شعبان المعظّم
هو شهر شريف، عظيم البركات، وصيامه سُنّة من سُنَن النّبيّ صلّى الله عليه وآله.
وفي اليوم الثاني منه سنة اثنتين من الهجرة نزل فرض صيام شهر رمضان.
وفي اليوم الثالث منه مولد الإمام الحسين عليه السّلام سيّد شباب أهل الجنّة.
وفي اليوم الرابع منه سنة ستّ وعشرين من الهجرة ولد قمر بني هاشم أبو الفضل العبّاس بن أمير المؤمنين عليه السّلام.
وفي اليوم الخامس منه سنة ثمان وثلاثين ولد النور الرابع من أنوار أهل البيت العصمة الإمام السجّاد عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السّلام.
وفي ليلة النصف منه سنة أربع وخمسين ومئتين من الهجرة كان مولد سيّدنا الإمام المهديّ صاحب الزمان صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين.
ويستحبّ في هذه الليلة الغُسل، وإحياؤها بالصلاة والدعاء.
وفي هذه الليلة تكون زيارة سيّدنا أبي عبدالله الحسين بن عليّ عليه السّلام، فقد روي عن الصادقِين عليهم السّلام إنهم قالوا: «إذا كان ليلة النصف من شعبان نادى منادٍ من الأفق الأعلى: زائري قبر الحسين بن عليّ مغفوراً لكم، ثوابكم على ربّكم، ومحمّد نبيّكم».
ومن لم يستطع زيارة الحسين بن عليّ عليهما السّلام في هذه الليلة فليَزُر غيره من الائمّة عليهم السّلام، فإن لم يتمكّن من ذلك أومئ اليهم بالسّلام، وأحياها بالصلاة والدعاء.
وقد روي «أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام كان لا ينام في السنة ثلاث ليال: ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، ويقول: إنّها الليلة الّتي تُرْجى أن تكون ليلة القدر، وليلة الفِطر ويقول: في هذه الليلة يُعطى الأجير أجره، وليلة النصف من شعبان ويقول: في هذه الليلة يُفْرَق كلُّ أمرٍ حكيم». وهي ليلة يُعظّمها المسلّمون جميعاً وأهل الكتاب.
وقد روي عن الصادق جعفر بن محمّد عليهما السّلام أنه قال: «إذا كان ليلة النصف من شعبان أذِن الله تعالى للملائكة بالنزول من السماء إلى الأرض، وفتح فيها أبواب الجنان، وأُجيب فيها الدعاء، فليُصَلِّ العبد فيها أربع ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرّة وسورة الإخلاص مئة مرّة، فإذا فرغ منها بسط يديه للدعاء وقال في دعائه: اللهمّ إنّي اليك فقير، وبك عائذ، ومنك خائف، وبك مستجير، ربِّ لا تُبدّل اسمي ولا تغيّر جسمي، وأعوذ بعفوك من عقابك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ برحمتك من عذابك إنك كما أثنيتَ على نفسك، وفوق ما يقول القائلون، صلِّ على محمّد وآل محمّد وافعل بي كذا وكذا، ويسأل حوائجه فإن الله تعالى جواد كريم».
وروي أنّ مَن صلّى هذه الصلاة ليلة النصف من شعبان غفر الله سبحانه ذنوبه، وقضى حوائجه، وأعطاه سُؤله.
وفي اليوم التاسع عشر منه سنة ستّ من الهجرة وقعت غزوة بني المصطلق.