض بالحياة . . طيور و حيوانات ، و غابات و نباتات و أزهار و فراشات . . . أمّا الإنسان فلم يكن له وجود بعد .

آدم . . الإنسان الأول :

و في لحظة من لحظات الرحمة و اللطف الإلهي ، نفخ الله في تمثال الصلصال من روحه ، عطس وقال : الحمد لله .

نهض آدم دبّت فيه الروح و أصبح بشراً سويّاً ، يتنفس و يجيل نظره . . أصبح إنساناً يفكّر و يتأمّل . . يحرّك يديه و يمشي يعرف الجميل و يدرك القبيح . . يعرف الحق و يدرك الباطل . . الخير والشر ، السعادة و الشقاء .

أمر الله الملائكة أن تسجد لآدم . . ان تسجد لما خلقه الله بيده .

سجد الملائكة جميعاً . .

الملائكة لا تعرف شيئاً سوى طاعة الله . . انها تسبح الله دائماً . . . خاشعة لله في كل وقت . . . سجدت للإنسان لأن الله اختاره خليفة له في الأرض . .

لأن الله جعله خليفة . . انه أرفع منزلة من الملائكة .

و لكن هناك مخلوق آخر لم يسجد ! ! كان هناك جنّي خلقه الله قبل ان يخلق أبانا آدم بستة آلاف عام . . لا يعلم أحد أهذه الأعوام كانت من أعوام الأرض أم من أعوام كواكب أخرى لا نعرفها .

الجنّ خلقه الله من النار . . إبليس لم يسجد لآدم . . لم يطع الله قال في نفسه : انه أفضل من آدم . لأن اصله من النار . . تكبّر إبليس . . و استنكف ان يسجد لآدم المخلوق من الطين . .

كان الملائكة جميعاً ساجدين . . الملائكة جميعاً يطيعون الله يسبّحون اسمه و يقدّسون ذاته . . امّا إبليس فقد كان من الجن فعصى أمر الله و لم يسجد لآدم .

قال الله سبحانه : لماذا لا تسجد لآدم يا إبليس ؟

قال إبليس : أنا أفضل منه . . لقد خلقتني من النار أما آدم فمخلوق من الطين . . النار أفضل من الطين .

طرد الله إبليس المتكبّر من حضرته . . طرده من رحمته . . و من ذلك الوقت حقد إبليس على آدم . .

حسده أولاً ثم حقد عليه . . إبليس مخلوق متكبّر حسود و حاقد . . لا يحبّ أحداً سوى نفسه .

أصبح شغله و همّه كيف يقضي على آدم . . كيف يغرّه ليضلّه .

طرد الله إبليس من رحمته . . قال له أخرج فإنك رجيم . . و إنّ عليك لعنتي إلى يوم الدين .

قال : إبليس : أمهلني يا ربّ إلى يوم الدين . . قال الله سبحانه : إنك من المنظرين إلى يوم الدين . . إلى وقت معلوم .

قال إبليس : رب بما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ، لأغوينهم أجمعين . .

كم هو ملعون إبليس . . كم هو مكابر وكذّاب . . انه يتهم الله سبحانه بانه هو الذي أغواه . . لم يلق اللوم على نفسه لمعصيته . . لم يقل أنه حسد آدم و حقد عليه و انه تكبّر فلم يسجد و لم يطع الله !

و هكذا كفر إبليس . . استكبر ثم كفر . . ظنّ نفسه أفضل من آدم لأنه مخلوق من نار و آدم اصله طين و تراب .

إبليس أناني . . نسي أن الله خلقه و هو يأمره و عليه أن يطيع الله . .

حوّاء :

خلق الله آدم وحيداً . . ثم خلق من أجله حواء ، فرح آدم بزوجه ، وهي أيضاً فرحت بلقائه .

اسكن الله سبحانه أبانا آدم و أمّنا حواء الجنّة .

الجنة مكان جميل . . جميل جداً . . انهار كثيرة . . و أشجار خضراء خالدة .

ربيع دائم . . ليس في الجنّة حرّ و لا برد . . نفحات طيبة .

عندما يملأ المرء صدره منها يشعر بالسعادة . .

قال الله ربّنا لآدم : اسكن أنت و زوجك الجنّة و كلا منها حيث شئتما . . اسكن فيها حيث تحبّ و كل فيها ما تحبّ . .

ستكون سعيداً فيها فليس في الجنّة تعب و لا جوع و لا عري . .

و لكن ايّاك أن تقترب من هذه الشجرة . . ايّاك أن تسمع كلام إبليس ، فيخدعك انه عدوّ لك و لزوجك . . انه يحسدك يا آدم ، يضمر لك الشرّ .

انطلق آدم و زوجه حواء في الجنّة ينعمان بظلالها ، و يأكلان من ثمارها . . كان آدم سعيداً و كانت حواء سعيدة . .

كانا سعيدين جداً . . لقد خلقهما الله بيده . . و رزقهما من كل شيء و كانت الملائكة تحبهما ، لأن الله خلقهما و يحبّها . .

آدم و حواء ينطلقان في الجنّة هنا و هناك ، يقتطفان من ثمارها و يجلسان على شواطئ أنهارها .

شواطئ ساحرة جميلة من الياقوت و العقيق ، و المياه الصافية العذبة تغسل اقدامهما . . و هناك انهار من عسل طيب و لذيذ ، و انهار من لبن ، و طيور و زهور . . لا حدود لسعادة آدم و حواء كل شيء في الجنّة لهما . . أشجارها و ثمارها . .

كانا يأكلان من كل الثمار . . ثمار مختلفة الشكل و اللون و الرائحة و لكنها جميعاً شهية . .

و في كل مرّة كانا يصادفان شجرة في وسط الجنّة . . شجرة جميلة المنظر تتدلى ثمارها . . كانا ينظران إليها فقط . . لأن الله نهاهما عن الاقتراب منها و تناول ثمارها .

إبليس عدوّ الإنسان :

طّرد ابليس من صفوف الملائكة . . لقد ظهرت حقيقته في أول امتحان . . ظهرت أنانيته . . و تكبّره . . أصبح ملعوناً رجيماً . . لم يعد له مكان بين الملائكة . .

إبليس يمتلأ حقداً و حسداً لآدم و زوجه . . أصبح شغله الشاغل كيف يخدع آدم و حواء و يخرجهما من الجنّة ؟ .

قال في نفسه : أنا أعرف كيف أخدعهما أنا أعرف أنهما سيصغيان إلى وسوستي . . سأدعوهما لأن يأكلأ من تلك الشجرة . . و عندها سيشقى آدم . . سيصبح شقيأً مثلي . . سوف يطرده الله من الجنّة ، حوّاء هي الآخرى ستشقى .

الشجرة :

جاء إبليس إلى آدم و حوّاء . . جاء ليوسوس لهما . . ليخدعهما قال لهما : هل رأيتما أشجار الجنّة كلها ؟

قال آدم : نعم لقد رأيناها جميعاً . . و أكلنا ثمارها .

قال إبليس : ما فائدة ذلك . . و أنتما لم تأكلا من شجرة الخلد . . انها شجرة الملك الدائم و الحياة الخالدة . . عندما تأكلان من ثمارها تصبحان ملكين في الجنّة . . قالت حواء : تعال لنأكل من شجرة الخلود .

قال آدم : لقد نهانا ربّنا عن الاقتراب منها . . قال إبليس و هو يخدعهما : لو لم تكن شجرة الخلود لما نهاكما عنها . . لو لم تصبحا ملكين لما قال لكما ربّكما : لا تقربا هذه الشجرة انني أنصحكما أن تأكلاها . . و عندها سوف تصيرا ملكين و لن تموتا أبداً . . ستصيرا خالدين تنعمان في هذه الجنّة إلى الأبد .

قال آدم لزوجه : كيف اعصي ربّي . . لا . . لا .

قال إبليس : هيّا لأدلّكما عليها انها هناك في وسط الجنّة ، ذهب إبليس و تبعه آدم و حوّاء . . كان إبليس يمشي متكبّراً مغروراً .

قال و هو يشير إلى الشجرة . . هذه هي الشجرة . . انظرا كم هي جميلة . . انظرا إلى ثمارها كم هي شهية .

نظرت حوّاء . . و نظر آدم . . حقّاً انها جذّابة . . شهية الثمار . . شجرة تشبه شجرة القمح . . و لكن فيها ثمار مختلفة و تفاح و عنب . .

قال إبليس : لماذا لا تأكلان منها . . اقسم لكما باني ناصح . . انصحكما أن تتناولا ثمارها . .

أقسم إبليس أمام آدم و حواء أنه يريد لهما الخير و الخلود !

و في تلك اللحظة الرهيبة نسي آدم ربّه نسي الميثاق الذي أخذه الله عليه . . فكّر في نفسه انه يستطيع أن يبقى ذاكراً لله و في نفس الوقت يعيش حياة الخلود . .

في تلك اللحظات المثيرة . . مدّت حوّاء يدها و اقتطفت من ثمار الشجرة أكلت منها . . انها حقّاً شهية أعطت آدم منها . . نسي آدم الميثاق فأكل منها . .

و هنا فرّ إبليس . . راح يقهقه بصوت شيطاني . . لقد نجح في إغواء آدم و حواء .

الهبوط على الأرض

و في تلك اللحظة التي أكل فيها آدم و حواء من ثمار الشجرة حدث شيء عجيب . . تساقطت عنهما ثياب الجنّة اصبحا عريانين . . بدت لهما سوء آتهما . .

كانت هناك شجرة تين و شجرة موز عريضة الأوراق لجأ إليها آدم و حواء . .

كانا يشعران بالخجل من نفسيهما . . راحا يخصفان من ورق التين و الموز ليصنعا لهما ثوباً يستر ما بدا من سوء اتهما .

شعرا بالندم و الخوف و الخجل . . لقد ارتكبا المعصية . . لم يسمعا كلام الله سمعا كلام الشيطان . . الذي فرّ بعيداً و تركهما لوحدهما . .

سمع آدم و حوّاء صوتاً يناديهما . . كان صوت الله سبحانه قال : ألم انهكما عن هذه الشجرة . . ألم أقل لكما ان الشيطان عدو لكما فلا يخدعكما . .

بكى آدم بسبب خطيئته . . و بكت حواء .. ليتهما لم يسمعا كلام الشيطان . .

قالا و هما يركعان لله في ندم : نتوب إليك يا ربّنا . . فاقبل توبتنا .. . تجاوز عن خطيئتنا ربّنا ظلمنا انفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين .

كان آدم قد تعلم من قبل ان المغفرة و التوبة و الندم تغسل الخطايا . . لهذا تاب . . و أناب إلى الله . .

ربّنا رحيم بمخلوقاته فتاب عليه ، ولكن من يأكل من هذه الشجرة ومن يعصي الله ، عليه أن يخرج من الجنّة عليه أن يتطهّر من خطيئته . .

قال الله سبحانه : اهبطوا إلى الأرض . . اهبطا انتما و ابليس إلى الأرض . . ستستمر العداوة بينكما و بينه . . سوف يستمر في خداعه لكما . .و لكن من يتّبع أمري . . من يتّبع كلماتي فسأعيده إلى الجنّة . . امّا من يكذّب ويكفر فسيكون مصيره مثل مصير الشيطان .

قال الله : اهبطوا بعضكم لبعض عدو ، و لكم في الأرض مستقر و متاع إلى حين . . و فيها تحيون و فيها تموتون و منها تخرجون .

اهبطا منها جميعاً ، فامّا يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا يضل و لا يشقى ، و من أعرض عن ذكري ، فإن له معيشة ضنكا و نحشره يوم القيامة أعمى .

اصبح آدم و حوّاء مؤهلين للحياة في كوكب الأرض . . لقد اكتشف آدم سوء اته . . اصبح جاهزاً لأن يكون خليفة الله في الأرض يعمّرها . . و يسكنها . . و لا يفسد فيها .

لهذا سجدت له الملائكة . . تصورت الملائكة أن آدم سوف يفسد في الأرض و يسفك الدماء . . و لكن آدم يعرف اشياء لا تعرفها الملائكة يعرف الأسماء كلها ، الملائكة لا تعرف الحرّية و الإدارة و لا تعرف التوبة . . لا تعرف الخطيئة . لا تعرف أن الذي يخطئ يعرف كيف يصحّح خطأه و يتوب .

من أجل هذا خلق الله آدم ليكون له خليفة في الأرض .

فجأة و بقدرة الله المطلقة هبط آدم و حواء . . و هبط إبليس .

كل واحد منهم هبط في مكان من الأرض .

هبط آدم فوق قمّة جبل في جزيرة سرنديب[1]، و هبطت حواء فوق جبل المروة في ارض مكّة . . امّا إبليس فهبط في اخفض نقطة من اليابسة . . هبط في واد مالح في البصرة قريباً من مياه الخليج .

و هكذا بدأت الحياة الإنسانية فوق سطح الأرض ، و بدأ الصراع . . الصراع بين الشيطان و الإنسان . .


عندما هبط أبونا آدم و أمّنا حواء على سطح الأرض كانت هناك حيوانات كثيرة تعيش . . غير أنها لم تقاوم الثلج المتراكم منذ آلاف السنين فماتت و انقرضت . . كان حيوان يدعى " الماموث " و هو يشبه الفيل و لكن جلده كان مغطّى بالصوف .

كان هذا الحيوان يجوب سيبريا . . و كان حيوان آخر يشبه وحيد القرن و لكنه كان مغطّى بالصوف أيضاً . . هو الأخر لم يقاوم الثلوج و البرد ، فماتت أنواعه و انقرضت . .

و كانت هناك طيور عجيبة .. طيور عملاقة ماتت و لم يبق لها من أثر .

و شاء الله سبحانه أن تذوب الثلوج و ينتهي البرد الشديد في الأرض و يعود الدفء شيئاً فشيئاً .


و شاء الله أن يهبط آدم و حواء ليكون الإنسان خليفة في الأرض . . يزرع و يبني ويعمّر هذا الكوكب الجميل .

اللقاء

الملائكة كانت تحبّ آدم . . تحبّه لأن الله خلقه بيده . . و تحبّه لأنه خلقه و جعله اسمى مرتبة من الملائكة . .

الملائكة سجدت لأدم لأن الله أمرها بالسجود له . . و عندما عصى آدم ربّه و اكل من تلك الشجرة . . ندم و تاب و أناب إلى الله . .

الله ربّنا رحيم ، قبل توبته . . و اهبطه إلى الأرض ليكون خليفته . .

الأرض إمتحان للإنسان هل يعبد الله أم يتبع الشيطان ؟

الملائكة تحب آدم و تحب له الخير و السعادة . .

تريد له أن يعود إلى الجنّة ، أمّا الشيطان فهو يكره آدم هو يكره الإنسان و يحقد عليه لهذا حسده و لم يسجد له . . استكبر على الله . .

لهذا أغوى آدم و أزلّه فأكل من الشجرة . .

الشيطان يكره الإنسان يضمر له العداوة يريد له الشقاء . . يريد له الذهاب إلى الجحيم .

هبط آدم على الأرض . . و ظلّ ساجداً لله كان يشعر بالندم العميق لخطيئته . . تاب الله عليه . . و اجتباه . . و اصبح آدم طاهراً من الخطيئة . .

تذكر آدم زوجته حواء . . آدم يحبها كثيراً .

كان سعيداً بها ولكن لا يدري أين هي الآن . . عليه أن يبحث لعلّه يعثر عليها .

راح آدم يضرب في الأرض وحيداً يبحث عن زوجته حواء .

جاء أحد الملائكة أخبره أن حواء في مكان بعيد من هذه الأرض . . انها تنتظرك . . هي خائفة و تبحث عنك . . قال له إذا سرت في هذا الاتجاه فإنك ستعثر عليها . .

شعر آدم بالأمل و انطلق يبحث عن حواء . . قطع مسافات شاسعة و هو يمشي . .

كان يمشي حافي القدمين .

إذا جاع تناول شيئاً من النباتات البرّية ، و عندما تغيب الشمس و يغمر الظلام الأرض ، كان يشعر بالوحشة فينام في مكان مناسب . . و كان يسمع أصوات الحيوانات تأتي من بعيد . .

سار آدم أياماً و ليالي إلى أن وصل أرض " مكّة " ، في قلبه شعور أنه سيجد حواء في هذا المكان . . ربما خلف هذا الجبل أو ذاك . .

كانت حواء تنتظر ، تصعد هذا الجبل و تنظر في الأفاق . . و لكن لا شيء . . و تذهب إلى ذلك الجبل و تصعده لتنظر . .

ذات يوم رأت حواء و هي تنظر رأت شبحاً . . قادماً من بعيد . . عرفت أنه آدم انه يشبهها . . هبطت حواء من الجبل . . ركضت إليه كانت تشعر بالفرحة و الأمل . .

آدم لمحها من بعيد . . أسرع إليها ركض باتجاه حواء و حواء ، هي الأخرى كانت تركض باتجاه آدم .

و في ظلال جبل يدعى " عرفات " حدث اللقاء . . بكت حواء من فرحتها و بكى آدم أيضاً . . و نظرا جميعاً إلى السماء الصافية . . و شكرا الله سبحانه الذي جمع شملهما مرة أخرى .

العمل و الحياة

لم تكن الحياة في الأرض سهلة انها ليست مثل الجنّة . .

الأرض كوكب يدور في الفضاء .. تتغير فيه الفصول . . شتاء بارد حيث تنهمر الثلوج فتغطّي السهول و الجبال . .

و صيف لاهب حارّ . . و خريف . . تتساقط فيه الأوراق . . وتصبح الاشجار مثل الأعواد الجافّة . .

ثم يأتي الربيع . . فتبتهج الأرض ، و تغدو خضراء . . و يتذكر آدم حياة الجنّة الطيبة فيبكي . . يحنّ إلى العودة إلى الجنّة و إلى الحياة الطيّبة هناك .

اختار آدم و زوجته بقعةً جميلة من الأرض ليعيشا فيها .

كانت بعض النباتات البرّية قد نبتت فيها ، و اشجار مختلفة الشكل و الثمر . .

مضت أيام السعادة في الجنّة . . لا حرّ و لا برد و لا جوع و لا تعب .

عليهما الآن أن يكدّا و يعملا . . عليهما أن يستعدّا للشتاء القادم و الرياح الباردة . . أن يناما في الغار قبل أن ينتهيا من بناء كوخ لهما من خشب الأشجار .

كان آدم يعمل و يعمل و يشقى . . كان يتصبّب عرقاً كل يوم و هو يعمل .

فحتى لا يموت جوعاً ، عليهما أن يزرعا و يحصدا و يطحنا و يعجنا ثم يخبزا لهما رغيفين .

كانا يتذكران ايام السعادة و يحنّان للعودة إلى الجنّة قرب الله الذي خلقهما .

و كانا يتذكران خطيئتهما فيبكيان و يستغفران .

و هكذا مضت حياتهما بين العمل و العبادة و بين التفكير في مستقبل أولادهما .


و تمضي الأيام تلو الأيام . . و انجبت حواء ولداً و بنتاً . . ثم انجبت ولداً وبنتا .

اصبح عدد سكان الأرض من البشر ستة أفراد .

فرح آدم و حواء بابنائهما ، كانوا يكبرون يوماً بعد يوم . . اصبحوا شباناً . . قابيل و أخوه هابيل كانا يذهبان مع ابيهما آدم يتعلمان منه العمل ، حراثة الأرض و رعي الماشية . .

اما اقليما و لوزا فكانتا تساعدان امهما في أعمال المنزل . . الطبخ الكنس الحياكة .

الحياة تتطلب العمل و النشاط و السعي . . و تمرّ الأيام والأعوام . .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو شهاب
عضو فضي
عضو فضي
ابو شهاب


ذكر
الرصيد : 3
متصل من : liban
تاريخ التسجيل : 22/12/2007
عدد الرسائل : 252

أبونا آدم و أمُّنا حوّاء Empty
مُساهمةموضوع: رد: أبونا آدم و أمُّنا حوّاء   أبونا آدم و أمُّنا حوّاء Empty2008-01-13, 05:37

قابيل وهابيل

نشأ قابيل قاسياً شرس الأخلاق عنيف الطباع ، بعكس هابيل الهادئ الوديع المسالم .

كان قابيل يؤذي أخاه دائماً . . يريد منه أن يصبح له عبداً يخدمه من الصباح إلى المساء . .

يحرث له الأرض ، إضافة إلى عمله في رعي الماشية . . حتى ينصرف هو إلى كسله و إمضاء و قته في اللهو و اللعب كم ضرب قابيل أخاه ! !

و كان هابيل يتحمّل و يصبر لأن قابيل أخاه و شقيقه . .

كان يدعو الله أن يهدي أخاه قابيل و يصبح إنساناً طيباً .

كان آدم يتألم . . و ربّما نصح ابنه قابيل إلاّ يكون شريراً . . قال له مرّة :

كن طيباً يا قابيل . . مثل اخيك . .

و مرّة قال له :

لا تكن شريراً يا قابيل . . إن الله لا يحب الأشرار .

كان قابيل لا يسمع نصائح والده . . كان يظن أنه أفضل من هابيل . . فهو أقوى بكثير من أخيه . . عضلاته قوّية جداً و رأسه أكبر من رأس هابيل . . و أطول منه قدّاً . .

و كان آدم يقول لابنه :

ان التقي هو الأفضل . . أن الله ينظر إلى القلوب يا قابيل . . الإنسان الأفضل . . هو الإنسان الاتقى .

كان قابيل عنيداً . . كان يصرخ :

لا . . لا . . لا أنا أفضل منه . . أنا الأقوى . . و الأضخم .

ذات يوم صفع قابيل أخاه هابيل . . صفعه بقسوة .

لم يفعل هابيل شيئاً كان يتحمّل أخاه . . هابيل قلبه طيب يحب أخاه . . يعرف أنه جاهل .. هابيل يخاف الله . . لا يريد أن يكون شريراً مثل أخيه .

أراد الأب أن يضع حدّاً لشرور قابيل . . أراد أن يفهمه أن الله يحبّ الطيبين . . ان الله لا يحب الأشرار ، قال لهما :

ليقدّم كل منكما قرباناً إلى الله . . فمن يتقبل الله قربانه فهو الأفضل .. لأنّ الله يتقبل من المتقين .

انطلق قابيل إلى حقول القمح . . جمع كوماً من السنابل كانت ما تزال طرية لم تنضج بعد . .

و مضى هابيل إلى قطيع الماشية . . فاختار كبشاً سليماً من كل عيب . . اختار كبشاً جميلاً و سميناً .. لأنه سيهديه إلى الربّ . .

قال آدم لابنيه :

إذهبا إلى هذه التلال . .

وضع قابيل كوم القمح تحت ابطه و مضى إلى التلال .

و راح هابيل يسوق كبشه الجميل إلى هناك . . ترك هابيل كبشه فوق التلّ و القى قابيل كوم القمح قريباً منه . . سجد هابيل لله . . بكى خشية منه . . نظر إلى السماء الصافية و دعا الله أن يتقبل قربانه .

أما قابيل فكان عصبياً جداً ينظر هنا وهناك كأنه يبحث . . كان يريد أن يرى الله . . ترى ماذا سيكون شكله !

مضت ساعات طويلة .. لم يحدث شيء . .

هابيل جالس بوداعة ينظر إلى السماء و قد ظهرت بعض الغيوم . . امتلأت السماء بالسحب .. سكن الهواء . . كان هابيل يدعو الله . . و كان قابيل يمسك بصخرة و يقذفها بعصبية فتتكسر فوق الصخور . . كان عصيباً لا يدري ماذا يفعل . .

فجأة لمع البرق في السماء . . و دوّى الرعد . . شعر قابيل بالخوف . . اما هابيل فكان يدعو الله . . انهمر المطر غسل وجه هابيل . . غسل دموعه . . اختبأ قابيل تحت سن صخري . .

لمع البرق مرّة أخرى و أخرى . . فجأة انقضت صاعقة كالأعصار . . أصابت الكبش و حملته بعيداً ابتهج قلب هابيل . . بكى فرحاً . . لقد تُقبّل قربانه . . ان الله يحب هابيل لأن هابيل يحبّ الله . .

امّا قابيل فقد امتلأ قلبه بالحقد و الحسد . . لم يتحمّل منظر كوم القمح و قد بعثرته الريح . . امسك بحجر صخري و صرخ باخيه :

لأقتلنك . .

قال هابيل بهدوء :

يا قابيل يا أخي . . انما يتقبّل الله من المتقين .

صرخ قابيل مرّة أخرى و هو يلوّح بقبضته :

سأقتلك . . انني أكرهك .

شعر هابيل بالحزن لماذا يكرهه أخوه ؟ ! ماذا فعل لكي يحقد عليه ؟ !

قال بمرارة و ألم :

لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لاقتلك . . إني أخاف الله ربّ العالمين . . انت تظلمني يا قابيل . . و إذا ما قتلتني فسوف يكون مصيرك النار .

قابيل يفكر بطريقة وحشية . . فمادام هو الأقوى فمن حقّه أن يسيطر على أخيه . . أن يستعبده . . أن يسخره كما يسخر الحيوانات الأخرى . .

انصرف هابيل إلى عمله يرعى ماشيته . . نسي تهديدات أخيه . . كان يرعى الماشية في التلال و الوديان الخضراء الفسيحة يتأمل ما حوله بحب . .

يملأ الايمان قلبه بالسلام .. ينظر إلى خرافه و هي ترعى في المروج . .

كل شيء هادئ .. منظر الشمس في الأصيل جميل . . الأفق الأزرق الصافي . . و خرير الجدول و هو يجري في الوادي الفسيح . . و الطيور البيضاء و هي تحلق في الفضاء الأزرق . . كل شيء جميل . . و محبوب . .

و هناك خلف التلال كان قابيل يسرع نحو أرضه . . كان عصبياً و زاد من عصبيته أنه كان جائعاً . . رأى من بعيد أرنباً فركض فطارده . . قذفه بحجر تعثر الأرنب انكسرت رجله . . لم يعد قادراً على الفرار و النجاة . . أمسك قابيل به . . قتله و أكله . . رمى بالباقي فوق الأرض . .

هبطت بعض النسور و راحت تتناول من الفريسة . . قابيل فكر في نفسه . . لو كان ضعيفاً . . لأكلته النسور . . لماذا لا تأكلني هذه الطيور المخيفة . . لأنني قوي . . القوّي هو الذي يستحق الحياة . . و على الضعفاء ان يموتوا . .

مرّة أخرى فكر قابيل بطريقة وحشية . . انه لا يعرف الحق و الباطل أن يكون الإنسان طيّباً أفضل من أن يكون شريرّاً . . مرّة أخرى شعر بالحقد و الحسد لأخيه . . ترك أرضه و حقوله و مضى نحو التلال . .

راح ينظر إلى أخيه هابيل في السفوح الخضراء . . و الماشية ترعى بسلام . .

كان هابيل مستلقياً فوق العشب الأخضر . . ربّما كان نائماً . . هكذا خطر في بال قابيل اشتعل الحقد في نفسه أكثر . . اشتعل الغدر في قلبه . . انحنى ليلتقط حجراً مسنّناً .

ربّما فكّر انها فرصة لقتل هابيل . . للتخلّص من أخيه إلى الأبد .

انحدر قابيل من التلّ . . اقترب من أخيه . . كان حذراً جداً مثل نمر شرس . . عيناه تبرقان بالجريمة و الغدر . .

كان هابيل غافياً . . شعر بالتعب من كثرة ما دار في المراعي . . لهذا وضع رأسه على صخرة ملساء و تمدّد فوق العشب و نام . . في وجهه ابتسامة و أمل . .

كان نومه هادئاً لأنه يعرف ان هذا الوادي لا ترتاده الذئاب و لا الخنازير لهذا ترك ماشيته ترعى بسلام .

لم يخطر في باله أن هناك مخلوقاً آخر أكثر فتكاً من الذئاب . .

قابيل شقيقه الوحيد في هذه الدنيا الواسعة !

أصبح قابيل قريباً منه . . وقع ظله على وجه أخيه النائم . . فتح هابيل عينيه ابتسم لأخيه . . و لكن قابيل كان قد تحوّل إلى وحش . . أصبح مثل الذئب ، بل أكثر قسوة . .


انقض على أخيه بالحجر و ضرب جبهته . . سالت الدماء على عيني هابيل . . فقد وعيه . . و كان قابيل يواصل الضرب . . إلى أن سكنت حركة هابيل تماماً .

لم يعد هابيل يتحرك . . لم يعد يفتح عينيه الواسعتين . . لم يعد يتحدّث و لا يبتسم . . انه لا يستطيع العودة إلى كوخه . . بقيت ماشيته دون راع . . ستتيه في هذه التلال و الوديان . . ستفترسها الذئاب . .

كان قابيل ينظر إلى أخيه . . و كانت الدماء ما تزال تنزف من جبهته .

توقف نزف الدم . . ظهرت في السماء نسور راحت تحوم . .

حار قابيل ماذا يفعل ؟ . . حمل جسد أخيه وراح يمشي . . لا يدري أين يذهب به كيف يبعده عن هذا النسور الجائعة ؟ !

شعر بالتعب . . الشمس تجنح نحو الغروب . . وضع جسد أخيه فوق الأرض . . وجلس ليستريح . .


فجأة حطّ غراب بالقرب منه . . كان ينعب بشدّة يصيح : غاق . . غاق . . غاق . . ربما كان يقول له : ماذا فعلت باخيك يا قابيل ! ! لماذا قتلت أخاك يا قابيل ؟ !

راح قابيل يراقب حركات الغراب . . الغراب كان يبحث في الأرض . . ينبش التراب . . صنع فيها حفرة صغيرة . . التقط بمنقاره ثمرة من الثمار الجافّة و القاها في الحفرة . . راح يهيل عليها التراب . .

شعر قابيل بانه اكتشف شيئاً مهمّاً . . عرف كيف يواري أخاه . . يحفظه من النسور و الذئاب . . أمسك بعظم ربّما كان فك حمار ميت أو حصان أو حيوان آخر .

راح يحفر في الأرض . . كان يتصبب عرقاً صنع حفرة مناسبة . . لا يمكن للنسور ولا للحيوانات أن تنبشها حمل جسد أخيه و وضعه في الحفرة و راح يهيل عليه التراب . .

بكى قابيل كثيراً . . بكى لأنه قتل أخاه . . و بكى لأنه كان عاجزاً عن فعل شيء . .

الغراب هو الذي علّمه كيف يواري سوءة أخيه . . انه مخلوق جاهل لا يعرف شيئاً يتعلّم من الغراب . . نظر قابيل إلى كفيه نفض منهما التراب ماذا فعلت بنفسك يا قابيل ؟ !


كيف طوّعت لك نفسك قتل أخيك . . ماذا كسبت ؟ !

ماذا حصدت من عملك سوى الندم والألم . . غابت الشمس . . خيّم المساء . . و ملأ الظلام الوادي و عاد قابيل إلى كوخه . .

من بعيد و قبل أن يصل الكوخ رأى ناراً . . ناراً متأججة . . خاف قابيل . . اصبح يخشى النار .. النار التي اخذت قربان اخيه و رفضت قربانه . . اراد أن يفرّ . . و لكن إلى أين ؟

رأى أباه آدم ينتظر . . كان ينتظر عودة ابنيه . . عاد قابيل وحيداً . .

شعر آدم بالحزن و القلق . . سأل ابنه :

أين أخوك يا قابيل ؟

قال قابيل بعصبية :

و هل أرسلتني راعياً لابنك ؟

أدرك الأب أن شيئاً ما قد حصل .

قال لقابيل :

أين فقدته ؟

قال قابيل :

هناك في تلك التلال .

قال الأب :

خذني إلى ذلك المكان .

قابيل أشار إلى المكان . . و راح يمشي و أبوه يمشي وراءه . . سمعا من بعيد ثغاء الأغنام و الماعز و رأى آدم الماشية مبعثرة في الوادي . . صاح :

هابيل . . أين أنت يا هابيل . .

لكن أحداً لم يجب . . تحت ضوء القمر رأى آدم شيئاً يلمع فوق الصخور . . فوق الأرض . . شم رائحة غريبة . . أدرك آدم كل شيء . . عرف أن قابيل قد قتل أخاه ، هتف بغضب :

اللعنة عليك يا قابيل . . لماذا قتلت أخاك ؟ لم يخلقك الله لتفسد في الأرض و تسفك الدماء . . اللعنة عليك . .

فرّ قابيل . . تاه في الأرض . . راح يعدو مثل المجنون . . ينام في المغارات ، و يركع للنار . . يسجد لها اصبح يخاف منها . . اصبحت حياته عذاباً و ندماً .

و عاد آدم إلى الكوخ حزيناً يبكي من أجل ابنه هابيل . . هابيل الطيب التقيّ . . هابيل المظلوم . .

بكى آدم أربعين يوماً . . و بكت حوّاء من أجل ولديها . . و أوحى الله إلى آدم أنه سيرزقه ولداً آخر . . ولداً طيباً مثل هابيل . . و مضت تسعة اشهر . . و انجبت حوّاء ولداً جميلاً وجهه يضيء كالقمر . .

فرح آدم ملأت البهجة قلبه لقد عوّضه الله عن هابيل بولد مثله . . سبعة أيام و آدم يفكر في اسم لولده . . و في اليوم السابع قال لزوجته :

نسمّيه شيث . . هبة الله . . لأن الله قد أهداه لنا . .

و تمضي الأيام و الأعوام . . و كبر شيث ، و أصبح آدم شيخاً كبيراً . . و أصبحت حوّاء إمرأةً عجوزاً . .

و كان آدم راضياً . . لقد كبر أبناؤه و أصبح له أحفاد و ذرّية . . يعملون و يزرعون . . و يبنون . . ويعبدون الله . . و هناك في مكان ما يعيش قابيل . . هو الأخر أصبح له ذرّية في الأرض .

و ذات يوم قال آدم لولده شيث :

اشتهي عنباً يا ولدي . .

نهض شيث و انطلق إلى البساتين الواسعة حيث تنبت الكروم . . اقتطف بعض العناقيد الناضجة و عاد إلى أبيه . . و لكن آدم قد مات . . توفي . . عاد إلى الجنّة . . بعد أن عاش في الأرض ألف سنة . .

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ }[2] .

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ * وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ * وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ * فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ * فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }[3]



--------------------------------------------------------------------------------

[1] جزيرة سيلان التي تسمى اليوم سريلانكا .

[2] سورة المائدة ( 5 ) ، الآيات : 27 ـ 31 .

[3] سورة البقرة ( 2 ) ، الآيات : 30 ـ 38 .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سدرة المنتهى
مشرفه
مشرفه
سدرة المنتهى


انثى
العمر : 37
الرصيد : 0
متصل من : في رحاب اهل البيت
تاريخ التسجيل : 29/01/2008
عدد الرسائل : 3624

أبونا آدم و أمُّنا حوّاء Empty
مُساهمةموضوع: رد: أبونا آدم و أمُّنا حوّاء   أبونا آدم و أمُّنا حوّاء Empty2008-03-01, 07:22

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ * وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ * وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ * فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ * فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }[3]
الللللله ما يحرمنا منك ومن ابداعاتك انشاءالله اجرك على الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أبونا آدم و أمُّنا حوّاء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شباب أمل الثقافية :: الأدب والثقافة :: القصص القصيرة-
انتقل الى: